لحن الفجر .. من كتاب شفرات حيوانسانية ..
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
لم أكن أعي شيئاً عن صياح ذلك الديك الذي يوقظ أبي كل فجر لصلاته.. مع مرور الوقت أدركت فوارق عديدة بين مناداته بأعماق الظلمات منبئاً بحلول فجر جديد … وبين صوته بأوقات الظهيرة أو العصر ، لا أظنه يطلق صياحه على العواهن ، ولا أعتقد أن المهمة تتعلق بغريزة البقاء أو الحاجة إلى غذاء أو سد رمق شخصي .
كلما تقدم بي العمر أدركت أن مهمة الديكة خارج نص ( التحيون والشخصنة ) .. ربما هناك علاقة بينه وبين حوادث زمانية مكانية ما ، و المعني الإنسان وحده .
ظل الديك ورفيقة عمره الدجاجة يشكلان مصدراً لبساطة الإنسان وحكمته ، وربما هما الأقرب إلى شدنا للارتباط بالأرض .
في واحدة من أقسى المواجع ، تلمست خيط الدم دافقاً مجراه من نحر الديك ، اهتز معه ضميري ، ووجدان المعذب تحت تلك المدية التي لا ترحم ، متسائلاً عن تلك الجرأة : ( كيف له أن ينحر الطبيعة ) ؟ ..
مرت أيام وأيام ، وتلاشت السنون في متاهات شيب الرأس ، ومحطات الزمان وعصف الحوادث ، الأتعس – ومن ذاكرة لا تمحى – أني جربت أن اكون رجلاً بعد أن اختط السواد على شواربي ، فقد سلموني ديكاً أذبحه ، لم افكر بأية طريقة، أو على أية شريعة ، وبأي حق سأنحر هذا الرفيق المفعم بكل أنواع الصدق والصداقة .
لم تقوَ يداي على ارتكاب جريمة ما .. ليس بحقه فحسب، بل بحقي ؛ إذ إن أعضاء جسدي كانت تختض من هول تلك اللحظة ، بل ما زلت أتذكر تلك الرعشة الساكنة في أعماق روحي ، والمتجلية على جسدي كلما خطرت على بالي تلك المجازفة .
في خريف العمر كما في ربيعه ، التقيت بعديد المناظر الديكية ، واستمتعت بأنواع جمالات السماء المنصهرة بأعماق هذا الإبداع الخلقي ، لكني حزنت مرة لأن ديكين تقاتلا حد الموت أو الاستسلام ، لم ندرِ بتلك الطبيعة الفحولية المتأصلة في ديكينا اللذين ربيناهما فوق السطح . استمر القتال على دجاجة ، حتى استسلم أحدهما بعد أن أعيته الضربات ، وخضب بدمه .
أصبحت حائراً في الحكم ، أداوي وأبكي على الضحية ، أم أتوج العازف مع الفجر يزيح بعوائه فلول الليل ؟
قبل النطق بالحكم ، تمعنت بالمشهد من وجهة نظر أخرى ، فاسترسلت بالحديث أخامر نفسي و أعللها ، لعلي أخفف عني العناء ، فمن ليل الطفولة حتى مشاخات الانحناء ظلت تلك المحنة تجرف من وعي الكثير إثر ذلك العناء !!
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أربعة من أيداهو.. جريمة هزّت أمريكا في كتاب يتصدّر قائمة نيويورك تايمز
نجح كتاب "أربعة من أيداهو" للكاتبين جيمس باترسون وفيكي وارد في تصدّر قائمة الأكثر مبيعًا بصحيفة نيويورك تايمز، لما يقدّمه من سرد دقيق ومفصّل لإحدى أبشع الجرائم التي عرفها المجتمع الأمريكي مؤخرًا، والتي راح ضحيتها أربعة طلاب جامعيين في ولاية أيداهو، والتي كشفت العديد من الخفايا المتعلقة بالجريمة بشكل شيق ومثير أدهش الرأي العام الأمريكي وجعل عدد كبير من المواطنين الأمريكيين يرغبون في اقتناء الكتاب وقراءته لكشف ومعرفة خفايا الجريمة.
يأخذ الكتاب القارئ إلى قلب جامعة أيداهو، حيث وقعت جرائم القتل الوحشية في 13 نوفمبر 2022، والتي أثارت موجة من الذهول والقلق على مستوى الولايات المتحدة.
واعتمد الكاتبان على أكثر من 300 مقابلة مع شخصيات قريبة من القضية، من بينها أسر الضحايا والمحققين وشهود العيان، للكشف عن تفاصيل دقيقة ظلت طي الكتمان لأكثر من عامين.
لا يكتفي الكتاب بسرد وقائع الجريمة فحسب، بل يُعدّ بمثابة مرآة للمجتمع الأمريكي، إذ يستعرض كيف يتعامل الأفراد والمؤسسات مع الإرهاب الغامض والمفاجئ، ويُقدّم العمل سردًا إنسانيًا عميقًا لردود أفعال العائلات المنكوبة: عائلات موجنز، وجونكالفيس، وكيرنودلز، وتشابين
كما يُلقي الضوء على أداء الأجهزة الأمنية المختلفة، من الشرطة المحلية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ويُناقش ما تم تنفيذه بنجاح وما شابه من قصور.
جيمس باترسون.. اسم لامع في عالم الرواية والتحقيقالكاتب جيمس باترسون يعتبر من أبرز الأسماء الأدبية في عصرنا، إذ يشتهر بابتكار شخصيات ومسلسلات روائية أيقونية مثل: "أليكس كروس"، و"نادي جرائم القتل النسائية"، و"ماكسيموم رايد".
تعاون جيمس باترسون في عدد من المشاريع مع شخصيات مرموقة مثل بيل كلينتون، ومايكل كريشتون، ودولي بارتون، في كتب روائية وغير روائية نالت شهرة واسعة.
مؤلفات جيمس باترسونمن بين مؤلفات جيمس باترسون غير الروائية الناجحة كتاب "ثراء فاحش"، و "امشِ بحذائي القتالي"، إلى جانب "أربعة من أيداهو"، الذي يُعدّ أحد أبرز أعماله الأخيرة.
وحاز جيمس باترسون على جائزة إدغار، وعشر جوائز إيمي، إلى جانب الجائزة الأدبية للمؤسسة الوطنية للكتاب، وأخيرًا الميدالية الوطنية للعلوم الإنسانية، تقديرًا لمساهماته الأدبية والثقافية المؤثرة.