الأهداف الجميلة..«ريمونتادا فائقة النجاح» لـ «الأبيض» بـ«31% استحواذ»

عمرو عبيد (القاهرة)

التزم منتخبنا «حرفياً» بتعليمات مدربه بينتو، الذي أكد خلال تصريحاته الأخيرة على اللعب بالتنظيم الجيد والانضباط التكتيكي، وجاءت النتيجة «رائعة» أمام المنتخب القطري الشقيق، بالفوز الافتتاحي في الدور الثالث من تصفيات «مونديال 2026»، واعتمد «الأبيض»، خلال أغلب فترات المباراة، على التأمين الدفاعي والضغط المتوسط، قبل لعب الكرات الطولية والتحول السريع إلى الهجوم، وهو ما أنتج 3 أهداف «جميلة» بعد ضغط ناجح واستخلاص للكرة في مناطق متقدمة بعمق دفاعات «العنابي»، أو في نصف ملعب المنافس، ثم الهجوم السريع بأقل عدد من التمريرات والتسديد الحاسم.

ولهذا لم يكن غريباً أن يترك «الأبيض» الكرة لشقيقه القطري، الذي امتلكها بنسبة 69% مقابل 31% لمنتخبنا، لكن الإحصاءات الفنية الدقيقة تشير إلى بقاء الكرة بنسبة 50% تقريباً في منطقة وسط الملعب، بينما بلغت نسبة التمريرات في الثلث الدفاعي الأخير للمنتخب القطري 23% مقابل 28% في الثلث الخاص بنا، وبناءً على ذلك بدت مسألة الاستحواذ على الكرة غير مؤثرة في الحصاد العام لكلا المنتخبين، لاسيما في ظل الخطورة الهجومية التي أظهرها «الأبيض» في الشوط الثاني.
«المرونة التكتيكية» التي قدمها منتخبنا مع بينتو في تلك المباراة، خاصة في الشوط الثاني، ظهرت بوضوح عبر الأرقام، حيث اعتمد منتخبنا في الشوط الأول على الهجوم عبر الطرف الأيسر، الذي نفّذ 56.7% من الهجمات التي نجح «العنابي» في إيقاف أغلبها، نظراً لدراسته موطن الخطورة الإماراتية، وبدأ تراجع هجوم الجبهة اليُمنى مؤثراً في هذا الشوط، إذ تقلصت النسبة إلى 17.5%، وهو ما أدركه جهازنا الفني، وعدله بصورة لافتة في الشوط الثاني، وانتقلت الخطورة «الفائقة» إلى الطرف الأيمن، الذي شنّ 43% من هجمات «الأبيض» الفعالة، وأنتج الهدفين الرائعين اللذين صنعا «الريمونتادا البيضاء»، بتسجيل حارب عبد الله هدف التعادل ثم صناعته الهدف الثاني لزميله في الجبهة نفسها، خالد الظنحاني، وقاد بينتو «الريمونتادا» ببراعة من خارج الخطوط، بتعديل جبهة الهجوم ثم اللعب بأوراقه البديلة بصورة «فائقة النجاح»، حيث سجّل «البديل» علي صالح الهدف الثالث «الحاسم» من صناعة «البديل الشاب» ماكنزي هانت.

 

أخبار ذات صلة «الأبيض» يغلق صفحة «الثلاثية» ويستعد لمواجهة إيران سكالوني: الرضا عن الأرجنتين

الشوط الثاني شهد «تحولاً كبيراً» على مستوى هجوم «الأبيض»، فبعد تسديدتين فقط في الشوط الأول بينهما محاولة واحدة دقيقة، قفزت الأرقام لتبلغ 7 محاولات في الشوط الثاني، منها 3 بين القائمين والعارضة، سكنت جميعها شباك «العنابي»، في الوقت الذي تراجعت خلاله خطورة الهجوم القطري بصورة واضحة؛ بسبب نجاح الضغط العكسي لمنتخبنا، وتحسن الحالة الدفاعية، وإجمالاً كانت الغلبة الهجومية لمصلحة «الأبيض» على حساب «أصحاب الأرض»، حيث سدد لاعبونا 9 كرات على مرمى قطر، منها 4 بين القائمين والعارضة، بنسبة نجاح بلغت 44.4%، مقابل 12.5% فقط للمنافس الشقيق، الذي سدد كرة وحيدة دقيقة بين 8 محاولات طوال المباراة.
وتمثّلت «الفاعلية» الإماراتية في أبهى صورها بتسجيل الأهداف الثلاثة عبر 4 تسديدات دقيقة، بنسبة 75%، وهو نفس المعدل الباهر لتحويل الفرص إلى أهداف، حيث صنع «الأبيض» 4 فرص تهديفية مؤكدة طوال المباراة، منها واحدة في الشوط الأول و3 في الثاني، بينما حصل «صاحب الأرض» على 3 فرص خطيرة في الشوط الأول، حوّل منها واحدة فقط إلى هدف بنسبة 33.3%.
وعلى الصعيد الفردي، استحق حارب عبد الله أن يحصد التقييم الأعلى بين جميع لاعبي المنتخبين، بـ7.8 درجة، بتسجيله هدف وصناعته آخر، وكان حارب قد سدد 3 كرات، جميعها داخل منطقة الجزاء، ومرر كراته بدقة 88%، تلاه يحيى نادر بـ7.6 درجة، الذي صنع الهدف الأول، وكان أكثر اللاعبين لمساً للكرة بإجمالي 51 مرة، ومرر 35 كرة بدقة 89%، وكان دوره الدفاعي في وسط الملعب «متميزاً» بفوزه في 66.6% من الثنائيات والالتحامات، بجانب تشتيت وقطع 10 كرات أخرى، كما كان كايو كانيدو «حجر الزاوية» في خطة بينتو المعتمدة على الكرات الطولية والتحول العكسي، حيث قام كانيدو بدور رائع في هذا الأمر، وكان مؤثراً ومزعجاً لدفاعات «العنابي» باشتراكه في 28 التحاماً أرضياً وهوائياً.

المصدر: صحيفة الاتحاد