تترقّب الجبهة الجنوبيّة الردّ الإيرانيّ على إسرائيل اثر اغتيال رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس"اسماعيل هنية في طهران، وسط حديث العديد من التقارير أنّ هذا "الإنتقام" اقترب، وسيُنفّذ خلال أيّام قليلة. وفي الوقت الذي أراح الهجوم الذي شنّه "حزب الله" يوم الأحد الماضي الداخل اللبنانيّ، غير أنّه لا يزال هناك خشية من أنّ تتأثّر البلاد بما سيُقدم عليه الحرس الثوريّ قريباً، وخصوصاً من ناحية تطوّر حدّة المعارك أو توسّع الحرب.



وفي هذا السياق، يجب التركيز على نقطة أساسيّة وهي أنّ إيران تُشدّد على أنّها لن تكون البادئة في الحرب، كما أنّ الأمين العامّ لـ"حزب الله" حسن نصرالله أشار إلى رغبته بإبعاد طهران وسوريا عن المُشاركة في المعارك بشكل مباشر أو عن الحرب إذا وقعت. وبحسب التوقّعات الغربيّة والتصاريح الإيرانيّة، فمن المُرجّح أنّ يأتي الردّ الإيرانيّ على إسرائيل مُشابهاً لـ13 نيسان الماضي، بحيث أنّ الصواريخ والمسيّرات أُسقِطت بأغلبيتها، ولم تكن تستهدف المدنيين وإنّما القواعد والمواقع العسكريّة في تل أبيب، وهو ما تتفهّمه إسرائيل جيّداً وتضعه ضمن "قواعد الإشتباك" أو "الردّ المدروس".

وفي حال كان ردّ إيران محدوداً كما هو مُتوقّعٌ، فإنّ جبهة جنوب لبنان ستبقى مُساندة لغزة ولن تتأثّر بما ستقوم به طهران، وسيظّل "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ يتبادلان القصف اليوميّ الذي بدأ في 8 تشرين الأوّل. أمّا إذا أصاب الحرس الثوريّ هدفاً كبيراً استدعى ردّاً مُعاكساً من تل أبيب وتسبّب بفتح باب الردّ المتبادل من كلا الجانبين وصولاً إلى إقحام إيران في النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، فإنّ "المُقاومة الإسلاميّة" في لبنان ستجد نفسها مضطرة لدعم طهران وستُشارك من دون شكّ في إسنادها كونها الراعي الأوّل "لمحور المُقاومة" ماليّاً وعسكريّاً.

والسبب الذي يدعو إلى الحديث عن إمكانيّة توسّع الحرب لتطال إيران، هو رغبة حكومة بنيامين نتنياهو بإقحام طهران في النزاع لجرّ الولايات المتّحدة إلى الحرب ومُساعدتها في القضاء على التهديد الذي يُشكّله "محور المُقاومة" عليها من عدّة بلدان. في المقابل، فإنّ الديبلوماسيّة الأميركيّة لا تزال تعمل بقوّة كيّ يكون الردّ الإيرانيّ محدوداً ومُبسطاً بالتزامن مع الضغط على تل أبيب لضبط النفس وعدم توسيع الحرب، مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسيّة والمُنافسة الحامية بين المعسكريين الديمقراطيّ والجمهوريّ، وخسارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشّحة للإنتخابات دعم الناخبين العرب المُؤيّدين للقضيّة الفلسطينيّة والداعين إلى وقف إطلاق النار في غزة.

اما الخيار الثاني فيبقى مستبعداً لأنّ الجولة الأولى من المُواجهة بين إيران وإسرائيل التي حدثت على اثر استهداف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق، وقيام طهران بشنّ "هجوم 13 نيسان" وردّ تل أبيب بشكل محدود أيضاً، أثبتت أنّهما لا يريدان الحرب. وبما يتعلّق بالوضع الأمنيّ على الجبهة الجنوبيّة، فإنّه سيبقى على ما هو عليه مع خروج المعارك في بعض الأحيان عن السيطرة وتوسيع رقعة القصف، وستبقى طهران تُدير الحرب عبر وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم "حزب الله" لدفع حكومة نتنياهو إلى وقف إطلاق النار نهائيّاً وعدم تطيير المُفاوضات التي تجري في الدوحة وفي القاهرة برعاية أميركيّة.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، وكان النبي يُكثر من الصلاة، فكان يحافظ على الرواتب، ولم يدعها إلا في نحو سفر، وهي سبع عشرة ركعة فرضًا، ومثلها سنةً مؤكدةً.

هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟نذرت سجدة شكر لله شهراً.. فهل يلزم ذلك الوضوء وهل يجوز وقت الكراهة؟كثرة السجود

واستشهد علي جمعة، في منشور له عن كثرة السجود، بما روي عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ». قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».

وتابع: كان النبي يقوم الليل، امتثالًا لأمر ربه سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4].

وكان يأمر بصلاة الضحى، ويُرغِّب فيها، ويقول: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». وقد ثبتت عنه من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.

وأشار علي جمعة، إلى أن الصلاة في لغة العرب تعني "الدعاء بخير"، ومن هنا كان دعاؤنا لرسول الله جزاءً على تبليغه، فنقول: "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول كذلك: "اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله".

وقد يظن بعض الناس -من غير المسلمين، أو منهم ممن جهلوا-  أن الله يُصَلي على النبي كما نصلي نحن له، وليس الأمر كذلك؛ فالصلاة من الله على عبده معناها: الثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والرفعة. فـ "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" تعني: "اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته"، وعلو الدرجات لا نهاية له، وكلما صلّى عليه أحد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو أهلٌ لذلك بما صبر وبلّغ وترك.

وذكر أن الصلاة موطن لاستجابة الدعاء، وقد دلَّنا رسول الله على ذلك فقال: « وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم ». أي: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا بقوة.

وفي الحديث الآخر:  «أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد» فصلّوا، فإن الصلاة ركن الدين، وعموده، وذروة سنامه، والعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، فإذا قام، قام الدين، وإذا هُدم، هُدم الدين.
 

طباعة شارك كثرة السجود السجود الدعاء الصلاة علي جمعة

مقالات مشابهة

  • ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل.. هل اقترب الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
  • كارثة تلوح في الأفق.. الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
  • الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
  • الرئيس الإيراني عن أزمة المياه: السدود قد تجف بحلول سبتمبر
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
  • حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل بدأت