إسرائيل تشن أعنف غارات على سوريا: تصعيد أم بداية حرب شاملة؟
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
سبتمبر 9, 2024آخر تحديث: سبتمبر 9, 2024
المستقلة/- أعلنت وسائل الإعلام السورية يوم الاثنين مقتل 4 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حصيلة أولية لقصف إسرائيلي استهدف محيط مدينة مصياف في ريف حماة الغربي. وأفادت التقارير أن القصف تسبب في نشوب حريق كبير في منطقة “حير عباس” على طريق وادي العيون، حيث امتدت النيران نتيجة للغارات الجوية.
الدفاعات الجوية السورية تتصدى
وفقاً لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أكدت الدفاعات الجوية السورية أنها “تصدت لعدوان استهدف نقاطاً عدة في المنطقة الوسطى”. وأفادت بأن دوي انفجار سُمع في المنطقة ذاتها، ما يؤكد شدة الهجوم الإسرائيلي. يأتي هذا القصف في سياق تصاعد التوترات بين سوريا وإسرائيل، حيث تعتبر هذه الهجمات واحدة من أقوى الغارات التي تعرضت لها سوريا خلال السنوات الأخيرة.
الهجمات الإسرائيلية الأوسع
مصادر إسرائيلية ذكرت أن الطيران الإسرائيلي شن 15 غارة جوية على مرحلتين. من جانبها، وصفت مصادر سورية محلية الضربات بأنها الأوسع والأعنف منذ سنوات، حيث تم استهداف مواقع حساسة تضم عناصر من الحرس الثوري الإيراني، حسب ما أفاد المرصد السوري لمحطة “سكاي نيوز”.
استراتيجية “الحرب بين الحروب”
على مدار السنوات الماضية، نفذت إسرائيل العديد من الضربات الجوية ضد مواقع في سوريا، مدعية أنها تستهدف الفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي بدأت تملأ الفراغ الأمني الناجم عن تراجع سيطرة الحكومة المركزية منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011. وتأتي هذه الضربات ضمن استراتيجية إسرائيلية تُعرف بـ “الحرب بين الحروب”، والتي تهدف إلى منع التوسع العسكري الإيراني في سوريا.
تصعيد منذ أكتوبر 2023
إلا أن تاريخ السابع من أكتوبر 2023 شكل نقطة تحول في هذه الاستراتيجية، حيث شنت إسرائيل أكثر من 180 غارة جوية في سوريا منذ ذلك الحين، بزيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن هذا التصعيد يأتي في إطار محاولات إسرائيل لتكثيف الضغط على الوجود الإيراني في سوريا، والذي ترى فيه تهديداً متزايداً لأمنها الإقليمي.
تداعيات التصعيد المستمر
التصعيد الإسرائيلي المتواصل يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، لا سيما مع تعاظم الدور الإيراني في سوريا. وبالرغم من أن إسرائيل كانت قد اعتادت على توجيه ضربات محدودة في الماضي، فإن الزيادة في حجم وتواتر الضربات الجوية منذ أكتوبر تثير تساؤلات حول الأهداف النهائية لهذه الحملة المكثفة. كما أن استمرار هذه الضربات يعمق الأزمة الإنسانية في سوريا، حيث يعاني المدنيون من تداعيات الصراع المستمر.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
باراك يتحدث عن علاقة إسرائيل بجيرانها ويرجح قرب الاتفاق مع سوريا
حذّر توم باراك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تركيا، من أن "إسرائيل لا يمكنها محاربة جميع الدول المحيطة بها"، داعياً إلى تبنّي نهج دبلوماسي أكثر واقعية، وعلى رأسه اتفاق محتمل مع سوريا.
وجاءت تصريحات باراك خلال مؤتمر صحيفة "جيروزاليم بوست"، أعقبته مقابلة خاصة عرض فيها تقييمه للتطورات في الشرق الأوسط، ودور تركيا، والحاجة إلى "قيادة قوية في إسرائيل".
وأكد باراك ثقته بأن التقارب بين "إسرائيل" وسوريا بات ممكنًا، قائلاً: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا. وهذا يصب في مصلحة إسرائيل".
وكشف أن تعاونًا أمنيًا ثلاثيًا بين سوريا والولايات المتحدة وتركيا أسهم مؤخرًا في إحباط شحنة أسلحة متجهة إلى حزب الله، معتبرًا أن دمشق تمثل "الساحة الأكثر واقعية لتحقيق تقدم دبلوماسي. وسوريا تعلم أن مستقبلها مرهون باتفاق أمني وسياج حدودي مع إسرائيل. وحافزهم ليس العدوان على إسرائيل".
وشدد باراك على أن الإسرائيليين بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر "فقدوا ثقتهم بالجميع، لكنه رأى أن السوريين مستعدون لتفاهمات أمنية غير مسبوقة"، قائلا: "لا صواريخ هنا، ولا قذائف آر بي جي هناك، والرحلات الجوية الأسرع من الصوت تخضع للرقابة. السوريون مستعدون لهذا الأمر بشكل لا يُصدق".
وتعليقًا على الجدل حول الديمقراطية الإسرائيلية، قال باراك: "إسرائيل دولة ديمقراطية، لم أقل إنها ليست كذلك. قلت إنها تدّعي الديمقراطية لأنها تحتاج إلى حكومة قوية للبقاء.. ما يعجبني في نتنياهو هو صراحته. لا يعجبني ذلك دائمًا، لكنه يقول الحقيقة".
وفي الملف التركي، اعتبر باراك أن لأنقرة دورًا مهمًا يمكن أن تلعبه في غزة ضمن قوة متعددة الجنسيات: "أعتقد أن تركيا قادرة على تقديم المساعدة… تمتلك القدرات اللازمة لمواجهة حماس:,
وأضاف أن المخاوف من "طموحات إقليمية تركية مبالغ فيها وأنها لا تتبنى سياسة عدائية تجاه إسرائيل. آخر ما يفكرون فيه هو عودة الإمبراطورية العثمانية".
وردًا على دور تركيا الأمني في القطاع، قال: "كان اقتراحنا أن تساعد القوات التركية في تهدئة الأوضاع… أتفهم سبب عدم ثقة إسرائيل، ولكن نعم، أعتقد أن ذلك قد يُسهم في حل".
أما بشأن صفقة طائرات إف 35 إلى أنقرة، فأقرّ بأن: "إسرائيل تعارض هذا الأمر بشكل قاطع وحازم — وهذا أمر مفهوم من وجهة نظرهم". واختتم باراك حديثه بتوقع حاسم: "أنا متأكد من أننا نسير نحو اتفاق بين إسرائيل وسوريا… أقول إننا سنصل إلى ذلك".