الرباط – بعد مناقشته في البرلمان المغربي بغرفتيه والمصادقة عليه، صدر قانون العقوبات البديلة في العدد الأخير من الجريدة الرسمية.

وسيمكّن هذا القانون، الذي أثار الجدل خلال فترة مناقشته، من استبدال بعض العقوبات الموجبة للسجن وفرض بدائل أخرى ستخفف من الاكتظاظ في المؤسسات السجنية وتمكّن من تأهيل المدانين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"رايتس ووتش" تناشد منغوليا منع دخول بوتين أو اعتقالهlist 2 of 2الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمعالجة العنصرية المنهجية والإرث الاستعماريend of list

ويرى حقوقيون أن تنفيذ هذا القانون يتطلب موارد بشرية ومادية مهمة، إلى جانب فتح نقاش مجتمعي حول العقوبات البديلة لدفع المجتمع إلى تقبل هذا النوع من العقوبات والمساعدة في تأهيل المحكومين بها لإعادة إدماجهم من جديد.

المحكمة الابتدائية بمدينة سلا (الجزيرة) نص القانون

حسب نص القانون الذي اطلعت الجزيرة نت عليه، فإن العقوبات البديلة هي "تلك التي يحكم بها بديلا للعقوبات السالبة للحرية في الجنح التي لا تتجاوز العقوبة المحكوم بها 5 سنوات حبسا نافذا".

ويستثنى من هذه العقوبات المحكومون في جنح تتعلق بأمن الدولة والإرهاب والاختلاس أو الغدر أو الرشوة أو استغلال النفوذ أو تبديد الأموال العمومية، وغسل الأموال والجرائم العسكرية والاتجار الدولي في المخدرات في المؤثرات العقلية وفي الأعضاء البشرية، والاستغلال الجنسي للقاصرين أو الأشخاص في وضعية إعاقة.

وحدد القانون 4 عقوبات بديلة هي:

العمل لأجل المنفعة العامة. المراقبة الإلكترونية. تقييد بعض الحقوق أو فرض تدابير رقابية أو علاجية أو تأهيلية. الغرامة اليومية.

ووفق ما جاء في القانون، فإن الحكم بعقوبة العمل لأجل المنفعة العامة يكون بديلا للعقوبة السالبة للحرية إذا كان المحكوم عليه يبلغ من العمر 15 عاما على الأقل في تاريخ صدور الحكم.

ويكون العمل لأجل المنفعة العامة غير مؤدى عنه، وينجز لمدة تتراوح بين 40 و3600 ساعة لفائدة مصالح الدولة أو مؤسسات أو هيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة الجيدة أو المؤسسات العمومية أو الخيرية أو دور العبادة، أو غيرها من المؤسسات أو الجمعيات أو المنظمات غير الحكومية العاملة لفائدة الصالح العام.

ويراعى في العمل توافقه مع جنس وسن ومهنة أو حرفة المحكوم عليه، أو مع مؤهلاته وقدراته، كما يمكن أن يكون مكملا لنشاطه المهني أو الحرفي المعتاد.

أما فيما يخص تقييد بعض الحقوق أو فرض تدابير رقابية أو علاجية أو تأهيلية، فإن هذه العقوبات تستهدف اختبار المحكوم عليه للتأكد من استعداده لتقويم سلوكه واستجابته لإعادة الإدماج. ومن هذه العقوبات مزاولة المحكوم عليه نشاطا مهنيا محددا أو تتبعه دراسة أو تأهيلا مهنيا معينا، أو إقامته بمكان محدد والتزامه بعدم مغادرته أو بعدم مغادرته في أوقات معينة.

كما تشمل فرض رقابة يلزم بموجبها بالتقدم في مواعيد محددة إما للمؤسسة السجنية وإما لمقر الشرطة وإما للدرك الملكي وإما لمكتب المساعدة الاجتماعية بالمحكمة، أو خضوعه لعلاج نفسي أو علاج ضد الإدمان.

وبخصوص عقوبة الغرامة اليومية، فقد حدد القانون المبلغ ما بين 100 و2000 درهم (بين 10 و200 دولار) عن كل يوم من العقوبة الحبسية المحكوم بها، مع مراعاة الإمكانيات المادية للمحكوم عليه أو ذويه وتحملاته المالية وخطورة الجريمة المرتكبة والضرر المترتب عنها.

ثورة هادئة

يرى رئيس المرصد المغربي للسجون عبد اللطيف رفوع أن قانون العقوبات البديلة -الذي سيصبح ساري التطبيق بعد 6 أشهر- هو بمثابة "ثورة هادئة" ستحل مجموعة من المشاكل في المؤسسات السجنية.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار إلى أن الاكتظاظ في المؤسسات السجنية ظاهرة تقر بها تقارير رسمية عديدة وكان من الضروري التفكير في حلول للحد منها، وأنه يوجد في المغرب حاليا 77 مؤسسة سجنية، ومع ذلك "لا يمكنها استيعاب العدد الكبير من النزلاء".

وفاق عدد النزلاء 100 ألف سجين إلى غاية أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفق بيانات المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في وقت لا تتجاوز فيه الطاقة الاستيعابية للسجون 64 ألفا و600 سرير.

وبلغ معدل الاعتقال في المغرب 272 سجينا لكل 100 ألف نسمة، مما بوأه الصدارة عربيا وفي محيطه الإقليمي في هذا المجال.

وبرأي رفوع، فإن الحل ليس بناء السجون، ولكن اعتماد مقاربة حقوقية وقانونية يمكن من خلالها تمتيع السجين بكل حقوقه التي تتعلق بالاستفادة من المساحة المستغلة أو من البرامج التأهيلية وإعادة الإدماج.

وأوضح أن قانون العقوبات البديلة -الذي ينتظر تطبيقه على المحكومين بأقل من 5 سنوات- من شأنه التخفيف من عدد النزلاء في السجون خاصة وأن نسبة مهمة منهم يقضون عقوبات لا تتجاوز سنتين.

ويمثل المحكومون بـ5 سنوات نحو 25% من نزلاء المؤسسات السجنية، وفق ما أعلن عنه نواب برلمانيون خلال مناقشة القانون في لجنة العدل والتشريع.

وحسب رئيس المرصد المغربي للسجون، يوجد في المؤسسات السجنية محكومون في قضايا تتعلق بتعاطي المخدرات، وتساءل "فهل الأفضل لهم وللمجتمع وضعهم في السجن أم في مؤسسة علاجية ودفعهم لقبول الخضوع لحصص العلاج من الإدمان؟".

وبرأيه، أن بعض الجنح يكون الحكم على مرتكبيها بعقوبات بديلة في مصلحة الشخص والمجتمع "لتجاوز المحنة القانونية العابرة التي سقط فيها".

موارد بشرية ومالية

ويتطلب تفعيل قانون العقوبات البديلة موارد بشرية ومالية لتنفيذ المواد التي جاء بها مثل السوار الإلكتروني والتأهيل الطبي وغيرها. ويقول رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان عادل تشيكيطو إن التنفيذ يحتاج إلى تكلفة باهظة.

وأوضح للجزيرة نت أن الحكومة تفاعلت مع هذه القضية سواء خلال النقاش مع الفرق البرلمانية في لجنة العدل والتشريع، أو في عدد من اللقاءات، وأكدت أنها مستعدة لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ التدابير التي وردت في القانون.

من جهة أخرى، يؤكد المتحدث أهمية استعداد المجتمع لتقبل هذا النوع من العقوبات التي لا يشكل مرتكبوها -برأيه- خطرا كبيرا على الناس. وقال "سيكون هؤلاء المحكومون موجودين في الإدارات والمؤسسات الحكومية لأداء عقوباتهم البديلة مثل عقوبة العمل لأجل المنفعة العامة".

وتساءل تشيكيطو "هل هيأنا المجتمع للتعامل معهم والمساعدة في إدماجهم وإصلاحهم؟ وهل المجتمع والحكومة والإدارة والمسؤولون فيها مستعدون لتحقيق مبدأ الحق في فرصة ثانية بالنسبة للأشخاص الذين أخطؤوا ووجدوا أنفسهم في نزاع مع القانون؟".

وأكد أن النجاح في تطبيق هذا القانون لن يتم إلا بتحقيق تعبئة مادية ومجتمعية، داعيا الحكومة إلى إطلاق حملة توعية وتربية الناس للتفاعل معه.

وبرأيه، فإن العقوبات البديلة التي جاء بها القانون ليست وحدها الكفيلة بالحد من اكتظاظ السجون، بل ينبغي أن ينضاف إليها ترشيد الاعتقال الاحتياطي الذي يجري النقاش بشأنه، حيث يشكل المعتقلون احتياطيا -الذين لم يصدر في حقهم حكم نهائي- نحو 40% من الساكنة السجنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات قانون العقوبات البدیلة فی المؤسسات السجنیة المحکوم علیه

إقرأ أيضاً:

الحكومة: العمل بالمنطقة البديلة بالعلمين الجديدة ورأس الحكمة قارب على الانتهاء

أكد المستشار محمد الحمصانى المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن العمل بالمنطقة الجديدة "المنطقة البديلة" بالعلمين الجديدة ورأس الحكمة قارب على الانتهاء بنسب كبيرة والعديد من الخدمات تم الانتهاء منها بالفعل، خاصة أن الجهات المعنية قامت بتسهيل عملية إنتقال المواطنين المتواجدين فى منطقة المرحل الأولى التى تم تسليمها فى منطقة رأس الحكمة والحرص على انتقالهم لمنطقة شمس الحكمة.

9 قرارات حكومية جديدة في اجتماع مجلس الوزراء اليوم.. تعرف عليها

وأضاف محمد الحمصانى خلال مداخلة لبرنامج "الساعة 6"، الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى، على قناة الحياة، أن الدولة حرصت منذ اليوم الأول على عملية تخطيط الأراضى والمرافق وتسهيل كل الخدمات وتيسير انتقال المواطنين.

ولفت محمد الحمصانى إلى أن المواطنين انتقلوا إلى منطقة شمس الحكمة والحرص على انتقال جميع الخدمات لها، وستدخل مدرسة تجريبية المنطقة الخدمة العام المقبل، ومع الإنتهاء من جميع الخدمات ستكون منطقة شمس الحكمة صالحة للمعيشة، وهو الهدف الأساسى من تكاتف جميع الجهود والجهاد المعنية لتسهيل عملية الإنتقال من رأس الحكمة لمنطقة شمس الحكمة.

وأوضح محمد الحمصانى أن الدولة تتابع مع دولة الإمارات الشقيقة معدلات التنفيذ بمشروع مدينة رأس الحكمة.

طباعة شارك رأس الحكمة منطقة شمس الحكمة الإعلامية عزة مصطفى المنطقة البديلة المستشار محمد الحمصانى المتحدث باسم مجلس الوزراء

مقالات مشابهة

  • نادي بنش يفوز على تفتناز بثلاثة أهداف دون مقابل في المباراة التي جمعتهما على أرضية ملعب إدلب البلدي
  • الفيفا يفتتح مقرا إقليميا له بالمغرب
  • الحكومة: تسهيل عملية نقل المواطنين من رأس الحكمة إلي المنطقة البديلة
  • الحكومة: العمل بالمنطقة البديلة بالعلمين الجديدة ورأس الحكمة قارب على الانتهاء
  • إنفانتينو يفتتح بالمغرب أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا
  • 20 لاعباً في معسكر منتخبات الجولف بالمغرب
  • مجلس المنافسة: 2024 بصمت على فترة انتعاش مالي عام لسوق المحروقات بالمغرب
  • مندوبية السجون تسخر 700 موظف و58 مؤسسة سجنية لتنفيذ العقوبات البديلة
  • مسؤول بوزارة العدل: 35 ألف سجين حالي سيستفيدون من العقوبات البديلة 
  • مدير عام السجون يستقبل رئيس جامعة الطائف