أصدرت المحاكم الاقتصادية، في محافظات «الإسكندرية، وطنطا»، ومحاكم الجنح المستأنفة في الإسكندرية والحامول و الواسطي، ومحكمة النقض، أحكاما نهائية رادعة ضد أفراد متورطين في ارتكاب جرائم تصنيع وتسويق الأدوات الكهربائية المغشوشة.

وجاءت هذه الأحكام بعد تحقيقات مكثفة واهتمام كبير من الجهات المعنية، لضمان انضباط الأسواق وحماية المواطنين من الأضرار الناتجة عن استخدام أدوات كهربائية غير مطابقة للمواصفات القياسية المصرية والعالمية.

وكشفت التحقيقات والتقارير الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، عن أن الأدوات الكهربائية المغشوشة والمقلدة غير المطابقة للمواصفات القياسية المصريه، مثل أسلاك السويدى وفينوس، والمفاتيح والبرايز ولوحات التوزيع الكهربائية، تسببت في العديد من الحرائق المدمرة، وطالت هذه الحرائق طالت العديد من مرافق الدولة، ومن أشهر الأماكن التي تسببت هذه الأدوات الكهربائية المغشوشة في اندلاع الحرائق بها وزارة الأوقاف وحريق استوديوهات مصر ومديرية أمن الإسماعيلية، ووحدات أرشفة النيابه بالتجمع، فضلا عن مول تجاري في السويس وغيرهم الكثير.من المنازل والمصانع وازهقت الكثير من الأرواح.

وأوضحت التحقيقات، أن السبب ماس كهربائي وقد وثق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري هذه الزيادة الملحوظة في الحرائق الناتجة عن الماس الكهربائي في تقريره السنوي، محذرا من خطورة هذه المنتجات على المجتمع.

وبدأت القصة بتواتر هذه الحرائق في عام واحد، وتلقي الإدارة العامة لمباحث التموين، برئاسة اللواء عصام العزب مساعد الوزير للأمن الاقتصادى و اللواء محمد فتح الله رئيس الإدارة العامة لمباحث التموين شكاوى من شركات كبرى في مجال الأدوات الكهربائية مثل شركة السويدي وفينوس وشنايدر، وغيرها التي تأثرت بشدة من المنافسة غير المشروعة حتى تضررت استثمارتها بشدة أظهرت الشكاوى أن نسبة المنتجات المقلدة وغير المطابقة للمواصفات تجاوزت 50% من حجم السوق، مما اعتبرته الدوله تهديداً جدياً على سلامة المجتمع.

ووصفت الشركات الشاكية هذه الجرائم بأنها قتل عمد بدون تمييز في حق المواطنين الأبرياء اللذين وقعوا ضحية هؤلاء المجرمين و أشتروا منتجاتهم المغشوشة.

كما أنها أيضا تمثل منافسة غير مشروعه حيث جاء فى شكاوى الشركات إن هؤلاء الأفراد يقلدون علامتهم التجارية ونماذجهم الصناعية حتى يتمكنوا من غش المستهلك وسرعة ترويج هذه المنتجات المغشوشة غير المطابقة للمواصفات.

سقوط أحد أباطرة مافيا الأدوات الكهربائية المغشوشة

وبعد جمع المعلومات وتنفيذ حملات مكثفة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أحد أباطرة مافيا هذه الصناعه ومروجيها ويرمز له «أ. أ » وشقيقه « إ. أ » المتخصصين في إنتاج وتوزيع الأدوات الكهربائية المغشوشة و المقلدة الغير مطابقة للمواصفات القياسية المصرية، ويعاونهم في ذلك مجموعة من التجار الساعين للربح السريع غير العابئين بأرواح الموطنين والكائنة محلاتهم التجارية في المناطق النائية البعيدة عن أعين الأجهزة الرقابية في مختلف المحافظات بالوجهين البحري والقبلي.

وأسفرت المحاكمات عن إصدار أحكام نهائية ضد المتورطين، تضمنت عقوبات صارمة تشمل الحبس والغرامات الكبيرة.

وتأتي هذه الأحكام في إطار جهود الدولة لردع ومعاقبة المجرمين المسؤولين عن الغش في الأسواق، لضمان وصول منتجات ذات جودة عالية للمستهلكين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم من المخاطر المحتملة.وقمع الغش والتدليس

وحاول دفاع المتهمين تبرئتهم بادعاء حصولهم على رخصة تشغيل بنظام الإخطار إلا أن المحكمة ردت على هذا الدفاع بأن ( تلك الرخصة لا تدل بذاتها على صلاحية المنتجات والمقرر وفقا لنص المادة 12 من اللائحة التنفيذية للقانون الخاص بتيسير إجراءات منح تراخيص المنشآت الصناعية، ويقوم صاحب الشأن بإخطار الجهة الإدارية المختصة.. على النموذج المعد لهذا الغرض بتشغيل المنشأة الصناعية و إقراره من خلال هذا النموذج و المستندات المرفقة به على مسئولية صاحب المنشأة.. وعليه فكافة البيانات الخاصة بذلك المصنع والمستندات المرفقة به على مسئولية صاحب المنشأة المتهم الأول و لا تدل بذاتها على جودة منتجاته أو عدم تقليدها.. ).

ويعد المتهم ( أ. أ ) هو المتزعم لهذه المافيا، و هو متهم عائد وفقا لأحكام المواد 49 و50 من قانون العقوبات، فقد أعتاد ارتكاب هذه الجرائم على مدار السنوات السابقة وحقق أرباح طائلة غير مشروعة على حساب أرواح وممتلكات المواطنين الأبرياء و لم تردعه الأحكام السابقة الصادرة ضده والتي من بينها الحكم الصادر من محكمة النقض المصرية (الدائرة الجنائية) في الطعن رقم 17237 لسنة 91 ق المقام على الحكم الصادر في الجنحة رقم 568 لسنة 2018 جنح اقتصادية المنصورة و موضوعها جريمة تقليد العلامة التجارية المملوكة لشركة سانشي و التي ارتكبها المتهم في 12 يناير 2017.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الكهرباء حوادث الأدوات الكهربائية أهم الأخبار أحكام نهائية أدوات كهربائية

إقرأ أيضاً:

فتاوى وأحكام| هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟.. هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟

فتاوى وأحكام:

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟
هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟
حكم إخراج الزكاة لمؤسسة رعاية مرضى أمراض معينة

نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى والأحكام التى تهم كثير من المسلمين نستعرض أبرزها في التقرير التالي:

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟

هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن في البيت وفي خارج الصلاة، وهي كاشفة شعرها؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتى الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.


وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: “نعم يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن ولو من المصحف من غير أن تغطي شعرها ؛ لأن تغطية الرأس بالنسبة للمرأة شرط في صحة الصلاة، وليست شرطا للقراءة خارج الصلاة والمرأة في بيتها”.

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن في بيتها بدون حجاب

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجوز للمرأة قراءة القرآن في بيتها غير مرتدية الحجاب، وإن كان ارتداؤه من آداب تلاوة القرآن الكريم التي لها مزيد فضل وثواب.

حكم قراءة القرآن للمرأة مكشوفة الرأس
وقالت دار الإفتاء إنه لا يشترط ستر العورة لقراءة القرآن، ولكن يستحب للمسلم إذا قرأ القرآن أن يكون ساترًا لعورته، وأن يكون على هيئة حسنة، فقد قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول في أحاديث الرسول" (3/ 253): "من حُرْمَة الْقُرْآن أَن لَا تمسه إِلا طَاهِرا وَأَن تَقْرَأهُ وَأَنت على طَهَارَة وَأَن تستاك وَأَن تتخلل وتطيب فَإِن هَذَا طَرِيقه وَأَن تستوي قَاعِدا إِن كنت فِي غير صَلاة وَلَا تكون مُتكئا، وَأَن تتلبس لَهُ كَمَا تتلبس للدخول على الأَمِير لِأَنَّك مناج وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة".


وأضافت الدار، فى فتوى لها، أنه "يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن من غير أن تضع حجابًا على رأسها؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة ما يأمرها بتغطية رأسها عند تلاوة القرآن، ولو غطته من باب كمال الأدب مع كتاب الله فهو أفضل".

وأشارت إلى أن لقراءة القرآن آداب ينبغي مراعاتها لتحصيل أكبر قدر من ثوابها منها: "ستر العورة، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، واستقبال القبلة، واتباع أحكام التلاوة".

هل يجوز تمني الموت من شدة الضيق .. الإفتاء تحسم الجدلأرباح لايفات تيك توك "حرام شرعًا" في هذه الحالة .. الإفتاء تكشف عنهاحكم نسيان ركعة وتذكرها بعد التسليم من الصلاة.. الإفتاء توضحما حكم من ينشر فضائح الناس على السوشيال ميديا.. الإفتاء تجيب


هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: كثير من الناس يموتون الآن بسبب مرض السرطان، فهل الذي يموت بسبب هذا المرض الخطير يُعَدُّ شهيدًا؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن الموت بسبب مرض السرطان تشمله أسباب الشهادة الواردة في الشرع الشريف؛ بناءً على أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض، وبناءً على أن مرض السرطان داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطر وشدة ضرر، فمن مات بسببه يرجى له أجر الشهادة في الآخرة؛ رحمةً من الله سبحانه وتعالى به، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي؛ من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ.
 
أنواع الشهداء في الإسلام وبيان كل نوع وسببه
وأوضحت انه قد تقرر أن الشهداء على ثلاثة أقسام:
الأول: شهيد الدّنيا والآخرة: الّذي يقتل في قتال الحربيين أو البغاة أو قطاع الطريق، وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قاتلَ لِتَكُونَ كلِمةُ اللهِ هيَ الْعُليا فهوَ في سبيلِ اللهِ» متفقٌ عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وتسمى هذه الشهادة: بالشهادة الحقيقية.


والثاني: شهيد الدّنيا: وهو من قتل كذلك، ولكنه غلّ في الغنيمة، أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياءً، ونحو ذلك؛ فهو شهيد في الظاهر وفي أحكام الدنيا.
 

والثالث: شهيد الآخرة: وهو من له مرتبة الشهادة وأجر الشهيد في الآخرة، لكنه لا تجري عليه أحكام شهيد الجهاد في الدنيا من تغسيله والصلاة عليه؛ وذلك كالميّت بداء البطن، أو بالطّاعون، أو بالغرق، ونحو ذلك، وهذه تُسمَّى بالشهادة الحكمية.
 

ووسَّعت الشريعة الغرّاء هذا النوع الثالث؛ فعدَّدت أسباب الشهادة ونوَّعتها؛ تفضلًا من الله تعالى على الأمة المحمدية، وتسليةً للمؤمنين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا تَعُدّونَ الشّهيدَ فِيكُم؟» قالوا: يا رسول الله، من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيد، قال: «إنّ شُهَدَاءَ أمّتي إذًا لَقَلِيلٌ»، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: «مَنْ قُتِلَ فيِ سَبيلِ اللهِ فَهُو شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُو شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في البَطنِ فَهُو شَهِيدٌ» قال ابن مقسمٍ: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: «وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ» رواه مسلم في "صحيحه".


ورواه الإمام البخاري في "صحيحه" من طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بلفظ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، والمَبطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدمِ، والشّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ».
 

ورواه الطبراني في معجمَيْه "الكبير" و"الأوسط" من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه مرفوعًا، وزاد فيه: «وَالسُّلُّ شَهَادَةٌ».
 

وعن جابر بن عَتِيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الشّهادة سبعٌ سوى القتل في سبيل الله؛ المطعونُ شهيدٌ، والغرقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذاتِ الجنب شهيدٌ، والمبطونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريق شهيدٌ، والّذي يموت تحت الهدم شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجمعٍ شهيدٌ» رواه أبو داود وغيره.
 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْحُمَّى شَهَادَةٌ» أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"، وصححه الحافظ السيوطي في "الجامع الصغير".
 

فهذه الأسباب المتعددة وغيرها قد تفضَّل الله تعالى على من مات بها صابرًا مُحتسبًا بأجر الشهيد؛ لِما فيها من الشِدَّة وكثرة الألم والمعاناة:
 

قال الإمام أبو الوليد الباجي في "المنتقى شرح الموطأ" (2/ 27، ط. دار السعادة): [وإنما سألهم عن جنس جميع الشهادة فأخبروه عن بعضها؛ وهو جميع ما كان يسمى عنده شهادة فقالوا: القتل في سبيل الله، فأخبرهم صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ الشهادة سبعة سوى القتل في سبيل الله؛ تسليةً للمؤمنين، وإخبارًا لهم بتفضل الله تعالى عليهم، فإنَّ الشهادة قد تكون بغير القتل، وإن شهداء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكثر مما يعتقدهُ الحاضرون.. وهذه ميتات فيها شِدَّة الأمر، فتفضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم زيادةً في أجرهم حتى بلَّغهم بها مراتبَ الشهداء] اهـ.
 

قال العلامة ابن التين -فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 44، ط. دار المعرفة)-: [هذه كلها ميتات فيها شدة، تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم، يبلغهم بها مراتب الشهداء] اهـ.
 

وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" (13/ 63، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقد قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفَضُّل الله تعالى بسبب شِدَّتها وكثرة ألَمِهَا] اهـ.
والعدد في هذه الأحاديث غير مراد؛ فقد نص جماعة من العلماء على أن خصال الشهادة ليست محصورة في هذه الخِصال؛ بل أوصلها العلماء إلى أكثر من ذلك:
 

فعن محمد بن زياد الألهاني، أنه قال: ذكر عند أبي عِنَبَةَ الخولاني الشهداءُ؛ فذكروا المبطون، والمطعون، والنفساء: فغضب أبو عنبة، وقال: حدثنا أصحاب نبينا رضي الله عنهم، عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إنَّ شُهَدَاءَ الله في الأرضِ، أمناء الله في الأرضِ في خَلقه، قُتِلُوا أو مَاتُوا» رواه الإمام أحمد.
 

وقال العلامة ابن المُنيِّر في "المتواري على أبواب البخاري" (ص: 154، ط. مكتبة المعلا): [ويحتمل عندي أن يكون البخاري أراد التنبيه على أن الشهادة لا تنحصر في القتل، بل لها أسباب أخر، وتلك الأسباب أيضًا اختلفت الأحاديث في عددها: ففي بعضها خمسة، وهو الذي صح عند البخاري، ووافق شرطه، وفي بعضها سبعة، ولم يوافق شرط البخاري، فنبه عليه في الترجمة، إيذانًا بأنَّ الوارد في عددها من الخمسة أو السبعة ليس على معنى التحديد الذي لا يزيد ولا ينقص؛ بل هو إخبار عن خصوص فيما ذكر الله، والله أعلم بحصرها] اهـ.
 

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 43): [والذي يظهر: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بالأقل، ثم أعلم زيادة على ذلك فذكرها في وقتٍ آخر، ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك، وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة] اهـ.
وقال العلامة الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (6/ 551، ط. دار السلام): [ولا أعلم أنه تعرض أحدٌ لوجهِ غير هؤلاء من الشهداء؛ فإنَّ ثمة أمراضًا أعظم من هذه المذكورة، وقد ألحق في الأحاديث ما بلغه أربعين شهيدًا] اهـ.

وقد صنف في أسباب الشهادة جماعة من العلماء: منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته "أبواب السعادة في أسباب الشهادة"، وأوصلها إلى سبع وخمسين خصلة، وعدَّهم الأَجْهُوري المالكي ستين خصلة، والعلامة السيد عبد الله بن الصدّيق الغماري في رسالته "إتحاف النبلاء بفضل الشهادة وأنواع الشهداء".
والتحقيق أن الشهادة لا تنحصر في خصوص هذه الخصال؛ بل يلحق بها ما كان في معناها، أو جرى مجراها، وقد استنبط الإمام التقي السبكي السبب الكلي العام للشهادة الذي يشمل تحته أسبابَها الجزئية المتنوعة؛ فقال في "الفتاوى" (2/ 343، ط. دار المعارف): [إذا عرفت حقيقة الشهادة فاعلم أن لها أسبابًا؛ أحدها: القتل في سبيل الله وقد ذكرناه، الثاني: أسبابٌ أُخَرُ وردت في الحديث.. ووجدنا في السبب الأول أمورًا ليست فيها، فلما رأينا الشارع أثبت اسم الشهادة للكل وجب علينا استنباطُ أمرٍ عامٍّ مشترك بين الجميع وهو: الألم بِتَحَقُّقِ الموتِ بسببٍ خارجٍ، وإن اختلفت المراتب وانضم إلى بعضها أمورٌ أُخَرُ] اهـ.

هل المتوفى بسبب السرطان يعتبر شهيدا
وبناء على ذلك فالموت بسبب مرض السرطان داخلٌ في أسباب الشهادة من جهات متعددة:
الأولى: تفاقم أمره واستفحال شره وشِدَّة ألَمِه، والتي جعلها العلماء علةَ أجر الشهادة في الخِصال المنصوص عليها؛ كما سبق.
قال العلامة الكشميري (ت1353هـ) في "فيض الباري" (2/ 248، ط. دار الكتب العلمية): [لمَّا رأيت أن الأحاديثَ لا تستقرُّ فيه على عددٍ معيَّن، بدا لي أن تُوضَعَ له ضابطة، فاستفدتُ من الأحاديث: أن كل من مات في عِلَّةٍ مُؤْلمةٍ متماديةٍ، أو مرضٍ هائلٍ، أو بلاءٍ مفاجئٍ: فله أجر الشهيد] اهـ.
والثانية: أن مرض السرطان داخل في المعنى اللغوي العام لبعض الأمراض المنصوص عليها في أسباب الشهادة؛ كالمبطون، وهو عند جماعة من المحققين: هو الذي يشتكي بطنه مطلقًا؛ كما قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (13/ 63).
وهذا متحقق في أعراض كثيرة من الحالات المصابة بمرض السرطان؛ مثل: سرطان الأمعاء، وسرطان الكلى، والتهابات الكبد، والسُّعال المستمر، وتغيرات أنماط عمل الأمعاء والمثانة، وعُسر الهضم؛ كما سبق بيانه.
والثالثة: أن هناك أمراضًا جعلها الشرع سببًا في الشهادة إذا مات بها الإنسان؛ كالحمى، والسل، ونحوهما، وهذا المرض شامل لأعراضهما وزائد عليهما بأعراض أخرى ومضاعفات أشد.
والرابعة: أنَّ أحاديث الشهادة إنما نصت على الأمراض التي كانت معروفة على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تأت لتخصيصها بثواب الشهادة بذاتها، بقدر ما جاءت منبهةً على ما في معناها من الأمراض التي قد تحدث في الناس جيلًا بعد جيل.

حكم إخراج الزكاة لمؤسسة رعاية مرضى أمراض معينة

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم إخراج الزكاة لمؤسسة تعمل على رعاية مرضى الأنف والأذن والحنجرة؟وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إنه يجوز الصَّرفُ من أموال الزكاة للحالات المرَضية الواردة على المؤسسة من الفقراء والمساكين، على أن يكون ذلك بطَريق تمليكهم أموال الزكاة وتسليمهم إياها لينفقوها بأنفسهم فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره، أو بطَريق استئذانهم في التصرف نيابةً عنهم في أموال الزكاة التي هي حق لهم في أموال الأغنياء، مع مراعاة اللوائح والقوانين المنظِّمة لهذا الشأن.

 

مصارف الزكاة

وبينت ان الزكاة ركنٌ مِن أركان الإسلام، نظَّم الشرعُ الشريفُ كيفية أدائها بتحديد مصارفها في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].



وقد اشترط جمهورُ الفقهاء فيها التمليكَ، فأوجَبُوا تمليكَها للفقير أو المسكين حتى يتصرف فيها كما يشاء، وينفقها في حاجته التي هو أدرى بها وأعلَمُ مِن غيره، كما في "المبسوط" لشمس الأئمة السَّرَخسِي الحنفي (2/ 202، ط. دار المعرفة)، و"مغني المحتاج" للإمام شمس الدين الخطيب الشِّربِينِي الشافعي (4/ 173، ط. دار الكتب العلمية)، و"المغني" للإمام موفَّق الدين بن قُدَامَة الحنبلي (2/ 500، ط. مكتبة القاهرة).

ومِن ثَمَّ كان مقصودُ الزكاة كِفايةَ الفقراء والمساكين وإغناءَهم، وإقامة حياتِهم ومَعاشِهم، أي أنها لِبِناء الإنسان قبل البُنيان، فكِفاية الفقراء والمحتاجين مِن المَلْبَسِ والمَأكلِ والمَسْكَنِ والمعيشةِ والتعليمِ والعلاجِ وسائرِ أمورِ حياتِهم يجب أن تكون مَحَطَّ الاهتمام في المقام الأول، تحقيقًا لحكمة الزكاة الأساسية، والتي عبر عنها العلماء بـ"سَدِّ خَلَّةِ المُسلِمِينَ" -كما في "جامع البيان" للإمام أبي جَعفَر الطَّبَرِي (11/ 523، ط. هجر)، ولذلك خَصَّهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بالذِّكر في حديث مُعَاذٍ رضي الله عنه لَمَّا أرسَلَه إلى اليمن وقال له: «فَأَعلِمهُم أَنَّ اللهَ افتَرَضَ عَلَيهِم صَدَقَةً فِي أَموَالِهِم، تُؤخَذُ مِن أَغنِيَائِهِم، وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِم» متفق عليه.

ويدخل فيه كفاية الفقراء والمساكين في علاجهم من أمراض الأنف والأذن والحنجرة وغيرها من الأمراض، وذلك بطريق تسليمهم مالَ الزكاة وتمليكهم إياه لينفقوه بأنفسهم فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره بحسب ما يقررونه من أولويات حياتهم وشؤون معاشهم، أو بطريق استئذانهم في التصرف نيابةً عنهم في هذا المال الذي هو حق لهم في نفقات علاجهم؛ تحقيقًا لمبدأ تمليك مال الزكاة للفقراء والمساكين وإطلاق يد تصرفهم فيه بأنفسهم أو بالإنابة والتوكيل.

واكدت بناءً على ذلك انه يجوز الصَّرفُ من أموال الزكاة للحالات المرَضية الواردة على المؤسسة من الفقراء والمساكين، على أن يكون ذلك بطَريق تمليكهم أموال الزكاة وتسليمهم إياها لينفقوها بأنفسهم فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره، أو بطَريق استئذانهم في التصرف نيابةً عنهم في أموال الزكاة التي هي حق لهم في أموال الأغنياء، مع مراعاة اللوائح والقوانين المنظِّمة لهذا الشأن.

طباعة شارك فتاوى أحكام قراءة القرآن السرطان الشهداء الزكاة أنواع الشهداء مصارف الزكاة

مقالات مشابهة

  • بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري الإدارة العامة للكهرباء ترسل دفعة من المعدات الكهربائية إلى السويداء
  • بالتعاون مع الجامعة البريطانية.. النيابة العامة تنظم تدريبا للأدلة الرقمية ومصادر المعلومات
  • فتاوى وأحكام| هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟.. هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟
  • سحب تشغيلة من مضاد حيوي لعلاج عدوى الجهاز التنفسي لعدم مطابقتها للمواصفات
  • «قضايا بقيمة 8 ملايين جنيه».. ضربات جديدة ضد مافيا النقد الأجنبي
  • اللواء “أبوزريبة” يتابع سير عمل الشرطة الكهربائية ويؤكد دعمه لتطوير بنيتها التحتية
  • رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية: تحريك الدعوى العامة بحق بعض مرتكبي الانتهاكات تمّ بالتشاور معنا
  • ضبط قضايا قيمتها 5 ملايين جنيه في ضربة جديدة ضد مافيا العملات الأجنبية
  • أخبار سوهاج: وفاة أحد رموز الدعوة.. صرف تعويضات لضحايا الحرائق.. وانطلاق تنسيق المرحلة الأولى بجامعة سوهاج
  • ألمانيا.. تفاصيل جديدة عن حادث سقوط طائرة في نهر