إتاحة المحتوى المرقمن لكتب الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية عبر بوابة تراث مصر الرقمي
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
شهد الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور/ أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بشــأن إتاحة مختارات من كتب الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق الذى تم رقمنته على بوابة تراث مصر الرقمى.
وقع البروتوكول المهندس/ رأفت هندى نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمى، والدكتور/ أسامة طلعت رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والقائم بأعمال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
وفقا لهذا البروتوكول سيتم إتاحة نحو 11300 نسخة رقمية لمجموعة مختارة من كتب الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية؛ عبر بوابة تراث مصر الرقمي، والتى تم رقمنتها وتهيئتها بمعرفة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفقاً للمعايير القياسية التكنولوجية لمشروع البوابة، مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية على هذه المصنفات.
وفى كلمته؛ أكد الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن التعاون بين وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة يشهد تناميا مستمرا فى ضوء التواصل المستمر بين الوزارتين والتوافق حول أهمية استخدام التقنيات الحديثة فى نشر الثقافة بمختلف أنواعها بين المواطنين.
وأضاف الدكتور/ عمرو طلعت أن البروتوكول يستهدف التعاون فى إتاحة المحتوى الثقافى للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية على بوابة تراث مصر الرقمى التى تستعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإطلاقها بهدف إثراء المحتوى التراثى المصرى واستدامة ريادة مصر الثقافية الأمر الذى يسهم فى تعزيز القوى الناعمة لمصر.
ومن جانبه، أكد وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن بروتوكول التعاون الموقع بين الوزارتين هو اللبنة الأولى نحو تعاون مثمر فى مجالات الرقمنة والتوثيق والتدريب، وأن وزارة الثقافة ستبذل قصارى جهدها لجعل المنتج الثقافى متاحًا للجميع، مما يساهم فى بناء الإنسان المصري.
وأشار إلى أن الفترة القادمة ستشهد تطوراً نوعياً فى المنصات التى تتيح المحتوى الثقافى والفني، حيث سيتم العمل مع وزارة الاتصالات على إتاحة مؤلفات كبار الكتاب بأسعار مخفضة رقمياً، وتوفير منصات إلكترونية متعددة للمواهب المصرية لتقديم مواهبها واكتشافها.
هذا وتبلغ مدة البروتوكول 3 سنوات، ويشمل نطاق أعماله مراجعة البيانات الوصفية باللغتين العربية والانجليزية لنحو 11300 كتاب من الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق ، التى تم رقمنتها بمعرفة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لصالح الهيئة، وتحديد صلاحيتها للإتاحة عبر بوابة تراث مصر الرقمي، مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية على هذه المقتنيات.
وعقب توقيع البروتوكول، عقد الوزيران اجتماعًا موسعًا مع قيادات الوزارتين لمتابعة الخطوات التنفيذية لمجالات التعاون، وأحدث التطورات فى رقمنة المحتوى الذى تملكه قطاعات الوزارة ومنها دار الكتب والوثائق، والهيئة المصرية العامة للكتاب، ودار الأوبرا، وأكاديمية الفنون، وقطاع الفنون التشكيلية، تمهيدًا لإطلاقه على بوابة تراث مصر الرقمى وجعله متاحًا للجمهور.
كما تم استعراض التصور الأولى لنموذج "قصر الثقافة الرقمي" وما يقدمه من مواد وخدمات تناسب الأجيال الجديدة من الشباب والمبدعين، بالإضافة إلى دراسة إمكانية تقديم الفعاليات الثقافية والإبداعية داخل مراكز إبداع مصر الرقمية التى تملكها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى القاهرة والجيزة وباقى المحافظات المصرية، بمشاركة قطاعات وزارة الثقافة.
وناقش الاجتماع سبل توثيق تراث دار الأوبرا المصرية الغنى وأعمال الفن التشكيلي، وإنشاء متاحف افتراضية، واستخدام الذكاء الاصطناعى فى الترجمة، وإنشاء منصات إلكترونية لتسويق الكتب وتحويلها إلى كتب صوتية، والتعاون في التطوير المؤسسى لوزارة الثقافة وتدريب العاملين في المجال الثقافي، وعقد فعاليات ثقافية وفنية، وإنشاء منصات لتسويق المنتجات التراثية والتعريف بها.
حضر اللقاء من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ المهندسة / غادة لبيب نائب الوزير للتطوير المؤسسى، والمهندسة/ شيرين الجندى مساعد الوزير للاستراتيجية والتنفيذ، والدكتورة / هدى بركة مستشار الوزير لتنمية المهارات التكنولوجية، والمهندس/ محمود بدوى مستشار الوزير لشئون التحول الرقمى، والدكتورة/ نهى عدلى مستشار الوزير للبحوث والتطوير، والدكتور/ هشام الديب رئيس محور التراث الرقمي، والدكتور/ محمود فخر الدين رئيس الإدارة المركزية للمشروعات المتخصصة، وعدد من قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ومن وزارة الثقافة المصرية، الدكتور/ أحمد بهى الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتورة/ لمياء زايد رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتورة/ كرمة سامى رئيس المركز القومى للترجمة، وأ/أحمد سعودى رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب وزير الثقافة، وأ/محمد عبد الدايم مساعد الوزير للمشروعات التنموية والاستثمار، وأ/نيفين فكرى مدير عام نظم المعلومات والتحول الرقمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات وزارة الثقافة مصر الرقمی
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .