لجريدة عمان:
2025-06-18@21:17:20 GMT

لا أحتاج رجلا

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

هاتفتني فتاة أعرفها تعرَّضت لحادث سير بالقرب من بيتي باكية، ولأن ليس لها أحد في مدينة مسقط العامرة على ما يبدو. عندما وصلت وجدتها في حالة من الهلع، رغم كونه حادثا بسيطا للغاية، وبجانبها رجل عرفت أنه صديق لأخيها الذي كان خارج محافظة مسقط وقت وقوع الحادث، فطمأنها بأنه سيُرسل مَن يساعدها. تذكَّرتُ المرات العديدة التي تعرَّضت فيها لمشاكل من ضمنها حوادث السير، فكان أول إجراء أقوم به هو الاتصال بزوجي الذي قد يكون خارج سلطنة عمان وتبعدني عنه آلاف الأميال، لكن مجرد سماع صوته الذي يطمئنني فيه كان كفيلا ببعث الطمأنينة إلى نفسي وشعوري بالأمان، وأكون حينها على ثقة تامّة بأنه سيجد حلا لمشكلتي التي كثيرا من الأحيان تكون كبيرة فقط في عقلي.

أذكر قبل فترة أنه دار حوار بين مجموعة نساء، فقالت إحداهن موجِّهة الكلام لي: محظوظة أنتِ لأنكِ تعملين، بالتالي لستِ بحاجة لرجل، استحضرتُ ذلك الحديث في ذلك اليوم وأنا أرى الفتاة تستنجد بأخيها الذي يبعد عنها مئات الكيلومترات، رغم كونها موظفة، ولديها المال، على حد تعبير تلك المرأة.

ذلك لأن الرجل في حياة المرأة مهما بلغ ثراؤها المادي هو العمود الذي ترتكز عليه حياتها، هو مصدر الأمان والسند، اعترفنا بذلك كنساء معاصرات أم لا، سواء كان هذا الرجل والدًا أو أخًا أو زوجًا، أو حتى زميل عمل، إذ إنني لن أنسى حتى وأنا على رأس الهرم الوظيفي الفريق الرائع من الرجال الذين ساندوني، وأعانوني للوصول ولتأدية دوري بذلك الشكل.

تماما كما أن الرجل لا يستطيع أن يعيش من دون تلك المرأة التي -إن أحسن الاختيار- يستطيع أن يلجأ إليها بعد يوم طويل من العمل الضاغط، والمجاملات الاجتماعية التي تُنهِك روحه، فيجد عندها الدفء والراحة اللذين يُنسيانه كل ذلك التعب، لهذا جعلنا رب العزة «سكنا» لهم، ولهذا عندما استوحش آدم في الجنة خلق له المولى «مؤنسة» من جنس النساء.

المشكلة أن اختيار شريك الحياة في عصرنا أصبح في بعض الأحيان بناءً على ما تعكسه شبكات التواصل الاجتماعي؛ فغابت حكمة الكبار في الاختيار وخبرتهم، فباتت المادة والمظهر معياري اختيار الشريك، وهما معياران هشان للأسف سريعا ما يسقطان بالعِشْرة، فارتفعت تبعا لذلك حالات الطلاق في مجتمعاتنا.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مستشارة اجتماعية: الرجل بعمر الأربعين يكون في ذروة شبابه

قالت الدكتورة دعاء زهران، المستشارة الاجتماعية والأسرية، إنَّ الرجل في عمر الأربعين يكون في ذروة شبابه.

وأضافت، بمداخلة لبرنامج «الراصد» المذاع على قناة الإخبارية، أن  مرحلة الأربعين استثمار لتجارب الرجل الإيجابية السابقة، والتوقف عن الطيش.

وأكملت، أن تلك المرحلة مرحلة فهم وخبرة ونضوج وتعد أجمل مرحلة حياتية من حيث الاتزان والاستثمار بالخبرات لتطوير الحياة الأسرية والاجتماعية والأسرة، ويشمل ذلك الرجال والسيدات اللائي من حقهن الافتخار بإنجازاتهن في تلك المرحلة.

المستشارة الاجتماعية والأسرية د. دعاء زهران: الرجل في عمر الأربعين يكون في ذروة شبابه، وهي مرحلة استثمار لتجاربه الإيجابية السابقة، والتوقف عن الطيش #الراصد pic.twitter.com/uYxu63mhvl

الراصد (@alraasd) June 17, 2025 أخبار السعوديةسن الأربعين

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. سليماني ينتقد بحدّة مسألة “الاختيار” بين الجزائر وفرنسا لدى مزدوجي الجنسية
  • ترتيبنا في مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2025
  • عيد الأب
  • مستشارة اجتماعية: الرجل بعمر الأربعين يكون في ذروة شبابه
  • في ذكرى وفاة محمد متولي الشعراوي.. أبرز الفتاوى التي أثارت الجدل
  • وفاة 6 مهاجرين وفقدان 60 آخرين في المتوسط خلال أسبوع
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـص حرام ؟.. شروط بيع الذهب بالتقسيط عبر البنوك.. حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل
  • حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل وقد تحجبه تمامًا.. أمين الفتوى يكشف عنها
  • وزير التعليم العالي
  • رجل يكرّم طليقته بمنزل بعد 15 عامًا من الزواج تقديرًا لعِشرتها ووفائها.. فيديو