من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. “ويفيقني عليك”
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
“ويفيقني عليك”
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 30 / 9 / 2020
أنا لا أقرأ الشهور من “روزنامة”الحائط..أنا أشتمّ رائحتها فأسمّها..قد أشتم كانون في آب ، وأشتم نيسان في تشرين ، وأشتم #أيلول في كل وقت، لا تعنيني كثيراً #حسابات_الفلك ودوران الشمس ، لا يعنيني تولّد القمر على يد “قابلة” الكواكب ،أنا الفلك وقلبي مجرتي الحسية…
منذ بداية أيلول لم يحضر أيلول ، كان “كميناً وقتياً لكل العاشقين.
بالأمس شممت #رائحة_أيلول كلها ، شاهدت شجرة الكينا القريبة وهي تكنس السماء من غبار القيظ ، شاهدت وسمعت الأشياء كلها؛ السنونو والقطيع وورق الاسكدنيا والتراكتور والشباك المكسور..بالأمس ابتدأ أيلول حسب توقيت قلبي..
كان صيفاً ثقيلاً ،مثل كيس ملح على ظهر عبد، كان صيفاً عاتباً بكل معنى الكلمة ،جعلنا نتصبب عرقاً أمامه..جفّت شفاه الجوريّ دون أن ينبس ببنت وردة..وأعلن بئر الماء إفلاسه من أول جولة وأحسست أن هذا القمع الفصلي لن ينتهي أبدا ..الى أن اهتزت الليمونة وانتصرت أوراقها الرقيقة على هراوة الشمس.
في أيلول سطّرتُ معرش العنب بأسلاك معدنية، قسّمت السماء سطوراً لعيون الدالية، رفعت حرفها وقلت لها خربشي أنّى شئت ارسمي لوحتك بالورق والحمام البريّ ودعي عروقك تنبض حياة وأيلول..
أيلول “منبّه” العمر الذي يرنّ فوق أسرّة الذكريات ، أيلول حكيم الشهور وشيخ الفصول يجمع عشيرة الوقت تحت عباءته ،يرسم ابتسامة فوق حناء لحيته الأصفر ويهمس لمدى عمري الطويل..كل ما فيك “بيفيقني عليك”..
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#74يوما
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#صحة_احمد_في_خطر
#سجين_الوطن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أيلول الصيف سنونو أوراق الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن
إقرأ أيضاً:
في مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية.. لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء
في قلب عرفات، تبلغ الروحانية ذروتها وتتشوق القلوب إلى المغفرة، بدت مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية وكأنها واحة من السكينة وسط الزحام، يغمرها هدوء خاص وتعلو فيها نداءات التلبية والدعاء دون انقطاع.
منذ الساعات الأولى من اليوم، تتردد في الأرجاء أصوات التلبية كأنها لحن سماوي متواصل: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك..."
وما بين ترديد التلبية ورفع الأكف بالدعاء، تغمر الخشوع الوجوه، وتنساب الدموع بهدوء، لتشكل مشهدًا قلّما يتكرر في العمر.
رغم وجود الآلاف في المخيمات، إلا أن كل حاج بدا وكأنه في عالمه الخاص، يناجي ربه بقلبه قبل لسانه، وكأن لا شيء يحيط به سوى رحمات السماء. حالة روحانية خالصة، تعزل الحاج عن ضجيج الأرض، وتوصله بمناجاة السماء.
لا صوت يعلو فوق صوت التضرع، ولا حركة تتقدم على لحظة الرجاء. الدعوات تتنوع، لكن الهدف واحد: القبول والرضا والمغفرة. وتتشابه النظرات المرتفعة إلى السماء، مهما اختلفت المحافظات والانتماءات.
بين دعوات فردية وجماعية، تسود في المخيمات حالة من الصفاء، حيث لا مجال للجدال أو الانشغال بشيء سوى التقرّب إلى الله. تتردد الأدعية بخشوع، بعضها للآخرة، وبعضها للأهل والوطن، وأخرى تكشف عن أمنيات إنسانية بسيطة لكنها عميقة.
وزيرة التضامن تطمئن على حجاج الجمعيات الأهلية وتوجه بتوفير كامل الخدمات داخل المخيمات بمشعر عرفات
التضامن: نجاح خطة تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى عرفات
محافظ الإسماعيلية يتابع حجاج الجمعيات الأهلية بالمحافظة أولًا بأول ويطمئن على سلامتهم
بدء تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات
وزيرة التضامن تتابع تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات
ورغم الطابع الروحي الطاغي، لم تغب الجوانب التنظيمية التي وفرتها وزارة التضامن الاجتماعي، بدءًا من الإعاشة والرعاية الصحية، مرورًا بمشرفين يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وحتى تنظيم الدخول والخروج من عرفات بانتظام وهدوء.
المشاهد الإنسانية كانت حاضرة بقوة، من حاجٍ يرفع يديه باكيًا، إلى أخرى تتأمل السماء بصمت طويل، وكأنها تبوح بسرٍ لا يُقال. الكل في خلوته القلبية، والكل يحمل ما بين قلبه ولسانه أمنية يأمل أن تلامس أبواب السماء المفتوحة في هذا اليوم العظيم.
كلما اقترب الغروب، ازدادت الخشوعات عمقًا، وازدادت الدعوات حرارة. اللحظات الأخيرة من يوم عرفة بدت كما لو أنها توقفت فيها عقارب الزمن، فالكل ينتظر رحمة، أو مغفرة، أو لحظة قبول.
في مخيمات حجاج الجمعيات، يغيب صوت الدنيا، وتعلو نداءات القلوب، وتذوب المسافات بين الأرض والسماء.