مع اقتراب موعد التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم 5 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، يتعين على نائب الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي في هذه الانتخابات كامالا هاريس أن تستعد في حال فوزها وتولي مهام المنصب يوم 20 يناير (كانون الثاني) المقبل لمواجهة التحدي الخطير الذي تمثله كوريا الشمالية للأمن القومي الأمريكي.

ويقول مالكلوم ديفز المحلل البارز في معهد السياسة الاستراتيجي الأسترالي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأسترالية في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية إن استمرار سياسة "الصبر الاستراتيجي" التي تتبناها إدارة الرئيس جو بايدن حالياً بمثابة طريق إلى الفشل.

My thoughts on how a #HarrisWalz Administration should approach the challenge of a #nuclear #NorthKorea in @TheNatlInterest : Kamala Harris Faces A Problem: America Must Live with a Nuclear North Korea https://t.co/sz0TLXcn92

— Dr. Malcolm Davis ???????????????????????? (@Dr_M_Davis) September 17, 2024 الترسانة الشمالية

ويرى ديفز أن هذه السياسة لم تمنع بيونغ يانغ من زيادة وتحديث ترسانتها النووية بسرعة بما في ذلك إنتاج صواريخ نووية تكتيكية يمكن استخدامها لابتزاز وقهر جارتها كوريا الجنوبية.

والحقيقة أن أي فشل للولايات المتحدة في كبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية يثير خوف كوريا الجنوبية من عدم فاعلية الردع النووي الأمريكي بالنسبة لبيونغ يانغ. لذلك يدور حديث قوي في سول بشأن ضرورة امتلاك البلاد ترسانتها النووية للرد على النمو السريع للترسانة النووية في الشمال، أو على الأقل التوصل إلى ترتيبات معينة تتيح عودة بعض القوات النووية الأمريكية إلى شبه الجزيرة الكورية.

ويحذر الباحث في العلاقات الصينية الغربية في جامعة بوند الأسترالية سابقاًمن أن استمرار الصبر الاستراتيجي لإدارة بايدن في عهد هاريس سيؤدي إلى الانتشار النووي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وربما في جنوب آسيا.

ويتعين على الإدارة الجديدة تعزيز الردع على كافة المستويات وبطريقة واضحة لبيونغ يانغ فالولايات المتحدة تحتاج إلى الخروج من فخ الصبر الاستراتيجي.

ضمانات أمريكية أمنية

وتذكر المجلة في تحليلها، أنه في حال فوزها بالرئاسة، ينبغي على هاريس إعادة تأكيد أن ضمانات الأمن التي تقدمها الولايات المتحدة لكل من اليابان وكوريا الجنوبية بما في ذلك باستخدام قوة الردع النووي الأمريكية مازالت قوية ويعتمد عليها. ويجب أن تتعزز هذه التحركات بتغييرات مرئية في طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

وترى المجلة، أنه يتحتم على الإدارة الجديدة تأييد دعوات أعضاء الكونغرس لإعادة التسلح بالصواريخ النووية التي تنطلق من البحر كجزء من المراجعة المقبلة للوضع النووي الأمريكي.

وهذه الصواريخ النووية التي يمكن إطلاقها من البحر كانت مصممة في البداية لاستخدامها مع الغواصات النووية طراز فيرجينيا، والغواصات إس.إس.إن-إكس المستقبلية، وهي تعطي القوات النووية الأمريكية مرونة أكبر. كما أنها تؤكد امتلاك الولايات المتحدة للمزيد من الخيارات في التعامل مع التهديد النووي الكوري الشمالي، بعيداً عن الصواريخ النووية بعيدة المدى.

ومن الواضح أن معاهدة الحد من الأسلحة النووية "نيو ستارت" ستنتهي في 2026، في حين لا تبدو روسيا راغبة في تجديدها.

وفي ظل تحديث القوات النووية الروسية وتحديث وزيادة القوة النووية الصينية، من المحتمل أن تواجه الولايات المتحدة بيئة نووية معادية أكبر.

وعلى إدارة هاريس في حال انتخابها ألا تخاطر بجعل سول تختار بناء ترسانتها النووية الخاصة نتيجة استمرار سياسة الصبر الاستراتيجي.

وعلى مستوى القوة العسكرية التقليدية، على الإدارة الأمريكية الجديدة، تعزيز اتفاقية الأمن المشترك مع كوريا الجنوبية كجزء من تعزيز الردع المتكامل. ويمكن للولايات المتحدة تحسين الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل حول شبه الجزيرة الكورية بحيث يصبح اعتراض الصواريخ الكورية الشمالية مبكراً أمراً ممكناً.

كما أن المحور الثالث من الاتفاقية الأمنية الثلاثية بين الولايات المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة "أوكوس" تفتح الباب أمام احتمال التعاون مع كوريا الجنوبية واليابان في مجال التكنولوجيا لمواجهة تهديدات الصواريخ الفرط صوتية من جانب الصين وكوريا الشمالية وروسيا.

North Korea’s Kim Jong Un has laid out plans to 'exponentially increase' the country’s nuclear weapons, according to the state media, emphasizing the need for a strong military to counter threats from the US and its allies https://t.co/2TMTScBNLK pic.twitter.com/S7B7ejSYhg

— Reuters (@Reuters) September 10, 2024 تعظيم العلاقات مع الحلفاء

ويرى المحلل الاستراتيجي ماكلوم ديفز، أنه ومن موقع الردع القوي يمكن للولايات المتحدة ومن خلال تعظيم العلاقات الدبلوماسية مع الحلفاء والشركاء تقوية موقفها العسكري وتوجيه رسالة واضحة إلى كل من بكين وموسكو وبيونغ يانغ بأن التهديدات النووية غير مقبولة.

والاتصالات الدبلوماسية المحدودة مع بيونغ يانغ لن تكون لها مصداقية ولا فاعلية إذا لم تنطلق من قوة الردع الأمريكية. في الوقت نفسه فإن مثل هذه الاتصالات يجب أن تدرك أيضاً بأن كوريا الشمالية لن تقبل بأي نزع كامل وقابل للتحقق لسلاحها النووي.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن على الولايات المتحدة التعايش مع كوريا الشمالية النووية، لكن "الصبر الاستراتيجي" الذي يعتمد على انتظار حدوث تغيير من داخل كوريا الشمالية يعد طريقاً نحو الفشل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترسانتها النووية نيو ستارت هاريس كوريا الجنوبية بيونغ يانغ كوريا الشمالية كوريا الجنوبية أمريكا اليابان الصبر الاستراتیجی الولایات المتحدة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة مع کوریا

إقرأ أيضاً:

والي البيض يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية

استقبل نور الدين بلعريبي والي ولاية البيض، مساء الثلاثاء، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر إليزابيث مور أوبين (Elizabeth MOORE AUBIN) بمقر الديوان، التي أدت له زيارة مجاملة بمناسبة تواجدها في الولاية.

وقد حضر اللقاء الذي جمع الوالي بسعادة السفيرة رئيس الديوان، بالإضافة إلى الملحق الاقتصادي. وعدد من الإطارات من السفارة الأمريكية، مما أكد على الأهمية المتبادلة لهذه الزيارة.

كما تناول اللقاء عرضاً تعريفياً شاملاً بولاية البيّض، حيث استعرض الوالي واقع وآفاق التنمية بها. وسلط الضوء على المؤهلات والمقومات الغنية التي تزخر بها المنطقة في المجالات الحيوية كالفلاحة. والسياحة والثقافة والطاقوية والموارد المائية، بالإضافة إلى إمكانياتها الواعدة في شتى المجالات ووفرة العقار الصناعي والفلاحي.

وأكد الوالي أن مجموع هذه المقومات يمثل فرصة ثمينة ومواتية للمستثمرين ورجال الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية. للإقبال على المنطقة واكتشافها والاستثمار فيها بما يحقق المنفعة المشتركة.

من جانبها، أبدت سعادة سفيرة دولة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، إليزابيث مور أوبين، خلال محادثاتها مع الوالي. إعجابها الكبير بالمؤهلات والمقومات التنموية والاقتصادية التي تتوفر عليها ولاية البيّض في جميع المجالات التي تم استعراضها.

بعد مراسم الاستقبال قامت سعادة السفيرة بعقد لقاء مع ممثلي غرفة التجارة والصناعة والغرفة الفلاحية بولاية البيّض بحضور رئيس الديوان.  مدير الفلاحة ، مدير السياحة ، مدير التجارة  اين تم تناول فرص الاستثمار والشراكة بالولاية.

للاشارة فقد قامت  السفيرة في وقت سابق بزيارة عدد من المعالم السياحية والتاريخية. والمعالم التي تعتبر عينة من المقومات الهائلة التي تزخر بها ولايتنا في المجال السياحي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • فرصة مقيدة: هل تستفيد الصين من تراجع القوة الناعمة الأمريكية؟
  • هاريس يبلغ الأعرجي‏ بضرورة حماية البنية التحتية من هجمات الميليشيات
  • أبناء شقيق مادورو.. الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات ضد فنزويلا
  • نموذج في الإخلاص.. حنفي جبالي ينعى النائب أحمد جعفر
  • اتفاقية حظر التجارب النووية والشرق الأوسط
  • السفارة الأمريكية تجدد موقف بلادها الداعم لاستقرار العراق
  • أمير الشرقية ونائبه يعزيان العتيبي في وفاة والده
  • وزارة الصحة والأمم المتحدة يعلنان اعتماد سياسة وطنية جديدة
  • والي البيض يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
  • روسيا تعلن وفاة سفيرها في كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيغورا