لماذا أثارت خريطة نتنياهو غضب المغاربة؟
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
من جديد، يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إثارة غضب المغاربة بعد أن عرض خريطة للعالم العربي خلال مؤتمره -أمس الأربعاء- لشرح أسباب إصراره على البقاء في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
وطبعا المغرب كان ضمن الخريطة التي ظهرت فيها المملكة من دون حدود فاصلة مع إقليم الصحراء المتنازع عليه، ولكن ما لفت انتباه جمهور منصات التواصل في المغرب في خريطة نتنياهو كتابة اسم "الصحراء الغربية" على الخريطة.
وهو ما أثار حالة من الغضب والجدل بين المغردين حول جدوى أو فائدة التطبيع مع دولة الاحتلال التي لا تلتزم بمعاهدات السلام.
وعلق الحقوقي محمد لمريخي على خريطة نتنياهو بالقول: "رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو يكرر نفس الخطأ وينشر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه تحت مسمى ’الصحراء الغربية‘، وذلك خلال ندوة صحفية لوسائل الإعلام الدولية اليوم الأربعاء 4 شتنبر (سبتمبر/أيلول) 2024، في الوقت الذي تقول (فيه) إسرائيل إنها اعترفت بمغربية الصحراء".
أما الإعلامي المغربي عصام العزيزي، فوجه سؤاله للمغاربة وهو يعلق على خريطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول: "نتنياهو يضيف مصطلح ’الصحراء الغربية‘ ضمن حدود المملكة المغربية في عرض مرئي، ما رأيكم؟".
⛔ نتنياهو يضيف مصطلح "الصحراء الغربية" ضمن حدود المملكة المغربية في عرض مرئي
مارأيكم؟ pic.twitter.com/RiCDia0sXE
— Officiel عصام العزيزي (@IssamElazizi) September 4, 2024
ليرد بعض المتابعين على هذا الطرح، بالقول إنه توصيف جغرافي ولا قيمة له، ولا ينتظر المغاربة من نتنياهو الاعتراف بحقهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، حسب تعليق أحدهم.
توصيف جغرافي
لا ننتظر منه منة
فاقد الشيء لا يعطيه
— Anir (@lahoucine69) September 4, 2024
كما تساءل المدون الفلسطيني تامر -عبر حسابه على منصة إكس- بالقول "هل هذا خطأ للمرة الثانية أم أنه متعمد؟ في المؤتمر الدولي الثاني، ظهرت خريطة للدول العربية، ولكن تم عرض الصحراء الغربية بشكل منفصل عن المغرب، على الرغم من الاعتراف بالصحراء على أنها جزء من المغرب.
هل هذا خطأ للمرة الثانية أم أنه متعمد؟
في المؤتمر الدولي الثاني، ظهرت خريطة للدول العربية، ولكن تم عرض الصحراء الغربية بشكل منفصل عن المغرب، على الرغم من الاعتراف بالصحراء كجزء من المغرب. كان الهدف الأول من تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
إسرائيل ليس لها حليف عربي حقيقي ولا… https://t.co/6mS3p7vSM6 pic.twitter.com/ERAZ1NQwnl
— Tamer | تامر (@tamerqdh) September 4, 2024
وبعد الضجة على منصات التواصل، خرج حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة إكس ليوضح ما حدث، وقال في عدة تغريدات إنه "في خريطة أطلس التي عُرضت خلال تصريح رئيس الوزراء، ظهر اسم ’الصحراء الغربية‘ بالخطأ ضمن أراضي المغرب".
وأضاف الحساب أنه من المهم أن نلاحظ أنه على الخريطة الموجودة في مكتب رئيس الوزراء، يظهر اسم المغرب فقط في المنطقة المحددة بأكملها.
وشدد على أن إسرائيل تؤكد اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
It is important to note that on the map in the Prime Minister's office, only Morocco's name appears on the entire specific area.
Israel reaffirms its recognition of Morocco's sovereignty over Western Sahara.
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) September 4, 2024
هذا التوضيح لم يقنع جمهور منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، الذين قالوا إن هذا الخطأ تكرر أكثر من مرة فهو مقصود، وإن في السياسة لا شيء يكون بالخطأ، إنما هي رسالة مقصودة، حسب وصف أحدهم.
صدور الإعتذار يؤكد وجود الخطأ وبما أن الأمر تكرر 4 مرات فالأمر مقصود
— Officiel عصام العزيزي (@IssamElazizi) September 5, 2024
ومايو/أيار الماضي، اعتذر مكتب نتنياهو عن استخدام خريطة مماثلة، وقال إن "إسرائيل -بقيادة نتنياهو- اعترفت رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في 2023".
وبرر الخطأ حينها بأن الخريطة التي استعملها نتنياهو "خريطة قديمة قُدمت إلى رئيس الوزراء قبل بدء مقابلته مع قناة فرنسية بلحظات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الصحراء الغربیة رئیس الوزراء September 4
إقرأ أيضاً:
ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مشاهد الأطفال الجائعين في القطاع بأنها "مروّعة"، داعيًا إلى حشد دولي من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التعامل مع حركة حماس بات "أصعب من أي وقت مضى"، كاشفًا عن مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتعلق بـ"خطط مختلفة" لتحرير الرهائن.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع الزعيمين في منتجع ترامب للجولف في اسكتلندا، اليوم الاثنين، حيث هيمنت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة على المحادثات.
وقال ستارمر في تصريحاته للصحفيين: "الصور التي تصل من غزة لأطفال يعانون من الجوع والانهيار الصحي مروّعة بحق. الوضع يتطلب تحركًا دوليًا منسقًا".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى حشد دول أخرى للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية الجارية هناك".
ورغم إشارته إلى فظاعة المشهد الإنساني، شدد رئيس الوزراء البريطاني على موقفه السياسي المتماشي مع الموقف الإسرائيلي، قائلًا: "لا يمكن لحماس، بالتأكيد، أن تلعب أي دور في أي حكم مستقبلي بالأراضي الفلسطينية".
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "خطط مختلفة" لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وأوضح ترامب أن التعامل مع حماس "أصبح أكثر صعوبة خلال الأيام القليلة الماضية"، لكنه أضاف في المقابل: "سنواصل العمل مع دول أخرى لتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسكان غزة".
وأعلن ترامب نية بلاده إنشاء "مراكز طعام دون أسوار أو حواجز" داخل غزة لتسهيل وصول المحتاجين إليها، في خطوة قال إنها تهدف إلى "تقليل معاناة المدنيين"، دون تقديم جدول زمني أو تفاصيل عن الجهات المنفذة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه محادثات وقف إطلاق النار متعثرة، بعد فشل الجولة الأخيرة في الدوحة الأسبوع الماضي. وبينما تواصل إسرائيل قصفها للمناطق المدنية في غزة، تتصاعد التحذيرات من مجاعة وشيكة قد تودي بحياة عشرات الآلاف، خصوصًا من الأطفال.
منظمات حقوقية وصفت التصريحات الغربية الأخيرة بأنها "اعتراف متأخر بحجم الكارثة"، لكنها حذرت من أن غياب رؤية سياسية متكاملة، وإصرار الغرب على استبعاد حماس من أي ترتيب سياسي قادم، يعني استمرار الأزمة بدل حلّها.
ويُذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت: أكثر من 204,000 شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، أكثر من 9,000 مفقود، كارثة إنسانية شاملة، تشمل التهجير القسري والتجويع، إغلاق شامل للمعابر منذ مارس الماضي، ومجاعة طالت عشرات الآلاف من الأطفال
ووفق وزارة الصحة في غزة، توفي 133 فلسطينيًا جراء الجوع وسوء التغذية حتى الآن، بينهم 87 طفلًا، في وقت تواصل فيه إسرائيل تجاهل أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب وتسهيل دخول المساعدات.
ورغم أن تصريحات ستارمر وترامب تعكس تحولًا نسبيًا في الخطاب الغربي نحو الاعتراف بالكارثة، إلا أن غياب أي خطط تنفيذية واضحة لوقف الحرب، أو استعداد للضغط الحقيقي على إسرائيل، يبقي الأوضاع على حالها.
ويُنظر إلى أن إنشاء "مراكز طعام بلا حواجز" لن يغيّر شيئًا على الأرض ما لم تترافق مع وقف شامل للعمليات العسكرية، ورفع كامل للحصار، وتحرك دولي لضمان الحماية الإنسانية للفلسطينيين.