مارك رافالو: هذه فرصة بايدن الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة.. عليه التهديد بوقف الأسلحة
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
قال الممثل الأمريكي الشهير والمدافع عن العدالة الاجتماعية مارك رافالو، إنه طوال ما يقرب من أربعة أعوام في البيت الأبيض، ما فتئ الرئيس بايدن يستشير بشكل منتظم المؤرخين حتى يقيم منجزاته من الناحية التاريخية، ولقد فعل ذلك تارة أخرى قبل أن يترجل من السباق الرئاسي.
وأضاف رافالو، في مقال نشره عبر صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أن التاريخ سوف يذكر لبايدن من بين إنجازاته العديدة رؤيته الاقتصادية الكاسحة وخبرته التشريعية، التي سرعان ما انتشلت البلاد من ركود الجائحة، وخفضت انعدام المساواة في الأجور، وخلقت أطول فترة من التوظيف الكامل على مدى ما يزيد عن خمسين عاما.
وأوضح أن بايدن "جلب أبرز السياسات المؤيدة للعمال منذ عقود، وأعاد الحيوية والنشاط إلى الوكالات التي تحركت بقوة لتنظف هواءنا وماءنا من الملوثات الفتاكة مثل المواد الكيماوية التي تسبب الحمى السامة. كما تمكن بأضيق الهوامش في الكونغرس من ضمان التصويت لصالح سن أول قانون رئيسي لمواجهة التغير المناخي في تاريخ الولايات المتحدة، والذي كان له الفضل في إيجاد 330 ألف وظيفة جيدة وآمنة في مجال الطاقة النظيفة حتى الآن".
وأكد أنه رغم أن بايدن يبدو منسجماً مع إرثه، فإن من الممكن لسياسته الخارجية – وكما حصل مع ليندون بي جونسون من قبله – أن تطارد إلى الأبد سجله في كتب التاريخ وتصم سمعته بين أجيال قادمة من الأمريكيين. فكما حدث في الحروب الأمريكية في الهند الصينية، أسفر الهجوم الدموي على غزة، والمستمر منذ ما يقرب من عام، عن كم هائل من المذابح التي هزت العالم وأرعبته، وأشعلت فتيل المقاومة والشقاق داخل أمريكا. وأكد أنه مثلما حدث في الحروب التي اندلعت قبل خمسين عاما، خلفت الحرب على غزة فترة واحدة من حكم رئيس ديمقراطي ظل حتى هذه اللحظة عاجزا عن وضع حد للعنف والتوحش المتصاعد في الخارج.
وأشار إلى أنه "مع مقتل ما لا يقل عن أربعين ألف غزي في الهجوم الإسرائيلي حتى الآن، يبدو أن التقارير الدائمة عن القصف المتجدد للمدنيين بالأسلحة الأمريكية تجعل مزاعم الإدارة بأنها تهتم بحقوق الإنسان عرضة للسخرية. فها هي الأمراض التي يمكن منعها، مثل شلل الأطفال، بالإضافة إلى المجاعة، تهدد القطاع المحاصر، حيث لم يزل مليونا إنسان محشورين داخله وهم محرومون مما يحتاجون إليه من طعام ومن عناية طبية".
وقال إن "الإجراءات الإسرائيلية التحريضية في الخارج – مثل اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي في حركة حماس، في طهران، والذي كانت إسرائيل تتفاوض معه على إنهاء الحرب وعودة الرهائن الإسرائيليين – يبدو أنها متعمدة ويقصد منها تخريب محادثات وقف إطلاق النار وتوريط الولايات المتحدة في صراع إقليمي أشمل. ومثل هذه الحرب يمكن أن تدور رحاها لسنين، ولسوف ينجم عنها سقوط ما لا يحصى عدده من الضحايا المدنيين".
وشدد أنه "لا عجب إذ ذاك أن يبدو على الجمهوريين الابتهاج بما يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خروج على القانون ومن ممارسة للعدوان، بينما يوجهون هم سهام النقد إلى بايدن بسبب ما يفترضون أنه تقصير منه في دعم إسرائيل بشكل أكثر حسماً. فهم يعتقدون بأن التدمير المتواصل لقطاع غزة سوف يثبط بعض الناخبين الديمقراطيين عن التصويت لصالح نائب الرئيس كامالا هاريس في انتخابات يمكن أن يحسمها هامش ضيق لا يتجاوز عشرات الآلاف من الأصوات. ولربما يرجو الجمهوريون كذلك الاستفادة سياسيا من اندلاع حرب إقليمية قبيل الانتخابات الرئاسية، خاصة إذا ما ساهم ذلك في حدوث ارتفاع كبير في أسعار النفط ومشاركة من قبل الولايات المتحدة في صراع لا يرغب عامة الناس في أمريكا في رؤيتها تتورط فيه".
وزاد "يعلم الجمهوريون أن ما يحصل عليه نتنياهو من دعم عسكري، غير مشروط إلى حد كبير، إنما يزيده تصميما على مفاقمة المعاناة في غزة وعلى الاستمرار في قصف الأقطار المجاورة، بينما يستمر في رفضه للإطار الذي تقترحه الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
ولكن لم يفت الوقت بالنسبة لبايدن، في الأشهر الأخيرة من فترته الرئاسية، للتصرف بشجاعة، أما وقد تحرر من بعض الاعتبارات السياسية إذ لم يعد مرشحاً للانتخابات. إن بإمكان بايدن الآن استخدام ما يلزم من رأس المال السياسي للضغط على نتنياهو أخيرا من أجل القبول بصفقة لوقف دائم لإطلاق النار. فيما لو تصرف بايدن بسرعة وبحسم، فإن بإمكانه أن يحافظ على إرثه كرجل دولة وذلك من خلال إنهاء شهور من التوحش في غزة، وتخفيض التوترات في أنحاء المنطقة، وحماية إمكانية حل الدولتين، بحسب المقال.
وقال رافالو "يمكن لبايدن بالمناسبة مساعدة هاريس على الفوز في انتخابات نوفمبر. وذلك أن أغلبية الناخبين الأمريكيين يدعمون ربط المساعدات العسكرية لإسرائيل بشرط القبول بصفقة وقف إطلاق نار. يقول الناخبون في الولايات المتأرجحة إنهم أكثر استعدادا لدعم هاريس فيما لو تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. في انتخابات يمكن أن تحسم بأضيق الهوامش من الأصوات، يمكن لاستعادة الناخبين الديمقراطيين الساخطين بسبب السياسة المنتهجة إزاء غزة أن تشكل عاملاً حاسماً في انتصار هاريس. إن بإمكان بايدن، من خلال حل هذه المعضلة السياسية الكبيرة والمستمرة، أن يوفر لهاريس حيزا تتمكن من خلاله من الدفاع عن إنجازاته المحلية وأن تبني عليها في عام 2025".
وأضاف "لقد أشار بايدن نفسه إلى أن نتنياهو يتجنب الوقف الدائم لإطلاق النار لقناعته بأن الاستمرار في الحرب هو ما يكفل له البقاء سياسيا. وهذا يعني أن الضغط الأمريكي وحده كفيل بالتوصل إلى نتيجة عادلة لأهل غزة ولعائلات الرهائن الإسرائيليين. وكما أقر بذلك في شهر أكتوبر الماضي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حينما قال: لسنا في موقع من يملك رفض المطالب الأمريكية.. فنحن نعتمد عليهم في الطائرات وفي المعدات العسكرية. ماذا يفترض فينا أن نفعل؟ أن نقول لهم لا؟".
وأكد أن "كل ما يحتاج بايدن لأن يفعله هو تنفيذ – أو التهديد بتنفيذ – القانون الأمريكي. فكما لاحظ 88 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب في شهر أيار/ مايو، فإن القسم 620 آي من قانون المساعدات الخارجية يحظر تقديم المساعدة الأمنية أو بيع الأسلحة لأي بلد يعيق المساعدة الإنسانية الأمريكية. أما القسم 502 بي من نفس القانون فيحظر تقديم المساعدة الأمنية لأي حكومة تنهمك في نمط دائم من الانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان. ناهيك عن أن القيود المفروضة على التسليح بموجب مذكرات الأمن القومي وسياسة نقل الأسلحة التقليدية التي وضعها بايدن بنفسه توفر المزيد من الآليات لممارسة الضغط اللازم من أجل ضمان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
والخلاصة هي أنه لدى بايدن حالياً صلاحية تكييف أو وقف المساعدات العسكرية الهجومية التي تقدم لإسرائيل فيما لو رفض نتنياهو القبول بوقف دائم لإطلاق النار".
وأضاف أنه يمكن يمكن لبايدن أيضا الاستفادة من تجربته الخاصة في التشدد مع نتنياهو كما حدث في عام 2021. فبعد العديد من المكالمات الهاتفية بشأن الهجوم الإسرائيلي السابق على غزة، لم يكن من بايدن إلا أن قال بكل بساطة: "يا رجل، لم يعد لدينا متسع هنا. انتهى الأمر." وكما لاحظ الكاتب فرانكلين فوار: "ثم، هكذا كان الأمر. بمجرد انتهاء المكالمة، وافق نتنياهو مترددا على وقف إطلاق نار بوساطة مصرية".
وختم رافالو بالتأكيد أنه "ينبغي على بايدن الاستفادة من التاريخ حتى يتجنب سقطات الماضي: ظلت الاحتجاجات مستمرة طوال فترة انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي هذا العام في شيكاغو، فيما اعتبر صدى للمعارضة التي شهدتها البلاد في عام 1968 ضد الحرب في فيتنام. ثمة مرشح رئاسي جمهوري يزدري مبدأ سيادة القانون، مثله في ذلك مثل ريتشارد نيكسون من قبل. فيما لو تصرف بايدن الآن فإنه سوف ينهي الكارثة الإنسانية، ويمنع عودة اليمين المتطرف إلى السلطة في الولايات المتحدة، وبذلك يكرس إرثه المشرف في التاريخ".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مارك رافالو الولايات المتحدة غزة وقف إطلاق النار الولايات المتحدة غزة وقف إطلاق النار حرب غزة مارك رافالو صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف دائم لإطلاق النار الولایات المتحدة فیما لو
إقرأ أيضاً:
معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة
رأت المراسلة لصحيفة معاريف الإسرائيلية آنا براسكي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت تدخل مرحلة العدّ التنازلي، مشيرة إلى أن الغرب بدأ يتحرك بشكل منسق للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، في وقت يوشك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانضمام لهذا المسار، بعد أن بدأ صبره بالنفاد، وهو ما سيُجبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عاجلا أم آجلا على إصدار أمر بوقف إطلاق النار في غزة.
العد التنازلي لوقف الحربوقالت براسكي في مستهل مقال موسع إن نتنياهو "يبذل كل ما بوسعه لرسم صورة مختلفة للواقع"، رغم أن الوقائع تتجه نحو نهاية للحرب، وليس كما يخطط لها.
وكشفت المراسلة أنها شاركت مطلع هذا الأسبوع مع عدد من الصحفيين المتخصصين في الشؤون الدبلوماسية في "محادثة مطوّلة مع دبلوماسي غربي رفيع"، وُصفت بأنها سرية وغير مخصصة للنشر في معظمها.
وكان الهدف من المحادثة إيصال رسالة واضحة إلى الإعلام الإسرائيلي بشأن الجو السائد في الغرب، لكن "ليس هذا فحسب، بل إعدادهم نفسيا لخطوة دبلوماسية منسقة مقبلة".
وحسب براسكي، فإن هذه الجلسة كانت بمثابة الطلقة الافتتاحية في "حملة ضغط دبلوماسية هائلة على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن الدبلوماسي "جاء غاضبا باسم بلاده والدول الغربية الأخرى"، ورغم أنه تحدث بلهجة دبلوماسية محسوبة، فإن رسالته كانت حاسمة "العد التنازلي لإنهاء الحرب قد بدأ".
إعلانوقالت إن الرسالة كانت أن "توقيت الحرب في غزة بدأ يدق بصوت عالٍ في أوروبا، والمراحل المقبلة ستكون من التهديد بعقوبات جماعية، وصولا إلى تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض على إسرائيل وقف الحرب، دون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده".
نتنياهو لا يزال يكابروللرد على هذا الضغط، عقد نتنياهو مساء الأربعاء الماضي مؤتمرا صحفيا هو الأول له منذ أكثر من 6 أشهر، وقالت براسكي إن دافعه لعقد هذا المؤتمر لم يكن الوضع الميداني، بل "الاحتياج السياسي الداخلي لتهدئة قاعدته الغاضبة، بسبب قرار استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة".
ورغم ذلك، فإن نتنياهو -حسب الكاتبة- كرر رسائله القديمة ذاتها، وتحدث كما لو أن لا شيء قد تغيّر منذ اندلاع الحرب. وقال في المؤتمر "هناك من يقول لنا في العالم أو هنا في إسرائيل كفى، أنهِ الحرب. لديّ أخبار لكم. أنا مستعد لإنهاء الحرب بشروط واضحة تضمن أمن إسرائيل: إعادة جميع الأسرى إلى ديارهم، تخلي حماس عن أسلحتها وتنحيها عن الحكم، ويتم نفي ما تبقى من قيادتها خارج قطاع غزة، الذي سيتم تجريده بالكامل من السلاح، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي التي تقول شيئا بسيطا: سكان غزة الذين يريدون المغادرة يمكنهم المغادرة".
وعلّقت المراسلة السياسية على هذه التصريحات بقولها "ربما يدرك أصحاب النظر الحاد أن قائمة الشروط التي يطرحها نتنياهو لإنهاء الحرب تتوسع أكثر فأكثر"، مشيرة إلى أن القائمة باتت تشمل، إضافة إلى القضاء على حماس، تنفيذ ما يُعرف بخطة "الهجرة الطوعية" لسكان غزة.
وتتابع الكاتبة أن "تحقيق هذه الشروط كلها، حتى في أفضل الظروف، ليس قصة أسابيع، وربما ليس حتى قصة شهور"، ما يعني أن رغبة نتنياهو الحقيقية هي إطالة أمد الحرب شهورا عديدة دون وجود أي أفق سياسي.
وتلفت براسكي إلى أن ما يقوله نتنياهو من "رسائل النصر الكامل" لا يتطابق مع الواقع المتغير في الغرب، مضيفة أن "رئيس الوزراء يعرف ذلك جيدا، لكنه يصر على إظهار العكس أمام الرأي العام الإسرائيلي".
إعلانوترى أنه على مستوى الفكرة المجردة، فإن نتنياهو على حق، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها إظهار الموقف المتشدد دون إظهار أدنى مستوى من الضعف أو الاستعداد لتقديم تنازلات أمام العدو.
وقالت براسكي "إذا لاحظت قيادة حماس تنازلات في لهجة نتنياهو، فإنهم سيرفعون مستوى مطالبهم"، على حد زعمها.
ولكنها في المقابل تحذّر من أن "التهديدات الأوروبية بالعقوبات، وتبريد العلاقات، وتجميد الاتفاقات الاقتصادية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ليست خطابا سياسيا فارغا، بل هي المحطة الأولى على الطريق لفرض نهاية للحرب على إسرائيل، إن لم تبادر الحكومة الإسرائيلية بخطتها الخاصة لإنهاء القتال".
وترى المراسلة أن نتنياهو في خطابه يظهر أنه غير مستعد للتنازل، وأنه يقاتل حتى "النصر الكامل"، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن استمرار هذا النهج سيصطدم قريبا بسقف الواقع الدولي.
وفي تحليلها لمآلات المفاوضات، تشير براسكي إلى أن "الاتفاق مع حماس كان قاب قوسين أو أدنى"، ولكن ترى أن اغتيال محمد السنوار الذي لا تزال إسرائيل متشككة من نجاحه "قلب الحسابات رأسا على عقب".
وفيما ترى براسكي أن محمد السنوار كان "من الرافضين للاتفاق، وكان يُنظر إليه كالعقبة الأكبر في مسار صفقة محتملة"، فإنها تعتقد أن قتله أدى إلى ما أسمته بالفوضى في قيادة حماس، وجعل من تبقوا "يخشون الموافقة على أي اتفاق لم يقرّه شقيقه قبل مقتله"، على حد زعمها.
وتحاول التدليل على استنتاجها بالقول "في الشرق الأوسط، الاتفاقات تُبرم عادة مع أكثر القادة تطرفا.. الذين لديهم من المكانة والسلطة ما يكفي لفرض ما لا يقبله الرأي العام.. هكذا كان رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استُشهد في اشتباك مع القوات الإسرائيلية، وكذلك شقيقه محمد".
تدخل ترامب المحتملوتذهب مراسلة معاريف من هذه المعطيات إلى مقاربة محتملة، وتقول إن "نهاية الحرب لن تحدث غدا صباحا، لأن الرئيس ترامب لا يزال في مكان مختلف عن القادة الأوروبيين"، لكنها تضيف معطى مستجدا، وهو أن الموقف الأميركي بدأ يتغير هو الآخر، إذ "بدأ الغضب الأوروبي والعربي من الوضع الإنساني المروع في غزة بالتسرّب إلى البيت الأبيض".
إعلانوتشير إلى أن ترامب، الذي تزعم أنه يحتقر القادة الأوروبيين في العادة، لا يمكنه تجاهلهم تماما هذه المرة، خصوصا إذا كانت هذه القضية تهدد مشاريعه الكبرى، كالحصول على "جائزة نوبل للسلام"، أو إنجاز صفقات اقتصادية ضخمة في المنطقة العربية والعالم.
وحسب براسكي، فإن "ترامب لم يعد كما كان في البداية. فخطابه تغيّر ومحيطه تغيّر، وحتى إشاراته إلى الحرب في غزة باتت تنطوي على نفاد صبر واضح".
ولفتت إلى اقتباسات عديدة لمسؤولين أميركيين كبار يقولون إن "كلا الجانبين متمسكان بمواقفهما، وبالتالي لم يتم التوصل لاتفاق"، وهو ما يعكس تململا أميركيا متزايدا.
وتختم براسكي مقالها بتوقعات لمكالمة قريبة بين نتنياهو وترامب على خلفية الوضع الإنساني المزري في غزة، سيكون فحواها كما يلي:
"بيبي، يا صديقي، منحتك الوقت لفتح أبواب الجحيم، منحتك الشرعية لتهجير سكان غزة، ومنحتك مظلات سياسية وعسكرية.. لكن لا يمكنني قضاء فترة ولايتي كلها على هذا الملف. دعنا ننتقل إلى المرحلة الأخيرة".
وتخلص إلى أن تصور محدد لموقف نتنياهو في غزة، وتقول "الحل الأمثل ليس ما حلم به نتنياهو بالنصر المطلق، ولكن تحقيق أقصى قدر من الربح، والتفاوض مع ترامب كما يعرفه، وتحقيق إنجازات علنية وسرية".
لكنها تضيف "من الصعب توقّع كيف ستنتهي هذه المرحلة، إن وقعت، ولكن ما يمكن توقعه بسهولة هو أن الملف الإيراني سيكون حاضرا بقوة على طاولة الصفقة الكبرى".