صلاح جلال
(1)
???? لقد جاء فى الحديث القول بشروا ولا تنفروا ولكن أيضاً جاء الرائد لا يكذب أهله لذلك نقولها لكم بوضوح على فظاظتها وفظاعة وقعها عليكم وعلى أسركم القادم أسوأ، أكثر ساعات الليل إظلاماً فى الطريق إليكم بعدها سيعقبها فجر، منبر سويسرا لوقف الحرب فى السودان هو منبر جامع لكل فعاليات المجتمع الدولى من دول ومنظمات The Best Shot إذا لم يصل لفرض وقف إطلاق نار إنسانى لوصول الإغاثات للمحتاجين سيكون منبر فاشل، من غير وقف إطلاق نار إنسانى لن يصل الطعام والدواء للمحتاجين بطريقة فعالة، العمليات الحربية لها منطقها المعاكس لمراعاة القضايا الإنسانية، استمرار العدائيات يعنى استمرار الحصار والإغلاق والمخاطر على الأحياء والأشياء بمنطق الحرب، لا يمكن أن تكون مُنتج للموت والدمار وواهب للحياة فى نفس الوقت.
(2)
???? رسالتى للمجتمعين فى جنيف من الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إذا لم يصل مؤتمركم لفرض وقف إطلاق نار إنسانى فقد فشل فى هدفه الرئيسى لإخضاع الأزمة للقانون الإنسانى الدولى لحقوق الإنسان
ما يحدث من حلول دون وقف عدائيات وهدنة إنسانية فهو خير ومُسكن للسرطان بالبندول لبعض أعراض الأزمة شكر الله سعيكم سينفض جمعكم ويترك الشعب السودانى فى مواجهة مصيره، إذا لم يتم تفعيل إجراءات دولية لضمان حماية المدنيين.
(3)
???? بعد أن ينفض المؤتمر فى جنيف سيواجه الشعب السودانى أحلك لياليه إظلاماً من حرب ضروس تشمل كل الأقاليم، ولن تجد من يهتم ويقول أوقفوا القتال لشهور قادمة حتى يظهر ملمح لمنتصر وطرف آخر يخضع لشروطه أو تنتهى الحال لفوضى عارمة لا تميز بين القاتل والمقتول وتفاقم من هشاشة الدولة وتدفع فى إتجاه الانهيار الشامل، لذا نطلب من دول الجوار خاصة تشاد وج السودان ومصر وإثيوبيا وإريتريا تهيئة الحدود لمزيد من اللاجئين، كما نناشد المجتمعين فى جنيف وضع خطة لتدفق مزيد من الهاربين من القتال القادم على حدود تلك الدول.
(4)
???????? ختامة
* لقد اختارت قيادة القوات المسلحة وحلفائها بكامل إرداتهم خيار التصعيد للحرب برفضها لمنبر جنيف التفاوضى لوقف القتال وبالتالى هى من يجب أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية فى التصعيد القادم بكل ما يحمله من دماء ودمار، نصيحتى لكل المدنيين الأيام القادمة لن يكون هناك أى مكان آمن بطول السودان وعرضه
فقد طلبت قيادة القوات المسلحة وحلفائها الحرب فى ظنى ستجدها حرب لا تبقي ولا تذر وما الحرب إلا ما عرفتم أبي سُلمى:
وما الحربُ إلا ما علِمتُمُ وذُقتُمُ
وما هو عنها بالحديث المُرجَّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
وتَضرَ إذا ضريتموها فتضرمِ
فتعرُككم عَرْكَ الرَّحى بثفالِها
وتلقح كِشافا ثم تنتجُ فتُتمِ
#لاللحرب
#لازم_تقيف
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات
كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
٢٣ مايو ٢٠٢٣م
في العلاقات الدولية عادة ما يكون التلويح بإستخدام القوة رهين بمستوى مصلحة الدولة المباشرة تجاه الطرف أو الأطراف التي تمارس عليها تلك القوة، غني عن البيان أن القوة هي الأداة التي تمكن من ممارسة النفوذ الذي بدوره يجعل الطرف الآخر يزعن لتوجيهات وأوامر صاحب النفوذ.
ما لمح به وزير خارجية أمريكا أنتوني بلكن يوم ٢٣ مايو ٢٠٢٣ بالتلويح بإستخدام القوة لفرض الهدنة الموقعة في جدة بين طرفي الحرب في السودان تلويح غير مجد لأنها في الغالب ستحرك عقويات اقتصادية، وهذه بالطبع ممارسة للقوة الناعمة ولن تكون ذات أثر كبير ومباشر في إسكات صوت السلاح ولن تثني أطراف النزاع عن مواصلة الحرب، فالعقوبات حتى وإن فرضت لن تظهر آثارها الا بعد أن يكون السودان قد إحترق عمليا بالنظر لتصاعد وتائر العنف وضرواة الحرب في المدن خاصة في الخرطوم.. أما استخدام القوة الخشنة كوجود مراقبين مسلحين على الأرض Boots on the ground فهذا ما لن تقدم عليه أمريكا نظرا لعدم وجود مصالح تتهددها الحرب بشكل مباشر كالإستثمارات الكبرى أو كوجود مواطنين أمريكان يمكن أن تخاف على حياتهم ( لاحظ كيف تسرعت أمريكا بإجلاء رعاياها من السودان منذ الأيام الأولى للحرب)... أما قول بلنكن العودة لحكومة مدنية فهذا حديث يُلقى هكذا دون أن تحرك له مفاعيل حقيقية لاسيما وأن مسار التحول المدني الديمقراطي قد انقطع منذ إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ولم تتحرك إلا ضمن الرباعية وهي آلية مغلولة وممهولة بالدرجة التي أوصلت الجميع لهاوية الحرب.
بأختصار أمريكا لا مصلحة لها في إطفاء حريق السودان إلا ضمن شرطية توازن القوى في المنطقة حال تمدد النفوذين الروسي و / أو الصيني واللذين عادة ما تنظر لهما بعين الريبة.
فكلما بوسع أمريكا أن تفعله الآن هو أن تتبرع ببضع ملايين من الدولارات للمنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين واللاجئين وهذا ما شرعت فيه فعلياً، وعندما تنضب تلك الأموال و المعونات ستصبح حرب السودان من الحروب المنسية.
د.محمد عبد الحميد
٢٣ مايو ٢٠٢٣م