صحيفة البلاد:
2025-06-03@15:00:14 GMT

من حكايات الماضي 1 – 2

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

من حكايات الماضي 1 – 2

لحاجة صافية خمسينية، حافظة لكتاب الله، ومتفقِّهة في علوم الدين، كانت ضمن النسوة المرافقات لحملة (العصبة) الآتية من اليمن في طريقها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج في الستينات الهجرية، والتي قد يصل عددها أحياناً إلى (50) ما بين رجال ونساء، ويطلق عليها آنذاك (العصبة) ولها مسؤول يُشرف على مسيرتها، وشؤونها السفرية، وشيخ على قدر من العلوم الدينية، يرجع إليه في مسائل الحج والعمرة وما في حكمها، وشخص يسمونه (الحكيم) لديه خبرة ودراية في الطب البديل، ووسائل تنقلاتهم وأمتعتهم في الرحلة هي (الحمير) أكرمكم الله، والمشهورة بقوة الأجسام وتحمل المشاق والمدربة على الأسفار البعيدة، والوعرة.

ولهذه الحملة خلال مسيرتها مواقف في بعض أمكنة الطريق، تقضي فيها بعض الوقت للراحة من عناء الطريق، وعادة ما تكون هذه المواقف قريبة من القرى ومصادر المياه، ممّا يسهل عليهم شراء ما قد ينقصهم من الاحتياجات الضرورية، ويوجد بين أفراد هذه المجموعة من لديهم (بضائع) يسوقونها أثناء رحلتهم على سكان القرى التي يمرون بها، كالملابس الرجالية والمستلزمات النسائية من روائح عطرية وألبسة وحلي وغيرها من المستلزمات المتنوعة الأخرى ؟

وفي أثناء الطريق، أصيبت الحاجة صافية بحمى الملاريا نتيجة لاختلاف الأجواء والتضاريس، ورغم اجتهاد حكيم الرحلة في إعطائها الإسعافات الأولية، إلا أنها أخذت في التزايد، وخلال موقف الحملة، قررت الحاجة صافية عدم مواصلة الرحلة لمرضها، وعدم قدرتها على مواصلتها، ممّا ألجأ مسؤول الحملة، لشيخ القرية القريبة منهم، بطلب إيوائها لديهم، ريثما يعودون من أداء فريضة الحج، فوافق شيخ القرية بعد تفهمه لحالتها، وخصص لها السكن المناسب في القرية، والعاملة التي تقوم على خدمتها وتمريضها، وقوبلت من أهالي القرية وشيخها بالرعاية الفائقة انطلاقاً من شيم العرب والمروءات التي جُبلوا عليها، من حيث إكرام الضيف والحفاوة به في حله وترحاله؟!

وحرصاً من مسؤول الحملة في التعريف بهذه المرأة، والمكانة التي تحتلها في قريتها، قال لشيخ القرية: الحاجة صافية حافظة لكتاب الله ومتفقِّهة في علوم الدين، ولديها مدرسة نسائية لتعليم القرآن، وحفظه، ونشر علوم الدين بين نساء وفتيات القرية بالمجان، أنشأها والدها -رحمه الله- في جزء من دارهم المجاورة لمسجد الحي كمبرَّة لوالديها، ونذرت نفسها لهذا العمل الخيري، والعزوف عن الزواج مدى الحياة، إحتساباً لما عند الله من الأجر والثواب، ورداً لجميل والديها عليها في تعليمها هذا العلم النافع دنيا وآخرة، وتأسياً بالحديث: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).

وغادر مسؤول الحملة منزل شيخ القرية بعد اطمئنانه بأن وديعته باتت في الحفظ والصون، وتحت إشراف أيدٍ أمينة، وواصل هو ورفاق الحملة المسيرة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، سائلين الله أن يعودوا وقد منّ الله على رفيقة دربهم الحاجة صافية بالشفاء.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

4.5 مليون دولار و4 طائرات.. خسائر اليمنية خلال موسم الحج الماضي هل تتكرر هذا العام ؟

تكبدت شركة الخطوط الجوية اليمنية خلال موسم الحج الماضي ١٤٤٥هـ خسائر مالية فادحة بسبب ممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية، فيما يخشى أن يتكرر الأمر في موسم الحج هذا العام.

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

مصدر خاص في الشركة قال لـ(نيوزيمن) أن الشركة خسرت الموسم قرابة 4.5 مليون دولار قيمة تذاكر سفر الحجاج من مطار صنعاء إلى مطار جدة الدولي في الرحلات الجوية المباشرة التي تم إطلاقها لتخفيف معاناة سفر الحجاج إلى الأراضي المقدسة. 

واضاف المصدر أن الخسارة الأكبر كانت باختطاف الطائرات الثلاث التي أعادت الحجاج إلى صنعاء بعد انقضاء الموسم، مشيرا إلى أن خسائر الشركة إمتدت إلى تحمل تكاليف اقامة ومعيشة مئات المسافرين الذين كانوا عالقين في مطار جدة بسبب اختطاف الميليشيات للطائرات.

ويعتبر تدمير الطائرات المحتطفة خلال الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء خسائر جديدة سببها تعنت الميليشيات التي رفضت إعادتها أو حتى نقلها إلى مطار محايد مع بدء الرد الإسرائيلي على استهداف مواقعه في الأراضي المحتلة. 

وفي هذا الشأن، يؤكد المصدر أن توقف الطائرات عن العمل بسبب رفض مختلف المطارات الدولية استقبال أي رحلات من مطار خاضع لميليشيات تسبب باعطال كبيرة في الطائرات وكانت الميليشيات ترفض إجراء اي صيانة لها، بل وطالبت عدن بدفع تكاليف صيانة طائرة الايرباص الكبيرة.

وحمل المصدر مجلس القيادة الرئاسي والحكومة مسؤولية هذه الخسائر، موضحا ان الشركة حذرت منذ وقت مبكر من خطورة هذه التسهيلات مع ميليشيات كالحوثي لكن ولأسباب إنسانية اصرت القيادة على موقفها مما خلف كل هذه الخسائر.

ويخشى مراقبون محليون من تكرار هذه الأزمة التي بدأت بوادرها بتحمل اليمنية في عدن تكاليف نقل اخر فوج من الحجاج عبر مطار عدن بعد تحطم طائراتهم في القصف الإسرائيلي الاخير، فيما الانظار تتجه إلى ما سيكون عليه الحال بعد انتهاء موسم الحج خاصة وان عدد القادمين جوا عبر مطار صنعاء يبلغ أكثر من الفين حاج.

مقالات مشابهة

  • تدخل جراحي دقيق ينقذ بصر حاجة تركية ويعيد لها أمل إتمام الحج
  • جهود مشتركة لمنع مشكلات العام الماضي.. أكثر من 78 ألف حاج مصري يلتزمون باتفاق «القاهرة- الرياض»
  • وداعا الحاجة ونيسة.. الفنانة سميحة أيوب في ذمة الله
  • 4.5 مليون دولار و4 طائرات.. خسائر اليمنية خلال موسم الحج الماضي هل تتكرر هذا العام ؟
  • تحدي القراءة في يومه الثاني.. حكايات عزم وإرادة ‏
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • «زوينة».. قصة جزائرية تاقت شوقا للحج حتى التحقت ببرنامج ضيوف خادم الحرمين
  • خضعت لعملية قسطرة .. قلب الحاجة «زورينا» بخير
  • مسؤول حزب: الانتخابات المقبلة مجرد تدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • بالفيديو.. المواصلات في الحج بين الماضي والحاضر.. تطور مستمر لراحة ضيوف الرحمن