متابعات- تاق برس- في خطوة تكشف عن تغير واضح في موقف أمريكا تجاه السودان قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية وكبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون إفريقيا مسعد بولس إن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة التعاون مع ‎السودان في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في منطقة البحر الأحمر.

ويرى مراقبون تصريحات بولس بمثابة تذكير للبرهان بضرورة السيطرة على أمن البحر الأحمر ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وبالتالي يفرض هذا ضرورة السيطرة على منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع بعد انسحاب الجيش السوداني منه.

وأضاف بولس في تصريحات له على منصة إكس أن الولايات المتحدة الأمريكية تدين مقتل المدنيين على يد قوات الدعم السريع في مخيم أبو شوك للاجئين في الفاشر، شمال دارفور.

وتابع أن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع والتقارير عن عنف قوات الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر وما حولها.

ودعا بولس إلى توفير وصول إنساني دون عوائق وحماية المدنيين، بما في ذلك توفير ممر آمن للفارين من العنف.

وكانت الحكومة السودانية من قبل قد وافقت على مقترح هدنة إنسانية لمدة أسبوع طرحه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش في حين تجاهلته قوات الدعم السريع قبل أن ترفضه. ومؤخرا منحت الحكومة السودانية الأمم المتحدة الضوء الأخضر لإسقاط مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة في دارفور لاسيما الفاشر. ومازالت الأمم المتحدة تنتظر موافقة الدعم السريع.

 

– لقاء أمريكي سوداني في سويسرا:

 

الإثنين استضافت مدينة زيورخ لقاءً مهماً عُقد بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسطية والأفريقية، مسعد بولس.

وقالت الأخبار أن اللقاء كان بناءً على طلب الحكومة الأمريكية، في مدينة زيورخ السويسرية، في تجاهل واضح للدعم السريع، بالتزامن مع طرح مشروع أمام الكونغرس الأمريكي لتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية، مع انتشار موجة إدانة واسعة لأعمال القتل والتخريب التي تمارسها الأخيرة في إقليمي كردفان ودارفور.

 

– غياب سعودي إماراتي وحضور قطري

كشفت بيانات تتبع الطيران أن طائرة خاصة من طراز Airbus ACJ-319، تحمل رقم التسجيل A7-MHH وتتبع للخدمة الأميرية القطرية، غادرت مطار زيورخ مساء الاثنين وهبطت في مطار بورتسودان الدولي، وهو ذات المطار الذي أقلعت منه يوم الإثنين متجهة إلى سويسرا. وتُستخدم هذه الطائرة بانتظام في تنقلات رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وأوضحت المصادر أن قطر تلعب دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة والسودان، ضمن ترتيبات دبلوماسية تقودها واشنطن لإيجاد مخرج للأزمة السودانية، خاصة بعد إلغاء اجتماع الرباعية الدولية في واشنطن الشهر الماضي نتيجة خلافات بين الدول المشاركة، وتحديداً بين مصر والسعودية من جهة، والإمارات من جهة أخرى.

وبعد مساهمة الدوحة في يونيو الماضي في إبرام اتفاقية سلام بين رواندا والكنغو طالبت الإدارة الأمريكية قطر بالانخرط في الصراع الدائر في السودان، ويبدو أن الدوحة شرعت في ذلك بالفعل.

 

لقاء البرهان وبولس يحمل رسالة واضحة تؤكد رغبة واشنطن في تغيير نهج التعامل الذي انتهجته الإدارة الأمريكية السابقة، لا سيما فيما يتعلق بسياسات مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة للشؤون الأفريقية، مولي فيي، التي حاولت تعقيد العلاقات بين السودان وإدارة الرئيس دونالد ترامب قبل مغادرتها منصبها.

 

– تذكير بالشرعية:

البرهان استغل اللقاء بالتأكيد على شرعية الحكومة السودانية والسيادة السودانية، وأكد خلال اللقاء أن الحكومة الشرعية في السودان هي مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء برئاسة كامل إدريس، وفقاً لما أعلنه الاتحاد الإفريقي.

وشدد البرهان على موقف الحكومة السودانية والشعب السوداني الرافض لوجود قوات الدعم السريع في المشهد السياسي السوداني مستقبلا، مذكرا الحاضرين بانتهاكات تلك القوات في الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان. وأوضح قاطعا الطريق على الجميع بألا مستقبل لها في السودان، داعياً إلى تفكيكها وتسريح عناصرها ومحاكمة قادتها المجرمين.

وقال البرهان إن وقف الحرب يتطلب إنهاء الاقتتال ووقف التدخلات الخارجية من جميع الأطراف خصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويُعد هذا اللقاء المستوى الأعلى للمباحثات الأمريكية-السودانية منذ بداية الحرب، والذي يُعقد خارج السودان، بعد مباحثات جدة والمنامة بهدف إيجاد حلول لإيقاف الحرب في السودان.

من جهته، أدان مسعد بولس، الليلة، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، مقتل مدنيين على يد ميليشيا الدعم السريع في مخيم أبو شوك للاجئين بالفاشر، وقال: “نشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع والتقارير عن عنف الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر ومحيطها. وندعو إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، بما في ذلك توفير ممر آمن للفارين من العنف”.

 

كما أعرب مسعد بولس عن حرص الولايات المتحدة على بناء علاقات مباشرة مع السودان، مؤكداً أهمية التحول المدني الديمقراطي وفق مطالب ثورة ديسمبر 2018.

وأشار إلى ضرورة أن يتم هذا التحول عبر عملية شاملة تضم جميع الأطراف المدنية، باستثناء من يواجهون تهماً جنائية دولية.

على صعيد متصل، أوضح بولس أن اجتماعات “الرباعية” تهدف إلى التشاور حول وقف الحرب، وليس لفرض حلول خارجية، مؤكداً أن الحلول يجب أن تكون سودانية خالصة.

البرهانزيورخسويسرا

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: البرهان زيورخ سويسرا الحکومة السودانیة قوات الدعم السریع الولایات المتحدة فی السودان مسعد بولس

إقرأ أيضاً:

مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يحتفي بالثقافة السودانية عبر برنامج خاص

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام تقديم برنامج خاص بالثقافة السودانية في إطار فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي 2025، المقرر تنظيمه خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر المقبل، حيث يسلط الضوء على الإبداع والتراث الغني لبلد لا تزال قصصه تلهم العالم.

ويضم البرنامج مجموعة من الأفلام واحتفالية موسيقية بعنوان "أصوات السودان"، يبرز من خلالها الأصوات والتجارب السودانية، مانحاً الجمهور فرصة للتواصل مع الإبداع السينمائي والموسيقي في السودان.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة فاطمة حسن الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومدير المهرجان، أن الحضور القوي للسينما والموسيقى السودانية في مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يجسد التزام المؤسسة بإبراز السرديات المهمة، فضلاً عن إبراز الأصوات المؤثرة من الجنوب العالمي.

وقالت: "بينما تفتح الأفلام نافذة على القصص الحيوية والمعقدة في السودان، تحتفي الموسيقى بقدرة شعبه على الإبداع والصمود، كما أنه من خلال إدماج هذه الأشكال المتنوعة من التعبير الفني في المهرجان، فإننا نوفر فضاءات ملائمة وآمنة للحوار البنّاء والتبادل الثقافي الذي يتجاوز الحدود الجغرافية ويتحدى السّرديات السائدة".

وتعكس الأفلام التي سيعرضها البرنامج شجاعة صُنّاع السينما السودانيين الذين وثقوا نضالات الشعب وروحه التي لا تقهر، فيما سيضفي الفنانون السودانيون على المسرح إيقاعات وأصوات أرضهم وتراثهم.
ويعرض فيلم "الخرطوم"، ضمن مسابقة الأفلام الدولية الطويلة، ويجمع المخرجين أنس سعيد، وراوية الحاج، وإبراهيم سنوبي أحمد، وتيماء محمد أحمد، وفيليب كوكس، لتوثيق صراع البقاء والسعي نحو الحرية، وذلك من خلال أحلام خمسة من سكان الخرطوم النازحين بسبب الحرب. 

كما يُعرض فيلم "ملكة القطن"، للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، ويتتبع قصة الفتاة نفيسة التي تصبح محور صراع على بذور معدلة وراثياً تحدّد مستقبل قريتها، جامعاً بين النقد البيئي والدراما المفعمة بالتحولات خلال فترات النضوج وتقدم العمر.

وبموازاة العروض السينمائية، سيقدم المهرجان برنامج "أصوات السودان" الذي يشمل حفلات لعدد من أبرز الفنانين، من بينهم: مغني الراب أمير محمد الخليفة، المعروف باسم "أوديسي"، والفنانة غيداء، بجانب الموسيقي المتعدد الآلات سِمّاني هاجو، ودي جي نيدز، ليعكسوا التنوع الغني للموسيقى السودانية المعاصرة.
ويشكل مهرجان الدوحة السينمائي، فصلاً جديداً في مسيرة مؤسسة الدوحة للأفلام نحو رعاية المواهب الإقليمية ودعم القصص السينمائية الأصيلة والآنية والمهمة.

ومن خلال المهرجان، ستتحوّل أبرز معالم الدوحة، بما في ذلك المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، إلى مراكز نابضة بالتبادل الثقافي، حيث تجمع صناع الأفلام ورواة القصص والجمهور من مختلف أنحاء العالم لتجديد التأكيد على قوة الفن في الإلهام وتقريب المجتمعات وتسليط الضوء على الأصوات التي تعمّق فهمنا المشترك.

ويعكس المهرجان الطموح والتنوع الثري الذي تتمتع به المنطقة، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الأفلام والحوارات الملهمة والأنشطة التفاعلية، الأمر الذي يوفر للجميع في الدوحة تجربة ثقافية مشتركة وهادفة.

مقالات مشابهة

  • «البرهان» يبحث مع السفير الإسباني دعم السلام وإعادة الإعمار في السودان
  • النظام المصري مع الرباعية وليس معها
  • مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يحتفي بالثقافة السودانية عبر برنامج خاص
  • مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصاً في قصف للدعم السريع على الفاشر
  • شبكة أطباء السودان: 13 قتيلا و19 مصابا في قصف الدعم السريع للفاشر
  • لقاء مرتقب بين البرهان وحمدوك بترتيب من دولتين عربيتين.. هل نجحت جهود “الرباعية”؟
  • البرهان يستلم رسالة خطية من سلفاكير
  • مطرقة أممية وسندان رباعية.. البرهان في زاوية حرجة
  • «حميدتي» يتهم «البرهان» و«الإسلاميين» بتدبير الحرب ويتحدث عن تصفية قيادي
  • وزير خارجية السودان السابق: جيش واحد وإبعاد قادة الحرب للحل السلمي