اقتحام “سونيون” يثبت فشل “أمريكا” في مهمتها البحرية
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
لأيام ظلّت ولا تزال ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من السفينة “سونيون” المستهدفة الخميس الماضي من قبل القوات اليمنية في البحر الأحمر لانتهاكها قرار حظر مرور السفن المرتبطة بكيان العدو وداعميه، في مشهد يؤكد للعالم ويرسخ في الأذهان حقيقة الفشل الأمريكي والأوروبي في ردع اليمن في جبهة البحار.
في الأسابيع الأولى من العمليات اليمنية البحرية المساندة لغزة كانت الولايات المتحدة، مع بريطانيا تروجان لإنجازات عسكرية تبدأ بالاعتداءات على اليمن أو ما أطلقوا عليها “الضربات “الاستباقية” لتقويض القدرات اليمنية ولا تنتهي عند الإعلان عن مرافقة السفن التي تعبر البحر الأحمر حتى إيصالها إلى خارج مسرح العمليات البحرية.
ومع تصاعد وتيرة الضربات واتساع نطاقها وتطورها كمًا ونوعًا تركز الخطاب الأمريكي على تقديم المساعدة للسفن المستهدفة من خلال “إجلاء البحارة أو المساهمة في إطفاء الحرائق”، لكن الوضع تغيّر في هذه المرحلة إذ لم يعد للقوات الأمريكية أي تأثير ولا قدرة أو مساهمة سوى في عد السفن وتقييم حجم الأضرار التي يلحق بها إضافة إلى التحذير من المخاطر البيئية البحرية.
“سفينة سونيون” هي ثالث سفينة تديرها شركة “دلتا تانكرز” ومقرها في أثينا تتعرض للهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر، وأمام مرأى ومسمع التحالفات البحرية، اعتلى عناصر من البحرية اليمنية سطحها وقاموا بتفخيخها وتفجيرها لتكون عبرة لباقي السفن المعاندة والمتحدية لقرار فرض الحصار على الموانئ المحتلة، وعناد الإبحار هنا لا علاقة له بالوثوق في قدرة أمريكا على توفير الحماية اللازمة للسفن بل في أسلوب المغالطة الذي تنتهجه الشركة اليونانية لتضليل القوات اليمنية عن وجهة سفنها ومسارها الحقيقي ومع ذلك تم إحباط خططها.
مشهد الحرائق على سطح “سونيون” لأسبوع كامل له عدة دلالات منها التأكيد لباقي شركات الملاحة التي تتعاون مع كيان العدو جدية اليمن في استمرار عملياته، المساندة لغزة مهما بلغ حجم التضحيات والمخاطر لأن الدافع إنساني ويتمثل في وقف العدوان وجرائم حرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجب التسليم به والعمل على تحقيقه، وإلا فالعالم يسير نحو مزيد من الاشتعال.
وفي ظل التراجع الأمريكي، يتصدر الأوروبيون مسرح العمليات البحرية، يتضح ذلك من خلال تعاملهم وتعليقاتهم على تطورات جبهة البحر الأحمر والنتيجة كانت فشل في اعتراض الزورق الهجومي على السفينة اليونانية وفشل آخر في عملية سحبها وإطفاء النيران المشتعلة على سطحها قبل الذهاب في اتجاه التوسط والتواصل الدبلوماسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في هذا السياق، كشف رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام تواصل عدة جهات دولية وبالأخص منها الأوروبية للسماح للقوات الغربية بسحب سفينة النفط المحترقة “سونيون” مجددًا التحذير لشركات الشحن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني بأن سفنها ستبقى عرضة لضربات القوات المسلحة اليمنية أينما بلغت يدها حتى وقف العدوان والحصار على غزة.
وتبريرًا للتراجع والفشل الأمريكي في إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة أعلن “البنتاغون” في وقت سابق أن لدى من أسماهم بـ “الحوثيين” ترسانة عسكرية ضخمة في حين صرح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بأن اليمنيين يقومون بأفعال مفاجئة ومن تلقاء أنفسهم، واصفًا عملياتهم بـ “الورقة الرابحة”.
موقع “أكسيوس” الأمريكي، أكد مجددًا خلو البحر الأحمر من أي سفن أمريكية في الوقت الحالي بينما تتمركز 18 قطعة بحرية أمريكية في خليج عمان وفي البحر المتوسط.
واستنادًا إلى ذلك وفي ظل الأولوية الأمريكية بالتحسب للرد الإيراني وقبل ذلك رد حزب الله فإن اليمن استطاع أن يدفع واشنطن لتوريط الأوروبيين وكثيرًا من الدول في مهمة الدفاع عن كيان العدو ومشاركته الفشل والإخفاق، هذا ولا تزال المخاوف من الرد اليمني على اعتداء الحديدة قائمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قائد مدمرة أمريكية: الصراع في البحر الأحمر أشبه بـ”معركة سكاكين في كشك هاتف”
يمن مونيتور/ واشنطن/ ترجمة خاصة:
اعتبر قائد مدمرة أمريكية تبادلت مع الحوثيين الهجمات في البحر الأحمر أن الأمر أشبه ب”معركة سكاكين في كبينة الهاتف”، بعد انتشار استمر أسابيع حتى هدنة أعلنها الرئيس الأمريكي مطلع مايو/أيار الماضي.
“في كثير من النواحي، يُعدّ البحر الأحمر بمثابة معركة بالسكاكين في كابينة هاتف”، هذا ما صرّح به القائد كاميرون إنغرام، قائد المدمرة يو إس إس توماس هودنر، لموقع بيزنس إنسايدر على متن المدمرة من فئة أرلي بيرك خلال رحلة بحرية حديثة في القناة الإنجليزية.
وسبق أن تأكد تعرض المدمرة التي قادها إنغرام لإصابة بهجوم للحوثيين، دون أضرار.
وأضاف أن “الجغرافيا ضيقة للغاية، والعمل على هذه المسافة القريبة من الأراضي الخاضعة لسيطرة الصين سيكون صعبا للغاية”.
قال إنغرام: “ستكون هذه معركةً أبعد مدىً بكثير. كما أن مراقبتهم وتتبعهم بعيدي المدى أكثر تطورًا بكثير. ومجتمعهم الاستخباراتي أكثر تطورًا بكثير. وبالتالي، لا تزال هناك تعقيدات وتحدياتٌ أكثر بكثير، مما يجعل المواجهة مع الصين صعبةً للغاية”.
وقالت صحيفة ذا بيزنس انسايدر إن تبادل إطلاق النار المرهق الذي أجرته البحرية الأمريكية مع الحوثيين المدعومين من إيران أعطى للمخططين العسكريين الأمريكيين رؤية أكثر وضوحًا حول تعقيدات عمليات الدفاع الجوي عالية السرعة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية شكل صراع البحر الأحمر، الذي دخل الآن شهره الثاني من وقف إطلاق النار، ضغطًا ثقيلًا على البحرية، إذ أثقل كاهل أطقم السفن الحربية واستنزف ذخائر حيوية. ورغم أن هذه المعركة شكلت تحديًا، إلا أن قادة البحرية يعتقدون أنها ليست سوى لمحة عما ستبدو عليه الحرب المستقبلية ضد الصين، التي تمتلك صواريخ أكثر تطورًا بكثير من صواريخ المتمردين اليمنيين.
ولا يقتصر الأمر على الصواريخ فحسب، بل هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تجعل المواجهة مع الصين أكثر صعوبةً بكثير، لكن البحرية تتعلم دروسًا مهمة من البحر الأحمر، ويمكنها تطبيقها في أي معركة مستقبلية.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق الحوثيون مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن والممرات الملاحية الدولية قبالة سواحل اليمن، وتحديدا في البحر الأحمر وخليج عدن.
أسقطت السفن الحربية والطائرات التابعة للبحرية العاملة في المنطقة العديد من أسلحة الحوثيين، من طائرات مسيرة إلى صواريخ مضادة للسفن، دفاعًا عن النفس والسفن التجارية. وتُعد السفينة الحربية “توماس هودنر” إحدى السفن الأمريكية التي تأكد إصابتها-حسبما ذكرت بيزنس إنسايدر.
هذه الاعتراضات – التي استخدمت أحيانًا صواريخ بملايين الدولارات لإسقاط طائرات مسيرة لا تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات – أرهقت مخزونات الولايات المتحدة وأثارت مخاوف بشأن جاهزيتها لصراعات مسلحة مستقبلية محتملة. في حالة الصين، التي وُصفت بأنها “تهديد مُتسارع” لأمريكا، تُعدّ قدرات الدفاع الجوي البحري أولوية؛ ومن المرجح أن يدور أي صراع محتمل بينهما في البحر بشكل رئيسي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصةنحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...