«الشارقة للمتاحف» تفتح باب التسجيل لمؤتمر «سوا»
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلنت هيئة الشارقة للمتاحف عن فتح باب التسجيل للمشاركة في مؤتمر سوا «10 سنوات من التبادل الثقافي في التعلم المتحفي»، احتفالاً بالذكرى العاشرة لبرنامج علم المتاحف «سوا»، المبادرة المشتركة بين الهيئة ومتاحف برلين الوطنية، ومعهد جوته منطقة الخليج وجامعة العلوم التطبيقية في برلين، وذلك بالشراكة مع الشريك الاستراتيجي، مجموعة الهلال، وبدعم من القنصلية العامة لجمهورية ألمانيا الاتحادية.
يهدف البرنامج إلى تشجيع المتخصصين في علم المتاحف على تبادل الخبرات والمعرفة بين الثقافات المختلفة والأساليب المبتكرة في الدراسات المتحفية، وكسب المهارات الأساسية المتعلقة بعلم المتاحف، وإدارتها من كافة المجالات ذات الصلة. ويعد المؤتمر الذي يعقد في الرابع والخامس من شهر نوفمبر 2024 في متحف الشارقة للآثار، مع نقل مباشر عبر الإنترنت، تجربة ثرية للعاملين في المتاحف والباحثين والطلاب والمهتمين عبر حزمة الأفكار التي يطرحها المشاركون في المؤتمر، من شخصيات قيادية وتربوية من قطاعي المتاحف والثقافة العالميين، مما يجعلها فرصة استثنائية للتواصل والنمو المهني.
تغطي أجندة المؤتمر، مجموعة واسعة من المواضيع المهمة في المجال المتحفي، من خلال جلسات نقاشية، وخطابات رئيسة، وورش عمل متخصصة تهدف إلى تعزيز الحوار والتبادل والتعاون بين العاملين في المتاحف. وتناقش الموضوعات الرئيسة أهمية تعزيز التعاون الدولي بين المتاحف والجهات الثقافية لتطوير المعايير والخدمات في المتاحف، كما يسلط المؤتمر الضوء على رؤى وتجارب المشاركين السابقين في برنامج علم المتاحف «سوا»، ومدى تأثير البرنامج على حياتهم المهنية وممارساتهم.
وتتناول الجلسات النقاشية ضمن المؤتمر، موضوعات مثل التفسير المتحفي والاستراتيجيات التنظيمية للتقييم في المساحات العرضية، مع تسليط الضوء على أهمية خلق تجارب شاملة وجاذبة للزوار من مختلف الفئات، والتطرق إلى استخدام التكنولوجيا والواقع المعزز في المساحات المتحفية، كما يتيح المؤتمر الهجين للمشاركين الانضمام، إما من خلال خاصية البث المباشر عبر الإنترنت أو الحضور شخصياً إلى متحف الشارقة للآثار.
مبادرة رائدة
يُعد برنامج علم المتاحف «سوا» الحائز جائزتين، مبادرة رائدة يُشرف عليها فريق متميز من التربويين العرب والأوروبيين المتخصصين بالمجال، ويركز على التعلم المتبادل والممارسات المتحفية المتنوعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة الشارقة للمتاحف الشارقة المتاحف برلين ألمانيا
إقرأ أيضاً:
"المصمك".. ذاكرة الوطن بلغة المتاحف الحديثة
يُخلد متحف قصر المصمك مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، حاضرًا في وجدان الوطن وتاريخه المجيد، شامخًا منذ شُيد عام (1282هـ - 1865م) في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود، ولا يزال حتى يومنا رمزًا عريقًا، وأيقونة لمرحلة التوحيد والبناء.
ويواصل "المصمك" رسالته التثقيفية والوطنية تحت إشراف وزارة الثقافة ممثلةً بهيئة المتاحف، عقب الانتهاء من أعمال تحديث شاملة شملت تأهيل المبنى وترميمه وتطوير بنيته التحتية، بوصفه أحد أبرز المعالم التاريخية التي شهدت تحولات مفصلية في تاريخ المملكة، وإسهامًا في تعزيز المشهد الثقافي الوطني، وفق المعايير الحديثة لإثراء تجربة الزائر للمتاحف.
وأطلق المؤرخون أسماء عدة على "المصمك" منها: الحصن، والقلعة، والحصن الداخلي، والمسمك، والمصمك، غير أن الاسم الأخير هو الأكثر تداولًا، ويرى بعض الباحثين أن التسمية تعود إلى "سماكة جدرانه وقوة تحصينه"، مما جعله حصنًا دفاعيًّا بارزًا في المنطقة.
ويحظى بأهمية استثنائية في تاريخ المملكة، فقد شهد في فجر الخامس من شوال عام (1319هـ)، الموافق (15) يناير (1902م)، لحظة حاسمة باسترداد الرياض من قبل الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، إيذانًا ببدء مسيرة التوحيد الكبرى، وعلى فترات متعاقبة استخدم الحصن مستودعًا للأسلحة والذخائر مدة سنتين، إلى أن تقرر ترميمه، وتحويله إلى معلم تاريخي وتراثي يعكس أمجاد الماضي.
ويمتد قصر المصمك على مساحة (3885 م2)، في حي الثميري وسط الرياض، وشُيّد من الطين المخلوط بالتبن، ووضعت أساساته من الحجر، واستخدم الطين لتلييس الجدران من الخارج، أما من الداخل فاستخدم لها الجص.
وقُسم "المصمك" في بنائه إلى طابقين موزعين إلى قسمين، ويضم نحو (44) غرفة، يتألف الطابق الأرضي من (6) أفنية تحيط بها الغرف السفلية والعلوية، وله مدخلان، كما يضم مجلسين ومسجدًا وبئرًا للمياه، إلى جانب (3) أجنحة سكنية ومقرٍ للخدمات، استخدم أول الأجنحة لإقامة الحاكم، والثاني كان بيتًا للمال، وخُصص الأخير لنزول الضيوف. أما الدور الأول فيحتوي على روشن ومجلس، وغرف عدة مطلة على الفناء الرئيس.
وزُخرفت جدران المصمك بفتحات ذات أشكال مثلثة ومستطيلة، وظهرت على جدران الغرف الداخلية زخارف جصية على هيئة مثلثات ودوائر، ورسومات بسيطة مستوحاة من عناصر البيئة المحيطة، كالنخيل والنجوم والأهلّة، وتتميز الجدران الخارجية بنتوءات تسمى "طرمات"، وهي فتحات ذات بروز خشبي تشبه الصندوق، استخدمت للمراقبة.
ويضم الحصن معالم بارزة من بينها البوابة الغربية المصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويبلغ ارتفاعها (3.60)م، وعرضها (2.65)م، وبها فتحة صغيرة تُعرف بـ "الخوخة"، كما يحتوي على مسجد داخلي يتوسطه عدد من الأعمدة، ومحراب مجوف، ومجلس تقليدي بديكورات نجدية، إضافةً إلى "بئر" تقع في الركن الشمالي الشرقي، وأربعة أبراج دفاعية في أركانه، وبرج خامس مربع الشكل يُعرف بـ "المربعة" يطل على كامل المبنى.
وفي عام (1400هـ)، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمير منطقة الرياض آنذاك، بالمحافظة على الحصن وترميمه؛ ليكون معلمًا وطنيًّا يعكس مرحلة مهمة في تاريخ المملكة، حيث نفذت أمانة منطقة الرياض مشروع الترميم الكامل في عام (1399هـ)، وسلمته للإدارة العامة للآثار والمتاحف آنذاك عام (1403هـ)، ثم وجه -رعاه الله- بتحويله إلى متحف متخصص يحكي مراحل تأسيس المملكة وتوحيدها، وافتُتح رسميًّا في (13) محرم (1416هـ) الموافق (11) يونيو (1995م).
ويحتوي المتحف على أقسام متنوعة، من بينها قاعة اقتحام المصمك التي تسرد المعركة التاريخية، وتعرض خرائط، وأسلحة قديمة، وصورًا نادرة، إضافةً إلى قاعة العرض المرئي التي تقدم فيلمًا وثائقيًا بلغتين، وقاعة الرواد التي تحتفي بالرجال الذين شاركوا في استرداد الرياض، وقاعة الرياض التاريخية التي توثق مراحل تطور المدينة عبر خرائط وصور تاريخية، علاوةً على "فناء البئر" الذي يعرض أدوات تراثية، ومدافع استخدمت في الجيش، وقاعة حصن المصمك التي تحتوي على مجسمات، ولوحات تعريفية، وقاعة استخدامات المصمك التي تقدم لمحة عن تحولات استخدام الحصن عبر العصور، إلى جانب خزائن تحتوي على أسلحة، وملابس تراثية، وأدوات بناء قديمة.
المصمكقصر المصمكمتحف قصر المصمكقد يعجبك أيضاًNo stories found.