فضل الله: نجدد دعوتنا للبنانيين إلى الوقوف صفاً واحداً
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
ألقى العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، وجاء في خطبته السياسية:"إننا أحوج ما نكون إلى الاستهداء بهذه الوصيَّة، والأخذ بمضامينها، لنكون معبِّرين حقيقيّين عن انتمائنا إلى هذا البيت الطاهر، وعن التزامنا بالإسلام قولاً وفعلاً، وأكثر وعياً وأقدر على مواجهة التحدّيات".
وقال:" البداية من غزة، حيث يواصل العدو مجازره فيها بحق المدنيين، وليس آخرها مجزرة المواصي، والتي استخدم فيها العدو آخر ما طورته تكنولوجيا الدمار وأدت إلى ارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، وذلك بحجة وجود مقاومين، فيما كل الوقائع تشير إلى أن موقع الاستهداف هو مركز لجوء للمدنيين الهاربين من جحيم القصف داخل غزة".
وتابع:"فيما المفاوضات التي لا يزال هناك من يراهن عليها وصلت إلى طريق مسدود بفعل إصرار حكومة العدو على عدم الاستجابة للمطالب المحقة للشعب الفلسطيني، ومن الغريب أن تضع الإدارة الأميركية مسؤولية إيقاف هذه المفاوضات على عاتق المقاومة الفلسطينية".
وقال:"إننا أمام كل ما يجري نجدد التحية للشعب الفلسطيني الذي رغم كل المجازر والقتل والتجويع والأوبئة، لا يزال مصراً على مواقفه والثبات في أرضه وعلى مواجهة هذا العدو بالإمكانات التي تمتلكها مقاومته والتي أربكت وتربك هذا العدو وتمنعه من تحقيق الانتصار ما يدفعه إلى القول إنه يحتاج إلى سنة أخرى حتى يحقق أهدافه في غزة ويستكملها في الضفة الغربية".
واضاف:" ونصل إلى لبنان الذي بات سقف تهديدات العدو له يرتفع، وهو ما جاء على لسان قياداته الأمنية والسياسية، حين يعلن أن الوقت قد حان لنقل معركته إلى الجبهة مع لبنان، في الوقت الذي يوسّع العدو من دائرة اعتداءاته لتطاول المدنيين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني اللبناني وتدمير المباني السكنية واستهداف أماكن العبادة وإحراق المساحات الحرجية، والتي من الواضح أنها تهدف لإيقاف مساندة الشعب الفلسطيني التي باتت تشكل استنزافاً له وللخروج من المأزق الذي يعاني منه تجاه مستوطنيه على أبواب عام دراسي جديد".
واشار الى" اننا أمام ما يجري نؤكد على اللبنانيين عدم الخضوع لتهديدات العدو التي تندرج وكما في السابق، في سياق التهويل، بعد أن أصبح واضحاً أن هذا العدو غير جاهز للقيام بحملة عسكرية واسعة، هو يعرف جيداً وبخبرته التي عاشها في لبنان مدى خطورتها عليه، فيما هو لا يملك الغطاء الدولي الكافي الذي يجعله يقدم على حرب كبيرة والتي إن بدأ بشنها، فإنها لن تقف عند لبنان، بل ستتسع دائرتها لتكون حرباً إقليمية، لكن هذا لا يعني عدم الحذر لمواجهة أي طارئ أو أي مغامرة متهورة قد يقدم عليها.
وهنا نجدد دعوتنا للبنانيين إلى الوقوف صفاً واحداً ومنع العدو من الاستفادة من أي انقسام دخلي قد يحفزه على الإقدام على مغامرته.
على صعيد آخر، دعا العلامة فضل الله " القضاء الى أن يعبر عن مصداقيته في التحقيق الجاري مع حاكم مصرف لبنان، المعني الأول بحماية أموال الدولة وأموال المودعين، بأن يكشف للبنانيين أين ذهبت أموال الدولة وأموال المودعين، فلا يبقى التحقيق بالحدود التي تجري فيها أو أن يضيع في دهاليز السياسة والتسويات التي تحصل في هذا المجال". (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قائدُ الأنصارِ.. ناصرُ الطوفان
هو القائدُ الذي إذا نطقَ ارتجفَ الباطل، وإذا أشارَ اهتزّت جبهاتُ الأعداء، وإذا ظهرَ صوتهُ في السّماء تزلزلت الأرض من تحتهم.
هو الذي جعلَ من صعدةَ جُندًا، ومن صنعاءَ قِبلةً، ومن اليمنِ إعصارًا يُطاردُ الشيطانَ الأكبر ويزلزل عرشَ صهيون.
هو السيد القائد عبدُالملكِ بدرُالدينِ الحوثي -يحفظه الله-، قائدُ الأنصارِ ناصر الطوفانِ، السليلُ الذي جسّد الولاية الإلهية، وأعادَ الثقة بالله في قلوبِ أمةٍ أوشكت أن تيأس، وذكّرها بوعد الله الذي لا يخلف، فنهضت من تحت الرماد لتقول: نحن القوم الذين وعدهم الله بالنصر في ميادين الانتصارات.
هو من مشى على طريقة الأنبياء العظام، لا يحيد عن خطاهم، وأعاد دورهم إلى الواقع، ونهجهم إلى الأمة، وثقافة القرآن إلى الميدان، فبعث في النفوس العزيمة، وفي العقول الوعي، وفي الميادين البركان.
(فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ)
قاهرُ المصطلحات ومجددُ وعي الأمة:
هو القائد الذي يفهم حرب المصطلحات، فواجهها لا بالسكوت ولا بالمجارات، بل بقهر الاستكبار العالمي بالمصطلحات القرآنية، وعرّى مشروع التضليل الذي تتبناه مراكز الاستكبار الفكري، والإعلام الغربي، وذيول التطبيع.
فضح الأنظمة المُطبِّعة، وكشف علماء السوء والجور المتلبّسين بزي العلماء الأتقياء، وأسقط أقنعة الحركات التكفيرية والأنظمة النفعية التي تعمل ليلَ نهار على تحريف الدين المحمدي الأصيل، وتقديم نسخة مدجَّنة تبرر الطغيان، وتخدّر الشعوب.
هؤلاء جميعًا يسعون لترسيخ الثقافات الغربية الهزيلة، التي لا تثمر إلا الذل، ولا تزرع إلا الخضوع، ولا تحصد إلا الانبطاح، في سبيل استعباد الشعوب ونهب ثرواتها…
فجاء هذا القائد ليواجههم بمصطلحات قرآنية ناصعة، وثقافة قرآنية تُورِّث العزة والكرامة والعدالة والحرية، بما تتضمنه من تعاليم إلهية تشمل جميع مجالات الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن التربية إلى مواجهة تجار الحروب والدماء المعتدين.
القائد الذي أغلقَ البحارَ والمحيطاتِ لنصرةِ غزة:
عندما اشتعلت غزة تحت قصفِ الغاصبين، بلغت الأنظمة ألسنتها وارتعشت العروشُ العربية، فخرج من صعدة صوتٌ ليس كمثله صوت: لن تبقى غزة وحدها… ونحنُ معكم يا أهل فلسطين رتب بدمنا و ما بعدها من الأدنى إلى الأعلى ،وصواريخنا وسفننا وقرارنا”.
فأُغلِقَ البحرُ الأحمر، وتحول مضيقُ باب المندب إلى بوابة غضب، وصار كل شبر من الماء مقبرة لسفن الصهاينة والمستكبرين.
هو أول من استخدم الصواريخ البحرية بقرارٍ قرآنيّ، ليُرسلها في عرض المحيط، فتحطّ على جبهات البحر وعلى خاصرة العدو، وتُعلن أن اليمن عاد إلى البحر لا تاجراً بل محرّراً.
القائد الذي أذلَّ البحرية الأمريكية فكشف زيف الهيمنة:
لم يكن يخطر على بال قادة الولايات المتحدة الأمريكية، أن يأتي يومٌ تُقصف فيه مدمراتهم من أي قوة عظمى على الأرضٍ، فتم تدميرها أرض كانوا يعدونها حديقة خلفية لعمليات أمريكا العسكرية والاستخبارية وبالتالي لها.
لكن قائد الطوفان، السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- لم يتردّد، ولم يتلعثم. أمر فأُطلقت الصواريخ، وضُربت المدمرات، وصُفعت الهيبة الأمريكية، وسقط القناع.
لقد أهان أسطورة المارينز، وكشف هشاشة الدرع الصاروخي، وجعل حاملات الطائرات تهرب من البحر الأحمر كالفئران.
فهذا هو القائد الذي أثبت أن أمريكا نمر من ورق، وأن جنودها يفرّون إذا زأر اليمن.
قائدٌ استهدفَ ما ظنّه العدوُّ محرّماً.. الأهدافُ الحسّاسة:
بصواريخ اليمن التي باركها منزل القرآن العظيم، استُهدفت تل أبيب، وبئر السبع، ومطار بن غوريون، ومحطات توليد الطاقة، وخزانات الوقود، وغرف القيادة، ومعسكرات التدريب.
هو القائد الذي غيّر عقيدة الاشتباك، وفرض على العدو أن لا ينام، أن لا يتحرّك، أن لا يثق بأي حصن.
فصواريخه لا تُطلق في الهواء، بل تُوقِّع على صكوك الإهانة بحق العدو، وتُعيد رسم جغرافيا الخوف في عقل الكيان، وتُسقط درع القبة الحديدية من علٍ.
صوتُ المستضعفين… ونداءُ المحرومين في العالم:
هو ليس زعيمًا لليمنيّين فقط، بل هو ناصر كلمة الله العليا في زمنٍ نطقت فيه الأسلحة، وصمتت الأخلاق.
وقف مع فلسطين حين تخلّى الجميع،
ومع إيران حين توجّس منها الجبناء، ومع سوريا في حربها، ومع العراق في صبره، ومع البحرين في آلامها، ومع نيجيريا في صرختها، ومع كلّ مستضعفٍ سُلب حقه وقهره الظالم.
هو القائد الذي بعثه الله رحمةً للمحرومين والمظلومين، وبوصلةً للأمة التائهة، وهذا هو سرّ محبة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- له، ذلك الحب الذي بلغ حد التجلي، حتى قال عنه: “ما رأيتُ منه إلا النور، والصدق، والعزم، والإخلاص”.
هو الذي كسر حاجز الخوف، وأذل الاستكبار العالمي:
لقد علّم الأمة أن الخوف صنم، وأن كسره واجبٌ إيماني، فكان هو أول من كسره بالفعل، لا بالقول.
أهان ترامب، وأذل نتنياهو، ومرّغ أنفيهما في التراب، وأثبت أن طغاة الأرض مجرد دمى في مسرح الرب الجبّار.
هو القائد الذي كشف هشاشة قوى الهيمنة، وأسقط “هيبة العدو” في أعين الشعوب، فصار المستضعف في أقصى الأرض يقول: أنا عبدالملك، إن شئتُ، وأقدر أن أقاوم”.
الوعدُ الإلهي يتحقق على يده:
إن الذي يحمل مشروع الأنبياء، ويسير على نهجهم، لا يُخذل، وسيد الأنصار، قد سار على خطى نوح في الدعوة، وإبراهيم في التوكل، وموسى في المواجهة، وعيسى في الرحمة، وسيدنا محمد في القيادة.
لذا فإن الله سيتكفل بالدفاع عنه، كما دافع عن إبراهيم فقال: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا}، ودافع عن موسى فقال: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى } سورة طه- آية (77).
ولذلك فإن الوعد الإلهي للسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لا شكّ فيه، وسوف تُظهره الأيام القادمة، لأن السنة الإلهية في الاستخلاف لا تتغيّر، وقد وعد الله أن الأرض يرثها عباده الصالحين، (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ}
الختام: ارفعوا رؤوسكم… فهذا قائدٌ استلهم من أنبياء الله:
من نوح الصبرَ على سفينةٍ تحمله وسط الطوفان، وبشّر أمةً رغم تكذيبها، من إبراهيم: التوحيدُ، وتحطيم الأصنام، والثقة بالله في قلب النار، من موسى: التحدي، والثبات، ورفع العصا أمام فرعون، من يوسف: الحكمة في الشدة، والعز في الغربة، والنصر بعد الظلم، من عيسى: الرحمة، والثورة على التجار في بيوت الله، من سيدنا محمد: كل الصفات… فهو المجد مجتمع في قائدٍ قرآني.
فيا أبناءَ الأمة، ارفَعوا رؤوسكم… فهذا قائدُ الطوفانِ، وهذا وعدُ السماء.
كاتب وباحث سياسي مناهض للاستكبار العالمي