التمديد لـ اليونيفيل... خشية لبنانيّة من مُفاجآت سلبيّة
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": لم يكن يواجه ملف تمديد عمل قوات الطوارىء "اليونيفيل" في لبنان أي مشاكل منذ العام 2006 حتى العام 2022، يوم تم استغلال حادثة مقتل الجندي الإيرلندي في منطقة العاقبية جنوباً، لتهريب تعديل غيّر بطبيعة عمل هذه القوات، حيث مُنحت حق التحرك بصورة مستقلة دون التنسيق مع الجيش ومرافقته، الأمر الذي خلق أزمة حادة في لبنان، انتهت مفاعيلها عام 2023 بعد إعادة مهام اليونيفيل الى ما كانت عليه سابقاً.
تتعرض "اليونيفيل" بحسب مصادر مطلعة الى ضغوطات من طرفي الصراع، ففي لبنان يعتبر حزب الله والبيئة الجنوبية بشكل عام أن وجود هذه القوات سببه مصلحة "إسرائيل"، فهي عاجزة عن منع العدو من انتهاك القرارات الدولية، ولا تقوم سوى بعدّ وإحصاء الخروقات. وخلال هذه الحرب لعبت "اليونيفيل" دوراً سلبياً للغاية من خلال تقارير تتحدث عن عون قدمته هذه القوات للعدو الإسرائيلي، نتج عنه استهدافات في أكثر من مكان. ولكن رغم ذلك لن يطالب الحزب ولا حلفائه بإنهاء عمل هذه القوات، إنما سيتمسكون بمنع إجراء أي تعديل على مهامها كما يرغب "الاسرائيلي" والأميركي.
أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري الموفد الأميركي آموسهوكشتاين أن لبنان يرفض أي تعديل على قرار التمديد لـ"اليونيفيل"، علماً أن الاميركيين حاولوا إجراء تعديل أساسي يتعلق باستبدال عبارة "الإمتناع عن القيام بأعمال عسكرية"، بعبارة "خفض منسوب التصعيد والتوتر"، وهذا بحسب المصادر، يعني قوننة الاعمال العسكرية والامنية "الاسرائيلية" في الجنوب خلال الحرب اليوم وحتى بحال انتهت الحرب، وهو ما ترفضه الدولة اللبنانية بشكل حاسم.
كذلك تتعرض "اليونيفيل" الى ضغوطات "اسرائيلية"، فالعدو يطالب بمنح هذه القوات صلاحيات استثنائية في التنقل والتفتيش والبحث، لتكون بمثابة عين إضافية له في الجنوب، قادرة على الحد من تأثير المقاومة وإضعافها حتى، وتُشير المصادر الى وجود خشية في لبنان رغم كل التطمينات الدولية وعلى رأسها التطمينات الفرنسية، من أن يُصار الى تهريب أي تعديل سواء المعلن، أم تعديلات أخرى غير معلنة، لأن وقعها سيكون سلبياً للغاية في الجنوب.
تسعى الحكومة اللبنانية الى حشد مواقف سياسية دولية واسعة، تدعم طلبها بالتمديد دون أي تعديلات، وهي لأجل هذه الغاية تجري اتصالات يومية بعدد كبير من المسؤولين الدوليين، ولكن بحسب مصادر مقربة من المقاومة، فإن الحزب كما كان موقفه عام 2022 سيكون اليوم، وهو أنه غير معنيّ بتنفيذ واحترام أي تعديل قد يصدر حول مهام "اليونيفيل"، وبالتالي على الدول المشاركة بهذه القوات أن تُدرك أن "اسرائيل" تسعى لجعل جنودهم بمواجهة مباشرة مع أهل الجنوب ومع المقاومة، وتُريدهم أن يكونوا كبش محرقة، مع العلم أن "اسرائيل" التي لا تحترم القوانين والقرارات الدولية لا يهمها قوننة عدوانيتها تجاه لبنان.
يُفترض أن يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الخميس المقبل لتمديد ولاية "اليونيفيل" في لبنان لعام واحد بناء على اقتراح فرنسي، فهل تحصل مفاجأة سلبية بناء على تدخل أميركي وصمت البقية؟ أم تصدق الوعود الدولية بالتمديد دون أي تعديل يطال المهام؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه القوات أی تعدیل فی لبنان
إقرأ أيضاً:
واشنطن تدرس وقف دعم يونيفيل.. وتوترات الجنوب اللبناني تزداد حدة
نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر أمريكية مطلعة، أن الولايات المتحدة تدرس خيار إنهاء دعمها المالي والسياسي لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في ظل تصاعد التوترات الحدودية واستمرار النزاع المسلح مع حزب الله.
وذكرت الصحيفة أن واشنطن لم تحسم قرارها بعد، لكنها تشترط إدخال "إصلاحات كبرى" في عمل البعثة، ما يعني أن إنهاء الدعم يبقى مطروحًا بقوة في حال فشل تحقيق تلك الإصلاحات.
ويُجدد تفويض "يونيفيل" سنويًا عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي، وقد تستخدم الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد القرار المقبل المتوقع في أغسطس.
وفي تطور لافت، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن واشنطن اتخذت قرارًا فعليًا بالتصويت ضد تمديد مهمة "يونيفيل"، في توافق واضح مع الموقف الإسرائيلي الذي يرى أن البعثة لم تعد فاعلة في ضبط أنشطة حزب الله، ولم تُحقق الأهداف الأمنية المرجوة منذ صدور القرار 1701 عقب حرب يوليو 2006.
تل أبيب وواشنطن في موقف موحد ضد "يونيفيل"وتضيف الصحيفة العبرية أن هناك "توافقًا كاملًا" بين إسرائيل والولايات المتحدة حول ضرورة إنهاء عمل "يونيفيل"، بزعم أن البعثة "تفشل في رصد ومنع تعزيز حزب الله لقوته العسكرية جنوب نهر الليطاني"، فيما تعتبر تل أبيب أن استمرار وجود القوة الدولية بات "غير مجدٍ من الناحية الأمنية".
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضربات الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، ما يعزز القلق من دخول البلاد في دوامة تصعيد واسعة النطاق، خصوصًا في ظل عدم وجود آلية ردع فاعلة.
وفي هذا السياق، اعتبر الناطق باسم "يونيفيل" في جنوب لبنان، أندريا تيننتي، أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية تشكل "تطورًا خطيرًا"، مؤكدًا أنها تمثل "انتهاكًا واضحًا لسيادة لبنان وللقرار 1701"، وتهدد الاستقرار الهش في المنطقة الحدودية التي عانت من نزاع مستمر على مدار أكثر من عام.
وحذّر تيننتي من أن التصعيد لا يؤدي فقط إلى ارتفاع منسوب التوتر، بل قد يؤدي إلى "خلق وضع خطير جدًا"، خاصة في ظل غياب أي أفق لحل سياسي أو