كاتب إسرائيلي: هجوم البيجر قد يعزز مفهوم وحدة الساحات
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
قال محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، تسفي بارئيل، إن ما سماه الهجوم الإلكتروني المركب الذي يعتقد أن إسرائيل شنته على حزب الله اللبناني لا يرقى إلى إستراتيجية حقيقية، بل قد يعزز مفهوم "وحدة الساحات".
وأوضح المحلل أن هذا الهجوم قد يعزز مفهوم "وحدة الساحات" وإستراتيجية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيي السنوارالمتسقة مع وحدة تلك الجبهات، التي لن تقوضها كما يرى سوى حرب شاملة تفصل غزة عن جبهة الشمال، لكنها حرب بأثمان مجهولة.
وفي تحليل بعنوان "عملية قرع على السطح ليست بديلا عن إستراتيجية" كتب بارئيل أن خسائر الهجوم الإلكتروني تذكّر بكارثة انفجار مرفأ بيروت في 2020 حتى إن كانت أبعاده أقل. (وقرع السقف: مصطلح عسكري إسرائيلي للإشارة إلى إنذار الفلسطينيين قبل شن عمليات القصف، بزعم أنها تمنحهم وقتا كافيا قبل شن غاراتها).
وأشار بارئيل إلى أن من خطط للهجوم لن يمكنه أن ينسب لنفسه أي "دقة جراحية"، إذ لا يمكن افتراض أنه أراد فقط إصابة نشطاء الحزب ومقاتليه وأنصاره، بمن فيهم أبناء القادة وسفير إيران، بل إن الهدف يتجاوز نية إظهار القدرة التقنية أو إحراج الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إلى "خلق ميزان رعب وردع"، وفق قوله.
وحسب الكاتب، فإن إسرائيل تعمدت هذه المرة من الناحية التكتيكية خرق قاعدة تعادل ردود الفعل في صراعها العنيف مع الحزب منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يقوم على افتراض أن الطرفين لا يريدان حربا شاملة.
ولاحظ أن القاعدة وإن خُرقت أحيانا -كما حدث مع اغتيال القيادي العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر– فإن الخرق لم يخرج عن الإطار العام للصراع.
ورأى بارئيل أن حزب الله، حتى بعدما اتهم إسرائيل بالهجوم ووعد بالانتقام، لم يمنح الهجوم تعريفا جديدا يؤشر على نيته لاستغلاله لإطلاق حرب شاملة وفق رأيه، مشيرا إلى أن إسرائيل تكون مخطئة إن عوّلت على أنها بهجومها هذا ستحدث سخطا شعبيا على الحزب كالذي سببه انفجار ميناء بيروت.
ووفق الكاتب الإسرائيلي فإن مَكمَن ذلك انطباع سائد في لبنان يرى أن الجنوب، والبقاع جزئيا، معنيان بالصراع لا المدن الكبرى كبيروت، وهو انطباع لن يتغير على الأرجح حتى بعد أن حدث الهجوم الإلكتروني في قلب بيروت وفي الضاحية مركز قيادة حزب الله، لأنه سيُنظر إليه على أن المستهدف به حزب الله لا بقية المواطنين.
رسائل إسرائيل
ويرى بارئيل أن إسرائيل تكون مخطئة أيضا إن عوّلت على أنها بهجومها هذا، وبإظهارها قدرتها على "اختراق" أنظمة سلاح حزب الله، ستهز ثقة الحزب في قدرته على تشغيل كل ما يمتلكه من أنظمة خاصة تلك التي تتطلب قنوات اتصال متقدمة، بحيث ينتهي به الأمر إلى إسكاته وتغيير إستراتيجيته.
ونوه إلى أن الحزب يملك ترسانة صواريخ متنوعة ومسيّرات وأسلحة أخرى ناهيك عن نظم اتصال بديلة، موضحا أن الهجوم الواسع رسالة لا لحزب الله فحسب وإنما إلى السنوار أيضا، والذي يُعتقد في إسرائيل أنه يؤمن بأن الحرب المفتوحة مع حزب الله تخدم أهدافه لأنها تجسد رؤيته لمفهوم "وحدة الجبهات".
وقال الكاتب الإسرائيلي إن رئيس المكتب السياسي لحماس، مثله مثل إسرائيل، يجهل أين تقود هذه الحرب الشاملة، ولا يستطيع الجزم بما إذا كانت إيران ستنضم إليها، والأهم من ذلك أنه لا يستطيع معرفة إلى متى سيستمر حزب الله في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل إذا تبين أنها تهدد وجود الحزب الذي يعد مكسب إيران الأهم في الشرق الأوسط.
وحسب محلل الشؤون العربية في هآرتس، فإن السنوار يستطيع، وربما حري به، أن يفترض أن الهجوم هو آخر تحذير إسرائيلي قبل حرب شاملة في لبنان، ويبدو أن هذا التطور يتماشى مع تصوره لإستراتيجية وَحدة الجبهات.
لكن حربا شاملة قد تعزل غزة عن لبنان إذ ستنشئ جبهة منفصلة لا تتوقف تطوراتها على ما يقترحه هو، لذا فإنه وحسن نصر الله يفضلان حرب الاستنزاف، وبالتالي فإن الافتراض بأن الهجوم الإلكتروني كاف لفصل الجبهتين أو لإقناع السنوار بأن هذا الفصل وشيك، لا يقوم على أساس سليم.
وخلص الكاتب إلى أن الهجوم، لا يغير تركيبة السيناريوهات التي تحاصر إسرائيل: وهي حرب شاملة مع حزب الله بثمن بشري واقتصادي غير معروف وتُجهَل أيضا قدرتها على تحقيق أهدافها المعلنة وبينها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وصفقة مع السنوار تشمل إنهاء القتال والإفراج عن الأسرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الهجوم الإلکترونی حرب شاملة أن الهجوم حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
المشتبه به في هجوم كولورادو يواجه تهمًا بالسجن مدى الحياة
مثُل محمد صبري سليمان، المشتبه به في الهجوم المعادي للسامية الذي وقع الأحد في مدينة بولدر بـ ولاية كولورادو، لأول مرة أمام المحكمة اليوم الثلاثاء، في جلسة مقتضبة عبر الفيديو من سجن بولدر، مرتديًا زيًا برتقاليًا خاصًا بالمحتجزين.
ووفقًا للسلطات، فقد هتف سليمان "حرروا فلسطين!" أثناء استخدامه عبوات حارقة، بينها "قاذف لهب بدائي الصنع"، لإضرام النار في مشاركين ضمن فعالية نظّمتها الجالية اليهودية المحلية.مستشار ترامب: منفذ هجوم كولورادو حصل على تأشيرة من بايدن وأقام بشكل غير قانوني
ارتفاع عدد الإصابات في هجوم كولورادو الأمريكية
اللقطات الأولى لهجوم استهدف مسيرة داعمة لإسرائيل بولاية كولورادو الأمريكية
أمريكا.. هجوم في كولورادو يستهدف متضامنين مع إسرائيل واعتقال المنفذ
وأبلغ سليمان القاضي بأنه تلقى أمر الحماية الصادر عن المحكمة وفهم مضمونه، والذي يمنعه من التواصل مع أي من الضحايا.
ولم يتقدم بأي دفوع قانونية خلال الجلسة، فيما تقرر عودته للمثول مجددًا أمام المحكمة يوم الخميس، موعد توجيه التهم الرسمية من قبل الادعاء.
وقد حُددت كفالة مالية للإفراج عنه بقيمة 10 ملايين دولار نقدًا.
وبحسب المدعي العام لمقاطعة بولدر، مايكل دويرتي، يواجه سليمان 16 تهمة بمحاولة القتل من الدرجة الأولى، ما قد يؤدي إلى عقوبة بالسجن تصل إلى 384 عامًا إذا أُدين، إذ تُنفّذ الأحكام عن كل تهمة بشكل متتالٍ.
وعلى الصعيد الفيدرالي، أعلنت السلطات في الولاية أن سليمان متهم أيضًا بارتكاب جريمة كراهية، وهي تهمة فدرالية قد تصل عقوبتها القصوى إلى السجن مدى الحياة، كما صرّح القائم بأعمال المدعي العام الفيدرالي في كولورادو، جي. بيشوب غرويل، خلال مؤتمر صحفي جمعه بممثلين عن أجهزة إنفاذ القانون المحلية والفيدرالية.
وكانت عائلة المشتبه به متعاونة عند تنفيذ أمر تفتيش لمنزله ليلة الأحد.
ويقيم سليمان في كولورادو سبرينغز مع زوجته وخمسة أطفال.
وسلمت زوجته هاتفه الـ"آيفون" إلى شرطة المدينة عقب توقيفه، بحسب إفادة مرفقة بقضية جريمة الكراهية.
وتم العثور على 16 زجاجة مولوتوف غير مستخدمة بعد الهجوم.
وفقًا لمذكرة التوقيف، كان سليمان "ينوي أن يموت" خلال الهجوم، وقد أعرب خلال التحقيق عن رغبته في الموت، قائلاً إنه "خاف ولم يسبق له إيذاء أحد".
وأقرّ بأنه خطط للهجوم منذ عام، وأنه تعلم تصنيع زجاجات المولوتوف بعد أن مُنع من شراء سلاح ناري بسبب وضعه كمهاجر غير قانوني.
وكان سليمان قد شارك في دورة تدريب على حمل السلاح وأطلق النار سابقًا خلال تدريب، رغم رفض منحه الترخيص، وفقا لما كشفته عنه تقارير وسائل الاعلام الامريكية.
وذكرت أنه وُلِد في مصر وعاش في الكويت 17 عامًا قبل أن ينتقل إلى كولورادو قبل ثلاث سنوات، وهو متواجد في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني بحسب وزارة الأمن الداخلي.
وارتفع عدد ضحايا الهجوم إلى 12 شخصًا، بعد أن تقدّم أربعة أشخاص إضافيين بشكاوى، بينما لا يزال اثنان منهم يتلقون العلاج في المستشفى.