شهد لبنان مؤخرًا سلسلة من الانفجارات المتزامنة لأجهزة الاتصال المحمولة "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة 2750 آخرين، منهم 200 في حالة حرجة. 

هذه الحوادث التي هزت عدّة مدن لبنانية أثارت العديد من التساؤلات حول طبيعة الانفجارات ومن يقف وراءها.

تفاصيل الحادثة

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، حصل حزب الله مؤخرًا على شحنة جديدة من أجهزة "البيجر"، إلا أن بعض هذه الأجهزة تعرض للانفجار بشكل غير متوقع.

مصادر مطلعة كشفت أن هذه الانفجارات قد تكون ناجمة عن برامج ضارة أصابت الأجهزة، حيث أفاد عدد من المقاتلين بأنهم شعروا بارتفاع درجة حرارة الأجهزة قبل أن تنفجر.

تحليلات الخبراء

أثار هذا الحادث موجة من التكهنات حول تورط إسرائيل في هذه العملية. المحلل الاستخباراتي رونين سولومون، المختص في العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله وإيران، أشار إلى أن هذه الانفجارات تشبه العمليات التي تقوم بها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، معتبرًا أن إسرائيل قد تكون أرادت توجيه رسالة لقدرتها على استهداف الحزب عبر وسائط الاتصال الخاصة به.

من جهته، قال مايكل هورويتز، رئيس الاستخبارات في شركة "لا بيك إنترناشيونال" للاستشارات الأمنية، إن الهجوم قد يكون نتيجة اختراق برمجي متطور أو زرع شحنة متفجرة داخل الأجهزة، مؤكدًا أن هذا النوع من الهجمات يتطلب مستوى عالٍ من التخطيط والاختراق الفني.

ردود فعل حزب الله والسلطات اللبنانية

حزب الله أعلن في بيان رسمي أن أجهزة "البيجر" التي انفجرت كانت بحوزة عدد من العاملين في وحداته المختلفة، مؤكدًا أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث.

في الوقت نفسه، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانًا أدانت فيه ما وصفته بـ "الهجوم السيبراني الإسرائيلي" الذي أدى إلى تفجير عدد من أجهزة الاتصال، معلنة أنها باشرت تحضير شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي. وأكدت الوزارة أن هذا التصعيد يتزامن مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية باتجاه لبنان.

الأضرار والخسائر

وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أكد أن الانفجارات أدت إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة الآلاف، مشيرًا إلى أن معظم الإصابات كانت في الوجه واليدين نتيجة انفجار الأجهزة المحمولة.

التوقعات المستقبلية

يتصاعد التوتر في لبنان عقب هذه الحوادث، وسط مخاوف من أن تكون هذه الانفجارات تمهيدًا لتصعيد عسكري أكبر. ويعد اختراق الاتصالات أسلوبًا معتادًا في العمليات الاستخباراتية، وقد سبق لإسرائيل استخدامه في اغتيالات بارزة، ما يعزز التكهنات حول وقوفها وراء هذا الهجوم.

 

هجوم سيبراني معقد

أكد الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمها عناصر حزب الله، هو نتيجة هجوم سيبراني معقد.

أضاف رمضان في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي قديم، تم تطويره في الستينيات وكان يستخدم في حالات الطوارئ،ويعتمد الجهاز على إرسال إشارات عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن هناك محاولة اتصال، مما جعله وسيلة تواصل مفضلة في الأوساط العسكرية والأمنية نظرًا لصعوبة اختراقه سيبرانيًا.

وتابع: "عناصر حزب الله يعتمدون على البيجر لأنه غير متصل بالإنترنت، مما يجعله أقل عرضة للتجسس أو الاختراق، مقارنة بالهواتف المحمولة". وأضاف أن السبب وراء الانفجارات قد يكون مرتبطًا بزرع شريحة إلكترونية في الأجهزة، فُعلت لاحقًا بواسطة موجات الراديو التي أُرسلت عبر طائرات مسيرة.

وأشار إلى أن هذه العملية قد تكون مخططًا لها مسبقًا، حيث أن أجهزة البيجر التي انفجرت هي جزء من شحنة حديثة تم استيرادها واستخدامها مؤخرًا. وأضاف أن البرمجيات الخبيثة هي السبب المرجح لتفجير البطاريات، بعدما تسببت في ارتفاع درجة حرارتها.

واختتم مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية،أن الهجوم السيبراني على هذه الأجهزة يعكس تطورًا كبيرًا في استخدام الأساليب السيبرانية ضمن الصراعات الأمنية والمعلوماتية في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أجهزة البيجر كيف انفجرت أجهزة البيجر البيجر حزب الله رد فعل حزب الله اللبناني الحكومة اللبنانية اسرائيل عناصر حزب الله

إقرأ أيضاً:

تشمل 86 خدمة حكومية.. «أداء» يبدأ قياس مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام

يبدأ المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة أعماله لقياس مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، وذلك في إطار جهوده لقياس تجربة الحجاج في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويشمل القياس لهذا العام 86 خدمة تُقدَّم من قبل 17 جهة حكومية، تمتد على مراحل متعددة تبدء من استخراج التصاريح والتجهيز للسفر، مرورًا بأداء المناسك والتنقل بين المشاعر المقدسة، ووصولًا إلى زيارة المسجد النبوي، ثم مغادرة الحجاج إلى بلدانهم.

وأكد المدير العام للمركز المهندس راشد بن عبدالله القعود أن الجهود المبذولة في خدمة الحجاج تأتي امتدادًا لاهتمام القيادة الرشيدة - حفظها الله - وحرصها المستمر على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

وأشار القعود إلى أن مركز أداء يعمل بشكل مستمر على قياس جودة الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية من خلال أدوات علمية ومنهجيات، تتضمن الاستبانات الإلكترونية، والمقابلات الميدانية، والحاج الخفي، في سبيل رفع كفاءة الخدمات المقدمة للحجاج، بما ينعكس إيجابًا على رضاهم وتحقيق أثر ملموس في تجربتهم.

وبين أن عمليات القياس تشمل عدة مواقع رئيسية هي: الحرم المكي، الحرم المدني، المشاعر المقدسة، مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة.

وتأتي هذه الجهود تأكيدًا على التزام المملكة بتقديم تجربة حج متميزة لضيوف الرحمن، وتحقيق أعلى معايير الجودة في الخدمات.

المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامةأخبار السعوديةأداء الأجهزة العامةموسم الحج 1446قياس أداء الأجهزة العامةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • نيورالينك تجمع 650 مليون دولار لتوسيع تجارب زرع الشرائح الدماغية
  • أفضل الأذكار التي أوصانا بها النبي في العشر الأوائل من ذي الحجة.. رددها الآن
  • صدى الانفجارات يصل تل أبيب.. “وحش” إسرائيلي يزن 12 طنا يدمر قطاع غزة عن بعد
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • ‏الرئيس اللبناني: مكافحة الفساد تبقى أولوية ولن تبقى أي ملفات مقفلة ولا تغطية لأي مرتكب
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • واتساب يودع أجهزة آيفون القديمة.. خطوات حفظ بياناتك قبل فوات الأوان
  • اعتبارًا من اليوم.. واتساب لن يعمل على هذه الهواتف| تفاصيل
  • ضبط نصاب استولى على 50 مليون جنيه من المواطنين في بورسعيد
  • تشمل 86 خدمة حكومية.. «أداء» يبدأ قياس مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام