البوابة نيوز:
2025-08-02@18:42:51 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "تربة الهلاك"

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التعميم يفيد العقل المُعَلَّب، ويريح معدة التفكير بسهولته المَرَضِيَّة. فما أسهل أن نطلق تعميمات ومسلمات واعتبارها حقائق ونتائج لقضايا مجتمعية وحلًا لمشاكل مستعصية. فقد عشنا سنوات نردد أن الفقر سبب رئيسي للإرهاب، وأن الجهل أحد أعمدته المحورية، في حين أن الوقائع حدَّثتنا عن أثرياء ومليارديرات أعضاء كبار في جماعة الإخوان الإرهابية، وعن خريجي كلية الطب من مؤسسي تنظيم القاعدة، وخريجي الهندسة من قيادات تنظيم داعش، وعن الأجانب الذين انضموا لتلك التنظيمات.

بل وقد يندر أن تجد فلاحًا عضوًا في جماعة إرهابية أو قام بأعمال انتحارية. لذلك، فالتعميم بالفعل من آفات الفكر، خاصة في القضايا الإنسانية التي تتميز بالفردانية.

من هنا نريد أن نناقش إحدى التعميمات الشهيرة التي تقول إن حالة التشدد والتطرف الديني في مجتمعنا مصدرها الرئيسي فترة الصحوة الدينية في السبعينيات من القرن الماضي والغزو الوهابي الذي جلبه العمال معهم من بعض الدول. وليس معنى أننا نطرحها للفحص أنها لا تحمل بعض الصحة ولها أصول وثمار وجولات في ذلك. ولكن لا يعني هذا أبدًا أن أرضنا والبيئة الحاضنة خالية من هذا التشدد، وأن خط التسامح والليبرالية هو السائد طوال تاريخنا العريض الممتد.

فإذا عدنا للتاريخ المصري القديم، نجد أن أخناتون، المعروف بأنه سباق في التوحيد، كان سباقًا أيضًا في التعصب والتشدد ونفي الآخر، وهو الذي أشعل الصراع والقتال بين أتباع "آتون" وأتباع "آمون". وإذا قذفنا إلى فترات لاحقة في التاريخ المصري، نجد آثارًا مدمرة للكراهية والتشدد في عصور حكم الدولة العثمانية والمملوكية، وأن الفكرة الأولى التي طرحت لمواجهة الحملة الفرنسية على مصر كما يذكر الجبرتي هي قتل الأقباط الذين ينتمون لنفس ديانة الغزاة. ولولا وجود شيوخ أجلاء تصدوا لها، لقتل العامة جميع الأقباط في القاهرة.

وهذه النظرة ظلت تحكم قطاعًا كبيرًا من المصريين أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر. والمطلع على جريدة "اللواء"، التي كانت لسان حال الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل، سوف يجد الكثير من المقالات المشبعة بهذه الكراهية وصدى لها. كذلك، عندما أصدر قاسم أمين كتابه "تحرير المرأة" عام 1899، تصدى له قطاع كبير من المتشددين. ونفس الأمر مع كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" عام 1926 - أي قبل غزو السبعينيات بكثير.

وهذه نماذج مقتطفة دون ترتيب أو منهج من تاريخنا، لكنها تؤكد أن حجة الإحياء الديني والغزو الوهابي تعميم مريح يجعلنا نهرب من حقيقة موجعة ومواجهة لا مفر منها، وهي امتلاكنا أرضية متشددة وبيئة حاضنة مدعومة من كتب تراثية صفراء ومن التعليم والإعلام، ومن مؤسسات عمرها آلاف السنين. وهي أرضية تتصارع دائمًا مع قطاع صغير متسامح.

فليس الأمر إذن غزوًا حدث وتمكن دون أن يجد "تربة هلاك" ملائمة وهوًى سلفيًا وماء يروي وخطب تنمي ووعظًا يحرس ويحصد هذا التجمد. وياللعجب، فإن صورة هذا التشدد موجودة حتى عند الأقباط الذين منهم من يرفضون ويكرهون الطوائف المنتمية لنفس ديانتهم، ويرون أنهم صنيعة الاحتلال، ومصيرهم مصير الهراطقة. فهل هم أيضًا أصيبوا بالوهابية؟

نكتة قبل الوداع

"الدقن دي تجارة أكل عيش، واحد مايعرفكش يشوفك وأنت بالدقن دي يبقى في ثقة كده في المعاملة والبيع والشراء!"

"ثانيًا، قالك إيه بقى! للدقن سبع فوائد."
(من فيلم "كلمني شكرًا")

"الدقن في عقل الراس، ولجذورها تاريخ وأجراس."

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العقل إفيه يكتبه روبير الفارس

إقرأ أيضاً:

جيش الإحتلال: اعترضنا الصاروخ الذي أطلق من اليمن

#سواليف

قال الجيش الإسرائيلي ان اعترض الصاروخ الذي أطلق من اليمن

وبين في بيان له تم #إغلاق #المجال_الجوي_الإسرائيلي في أعقاب #إطلاق #الصاروخ من #اليمن.

مقالات ذات صلة انتهاء فرز طلبات التوظيف في صندوق المعونة – رابط 2025/08/01

مقالات مشابهة

  • مشاركة ناجحة لفرسان المنتخب القطري في بطولة لونجين العالمية للأبطال الصاعدين بهولندا
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • جيش الإحتلال: اعترضنا الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • “رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها
  • الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم استعدادًا للموسم الجديد
  • شمس الفارس تكشف عن موقفها من الزواج: قبل الثلاثين ما أفكر
  • في فيلم عبر الجدران.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
  • بَللو: الديناميكية التي يشهدها قطاع السينما تعكس التزام الدولة إلى بعث الصناعات الإبداعية