أقر الجيش الأوكراني بصعوبة مواجهة الهجوم الروسي شرقي البلاد في وقت ناشد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين تقديم أقصى ما لديهم من دعم عسكري للتوغل في العمق الروسي.

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي -اليوم الأحد- إن الوضع "صعب" في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي الذي يتركز في شرق أوكرانيا، واستدرك قائلا "لكن جميع القرارات اللازمة يجري اتخاذها".

ولم يشر سيرسكي إشارة محددة إلى موقع الهجوم الروسي الرئيسي، لكن في وقت سابق قال هو وزيلينسكي إن القوات الروسية تستهدف مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الإستراتيجية.

وذكر سيرسكي عبر تليغرام أن "الوضع صعب في مواجهة الهجوم الرئيسي للعدو، لكن يجري اتخاذ جميع القرارات اللازمة على كل المستويات دون تأخير".

وصرح سيرسكي الأسبوع الماضي بأنه أمضى أياما على الجبهة الشرقية بالقرب من بوكروفسك، ووصف القتال هناك بأنه "صعب للغاية".

وتستمر روسيا، التي استولت على مساحات واسعة من شرق أوكرانيا منذ أن شنت غزوها الشامل في فبراير/شباط 2022، في التقدم ببطء هناك خلال قتال عنيف.

وتتواصل المكاسب منذ وقوع توغل أوكراني مباغت في منطقة كورسك غربي روسيا في 6 أغسطس/آب الماضي يهدف على ما يبدو لتشتيت الموارد الروسية وتعزيز موقف كييف في أي مفاوضات في المستقبل.

جنديان أوكرانيان ينتظران الأوامر من قيادتهما في منطقة دونيتسك (الأناضول) زيلينسكي يضغط

من جهته، زاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغوط على الولايات المتحدة للسماح لكييف بضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، بعد أن التقى ممثلوه مسؤولين أميركيين كبارا في واشنطن أمس السبت.

وفي خطابه المسائي المصور أمس، قال زيلينسكي إن "القنابل الجوية الروسية الموجهة قتلت 6 أشخاص وأصابت 97 في خاركيف أول أمس الجمعة، مع مزيد من الهجمات السبت. ولا يمكن تجنب هذه الهجمات إلا بضرب المطارات العسكرية الروسية وقواعدها والخدمات اللوجستية للإرهاب الروسي".

وأضاف "نتحدث عن هذا كل يوم مع شركائنا. ونحن نقنع، ونقدم الحجج"، معتبرا أن تطهير سماء أوكرانيا من القنابل الجوية الروسية الموجهة سيكون "خطوة قوية لإجبار روسيا على السعي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام العادل".

وناشد الرئيس الأوكراني الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تقديم مزيد من الدعم العسكري لبلاده، قائلا "نحن بحاجة إلى القدرات لحماية أوكرانيا والأوكرانيين حقا وبشكل كامل، نحن بحاجة إلى الأذونات لكل من القدرات البعيدة المدى وقذائفكم وصواريخكم البعيدة المدى".

ومن دون تقديم أي تفاصيل في خطابه المسائي اليومي المعتاد، قال الرئيس الأوكراني إن ممثليه "قدموا كل التفاصيل اللازمة" لشركاء أوكرانيا.

أما وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الذي أمضى اليومين الماضيين في واشنطن للقاء مسؤولين وخبراء أميركيين، فقال في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن" إن كييف أظهرت أن المطارات الروسية المستخدمة لضرب المدن الأوكرانية كانت "في نطاق الضربات العميقة".

وأضاف الوزير الأوكراني "أوضحنا نوع القدرات التي نحتاجها لحماية المواطنين من الإرهاب الروسي الذي يسببه لنا الروس، لذلك آمل أن نجد آذانا مصغية وأن نحظى بالاستماع إلينا".

ومن المتوقع أن يقدم زيلينسكي نداء مماثلا شخصيا الشهر المقبل، عندما يقدم خطة للنصر للرئيس جو بايدن مع اقتراب نهاية فترة وجوده في المكتب البيضاوي، ويحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيردينكو التي ترأست وفد كييف الزائر لواشنطن، في منشور على منصة إكس، إنها ناقشت الخطوات اللازمة لاستعادة نظام الطاقة في أوكرانيا.

وأوضحت أن من بين الخطوات التي نوقشت "مساهمة كبيرة من خلال حزمة تمويل قطاع الطاقة بقيمة 800 مليون دولار، التي أعلن عنها في يونيو/حزيران الماضي"، مضيفة أن الضربات الجوية الروسية أثرت على أكثر من نصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

يذكر أن واشنطن قدمت لأوكرانيا مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 50 مليار دولار منذ عام 2022، لكنها حدّت من استخدام أسلحتها على الأراضي الأوكرانية والعمليات الدفاعية عبر الحدود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرئیس الأوکرانی

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الروسي: إسطنبول أصبحت منصة للمفاوضات مع أوكرانيا

أنقرة (زمان التركية) – اقترحت روسيا عقد الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية في الثاني من يونيو/حزيران القادم في إسطنبول.

وأفاد سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويغو، خلال لقائه مع  نظيره التركي، أوكتاي مميش، ضمن اجتماع الأمن الدولي في موسكو، أن منصة إسطنبول أصبحت مركز للعديد من المباحثات  بما يشمل مبادرة الحبر الأسود واتفاقية الحبوب والآن المفاوضات بين موسكو وكييف.

وذكر شويغو أن روسيا تقدر الجهود المهمة لأنقرة من أجل خلق أجواء مثمرة لأعمال الوفود وضمان الأمن متقدما بالشكر إلى مميش لمشاركته في مؤتمر الأمن الدولي في موسكو.

وأوضح شويغو أن التأثير بالعلاقات الثنائية بين البلدين ينبع من الحوار المكثف المستند على الثقة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مشيرا إلى إجراء الزعيمين اتصالات هاتفية بكثرة والاتصال الهاتفي الشامل الذي أجراه الزعيمين في 11 من مايو/ آيار الجاري.

وأضاف شويغو أن الحوار السياسي بين روسيا وتركيا يتطور بشكل ديناميكي في جميع المجالات مفيدا أن روسيا تتمتع بروابط قوية مع أنقرة بفضل التطبيق الناجح للمشاريع المشتركة الضخمة في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة.

جدير بالذكر أن الوفدين الروسي والأوكراني التقيا في إسطنبول مطلع الشهر الجاري في أول لقاء مباشر منذ مارس/ آذار عام 2022، غير أنه لم يتم التوصل لتوافق بشأن وقف إطلاق النار الذي تطالب به كييف وحلفائها الغربيين خلال ذلك اللقاء الذي أجرى في 16 من الشهر.

وتشدد موسكو على ضرورة تنفيذ بعض الشروط الأولية من أجل إقرار وقفا لإطلاق النار.

ودعا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في بيان مكتوب كل من يرغب بصدق في نجاح مفاوضات السلام عقد جولة جديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة في إسطنبول.

Tags: إسطنبولالمفاوضات الروسية الأوكرانيةسيرجي لافروفمجلس الأمن الروسي

مقالات مشابهة

  • الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • الجيش الأوكراني يفجر الجسور والمعابر في منطقة سومي خوفا من التقدم الروسي
  • الكرملين: روسيا مستعدة للتفاوض.. ولقاء بوتين بـ ترامب أو زيلينسكي «مشروط»
  • تحرير 146 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • روسيا تشن هجوماً واسعا على أوكرانيا بـ 90 مسيّرة
  • مجلس الأمن الروسي: إسطنبول أصبحت منصة للمفاوضات مع أوكرانيا
  • روسيا تنتظر الرد الأوكراني على المقترح الروسي
  • الخارجية الروسية تؤكد ضرورة وجود آليات لضمان عدم تجدد الصراع الأوكراني
  • عاجل. الجيش الأوكراني يعلن عن خوض 200 اشتباك مع القوات الروسية خلال 24 ساعة