غزة - خاص صفا وسط تحديات ومخاطر جمة سببتها حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع للشهر الحادي عشر على التوالي، انطلقت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، منعًا لتفشي هذا الفيروس الخطير بين الأطفال. ومع انطلاقها، شهدت الحملة إقبالًا شديدًا من الأهالي على مراكز التطعيم، من أجل تطعيم أطفالهم وحمايتهم من فيروس شلل الأطفال، خاصة بعد اكتشاف أول حالة لطفل من مدينة دير البلح وسط القطاع، مُصاب بهذا المرض الخطير.
والأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة، انطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع، بالشراكة مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وحذرت منظمات حقوقية وصحية من انتشار وتفشي الأوبئة والأمراض المعدية في القطاع، جراء نقص الأدوية والتطعيمات وأدوات النظافة، وكذلك الظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يعانيها النازحون الفلسطينيون. ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي إيجاد البيئة المناسبة لانتشار الفيروسات والبكتيريا والجراثيم في القطاع، من خلال تدمير شبكات المياه والصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع وبين خيام النازحين، فضلًا عن منع إدخال أدوات التنظيف للقطاع. طبيعة الحملة مديرة الإعلام في "أونروا" بقطاع غزة إيناس حمدان توضح أن أولى مراحل حملة التطعيم بدأت في المحافظة الوسطى، واستمرت مدة ثلاثة أيام، فيما بدأت اليوم الخميس فى مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وبعدها في محافظتي غزة والشمال. وتشير حمدان، في حديث خاص لوكالة "صفا"، إلى أن الحملة انطلقت بالشراكة والتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، بهدف تطعيم الأطفال من هم دون سن العاشرة. . وتهدف الحملة، وفقًا لحمدان، للوصول إلى تطعيم نحو 640 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين يوم و10 سنوات. وتضيف أن طواقم "أونروا" كانت جاهزة منذ اليوم الأول لتقديم اللقاحات للأطفال، من خلال مراكزها الصحية العاملة في القطاع، والبالغ عددها 10 مراكز من أصل 26 كانت تعمل قبل الحرب، بالإضافة إلى 100 نقطة طبية تتنقل بين مراكز الإيوام وخيام النازحين بهدف التأكد من وصول اللقاحات لجميع الأطفال المعنيين. ويشارك في هذه الحملة 1100 شخص ضمن طاقم طبي يعمل في "أونروا" بالشراكة مع الصحة العالمية و"اليونيسف". وتؤكد أن الحملة التي تنتهى في 12 أيلول/سبتمر الجاري، مهمة وضرورية، وهي تسير بشكل ممتاز، إذ نُفذت المرحلة الأولى في المحافظة الوسطى بشكل إيجابي، بالرغم من استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع. وتشير إلى أنه تم خلال ثلاثة أيام من الحملة في المحافظة الوسطى، تطعيم حوالي 187 ألف طفل، ونأمل أن تستمر الأمور بهذه الكيفية والفعالية، وصولًا إلى جميع الأطفال دون سن العاشرة، بهدف إنجاح هذه الحملة. وحسب حمدان، فإن اللقاحات دخلت إلى القطاع الأسبوع الماضي، عبر منظمة اليونيسيف، والتي ساعدت بإدخال حوالي مليون و200 ألف لقاح، جرى وضعها في معامل ومراكز صحية معينة، لأجل حفظها بدرجة تبريد معينة حتى لا يتم إفسادها. مهمة وضرورية و"لتطعيم الأطفال أهمية كبيرة جدًا، نظرًا لخطورة مرض شلل الأطفال، وهو عابر للحدود، ينتشر سريعًا، ولا يمكن السماح بتفشي هذا المرض، خاصة بعد اكتشاف أول حالة في المحافظة الوسطى". تقول حمدان وفي 16 آب/ أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الصحة، عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في مدينة دير البلح لطفل يبلغ 10 شهور، لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال، مما أثار قلقًا كبيرًا من احتمال تفشي الفيروس في القطاع. وتتابع حمدان "يجب تقديم الحماية اللازمة لأطفال قطاع غزة، وهذا حق من حقوقهم الأساسية وأقل ما يمكن تقديمه لهم إعطائهم هذه اللقاحات، التي كانت تُعطى لهم بشكل دوري قبل الحرب، بنسبة تصل لأكثر من 90%، وهذا المرض لم يكن موجودًا في القطاع". وتوضح أن التعامل مع اللقاحات يتم بحرص شديد، مع التأكد من سلامتها في جميع المراحل، قبل تقديمها للأطفال. وتلفت إلى أن مؤشر الحرارة الموجود على شكل مربع في كل عبوة يعتبر دليلًا على أن اللقاح سليم، ولم يتعرض لحرارة زائدة سابقًا. تحديات وتواجه حملة التطعيم، كما تؤكد مديرة الإعلام في"أونروا"، تحديات عدة، أبرزها استمرار الحرب على القطاع، والظروف الأمنية، والخشية من حدوث أي إشكالية تُعيق وصول الطواقم الطبية إلى المراكز الصحية والنقاط الطبية المعنية، بالإضافة إلى الحفاظ على سلاسل التبريد للقاحات الفيروس، لضمان عدم تلفها. وتبين أن الحفاظ على سلامة هذه اللقاحات يحتاج إلى الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، كونها تُحفظ في درجة حرارة معينة. وتشدد حمدان على أن الجهود كافة مستمرة لتوفير اللقاح لأكبر عدد من الأطفال، قائلة: "نأمل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لأننا بحاجة ماسة لذلك". واليوم الخميس، قالت وزارة الصحة، إن الاحتلال الإسرائيلي يرفض التنسيق لدخول الفرق الطبية التابعة للحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال في مناطق شرق صلاح الدين، وذلك في اليوم الأول للحملة في المحافظات الجنوبية للقطاع، المتواجد بها نسبة كبيرة من الفئة المستهدفة من الأطفال. وناشدت الصحة، في بيان وصل وكالة "صفا"، المؤسسات والجهات المعنية كافة بالتدخل العاجل لإنجاح حملة التطعيم بالوصول إلى كافة الأطفال في أماكن تواجدهم. وأمس الأربعاء، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، إلى انتهاء المرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وسط القطاع، إذ تم تطعيم أكثر من 189 ألف طفل دون سن العاشرة، وهذا أعلى بكثير من الهدف البالغ 156 ألفًا و500 طفل. وذكر عبر منصة" إكس"، أن حملة التطعيم ستستمر 3 أيام أخرى في 4 مراكز ثابتة لضمان عدم وجود أطفال غير محصنين في هذه المنطقة. وقال: "نحن ممتنون للجهود المخلصة لجميع الأسر والعاملين في مجال الرعاية الصحية والقائمين بالتطعيم الذين جعلوا هذا الجزء من الحملة ناجحًا، رغم صعوبات الأوضاع في قطاع غزة". وأكدت المنظمة أنها تعمل من أجل منع انتشار شلل الأطفال في قطاع غزة. وأوضحت أن نجاح الحملة ومنع انتشار شلل الأطفال داخل غزة وعبر الحدود مرهون بتطعيم 90% على الأقل من أطفال القطاع.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
شلل الأطفال
حرب غزة
حملة التطعيم
أطفال غزة
حملة التطعیم ضد شلل الأطفال
فی المحافظة الوسطى
ضد شلل الأطفال فی
الصحة العالمیة
فی قطاع غزة
فی القطاع
إقرأ أيضاً:
حملة تنظيف موسعة لشواطئ دبا بمشاركة مجتمعية واسعة
نفذ مركز البيئة بدبا بمحافظة مسندم حملة تنظيف موسعة لشواطئ ولاية دبا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وبمشاركة مؤسسات أهلية ومجتمعية، بهدف الحد من التلوث البحري، وتعزيز الاستدامة البيئية، ونشر الوعي البيئي، وترسيخ ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وشارك في الحملة فريق من مركز البيئة بدبا، وفريق من منتجع الحواس الست، إلى جانب عدد كبير من المتطوعين من عشيرة الجوالة وجمعية المرأة العُمانية، حيث اجتمع المشاركون في نقطة الانطلاق على الواجهة البحرية بولاية دبا، وقاموا بجمع النفايات المنتشرة على امتداد الشاطئ باستخدام الأدوات والمعدات المناسبة، وتضمنت النفايات التي تم جمعها البلاستيك والعلب المعدنية وبقايا الأطعمة والمخلفات العشوائية.
وصرح محمد بن أحمد الشحي، رئيس مركز البيئة بدبا بمحافظة مسندم: جاءت الحملة بهدف رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، والحد من التلوث البحري وآثار المخلفات البلاستيكية على الحياة البحرية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة المجتمعية بين المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، وتسليط الضوء على أهمية العمل التطوعي في خدمة البيئة والمجتمع.
وأضاف الشحي: تمثل الحملة مبادرة وطنية تعكس الوعي المتزايد بأهمية البيئة، وتعزز روح التعاون والتكافل بين مؤسسات المجتمع المختلفة.
وأكد أن الحملة حققت نتائج إيجابية ومخرجات ملموسة، أبرزها جمع كميات كبيرة من المخلفات البحرية والبلاستيكية التي تؤثر سلبًا على الحياة الفطرية، ونشر ثقافة المحافظة على البيئة بين فئات المجتمع، إلى جانب تعزيز العمل التشاركي بين الجهات الرسمية والمجتمعية، وترسيخ الرقابة البيئية الذاتية لدى أفراد المجتمع.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الحملة نجحت في تحقيق أهدافها، وأسهمت في تحسين المظهر العام للواجهة البحرية بولاية دبا، كما عززت روح العمل الجماعي والمسؤولية البيئية بين أفراد المجتمع.