خروج ثُـلث أعضاء نواب التيار بالإقالات والاستقالات يفقده التأثير الرئاسي
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
كتب يوسف دياب في " الشرق الاوسط": يتواصل النزف في صفوف «التيار الوطني الحرّ»، سواء بخروج عدد كبير من قادته وكوادره، أو بإقالة واستقالة نواب من كتلته؛ وهذا ما ترك أثراً سلبياً على دور «التيار» في الاستحقاقات المقبلة، لا سيما الانتخابات الرئاسية بسبب خسارته نحو ثُلث نوابه.
وشكّل خروج أربعة نواب في وقت قصير سابقة بتاريخ الأحزاب والكتل النيابية؛ إذ إنه خلال شهرين جرى إقالة كلّ من نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب والنائب آلان عون، ثم استقالة سيمون أبي رميا، وصولاً إلى استقالة رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، مع شائعات عن مغادرة نواب آخرين صفوف «التيار».
غير أن عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحرّ» وليد الأشقر، أوضح أن «تكتل لبنان القوي خسر ربع أعضائه، لكنه ما زال يمتلك 15 نائباً وصاحب التأثير الأقوى في كل الاستحقاقات والورقة الأكثر تأثيراً وحسماً بما في ذلك انتخاب رئيس الجمهورية».
وفي حين تتباين الروايات حول دوافع ما يحصل داخل «التيار البرتقالي»، اعتبر النائب والوزير السابق بطرس حرب، أن «الاستقالات الكبيرة التي يشهدها (التيار)، هي نوع من اهتزاز داخله، ليس بسبب المعتقدات والمبادئ التي تأسس عليها، بل بفعل الممارسات التسلطيّة التي برزت خلال ولاية العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية، والتي أوصلت لبنان إلى الخراب، وها هي تنعكس اليوم على البيت الداخلي». ورأى حرب في تصرح لـ«الشرق الأوسط»، أن «خروج رموز محترمة من كتلة (التيار) النيابية، سيكون لها مفاعيل على دوره السياسي، خصوصاً في الانتخابات الرئاسية؛ إذ إنه خسر أربعة أصوات من الحزبيين بغض النظر عمّن كانوا متحالفين معه وتخلّوا عنه».
وعن مدى تراجع نفوذ هذا «التيار» في الاستحقاق الرئاسي بعدما كان الأقوى والأكثر تأثيراً، ذكّر حرب بأن «التيار» «لم يكن الأقوى على الإطلاق، لكن الغطرسة التي مارسها سواء خلال فترة تحالفه مع (حزب الله) أو من خلال سطوة رئيسه (جبران باسيل) أثناء ولاية عمّه (ميشال عون) في رئاسة الجمهورية، أظهرته الفريق الأقوى»، مشيراً إلى أن «السياسة متحركة دائماً والمراكز لا تدوم لأحد».
وكتبت ابتسام شديد في" الديار": توقفت المصادر عند التصعيد المفاجىء لباسيل في عشاء هيئة الكورة، الذي أتى خارج اطار التهدئة التي ينتهجها منذ فترة طويلة مع حزب الله ، حيث طرح باسيل مجموعة تساؤلات عن الجدوى من حرب ١١ شهرا، كسؤاله ماذا كانت نتيجتها؟ ولماذا تخاض الحرب؟ ولمصلحة مَن ربط مصير لبنان بمصير دول أخرى؟
فليس تفصيلا عاديا كما تقول المصادر، ان يُصعّد باسيل بعد انتهاء الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر، إلا إذا كان ذلك من ضمن حسابات معينة، خصوصا ان التيار وعلى الرغم من المواقف السابقة التي اتسمت بالحدة لمعركة إسناد غزة وفتح جبهة الجنوب، لطالما أقام باسيل توازنا عادلا بين انتقاد توريط لبنان في الحرب، ودعم النازحين من الجنوب وتفعيل لجان النزوح في مناطق جبل لبنان.
أغلب الاعتقاد كما تقول المصادر ان باسيل يستبق أحداث الغد والاصطفافات المقبلة، وهو أراد توجيه رسالة اعتراضية سابقة لأي موقف يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. فما يعلمه باسيل جيدا ان حزب الله الذي خاض مواجهة مكلفة مع "اسرائيل" على مدى ١١ شهرا، لا يمكنه القبول بتنازلات في الداخل، والا يكون له الكلمة الفصل في صياغة الأحداث في المرحلة المقبلة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، فمن جهة لا يمكن لحزب الله تقديم تراجعات رئاسية، فيما باسيل ليس في صدد تسليم الرئاسة لمن وضع "فيتوات" رئاسية عليه سابقا.
مع ذلك، فان رفع سقف المواقف وانتقاد الحرب لا يعني بالضرورة توتير الأجواء مع الحليف في الضاحية الجنوبية، تضيف المصادر، لان باسيل يدرك جيدا ان الخلاف مع حزب الله له انعكاسات سلبية في الاستحقاقات والتحالفات الانتخابية المقبلة، فالابتعاد عن حزب الله يُخسّر التيار في الانتخابات، وهو بحاجة الى تعويض التراجع بالعدد الذي أصاب تكتله النيابي. فليس تفصيلا عاديا على التيار ان تكر سبحة الاستقالات، وخروج نواب لهم حيثية وازنة جداً، فيما هو يحتاج الى حواصل انتخابية في جبيل وبعبدا والبقاع وبعلبك الهرمل وزحلة.
بالمحصلة تعتبر المصادر ان التصعيد الأخير موجه في عدة اتجاهات، فهو تقصد اولا محاكاة هواجس الشارع المسيحي، ومسايرة المعارضة والفريق المسيحي الذي لا يتناغم مع حرب إسناد غزة، وحمل ايضا رسالة الى حزب الله لعدم الذهاب في الخيارات الرئاسية بعيدا، وإعادة عقارب الساعة الرئاسية الى ما كانت قبل ٧ تشرين الأول.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تتهم أحد أعضاء فرقة نيكاب الإيرلندية بالإرهاب بسبب علم حزب الله
أعلنت شرطة لندن أن ليام أوهانا، أحد أعضاء فرقة الراب الإيرلندية الشمالية "نيكاب"، اتهم بارتكاب جريمة إرهابية بعدما لوّح بعلم "حزب الله" خلال حفلة موسيقية في لندن في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
وأوضح بيان للشرطة أنّ المغني، وخلال حفلة موسيقية في قاعة "او 2" O2 في لندن، "رفع (...) علما، بطريقة أو في ظل ظروف تثير شكوكا منطقية بأنه من مؤيدي منظمة محظورة هي حزب الله"، وهذه جريمة بموجب قانون الإرهاب لعام 2000.
ونفت "نيكاب" دعمها لحزب الله، وقالت في بيان "ننفي هذه الجريمة وسندافع عن أنفسنا بكل قوة".
وأضاف البيان أن "14 ألف طفل على وشك الموت جوعا في غزة (...) ومرة جديدة تصب المؤسسة السياسية البريطانية تركيزها علينا"، منددة بما وصفته "الشرطة السياسية".
وتعتبر المملكة المتحدة "حزب الله" اللبناني مجموعة إرهابية.
ومن المقرر أن يمثل ليام أوهانا، واسمه الفني مو شارا في فرقة "نيكاب"، أمام المحكمة في لندن بتاريخ 18 حزيران/يونيو.
وتعرضت الفرقة التي تضم ثلاثة أعضاء متحدرين من بلفاست، والمعروفة بمواقفها المؤيدة للفلسطينيين، لانتقادات شديدة منذ اتهامها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني" في غزة، خلال مهرجان "كواتشيلا" في كاليفورنيا.
ومُذّاك، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من حفلات كثيرة لها، تظهر مثلا أحد أعضاء الفرقة وهو يصرخ "هيا يا حماس! هيا يا حزب الله!".
ومطلع أيار/مايو، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب أنها تحقق في العديد من مقاطع الفيديو، مشيرة إلى "وجود أسباب كافية للتحقيق في جرائم محتملة".
وأكد مغنو الراب من جهتهم أنهم "لا يدعمون حماس أو حزب الله ولم يدعموهما مطلقا".
وفي الأسابيع الأخيرة، استُبعدت الفرقة من مهرجان في جنوب إنجلترا، وأُلغيت حفلات كثيرة لها كانت مرتقبة خلال أيلول/سبتمبر في ألمانيا.
ودعا مجلس نواب اليهود البريطانيين منظمي مهرجان "غلاستونبري" البريطاني الشهير إلى إلغاء حفلة ل"نيكاب" كانت مقررة في نهاية حزيران/يونيو.
ومطلع أيار/مايو، وقّع عدد كبير من الأسماء البارزة في القطاع الموسيقي، من أمثال "بالب" و"فونتين دي سي" و"ماسيف أتاك"، رسالة دعم لفرقة "نيكاب"، معتبرين أنّ أعضاءها الثلاثة يتعرّضون لـ"قمع سياسي" و"محاولة واضحة ومنسقة للرقابة وإلغاء حفلات".وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الفرقة الجدل.
فقد سبق أن سُحبت أغنيتها الأولى "CEARTA"، والتي تعني "حقوق" باللغة الإيرلندية، من إذاعة "آر تي اي" العامة الايرلندية بسبب إشارتها إلى المخدرات.
ودائما ما اتّهم منتقدو "نيكب" الفرقة بالترويج لتعاطي المخدرات ونشر الخطاب المناهض للمملكة المتحدة من خلال الدعوة إلى إعادة توحيد إيرلندا. وتحمل إحدى أغانيها عنوان "غيت بور بريتس أوت" "أَخرجوا البريطانيين".