خريف ظفار.. يبلغ ذروته
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
د. أحمد بن علي العمري
مهما غرد المغردون وشكك المشككون وتناقل المتناقلون وتذمر المتذمرون فقد بلغ خريف ظفار ذروته التي لم يصلها منذ العديد من السنين… وكما يقال بالمحلي ( ابلاغ خرف )ولله الفضل والحمد والمنه فقد اكتست السهول والهضاب والقمم والتلال والجبال بالسندس الاخضر واتسعت رقعة البساط الاخضر في جميع أنحاء المحافظة راسمة صورة سرياليه تصل لدرجة الخيال ان لم يكن حد الكمال ولله الكمال وترسم لوحة آسرة لم تصل لها ريشة ليوناردوا دافنشي وتعزف سيمفونيه موسيقية رائعه لم يرقى بيتهوفن لمستواها.
ولم يقدر على تخيلها حتى الذكاء الإصطناعي ولم يتمكن من تحديدها حتى البعد الثلاثي ( 3D) فقد تدفقت الشلالات وانفجرت العيون وسالت الجداول وترنم خرير الماء كما يقول امير الشعراء أحمد شوقي رحمة الله عليه:
تلك الطبيعه قف بنا ياساري
حتى أريك بديع صنع الباري
الأرض حولك والسماء اهتزتا
لروائع الآيات والآثاري
ولقد تمر على الغدير تخاله
والنبت مرآة زهت بإطاري
حلو التسلسل موجه وخريره
كأنامل مرت على أوتاري
هاهي ظفار هذا الجزء الغالي من عماننا الحبيبه تلبس أبهى حللها وتتزين بأحلى زينتها وقد بدأت كعروسا للخليج وربما هي عاصمة السياحه الخليجيه بلامنازع فأمها القاصدون من كل حدبا وصوب من انحاء السلطنه ومن دول الخليج ومن الدول العربيه بل ومن العالم أجمع حيث زاد عدد الزوار عن السنوات الماضيه بشكل ملحوظ ليستمتعوا بهذا الجو الاستثنائي المنعدم النظير والهواء العليل وحتى مطرها فانه ينزل رذاذا خفيفا مما يجعلك تتمشى تحته ولا يبلل لك ملبوسا… وذاع صيتها في بقاع الارض الأمر الذي يوحي بزيادة عدد الزوار في الأعوام القادمه باذن رب العالمين.. وليس من سمع كمن رأى
وحتى المزارات والمواقع الطبيعيه كل عام تكتشف اماكن لم تكن معروفه من قبل والقادم أفضل بإذن رب العالمين
لقد لاحظت كما لاحظ الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفه بروز بعض اصوات المتذمرين فهناك من يتذمر من ارتفاع الايجارات وهناك من يشكو من قلة الخدمات وهناك من يمتعض من الزحام المروري وغيرهم
ولهؤلاء جميعاً نقول
قبل كل شىء توب بحي ويامرحبا وسهلاً
ثم عن ارتفاع الايجارات فهذا موسم وفي اي موسم ترتفع الايجارات في كل العالم طبعا وليست سلطنة عمان استثناءا كما يحصل في موسم الحج مثلاً او المناسبات العالميه مثل ماحصل في كاس العالم في قطر او المهرجانات كما يحصل في مهرجان مسقط وغيرها
وحتى اسعار التذاكر على مستوى العالم ترتفع في الصيف لانهم يعتبرونه موسما
وهكذا حال العالم .. ومن هنا ومن باب النصح فانني اتمنى ان يكون السكن محجوزا قبل القدوم حتى لايستغل القله من المستغلون لهذه الاوضاع
اما عن الخدمات فمن الطبيعي ان وقت الذروه يكون هناك ثقل كبير على الخدمات المتوفره فاذا زاد الطلب اكيد يقل العرض وهذه قاعده يعرفها الجميع
وعن الزحام المروري … فان كان البعض يراها نقمه ومشكله فانا من الناس الذين يرونها نعمه لان اي مكان في العالم يقصده المصطافون من الطبيعي ان يكون فيه ازدحام مروري فليكن المشوار الذي نقضيه في عشرة دقائق يصل إلى نصف ساعه… ماهي المشكله.. المهم ان نتحلى بالصبر ونفسح المجال للغير ونحافظ على الضوابط المروريه لنصل جميعاً بأمان وسلام وعلى الأخوه القادمين عبر البر التوقف بين الحين والآخر في الاستراحات المتواجده على طول الطريق للراحه واخذ الحيطة والحذر في قيادة المركبات والله يحفظ الجميع
انني اتمنى من كل قلبي عندما ينتهي خريف ظفار ان تكون هناك فعاليات في اي محافظة اخرى بالاضافة للمقومات السياحيه فيها سواءا كانت طبيعيه او تراثيه او ثقافيه او اجتماعيه او تقليديه ويحصل فيها ماحصل في ظفار وهكذا بالتناوب بين المحافظات على مدار العام حتى نعود لخريف ظفارة مرة اخرى حيث تنتعش البلاد اقتصادياً وتتنوع مصادر الدخل بالاضافة لإيجاد وظائف للعاملين في هذه الانشطه والفعاليات
حتى نعيش النهضة المتجدده كما ارادها ربانها وقائدها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه ورعاه وأدام عليه الصحه والعافيه وأطال الله لنا بعمره
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نثر 10ملايين بذرة لمكافحة نبتة الباثينيوم بمحافظة ظفار
تنفذ بلدية ظفار بالتعاون مع اللجنة التوجيهية لمكافحة نبتة الباثنيوم بمحافظة ظفار حملة شاملة لنثر أكثر من عشرة ملايين كرة بذور وأكثر من ثلاثة مليارات بذرة من الأعشاب الرعوية، وذلك خلال شهري يونيو ويوليو من العام الحالي في جبال ظفار ضمن نطاق المنطقة المتأثرة بأمطار الخريف بمحافظة ظفار.
تأتي الحملة تتويجًا لجهود بدأت منذ عام ٢٠٢٣م، حيث تم نثر أكثر من ٤٠٠ ألف كرة بذور، تلتها حملة عام ٢٠٢٤م التي شملت نثر أكثر من أربعة ملايين كرة بذور إلى جانب أكثر من عشرة أطنان من بذور الأعشاب الرعوية بما يعادل أكثر من أربعين مليار بذرة.
وقال محمد مبارك سهيل عكعاك عضو اللجنة التوجيهية لمكافحة نبتة البارثنيوم في محافظة ظفار: إن الحملة تندرج ضمن خطة متكاملة تهدف إلى مكافحة نبتة البارثنيوم واستعادة النظم البيئية في المنطقة المتأثرة بأمطار الخريف من خلال حلول عملية قائمة على الطبيعة.
وأوضح عكعاك أن المنطقة المتأثرة بأمطار الخريف تقع في الجزء الجنوبي من المحافظة وتمتد على طول الشريط الساحلي المتأثر بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من بحر العرب وتغطي هذه المنطقة مساحة تُقدّر بنحو ٣٬٠٦٩ كيلومترًا مربعًا من ولاية مرباط شرقًا إلى ولاية ضلكوت غربًا وتتميز المنطقة بتنوع نباتي استثنائي يضم أكثر من ٨٦٤ نوعًا من النباتات من بينها أكثر من ٧٠ نوعًا مستوطنًا في جنوب الجزيرة العربية ما يجعلها أغنى النظم البيئية في الإقليم.
وأضاف محمد عكعاك: رغم الغنى البيئي الفريد الذي تتمتع به المنطقة المتأثرة بأمطار الخريف فإنها تواجه تحديات بيئية متفاقمة منها الأنواع النباتية الغازية مثل المسكيت ونبتة البارثنيوم إلى جانب الرعي الجائر والأنشطة البشرية والتغيرات المناخية حيث تؤدي هذه العوامل إلى تصحر تدريجي وانحسار متواصل للغطاء النباتي.
وأشار عكعاك إلى أن الحملة تركز على استعادة الغطاء النباتي الطبيعي من خلال نثر مزيج دقيق من بذور النباتات المحلية بحيث تحتوي كل كرة بذور على نوع عشبي وآخر شجري، وتتميز كرات البذور بقدرتها على الحفاظ على البذور إلى حين توفر الظروف الملائمة للإنبات وهي مصممة لتحمل ظروف الجفاف والتأقلم مع نمط الهطول الموسمي غير المنتظم وفي حال تأخّر هطول الأمطار تبقى البذور محفوظة داخل الكرات الطينية دون أن تفقد حيويتها مما يجعل هذه التقنية مناسبة تمامًا للبيئات ذات الأمطار المتذبذبة.
وأكد عضو اللجنة التوجيهية لمكافحة نبتة البارثنيوم في محافظة ظفار أن حملة كرات البذور إحدى أدوات الخطة الشاملة التي تتبعها اللجنة والتي تستند إلى مبدأ الإدارة المتكاملة للأعشاب الغازية وتتضمن هذه الخطة: الاقتلاع اليدوي والقطع الميكانيكي واستخدام اللهب الحراري ورش المبيدات مباشرة على النبتة بهدف الحد من انتشار نبتة البارثنيوم وتقليص آثارها السلبية على الإنسان والحيوان والنبات وضمان استعادة التوازن البيئي من خلال اعتماد حلول مستندة إلى الطبيعة مثل نثر البذور وتقوية الأنظمة البيئية بالأنواع المحلية.