بوابة الوفد:
2025-05-22@09:07:35 GMT

المرأة نور.. ونار

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

فى حديث إذاعى قديم أجراه الإعلامى الشهير مفيد فوزى مع الأديب العظيم نجيب محفوظ سأله عن المرأة فقال: إن المرأة هى رابطتنا بالحياة فى كل مراحلها، ففى الطفولة هى الأم، وفى مرحلة المراهقة والشباب هى الحب والرومانسية، وفيما بعد هى الزوجة والحبيبة، أما فى مرحلة الشيخوخة فالحياة بدونها قبر! وقد استوقفتنى العبارة الأخيرة كثيراً، هل فعلاً الحياة بدون امرأة قبر؟! ووجدتنى اتساءل عن مدى صواب هذا القول، ولماذا لا يكون العكس هو الصحيح؟!

صحيح أن مرحلة الشيخوخة تحتاج لمن يؤنس للرجل وحدته ويساعده فى تدبير شئون حياته، لكن يمكن أن يقال نفس الشىء بالنسبة للمرأة، وصحيح أيضاً أن المرأة ربما تكون أكثر قدرة من الرجل على العيش فى هذه الفترة بمفردها أكثر من الرجل، لكن ليس معنى ذلك أن الرجل لا يمكنه ذلك أيضاً! لكن السؤال هو: ألا تحتاج شيخوخة الرجل إلى الاستمتاع بحياة هادئة يغلب فيها التأمل على حياة الصخب وإثارة المشاكل؟!

ولما كان من المعروف أن طبيعة المرأة تميل إلى تغليب العواطف وتعشق التجديد وحياة السهر وخلافه، ومن ثم فهيهات أن تتفهم المرأة فى هذه المرحلة حاجة الرجل إلى الهدوء والاستقرار! وهنا نعود إلى نجيب محفوظ وعبارته المثيرة للشجن لنتساءل من جديد: أى الحياتين أفضل للرجل؟! حياة الوحدة والعزلة والهدوء التى ساواها محفوظ بحياة القبر، أم الحياة مع امرأة قد تقلب حياته ضجيجاً وربما جحيماً وخاصة إذا كانت من ذوات الطبع النارى الصاخب كثير المطالب؟!

هنا ستتفاوت الإجابات بحسب اختلاف الطبائع والميول ونظرة كل منا إلى ذاته وأهدافه من الحياة، فإن كان من محبى الحكمة والعزلة فسيفضل عزلته على وجود تلك المرأة الثرثارة كثيرة الكلام والمطالب، ولن يعتبرها حياة تساوى الموت بأى حال! أما إن كان ممن يميلون إلى حياة المغامرة وارتياد وتجربة كل وأى جديد فهو سيفضل حياته مع المرأة أياً كانت طبيعتها وما ستوفره له من متع وإن خالتطها المشاكل والأزمات، وبالطبع لن يشعر مع هذه الحياة المتجدده أنه يعيش حياة القبور! وفى كلتا الحالتين تسقط مقولة أديبنا الكبير لأن من يعيش الحياة رغم ما يمكن أن يعانيه فيها من آلام وأوجاع لا يمكن أن يساويها بحياة القبور.

وبوجه عام، إن الحياة جديرة بأن تعاش مهما كانت آلامها، فليس معنى قول بوذا على سبيل المثال إن «جوهر الحياة هو الألم» أن نكرهها ونتخلص منها ونجعلها أشبه بحياة القبور، كما أنه ليس معنى الآية الكريمة «وخلق الإنسان فى كبد» أن يتصور الإنسان أن حياته عبثية ولا قيمة لها مفضلاً عليها الحياة الآخرة فيحيا باختياره حياة البؤس والعوز متصوراً خطأ أنه المفضل عند الله، متناسياً أن المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف!

وعود إلى بدء، إن حياة الرجل دون امرأة فى حياته تعد حياة ناقصة وعرجاء، وكذلك حياة المرأة دون رجل! فحكمة الحياة والخلق أنهما خلقا يكمل أحدهما الآخر، ومن يتصور غير ذلك يجانبه الصواب! وهنا يمكن القول إن القدر والحظ يلعبان الدور الأهم فى أن يجد كل طرف ما يتوافق معه ويحبه بصدق، إذ لو وجد الحب والألفة والمودة الحقيقية بين الطرفين لأصبحا روحاً واحدة فى جسدين، ولكانت المرأة بحق نوراً يضىء حياة الرجل ويستمتعان معا بأقصى درجات السعادة. أما إذا لم يتوافر ذلك بين الطرفين لعاشا معاً حياة تسودها المشاكل والقلق ونقصان السعادة ولكانت المرأة بعواطفها وانفعالاتها الجياشة ناراً تحرق كل أمل فى حياة السعادة والاستقرار!. 

وفى كل الأحوال الحياة جميلة وتستحق أن تعاش، وأن نلتمس فيها السعادة أياً كانت الآلام والمشكلات التى نعانيها فيها. وكم أتمنى لجميع البشر حياة سعيدة وإن تفاوتت حظوظنا فى الشعور بالسعادة. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل المرأة

إقرأ أيضاً:

مستشفى دله النخيل يمنح طفلة رضيعة أملاً بحياة أفضل

ولدت الطفلة في الشهر الثامن من الحمل، وكما هو الحال مع معظم الأطفال الخدج، كانت تعاني من مشكلات صحية مختلفة، بما في ذلك ارتجاع المريء الصامت (الشرقة الصامتة) الذي يؤدي لحدوث صعوبات في البلع والنطق. ونتيجة لذلك، تم تركيب أنبوب تغذية خارجي في أحد المستشفيات، مع توصية بعدم إزالة الأنبوب قبل إتمام الطفلة لعامها الأول. وفي حال عدم ظهور أي علامات تحسن، كان من المقرر تركيب أنبوب تغذية عبر البطن بشكل دائم.

وعندما بلغت الطفلة عمر سبعة أشهر، أوصى أحد الأطباء المختصين بعرض حالتها على د. مفيد الجعيدي، استشاري النطق والتخاطب وخبير علاج صعوبات البلع في مستشفى دلّه النخيل. وبعد إجراء تقييم شامل للحالة المرضية، صمم د. الجعيدي برنامجاً علاجياً مخصصاً للطفلة باستخدام جهاز "فايتل ستيم" (Vital Stim) لعلاج صعوبات البلع.

وبعد سلسلة من الجلسات العلاجية المصممة لتحفيز وتحسين وظيفة البلع والمتابعة الطبية المستمرة، أظهرت الطفلة تحسناً ملحوظاً في القدرة على البلع والتغذية الطبيعية، ليتمكن بعدها الفريق الطبي من الاستغناء عن أنبوب التغذية الخارجي بشكل كامل، دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي إضافي.

تقدم عيادة التخاطب والبلع في مستشفى دله النخيل خدمات متكاملة لتشخيص وعلاج حالات صعوبة البلع واضطرابات النطق والتخاطب والتأخر اللغوي عند الأطفال والبالغين، باستخدام أحدث الأجهزة والبرامج العلاجية الرائدة عالمياً.

تلتزم شركة دله الصحية بتقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة تلبي احتياجات المجتمع في المملكة العربية السعودية. وتقدم الشركة خدماتها لأكثر من ثلاثة ملايين مراجع سنوياً من خلال شبكة واسعة من المستشفيات والعيادات التخصصية، بالإضافة إلى خدمات الرعاية المنزلية. وبالاعتماد على فريق متمرس ونخبة من الأطباء المتخصصين، تسعى دلّه الصحية لإرساء معايير جديدة في قطاع الرعاية الصحية ومواصلة سجلها الحافل بالتميز والإنجازات الاستثنائية.

مستشفى دلهقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • في ظروف غامضة.. شاب ينهي حياته شنقًا في كفرالدوار بالبحيرة
  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟
  • ما الذي تبحث عنه المرأة في مظهر الرجل؟ الأناقة ليست كافية
  • مستشفى دله النخيل يمنح طفلة رضيعة أملاً بحياة أفضل
  • أمين الفتوى يشرح المعنى المقصود من الآية الرجال قوامون على النساء
  • بحجم بطاقة ائتمان..كيف ساهم جهاز صغير بإنقاذ حياة مريض خلال رحلة جوية؟
  • وجبة بيتزا كادت تودي بحياة قاصر
  • وزارة الخارجية تدين التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة الابرياء في مقديشو
  • نجل عبد الرحمن أبو زهرة: والدي كان في منتهى السعادة بعد تواصل الرئيس السيسي معه
  • هجوم مسلح بحديقة في إسطنبول يودي بحياة شاب ويصيب آخرين!