مفاجأة مدوية .. الرئيس عباس يتجه لإلغاء زيارته لغزة لـ”أسباب قهرية” .. ودول عديدة رفضت مرافقته
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
سرايا - يبدو أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يتجه فعليًا إلى إلغاء فكرة زيارة قطاع غزة، التي وعد بتنفيذها “بكل شجاعة” قبل أيام قليلة من داخل البرلمان التركي لأسباب “قهرية” على رأسها الموقف الإسرائيلي من هذه الخطوة.
ومنذ أن أعلن عباس عن نيته زيارة غزة، ضجت وسائل الإعلام العبرية وتصريحات المسؤولين والمحليين في (إسرائيل) بالحديث عنها، وكان هناك شبه اجماع على رفضها وعدم منح “أبو مازن” التصريح الرسمي لدخول غزة في ظل الحرب الطاحنة التي تشنها “تل أبيب” على القطاع ودخلت شهرها الحادي عشر.
وخلال الساعات الأخيرة الماضية نضج رسميًا الموقف الإسرائيلي من زيارة عباس للقطاع، وتم إبلاغ أطراف في السلطة الفلسطينية بأن “الزيارة مرفوضة” ولن يكون هناك أي إذن من قبل الحكومة الإسرائيلية لعباس بزيارة غزة حتى ولو لساعة واحدة.
وسائل إعلام عبرية ذكرت أن (إسرائيل) تعلم تمامًا أن مثل هذه الخطوة قد “تفتح نار جهنم” على (إسرائيل)، وأن رفضها سيكون الخيار الأفضل، لعدم إظهار “أبو مازن” أمام العالم كأنه “بطل قومي” حاول إنقاذ سكان غزة من آلة الحرب والموت الإسرائيلية.
لكن الغريب في هذا الأمر، أنه لم تعلن أي دولة مساندتها فعليًا وعلى أرض الواقع لخطوة عباس والتوجه معه لغزة، بعيدًا عن بيانات الدعم والتصفيق الحار، وأن بعض الدول الأوربية رفضتها بشكل قاطع واعتبرتها “انتحارًا” في ظل حرب إسرائيلية مسعورة على القطاع، وقد تشكل نقطة مواجهة وتصادم مباشر بين الدول العربية والأوروبية مع “تل أبيب”.
وكان الرئيس عباس أعلن عن نيته ونية القيادة الفلسطينية التوجه إلى غزة، برفقة أعضاء آخرين من القيادة الفلسطينية ودعا زعماء العالم لمرافقته ودعم زيارته، وأصدر، مساء الأربعاء، مرسوماً بتشكيل لجنة للتحضير للزيارة، ولم يحدد المرسوم موعد الزيارة.
ونصّ المرسوم على “البدء بإجراء الترتيبات اللازمة لتوجه رئيس الدولة وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى غزة”.
وأشار إلى أن الهدف من ذلك “وقف العدوان المتواصل على المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، والانسحاب الكامل والفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على أن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية على أراضي الدولة كاملة، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله: “لن نسمح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالذهاب إلى قطاع غزة”.
كما كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أخرى أن زيارة عباس إلى غزة “من غير المرجح أن تتم في المستقبل القريب”.
وقبل أيام تحدث موقع “واللا” العبري، عن طلب قدمته السلطة الفلسطينية إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لتنسيق الزيارة التي أعلنها رئيس السلطة محمود عباس إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب وحشية منذ ما يقارب الـ 11شهرًا.
وذكر الموقع نقلا عن مصدرين مطلعين على التفاصيل (لم يسمهما)، إن “حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، بعث برسالة الأحد الماضي إلى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، طلب فيها تنسيق زيارة عباس إلى قطاع غزة، عبر الحدود الشمالية للقطاع؛ وليس عبر معبر رفح الحدودي مع مصر”.
وأوضح الموقع أن “الشيخ أرسل نسخة أيضا إلى الإدارة الأمريكية وحثها على أن تطلب من (إسرائيل) السماح بالزيارة”، مضيفا أن “التقدير في (إسرائيل) هو أن عباس قدم الطلب على أمل أن يحصل على رد سلبي، وبالتالي يتمكن من مهاجمة (إسرائيل) لمنعه من دخول غزة”.
وتابع: “إذا تلقى عباس ردا إيجابيا وقام بزيارة غزة، فإن ذلك سيكون بمثابة نصر سياسي كبير له على حماس، وسيسمح له بالإشارة إلى احتمال عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة”.
وبحسب الموقع، فإن قرار السماح لعباس بدخول قطاع غزة (آخر زيارة له عام 2006) هو في يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يصدر أي رد حتى اللحظة.
يشار إلى أن عباس أعلن الخميس الماضي، في كلمة له أمام البرلمان التركي اعتزامه وكل أعضاء القيادة الفلسطينية، زيارة قطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب على غزة، برزت أحاديث عن شكل إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، حيث طُرحت خلال اللقاءات خطط لإدارة دولية، في وقت أعلن فيه مسؤولون إسرائيليون مرارا رفضهم تولي السلطة الفلسطينية إدارته.
وأمام هذا التطور..
هل كان يعلم عباس برفض دخوله غزة؟ وما الفائدة من هذه التصريحات بهذا الوقت؟
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس محمود غزة القطاع الحكومة غزة العالم غزة الرئيس العالم رئيس الدولة الاحتلال فلسطين الدولة غزة محمود غزة الاحتلال رئيس محمود رئيس مجلس الشمالية غزة رئيس الوزراء القطاع اليوم العالم فلسطين فرنسا إيران الشمالية مجلس اليوم الحكومة الدولة غزة الاحتلال محمود رئيس الوزراء الرئيس القطاع القیادة الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة قطاع غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تدخل الفتات لغزة وتقتل منتظري المساعدات
غزة- لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي سوى بإدخال 15% من احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة للمواد الغذائية الأساسية، منذ أن قررت مساء السبت الماضي "تحسين" الاستجابة الإنسانية للسكان عبر فتح ممرات لإدخال المساعدات والأدوية.
وتزامن مرور الكميات المحدودة من الشاحنات التي سمح جيش الاحتلال بوصولها إلى غزة منذ مطلع الأسبوع الجاري مع ارتفاع عدد الشهداء في صفوف منتظري المساعدات الذين قُتلوا أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء، مما يكشف إصرار الاحتلال على تجويع القطاع رغم محاولاته تصوير تدفق المساعدات إلى المجوّعين بكميات كافية.
وسمحت قوات الاحتلال منذ الأحد الماضي وحتى مساء أمس الأربعاء بإدخال 381 شاحنة فقط، وعدد محدود من عمليات الإنزال الجوي، حسب البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.
استمرار التجويع
وتشير الإحصائية التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن قوات الاحتلال سمحت يوم الأحد الماضي بإدخال 73 شاحنة فقط و3 عمليات إنزال جوي، في حين وصل إلى غزة يوم الاثنين الماضي 87 شاحنة رفضت قوات الاحتلال تأمين دخولها، وتعمدت استهداف عناصر التأمين التي تتبع العشائر والعائلات، مما أدى إلى استشهاد 11 منهم في منطقة السودانية شمال غرب القطاع.
ويوم الثلاثاء الماضي، سمح الاحتلال بمرور 109 شاحنات بالإضافة إلى 6 عمليات إنزال جوي، ووصل غزة أمس الأربعاء 112 شاحنة مساعدات.
ويحتاج أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع إلى 600 شاحنة يوميا من المواد الغذائية، أي ما مجموعه 2400 شاحنة خلال الأيام الأربعة الماضية، مما يعني أن جيش الاحتلال سمح بإدخال 15% فقط من احتياجات غزة الأساسية.
في هذا السياق، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة إن حكومة الاحتلال تواصل الترويج لمزاعم كاذبة تنفي وجود تجويع في القطاع، وترفض السماح بمرور مساعدات تكفي السكان، وتعرقل كل محاولات تأمين وصولها لمخازن المؤسسات الدولية مما يعرض غالبيتها للنهب والسرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الجيش الإسرائيلي.
إعلانوأشار للجزيرة نت إلى أن عمليات الإنزال الجوي المحدودة لا تتجاوز كمياتها في أحسن الأحوال حمولة شاحنتين، ويسقط معظمها في مناطق قتال حمراء يوجد فيها جيش الاحتلال، ولا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقا.
وأوضح الثوابتة أن جميع محاولات الاحتلال للالتفاف على إدخال المساعدات الغذائية بالكميات الكافية عبر المؤسسات الدولية هي ذر للرماد في العيون، وتُبقي حالة التجويع في قطاع غزة على أشدها، ولا يمكن أن تغير الواقع المعيشي المتردي للفلسطينيين.
وأدان استمرار استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري المساعدات مع رفضه تأمين مرورها، محملا الاحتلال والدول الداعمة لعدوانه كامل المسؤولية عن الجرائم المروعة التي يتعرض لها أكثر من 2.4 مليون إنسان في غزة، بينهم 1.1 مليون طفل يُحرمون من الغذاء وحليب الأطفال في ظل حصار خانق وإبادة جماعية ممنهجة.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لفتح المعابر بشكل فوري، وكسر الحصار، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنظم، تحت إشراف أممي كامل.
ورفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة استهدافها لمنتظري المساعدات في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وذلك منذ أن أعلنت نيتها السماح بإدخال المزيد من المواد الغذائية لهم.
وحصلت الجزيرة نت على إحصائية محدثة من وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة بغزة، تكشف عن ارتفاع عدد الشهداء في صفوف منتظري المساعدات منذ بداية العام الجاري وحتى ظهر اليوم الخميس إلى 1320 شهيدا وأكثر من 8818 إصابة.
وتشير الإحصائية إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الشهداء أمام مراكز توزيع المساعدات وممرات دخولها في الشهرين الأخيرين، حيث بلغ عدد الشهداء في يونيو/حزيران الماضي 581 شهيدا، في حين ارتفع في يوليو/تموز الحالي إلى 739 شهيدا.
قتل متعمد
وتدل الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة على أن الاحتلال تعمد قتل العشرات من الفلسطينيين المجوعين خلال انتظارهم دخول المساعدات منذ مطلع الأسبوع الحالي، أي بالتزامن مع قرار الجيش الإسرائيلي زيادة كميات المساعدات الواردة إلى قطاع غزة.
ففي يوم الأحد الماضي قتل جيش الاحتلال 11 فلسطينيا وأصاب 36 آخرين، في حين قتل يوم الاثنين الماضي 25 فلسطينيا، وأصاب 237 آخرين، واستشهد يوم الثلاثاء 22 من منتظري المساعدات، وأصيب 199 شخصا.
وبلغ عدد الشهداء من منتظري المساعدات في قطاع غزة أمس الأربعاء 60 شهيدا وأكثر من 195 إصابة، فيما وصل إلى المستشفيات منذ مساء أمس وحتى ظهر اليوم الخميس 81 شهيدا وأكثر من 666 إصابة.
وكانت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جولييت توما قد طالبت بوصول آمن للمساعدات إلى قطاع غزة برا من خلال الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا، وبطريقة أكثر أمانا وأسرع وتحفظ كرامة الإنسان.
وشددت -في تصريحات صحفية- على أن الإنزالات الجوية غير ضرورية على الإطلاق، وغير فعّالة، ومكلفة، ومحفوفة بالمخاطر، وإذا تم فتح المعابر إلى قطاع غزة، فستستطيع الأمم المتحدة إدخال 500 إلى 600 شاحنة يوميا محملة بالغذاء والأدوية ولوازم النظافة، للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
إعلان