دراسة محلية: وزن الحقيبة يتجاوز 15% من وزن الطالب ويتخطى المعدل العالمي

القاسمي: يجب على المعلمين ابتكار حلول لتخفيف معاناة الطلبة

الفارسي: توظيف التكنولوجيا والتحول إلى الكتب الإلكترونية الحل الأمثل

البوسعيدي: إعادة توزيع الحصص وتنسيق الواجبات المنزلية وسيلة للتخفيف

المعولي: حل المشكلة يحتاج إلى تضافر جهود أطراف العملية التعليمية

التربية: اتخذنا إجراءات للتخفيف من معاناة الطلبة

الرؤية- ريام السعيدية

يُؤكد العديد من أولياء الأمور أنَّ ثقل وزن الحقيبة المدرسية بات أزمة تُهدد صحة الطلاب خاصة في الصفوف الأولى، لافتين إلى أن الطلاب قد يتعرضون للتعثر المستمر والشد العضلي وآلام الظهر، وقد يتطور الأمر إلى إصابة بعض الطلبة بتقوّس في العمود الفقري وتشوه بنية الجسم.

ويُطالب أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بتفعيل عدد من الإجراءات التي تخفف من معاناة الطلبة في حمل الحقيبة المدرسية التي يتجاوز وزنها المعمول به عالميًا.

وبحسب دراسة علمية استهدفت عينة من طلبة مختلف المحافظات التعليمية، تبين أن الحقيبة تشكل عبئا صحيا على الطالب في مرحلة التعليم الأساسي، وأظهرت أن أوزان الطلبة في الصفوف (1 ـ 4) تتراوح ما بين 24 ـ 30 كيلوجراما، أما وزن الحقيبة مع جميع الكتب الدراسية وعلبة الغذاء وزجاجة الماء تتراوح ما بين 4 ـ 5 كيلوجرامات، أي ما يفوق 15% من وزن الطالب، وبحسب ما تم من دراسات محلية وعالمية تأكد أن الحقيبة المدرسية يجب ألا تتجاوز 10% من وزن الطالب.

ويقول يوسف القاسمي- مدرب دولي معتمد IT- إن وزن الحقيبة المدرسية بات يؤرق الطلاب وأولياء أمور، حيث يعود الطالب إلى بيته مرهقا ومتعبا بسبب وزن الحقيبة التي يحملها يوميا ذهابا وإيابا، الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا خاصة لطلاب الحلقة الأولى، إذ إنه من الممكن أن يؤدي حمل هذه الأوزان إلى مشاكل صحية خطيرة خاصة أن بعضها يتجاوز 15% من وزن الطالب.

ويضيف أن البدائل كثيرة والحلول متاحة، وأولها إيجاد خزائن طلابية في الفصول وتقليل أو دمج بعض الكتب والدفاتر والأنشطة، وكذلك التحول الإلكتروني لبعض المواد، بالإضافة إلى أهمية تثقيف المعلمين بابتكار أساليب تخفف من معاناة الطلبة.

من جهته، يرى أحمد بن سعيد الفارسي أن من حل هذه المشكلة يكمن في توظيف وسائل التكنولوجيا المتقدمة والاعتماد على الكتب الإلكترونية والأجهزة اللوحية بدلا من الكتب الورقية الثقيلة، مبينا: "هذا الخيار يخفف من ثقل الحقيبة المدرسية، بالإضافة إلى تقسيم المواد الدراسية حيث يمكن تقسيم الكتب الكبيرة إلى وحدات أو أجزاء أصغر، مما يتيح للطالب أخذ جزء واحد يوميا حسب الجدول الدراسي، بالإضافة إلى توفير الخزائن المدرسية وترك الكتب والأدوات التي لا يحتاجون لها يوميا فيها، وأخيرا إعادة النظر في الجدول الدراسي بحيث يتم توزيع المواد الدراسية ذات الكتب الثقيلة على مدار الاسبوع، بدلاً من تجميعها في يوم واحد".

ونشر الدكتور يحيى محمد البوسعيدي عبر حسابه في منصة "إكس" قائلا: "يا وزارة التربية والتعليم، حنانيكم بطلاب الحلقة الأولى، فوزن بعض الحقائب أثقل من وزن الطالب، وبالتالي قد يتعرض الطفل للتعثر المستمر وللشد العضلي وآلام الظهر أو لانحناء الظهر وتقوس العمود الفقري، وربما تشوه في بنية الجسم وشكل الكتفين، ولديكم تجارب ناجحة في بعض المدارس".

ويقدّم الدكتور يحيى بعض المقترحات لمعالجة هذه المشكلة، ومنها طباعة الكتب على هيئة كتيبات صغيرة بدلا من الكتاب الكامل، وأن يدرس كل طالب في اليوم الواحد 3 مواد فقط، بمعدل حصتين فأكثر لكل مادة دراسية مع إحدى حصص النشاط، مشددا على ضرورة التنسيق بين معلمات الحلقة الأولى فيما يخص الواجب المنزلي، بحيث لا يزيد الواجب المنزلي المقدم للطالب عن واجب مادتين فقط في اليوم الواحد".

أما إسحاق المعولي فيقول: "المشكلة باتت هاجسا يؤرق الجميع، وفي كل صباح عندما أوصل ابني للمدرسة ألاحظ كيف يعاني ابني والعديد من الطلاب وهم يحملون الحقائب، تبدو ثقيلة على أجسامهم الصغيرة، وهذا يجعلني أتساءل كيف يؤثر هذا العبء اليومي على صحتهم ونفسيتهم؟".

ويلفت إلى أن بعض المدارس نجحت في حل هذه المشكلة مثل مدرسة فاطمة بنت الوليد بتعليمية مسقط، حيث تم توفير دولاب شخصي لكل طالبة لتخزين الكتب والمستلزمات الدراسية الأخرى داخل المدرسة، مما يوفر عليهن عناء حمل الكتب الثقيلة يوميا، وهو مبلغ تم تمويله من قبل بعض المؤسسات الخاصة والأهالي، مبينا: "على الرغم من أن هذه المبارة تبدو حلا جيدا إلا أنها غير عملية للتطبيق على نطاق أوسع، فإذا كانت كل مدرسة بحاجة إلى تمويل مشابه لتوفير دواليب لكل طالب، فإنَّ التكلفة الإجمالية ستكون كبيرة جدا بالنسبة للعديد من المدارس، خاصة تلك التي تفتقر إلى الموارد المالية الكافية".

ويتابع قائلا: "من وجهة نظري يمكن تحقيق حلول أكثر استدامة وأقل كلفة لتخفيف عبء الحقيبة المدرسية نحو التحول للكتب الإلكترونية بدلا من النسخ الورقية و تقسيم الكتب الى كتيبات أصغر بحيث يمكن للطالب من حمل وحدات فصلية بدلاً من كتاب كامل طوال الفصل الدراسي، ومن المهم أيضاً التفكير في تصميم الحقائب المدرسية بشكل يتوافق مع متطلبات الصحة، وتقليل الضغط على العمود الفقري والكتفين".

وأكد المعولي أن حل المشكلة يجب أن يكون متكاملا ويشمل أكثر من جهة، بالإضافة إلى تعاون المدرسة وأولياء الأمور والجهات المعنية بالتعليم والصحة لإيجاد حلول دائمة ومستدامة.

من جهتها، كشفت وزارة التربية والتعليم عن إجراءات تنظيمية لتخفيف الحقيبة المدرسية، ومن بينها تقليل عدد الدفاتر وتوزيع الواجبات على أيام الأسبوع إضافة إلى إمكانية وضع الطالب كتبه أو دفاتره في الصف، مع وجود دواليب في الفصول الدراسية، مضيفة: "تتضمن الإجراءات شراء دفترين من نوع 80 ورقة، الأول لمواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، والثاني للرياضيات والعلوم".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة

أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، المسرحية الشهيرة "السبنسة" للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، ضمن إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين، التي تهدف إلى إعادة تقديم أبرز الأعمال الأدبية لكبار المبدعين المصريين.

تدور أحداث المسرحية في قرية "الكوم الأخضر" بإحدى قرى دلتا مصر، قبيل ثورة يوليو 1952، حيث يعثر الشاويش صابر على قنبلة في القرية، فيبلغ الصول درويش الذي يسارع بإبلاغ رؤسائه، ووسط هذا الحدث الخطير، يطلب المأمور نوعًا معينًا من البلح لابنته التي تعاني من الوحام، في مشهد يجسد استغلال السلطة وسخرية الواقع، حيث يمتزج الهزل بالمأساة في إطار درامي ساخر.

عُرضت المسرحية لأول مرة عام 1963، ثم أعيد تقديمها على المسرح القومي عام 1986، كما قُدمت في عمل درامي تليفزيوني عام 1990، ما يعكس أهمية النص وثراءه الدرامي والفكري. كما تُعد المسرحية علامة بارزة في مسيرة سعد الدين وهبة، لما تمثله من نقلة نوعية في أسلوبه المسرحي وقدرته على المزج بين البعد السياسي والإنساني بلغة مسرحية محكمة.

إعادة إصدار "السبنسة" يأتي تأكيدًا من وزارة الثقافة على أهمية إحياء التراث المسرحي المصري وتقديمه للأجيال الجديدة باعتباره جزءًا من الذاكرة الثقافية والوطنية.

سعد الدين وهبة، مؤلف مسرحي وكاتب سيناريو مصري، قدم العديد من المسرحيات منها: سكة السلامة (1964)، السبنسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، الحيطة بتتكلم، رأس العش، وقام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية منها: زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبي فوق الشجرة، أريد حلا، آه يا بلد آه، السبنسة، قصور الرمال، بابا زعيم سياسي.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين المسرحية الشهيرة السبنسة سعد الدين وهبة

مقالات مشابهة

  • المنتخبات المدرسية المنجم الحقيقي للأندية والاتحادات الرياضية
  • خبير تربوي: البوكليت التعليمي خطوة إيجابية تدعم الطالب والمعلم وتقلل الاعتماد على الكتب الخارجية
  • هل ينجح «البوكليت» في إزاحة الكتب الخارجية؟.. خبراء يحللون قرار وزير التعليم
  • وزير التربية والتعليم يعلن إجراءات تحسين البيئة المدرسية
  • توسيع برامج التغذية المدرسية وتفعيل مبادرة الوجبة الساخنة
  • عبد اللطيف: الثانوية العامة الحالية تقرر مصير مستقبل الطالب.. واستطلاع رأي أولياء أمور عكست تأييد نسبة كبير لنظام البكالوريا
  • عاجل || تحذير أمريكي رسمي للطلبة الأردنيين
  • مراعاةً للأهالي.. أولياء أمور مصر: نطالب تعليم الجيزة بتعديل تنسيق التجريبيات
  • التويجر: البعثة الأممية أوصلت المشكلة الليبية إلى طريق مسدود
  • هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة