لجريدة عمان:
2025-08-01@16:04:31 GMT

أنْ تكون فلسطينيًّا منفيًّا في وطنك !

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

سؤال ليس عابرًا، ويمكن أن يُصادف أن هناك حالة مشابهة له في مكان آخر، لكن هناك فاصلًا لا يشبه الحالة، حين يكون المتسبب في حالة المنفى؛ المحتل!

لعل اسم «غزة» بات الاسم الأشهر عالميًا في عامي 2023-2024، ومقارنة بالأسماء والتركيبات والأحوال؛ سيظل هذا الاسم مثار اهتمام يختلف باختلاف الناظرين لهذه البقعة من فلسطين.

تعبر الحرب على غزة الأشهر الطوال، وسط ضبابٍ يحيط بالحالة، وغيمةٍ من عذاب الحزن ترافقكَ أينما ذهبت، والمشهد يصل الإغراق في نزف الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير الحجر والشجر.

وأنت في ذاتك المرهقة تحسُّ بالفراغ؛ الفراغ الذي يجتث منك حال الذكريات وحال الذاكرة، يُلقي بك في «اللاشيء»، ومعه تلتصق بك حالة متعددة الأوصاف، أقلها «نازح» وأقصاها «منفي» وفي الحالتين أنت بعيد عن بيتك، ذاك البيت الذي كان منفذ الروح لإنسانيتك وعالمك، وهنا أستحضر قول الفيلسوف الفرنسي «رينيه ديكارت»: «أنا أفكر، إذن أنا موجود»!، ولعل هذا القول يجعل من الفلسطيني في غزة «أبو الوجود» لأنه ومنذ عقود من الزمن لم يتخفف من تفكيره، وزاد بعد السابع من أكتوبر 2023، وأصبح تفكيره منقطعًا لعدة مشارب حياتية؛ تفكير في الهروب من ويلات الحرب، وآخر من تأمين المتطلبات الدنيا للحياة من مأكل ومشرب وخيمة تأويه، وتفكير في الحال .... إلخ، من أنواع التفكير الذي لا ينتهي إلا بموت!

تُرى هل سيتوقف التفكير عند «الغزَّاوي» بعد الموت، أم سيفكر فيمن ترك وراءه من عائلته!

تُرى هل يمتلك «الغزَّاوي» رفاهية استحضار ذكرياته القديمة، وهنا أصفها بالقديمة لأن ما هو فيه من الحال الجديد؛ بدّد كل ما سبق! لم يترك له إلا حالًا من اسم ناسخ يسمى «كان».

ربما إن أردنا أن نجعل من إدراك الكبير عمرًا مقياسًا للتأثر؛ علينا أن نتوقف طويلا أمام تفكير الطفلة «ماريا» التي تبلغ ثلاثة أعوام، حين تسألها والدتها: «وين بيتنا؟» -وهي في بيتهم- فأجابت: «هناك ع البحل (البحر)!» وكانت تقصد الخيمة!

هذا الوعي الإشكالية يعطي دلالات متشابكة حول مسألة الأماكن والشعور الداخلي، هل نشعر بالمنفى بناء على مغادرة المكان أم اقتحام مشاعر التَّشرد والنُّزوح؟ علما أن البيت في مكوّنه لا يعني بيت الإقامة فقط، فيدخل ضمن إطاره؛ الطريق المُعبَّد والصيدلية ومحل البقالة وشبكة الكهرباء والماء...إلخ من ضرورات الإقامة الدائمة، وهذا المكوّن لا وجود له في المنفى!

أصبت في كاحل قدمي بالتهاب جلدي جرّاء «كشط» شبشب ضيق أتيت به من بيتي المتضرر من القصف، حيث أصبح وجود الشباشب نادرا ! كان ضيِّقا بعض الشيء، حاولت توسعته بإغراقه بالماء عدة ساعات -حسب نصيحة خياط الأحذية- لكن ذلك لم يوسّعه، بل أحدث ذاك الكشط وجعًا لا يطاق حتى وصل إلى عدم القدرة على المشي، وزادت فترته لأكثر من أسبوع مع استخدام مرهم موضعي من صيدلية المنزل ما قبل 7 أكتوبر، الشاهد في الأمر أن ما يحدث من تداعيات حاضرة يجعل من مسمى «المنفى» واقعًا مترسخًا في الذهن بشكل مستمر، حتى وصل هذا الحال المصغَّر إلى وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاج «بدنا شباشب!».

ربما تكون حالة «الغزَّاوي» في المنفى غريبة وبدرجة كبيرة، فكثيرة هي الأماكن التي يكون فيها المنفى حالة أمان، بعيدا عن الحالة المفرزة له، إلا أن ذلك منعدم بالنسبة لمنفى غزة، فحيث؛ لا أمان، لا وجود للضرورات الحياتية، لا توقع، لا معرفة بما يحدث وما سيحدث!

شيء من هذا القبيل يجعل الإنسان أمام سؤال أكبر من قدرته على التفكير؛ لماذا كلّ هذا!

بات الحال يحتاج إلى أن تشرق الشمس أو تغيب دون سماع صوت انفجار أو نزف دماء.

حال لا نريد معرفة كيف سيحدث، المهم أن يحدث!

حالة المنفى اختصرت برسالة إعلامية متعددة قوامها: (تحذير عاجل؛ على السكان المتواجدين في المناطق المذكورة، عليكم المغادرة فورًا إلى المناطق الإنسانية).

قد تكون هذه الرسالة في أماكن أخرى مثارًا للإعجاب لأن فيها -ظاهرًا- الحفاظ على أرواح السكان! لكنها في حالة غزة؛ هي حالة من الانتقام الجمعي دون تمييز، فكيف يكون الـ«عاجل» في مكان مدمَّر، وحيث لا أماكن تستوعب الكم الهائل من البشر، وحصرها في أماكن محددة، ناهيك عن عدم توفر مقومات الحياة الدنيا، وما يزيد الطين بلَّة؛ عدم وجود الأمان الحقيقي بما يسمى «المناطق الإنسانية»! هي مناطق مفتوحة، لا خدمات إنسانية فيها، وتم التعرض لها بالقصف الذي راح جرّاءها مئات القتلى دون وازع أو رادع!

هل يمكن أن تحصل على حال المنفى 10 مرات! ربما يقول أحدهم مستهزئًا: أهناك مسافة كافية لعشر انتقالات في مساحة كمساحة غزة!

في غزة قد يلتقط العقل الكثير من الصور البانورامية للمنفى خلال مئات الأمتار فقط، ما بين شارع ومدرسة (المنفى) مائتي متر فقط! الأول يعتبر مكان إقامة والآخر منفى! قصص تراجيدية تجعل من حال المنفى في غزة أشبه بالصنارة الواحدة التي يلتقم طعمها أكثر من سمكة في لحظة واحدة!

في المنفى؛ تشكيلات الحال تقلب حياتك رأسًا على عقب، تكتشف أنك تعيش في تركيبة جديدة أكثر غرابة، لا يعني فيه إشراق الشمس أن يومك بدأ، فاليوم في غزة ممتد! هي الساعات فقط من تعلمنا بأن هناك يومًا جديدًا بدأ، ومغيب الشمس لا يعني أن يومك انتهى، فكثيرة تلك الأيام التي بدأت بالمغيب إمّا بتهجير جديد لمنفى جديد، أو انتقال قسري من حال حزن إلى حال حزن أشد وطأة مما قبله، أو بمجزرة جديدة!

في المنفى؛ ترى الليل والنهار كما لم يكونا من قبل، يرافقهما انتظار بقائمة طويلة متجددة من متطلبات عدم الموت الإكلينكي!

المنفى؛ امتحان الإنسانية في غزة، ولا أعني امتحانًا للمحتل أو المحيط، فقد رسبوا جميعًا في هذا الامتحان الذي ما زال يرفع نفس العلامة «صفر» لكنه صفر أحمر بلون الدم الفلسطيني، حيث نُحرت الإنسانية بين موتين؛ موت من المحتل وموت من شغف الحياة في إزهاق الروح والجسد.

إنَّ الامتحان الذي أعنيه هو امتحان الكلّ الفلسطيني ومن ضمنه «غزة»، الامتحان الذي كان جيدا في تفاعله منذ اندلاع الحرب حتى أصبحنا متفائلين بتحريك العجلة إلى انتهاء الحرب من خلال التفاعل الجماهيري، إلا أن التحول من التفاعل الواقعي إلى الإلكتروني ثم إلى الركود جعل من التفاعل أشبه بالملهاة، باتت علامة الحزن مجرد ضغطة زر لأيقونة ما دليلا على التأثر، وباتت مشاهد القتل والأعداد معتادة، وكأن الانخفاض والتصاعد يعني أن الترمومتر الأحمر انخفض أو ارتفع، لقد كان غيابًا للفعل الحقيقي، وأصبح مجرد إثبات لمجرد حضور.

ثمة مسألة مهمة، كيف تقنع الغير بالتضامن معك، وأنت تروي حكايتك بقهر، وفي الوقت نفسه تمارس جلد الذَّات بكثير من الأحوال التي لم تكن موجودة، هل كنا نغض الطرف عن تلك المساحة المهجورة في ذواتنا، ومن خلال الضغط الحاصل في الحرب؛ انفجرت بشكل طافح فلم نعد نصدق أن من يمارس أفعاله السيئة، كان موجودًا، ويعيش في غزة!

هل اختلف العقل الجمعي في منفى المكان عن مكان الإقامة رغم عدم مغادرة مساحة غزة! إن كنا نتطرق لقضية لم تنشأ في شكلها ومضمونها إلا في حالة المنفى في غزة، فإن علينا ألا نتحاشى المسبِّبات التي كسرت اللوحة المثالية للإنسانية في غزة.

في المنفى؛ يجب أن تكون أنتَ، وإلا ستتحول أنتَ لمنفى، لن تعرف فيه من أنتْ!

طلعت قديح كاتب فلسطيني من غزة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المنفى فی غزة

إقرأ أيضاً:

«فقط الاستسلام الكامل ونزع السلاح».. سموتريتش: لن تكون هناك مفاوضات جزئية

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها “مفجعة ومؤسفة وكارثية” ومصدر “عار على الجميع”، لكنه رفض تصنيفها كـ”إبادة جماعية”.

وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، رداً على سؤال عن توصيفه لما تشهده غزة، مشيراً إلى أنه “لا يعرف إلى أين ستؤول الأمور”.

وأوضح أن إدارته قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار للقطاع، لكنه أعرب عن استيائه من غياب نتائج ملموسة على الأرض.

وأضاف ترامب أن “الأطفال في غزة يتضورون جوعاً” وأن الوضع “مروع”، معتبراً أن الطريقة الأسرع لإنهاء الأزمة الإنسانية تكمن في استسلام حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن.

حماس تنتقد زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف لغزة وتصفها بـ”الاستعراض الدعائي” وترى أنها تعكس وجهة نظر إسرائيلية مضللة

قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق إن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف إلى غزة تعد استعراضًا دعائيًا يهدف إلى احتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في تجويع سكان القطاع.

وأضاف الرشق أن ويتكوف لا يرى في غزة إلا ما يسمح له الاحتلال برؤيته، مشددًا على أن المبعوث الأمريكي ينظر إلى المأساة المستمرة بعيون إسرائيلية مضللة.

وأشار إلى أن ويتكوف لن يطلع على “مقصلة الجياع” التي تمارسها “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تجهز المسرح لـ”الآلة الحربية الصهيونية”.

وأكد الرشق أن إقرار البيت الأبيض بمجاعة غزة بعد إنكارها سابقًا من دون إدانة الاحتلال، يعني تبرئة الجاني وتوفير الغطاء السياسي لاستمرار الجريمة الكبرى في التاريخ الحديث.

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن ويتكوف والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي أجريا مباحثات “بناءة للغاية” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تعزيز إيصال المساعدات لغزة، وأنهما سيتوجهان إلى القطاع لزيارة مراكز التوزيع ولقاء السكان.

كما أفادت تقارير أن تل أبيب وواشنطن تعملان على خطة شاملة لإطلاق جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، بالتزامن مع استمرار القتال.

سموتريتش: لن تكون هناك مفاوضات جزئية مع حماس.. فقط الاستسلام الكامل ونزع السلاح

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، خلال مؤتمر “الرؤية الوطنية” لمجلس يشع وحركة “تكوما”، أنه لن تكون هناك أي مفاوضات أخرى مع حركة حماس بشأن صفقة جزئية لإطلاق الأسرى.

وقال سموتريتش بوضوح: “الاتفاق الوحيد الممكن هو استسلام حماس الكامل، وإعادة جميع الرهائن بدون شروط، ونزع سلاح حماس وغزة، ونفي قادة الحركة، ومنح الراغبين في مغادرة القطاع فرصة لذلك”.

وأضاف أن الدولة الفلسطينية لن تُقام أبداً، وأكد على ضرورة عدم التنازل أمام حماس، معتبراً أن إسرائيل تدفع أثمانًا باهظة في الحرب ولا بد من منع أي هزيمة داخل صفوفها.

ودعا إلى اتخاذ قرار فوري باحتلال جميع مناطق قطاع غزة وقتل “جميع المخربين”، وفرض السيادة الرسمية على الضفة الغربية.

كما نقلت مصادر إعلامية عبر صحيفة “هآرتس” عن نقاشات داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث اقترح وزراء يمينيون متطرفون، بمن فيهم سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، خطة لتدمير مدينة غزة بالكامل والأنفاق تحتها، والسيطرة الكاملة على القطاع.

وزير الخارجية الفرنسي يصف منظومة مساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” بالمخزية ويدعو لوقفها فوراً

وصف وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، يوم الخميس، منظومة توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، والتي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل في قطاع غزة، بأنها “مخزية” وتتسبب في “إراقة الدماء”.

وطالب بارو بوقف أنشطة المؤسسة فوراً، مشيراً إلى أن توزيع المساعدات المسلح تسبب في سقوط قتلى وإصابات في مراكز التوزيع.

150 من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في إسرائيل يطالبون نتنياهو بوقف الحرب على غزة وإعادة المختطفين

تظاهر نحو 150 من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في إسرائيل، يوم الخميس، أمام وزارة الداخلية في تل أبيب، مطالبين بإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين على غزة والتوصل إلى اتفاق شامل لإعادة جميع المختطفين.

وأكد القادة السابقون أن استمرار الحرب بات بلا جدوى ويتسبب في تدهور أمني واجتماعي داخل إسرائيل، داعين إلى التوقف الفوري عن العمليات العسكرية والتركيز على إعادة تأهيل الجيش وحماية الحدود.

كما دعوا المبعوث الأمريكي لتقديم خطة شاملة لوقف النزاع.

ويأتي هذا التحرك في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية انتقادات متزايدة بشأن استراتيجيتها في التعامل مع قطاع غزة.

عبد الملك الحوثي: الأمة تروض على الذل والقهر والانحطاط.. وغزة تكشف حجم الانهيار الأخلاقي

حذر زعيم حركة “أنصار الله” اليمنية عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة متلفزة مساء الخميس كل من يدعم إسرائيل من “أدوات الخيانة والغدر والإجرام”.

وقال الحوثي إن الشعوب تُروض على “الذل والقهر والانحطاط”، محذراً من استمرار حالة الخضوع للعدو الإسرائيلي وأدواته في المنطقة.

وأضاف أن الأمة تعاني من “اختلال رهيب” في القيم، مشيراً إلى غياب التربية على الإيمان الحقيقي والعزة والكرامة والشعور بالمسؤولية.

وحذر الحوثي من تواطؤ بعض الأطراف مع إسرائيل عبر “إطفاء مشاعر المواجهة ضد العدو الصهيوني”، ووجه رسالة حازمة لكل من يدعم إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما أكد أن الوعي الشعبي في اليمن والثبات الرسمي يشكلان حائط صد أمام المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، مشيراً إلى استمرار التعبئة العامة لدعم غزة.

وكشف الحوثي أن جماعته نفذت خلال الأسبوع عمليات هجومية باستخدام 10 صواريخ وطائرات مسيرة، منها استهداف مطار “بن غوريون” في تل أبيب، معلناً دخول المرحلة الرابعة من العمليات التي تستهدف أيضاً سفن أي شركة تتعامل مع إسرائيل.

ووصف الأوضاع في قطاع غزة بـ”المأساوية بكل المقاييس”، مشيراً إلى أن إسرائيل تحشر مئات الآلاف في أقل من 12% من مساحة القطاع، وتستهدف الأطفال بشكل مباشر، مع “الهندسة المتعمدة للجوع”، واعتبر أن الاحتلال يروج لهدنة إعلامية بينما ينفذ “مصائد الموت”.

وختم كلمته بأن مشاهد الأطفال في غزة بهياكلهم العظمية تشكل “وصمة عار على جبين البشرية”، متّهماً إسرائيل بممارسة “جريمة إبادة” بغطاء دولي، وصمت عالمي يعكس “الانهيار الأخلاقي التام”.

إسرائيل تفرج عن الناشط التونسي حاتم العويني المعتقل على متن سفينة “حنظلة”

أفرجت القوات الإسرائيلية عن الناشط التونسي حاتم العويني بعد اعتقاله على متن سفينة “حنظلة” التي كانت في محاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وذكرت “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” أن العويني قرر فك إضرابه عن الطعام وخضع لفحوصات طبية في مقر السفارة التونسية في عمان، لكنه رفض تذكرة السفر التي قدمتها إسرائيل، مطالبًا بتذكرة جديدة، تعبيرًا عن رفضه لأي شكل من أشكال الإملاء والخضوع.

وقد اقتحمت البحرية الإسرائيلية السفينة في 26 يوليو قرب غزة، وأوقفت البث المباشر الذي كان يوثق الاقتحام، قبل أن توجه السفينة إلى شواطئ إسرائيل مع تأكيد سلامة الركاب جميعًا.

وتأتي هذه المحاولة ضمن سلسلة من محاولات “أسطول الحرية” لكسر الحصار المفروض على غزة، حيث سبق أن تعرضت سفن أخرى مثل “مادلين” و”الضمير” لهجمات إسرائيلية.

وحذرت إسرائيل من أن محاولات كسر الحصار غير المصرح بها تعتبر خطيرة وغير قانونية، مؤكدة أنها تضر بالجهود الإنسانية للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة.

الرئيس المصري السيسي يؤكد على وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة خلال اتصال مع رئيس وزراء هولندا

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليه بشكل عاجل وكافٍ، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه السيسي مع رئيس وزراء هولندا، ديك سخوف، حيث تناول الطرفان عدة ملفات، من بينها الأوضاع الإقليمية الراهنة وجهود مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، محمد الشناوي، أن الرئيس السيسي استعرض خلال الاتصال الجهود المكثفة التي تبذلها مصر لضمان وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى العمل على إطلاق سراح الرهائن.

وأشار الاتصال أيضاً إلى أهمية توفير المناخ المناسب لاستئناف العملية السياسية، بهدف تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حدود 4 يونيو 1967، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.

وأكد السيسي موقف مصر الثابت الرافض لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشدداً على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.

كما شدد الرئيس على ضرورة احترام القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة التي تلزم الدول بحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات الأجنبية، وهو ما أكده رئيس الوزراء الهولندي خلال الاتصال أيضاً.

هيومن رايتس ووتش تدين نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي في غزة: “مصيدة للموت وجرائم حرب”

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” القوات الإسرائيلية بإقامة نظام عسكري معيّب لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، ووصفت العملية بأنها “مصيدة للموت” وتحولت إلى حمام دم بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأكدت المنظمة في تقريرها أن القوات الإسرائيلية، التي تتولى توزيع المساعدات ضمن آلية جديدة مدعومة من الولايات المتحدة، أطلقت النار بشكل متكرر على فلسطينيين يبحثون عن الطعام، في أعمال ترتقي إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وجرائم حرب.

وذكرت المنظمة أن الأزمة الإنسانية في غزة هي نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل سياسة التجويع كسلاح في الحرب، إلى جانب القيود الممنهجة على دخول المساعدات والخدمات الأساسية، ما يشكل جريمة ضد الإنسانية قد تدخل في إطار الإبادة الجماعية.

ودعت “هيومن رايتس ووتش” المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف استخدام القوة المميتة ضد المدنيين، ورفع القيود غير القانونية على دخول المساعدات، وتعليق آلية التوزيع الحالية التي أثبتت فشلها في مواجهة المجاعة.

كما طالبت بالسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالعودة إلى توزيع المساعدات في غزة دون قيود، استناداً إلى معايير إنسانية وأوامر محكمة العدل الدولية.

ورغم نفي الشركات الأمنية الإسرائيلية استخدام القوة ضد المدنيين، أكدت المنظمة أن عمليات القتل المتكررة في محيط مواقع توزيع المساعدات تشكل انتهاكات صارخة، وأن المدنيين لم يشكلوا تهديداً لحياة القوات، مما يشير إلى عمليات قتل متعمدة.

وحملت المنظمة الولايات المتحدة مسؤولية التواطؤ في هذه الانتهاكات، داعية الكونغرس إلى مراقبة التمويل الأمريكي الموجه للمؤسسة وتقييم فعالية المساعدات.

كما طالبت الدول بفرض عقوبات، حظر الأسلحة، وتعليق الاتفاقيات التجارية لوقف الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين.

وقالت المديرة التنفيذية لـ “هيومن رايتس ووتش” ليلي واتسون: “لا مبرر لاستمرار دعم الولايات المتحدة لآلية قاتلة تُستخدم لقتل مدنيين جائعين بدلاً من الضغط على إسرائيل لوقف أعمال الإبادة الجماعية. على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن قبل فوات الأوان”.

آخر تحديث: 1 أغسطس 2025 - 15:24

مقالات مشابهة

  • «فقط الاستسلام الكامل ونزع السلاح».. سموتريتش: لن تكون هناك مفاوضات جزئية
  • فرصة تكون سحب ركامية تصحبها أمطار غداً
  • «لن تكون مجرد لعبة».. خطة لتحويل PUBG إلى منصة ألعاب واسعة النطاق
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • احذر هذه الأعراض.. قد تكون على بُعد خطوة من ضربة شمس خطيرة
  • غرف في الجنة يدخلها من فعل 4 أمور.. حاول أن تكون منهم
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • روسيا تعلن حالة الطوارئ في الجزر التي ضربها تسونامي بعد الزلزال
  • بمشاركة ٢٣ فنان افتتاح سمبوزيوم مهرجان جرش الدولي للفنون التشكيلية ” ارسم وطنك الاردن “
  • السوداني: نسعى للتهدئة ونرفض أن تكون العراق ساحة صراع