“الإمارات لبحوث الاستمطار” يسخر تقنية النانو لتلقيح السحب بمركبات صديقة للبيئة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
بدد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الكثير من المخاوف والتساؤلات التي طرحها علماء ومهندسون منذ عشرات السنين، حول المواد التي يمكن استخدامها في عمليات تلقيح السحب، لزيادة هطول الأمطار بشكل آمن لا يخل بالتوازن البيئي.
واستخدم برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، في السنوات الأخيرة، خلال عملياته في مجال الاستمطار مادة كلوريد الصوديوم/ وثاني أكسيد التيتانيومNaCl /TiO2، التي تعرف باختصار بـ CSNT، وهي من المواد الاسترطابية التي تحتوي على مكونين رئيسين.
وتعد الإمارات الدولة الوحيدة في العالم، التي تستخدم هذه المادة في عمليات تلقيح السحب، بعد أن أنجز البرنامج جميع الدراسات المتعلقة بتأثير هذه المواد على البيئة بنجاح في عام 2017.
وتُصنع مادةCNST من مكونات طبيعية وآمنة بيئيا وصحيا، إذ تتكون بشكل أساسي من ملح الطعام، أو كلوريد الصوديوم (بنسبة 90%)، وكمية ضئيلة من ثاني أكسيد التيتانيوم (بنسبة لا تتجاوز 10%).
ويعمل ثاني أكسيد التيتانيوم كطبقة خارجية رقيقة أو طلاء لمادة CNST، كما يمكن أن تصبح هذه المادة أكثر تفاعلا في السحب الممطرة من خلال تغيير سطحها الخارجي، ما يجعلها أكثر فعالية في نطاقات الرطوبة النسبية المنخفضة وعلى نطاقات أوسع، علما بأن جميع المكونات التي تحتوي عليها مادة CNST مصنفة كمواد آمنة وغير خطرة على البيئة بموجب لوائح السلامة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، حيث لا تضع إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية حدودا للتعرض لملح الطعام، كما أن كمية ثاني أكسيد التيتانيوم المستخدمة في مادة CNST أقل بكثير من اشتراطات السلامة التي حددتها إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية.
وقادت البروفيسورة ليندا زو، أستاذة البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية في جامعة خليفة، والعالمة الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في دورته الأولى عام 2015، مشروعا بحثيا رائدا لاستخدام تكنولوجيا النانو في تطوير مواد تلقيح السحب، حيث افترضت أن الكثير من مواد تلقيح السحب الحالية، والمستخدمة منذ عقود عديدة تعمل بتقنيات قديمة وأقل فعالية.
وأظهرت نتائج أبحاث البروفيسورة ليندا زو أنه في الظروف الجوية، التي تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 100%، ساهمت مادة CNST في زيادة تركيز قطرات الماء الكبيرة بنسبة 300%، وهو الحجم المثالي لهطول الأمطار مقارنة بمواد التلقيح التقليدية.
وحصل هذا المشروع على براءة اختراع في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة، باعتباره تطبيقا مبتكرا لاستخدام تكنولوجيا النانو في تصنيع المواد الاسترطابية لتلقيح السحب.
وبفضل التقدم الكبير في تكنولوجيا وعلوم النانو، أصبح بإمكان المجتمع العلمي الآن تصميم وهندسة مواد تلقيح استرطابية، تتمتع بخصائص مثالية، ما يزيد من قدرة تكثيف بخار الماء على تحفيز هطول الأمطار بفعالية أكبر.
وأثبتت الدراسات أن استخدام كمية قليلة من مادة CNST أثناء عمليات تعديل الطقس، لا يؤثر على السحب المطرية بسبب الكميات الكبيرة من مياه الأمطار التي تنتج عن هذه العملية، فالعواصف النموذجية في شبه الجزيرة العربية، على سبيل المثال، تنتج ما متوسطه مليون متر مكعب من مياه الأمطار.
وتتراوح كمية مادة CNST التي تستخدم في عمليات الاستمطار غالبا ما بين 200 إلى 1000 جرام، وتنتج عنها تركيزات أقل من حد التعرض الآمن بمئات المرات، وبفعل قلة تركيزها تصبح غير ضارة على الإطلاق، بما يضمن سلامة عمليات الاستمطار التي تستخدم هذه المادة ويجعلها صديقة للبيئة.
وبالاستفادة من خصائص هذه المركبات في سحب الرطوبة، يمكن أن يساعد التلقيح الاسترطابي في زيادة فعالية هطول الأمطار في المناطق التي تعاني من الجفاف أو انخفاض هطول الأمطار،مما يوفر موردا حيويا للزراعة ورفد إمدادات المياه وتعزيز النظام البيئي دون الإضرار بالبيئة أو الصحة العامة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“الهلال الأحمر” يطلق حملة “عطاؤكم.. عيدهم”
أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملة “عطاؤكم..عيدهم” بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك 2025، ضمن برامجها الموسمية التي تُجسد عمق التلاحم بين أبناء المجتمع، وتؤكد رسالتها الراسخة في مدّ يد العون للفئات الأكثر حاجة داخل الدولة وخارجها.
وتأتي هذه المبادرة تماشياً مع مستهدفات “عام المجتمع” وترسيخاً لدور الإمارات الريادي في ساحات العمل الإنساني محلياً ودولياً.
وقال معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إن حملة “عطاؤكم.. عيدهم” تأتي في إطار جهود الهيئة لإيصال الدعم الإنساني النوعي إلى الأسر المتعففة، والأيتام، وذوي الدخل المحدود داخل الدولة وخارجها، من خلال توزيع الأضاحي وكسوة العيد، والعيديات، بالتعاون مع شركاء وموردين معتمدين، وبما يضمن الوصول الفاعل إلى المستحقين وفق أعلى معايير الجودة والسرعة.
وأكد معاليه في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن الحملة تُجسد أسمى قيم التضامن المجتمعي عبر إشراك أفراد المجتمع في دعم الفئات الأكثر حاجة، من خلال حزمة برامج متكاملة إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية وإنسانية تُعنى بتحسين جودة حياة المستفيدين، مع الحرص على إيصال الدعم بطريقة تحفظ كرامتهم وتعزز الأثر الإنساني في نسيج المجتمع.
وأشار إلى أن الحملة تُكرّس مفاهيم المسؤولية المجتمعية، وتعكس الدور الإنساني الذي يضطلع به المتطوعون والمانحون، بما يُعزّز من حضور دولة الإمارات في ميادين العطاء الإنساني إقليمياً ودولياً.
واعتمدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي آلية تنفيذية مرنة لتلقي التبرعات ضمن حملة عيد الأضحى، تُمكّن المتبرعين من اختيار قنوات الدعم المناسبة لهم عبر الموقع الإلكتروني أو تطبيق الهاتف المحمول، مع تحديد مكان تنفيذ الأضحية داخل الدولة أو خارجها، بما يتماشى مع رغباتهم وقيمة تبرعاتهم.
وتشمل الآلية جميع الإجراءات التنظيمية، بدءاً من الذبح وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، ومروراً بعمليات التغليف، وصولاً إلى توزيع الأضاحي، مع تقديم تقارير توثيقية دقيقة تؤكد إيصال المساعدات إلى المستحقين.
وفي الإطار ذاته، تؤدي فرق المتطوعين دوراً محورياً في تنفيذ الحملة ميدانياً، من خلال مباشرة مهام الاستلام والتجهيز والتوزيع المباشر، إلى جانب التفاعل مع الأسر المستفيدة، كما تتولى الفرق تنظيم الفعاليات المجتمعية المصاحبة، التي تتضمن مبادرات مخصصة للأطفال، وبرامج توعية، والإشراف على مواقع توزيع المساعدات.
ويُشكّل حضور المتطوعين ومشاركتهم الميدانية عنصراً أساسياً في تعزيز كفاءة المبادرات الموسمية وضمان تحقيق أهدافها الإنسانية والاجتماعية.