نظم مركز الفكر في متحف عمان عبر الزمان جلسة حوارية مع الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي أدار الحوار أحمد البادي ودار حول كتاب "الرائع في التاريخ العماني" ضمن برنامجه الثقافي. الكتاب موضوع الحوار يقع في مجلدين يستعرض فيه التحولات في عصر النهضة التي استطاعت تأسيس فكر وطني فاعل على الساحتين المحلية والإقليمية والدولية حيث أثبتت أحداث الزمن صمودها في وجه المتغيرات كما هو الحال في الأنواء المناخية التي مرت سلطنة عُمان والتي تناسى فيها العمانيون القبلية والفئوية وحدود المكان وغلبوا مصلحة الوطن فكان النهج واضحا لدى كل عماني كمن أضاء شمعة تكشف للسائرين في طريق التغيير معالم الطريق الذي يسيرون فيه.

تضمن الكتاب أبحاثا حساسة ترتبط بمستقبل الأمة وتتعلق بأمانيها في الحياة الكريمة.

استهل الدكتور حديثه عن العملية الإبداعية في كتابة أي كتاب من وجهة نظر الكاتب بقوله: آن الإبداع يعني الابتكار وتقديم الجديد، والكتابة تأخذ شيئا من هذا المعنى خصوصا الكتابة الفنية الأدبية في ابتكار الأساليب الفنية للتعبير، أما الكتابة العلمية فيكون الإبداع متجليا في جانب المضمون العلمي ومن وجهة نظري أن الكاتب المتمكن يمكنه أن يجمع الإبداع في الأسلوب وفي المضمون، بحيث تجمع كتاباته بين المتعة والفائدة، فلا يشكو المتلقي من جفاف الأسلوب ولا من ضحالة المعرفة وتلك معادلة صعبة لكنها ممكنة.

وأشار إلى تأثير الكاتب على المجتمع قائلا: نعم الكاتب الواعي يصنع فارقا خاصة في المجتمع القارئ، والمجتمع القارئ بدوره يصنع كاتبا واعيا، أما الكاتب التافه فلا يحتضنه إلا أمثاله وما منجز الحياة إلا نتيجة المعارف والمعرفة، لا أحد يشك في قيمة الكتاب، تأمل معي كيف أن الله اختار اللغة المكتوبة ليخاطب البشر عبر كتبه الإلهية الخالدة وفي مقدمتها القرآن، لذا كان الخطاب الإلهي الأول في القرآن "اقرأ" حينما نخلق مجتمع القراءة نخلق مجتمع الوعي، مجتمع الحضارة، تأمل كيف صنع النبي محمد حينما دخل المدينة، اهتم رغم الظروف الاقتصادية والعسكرية بالقراءة، وصنع من حوله كوكبة من كتّاب الوحي، ومن هنا انطلقت شرارة الحضارة العربية لتصنع تلك الحضارة السامقة التي تسيدت العالم في القرون الوسطى.

واضاف جاءت فكرة كتاب " الرائع في التاريخ العماني" لأمرين: الأول: افتقاد المكتبة العمانية يومذاك، لكتاب شامل عن الحضارة العمانية بتاريخها السياسي والفكري والمعماري والثاني: افتقاد المكتبة العربية لكتاب حول ذلك يخاطب العامة لا المختصين وبأسلوب يجمع رشاقة الأسلوب وعمق المضمون وجمالية الإخراج.

ونوه الدكتور سالم البوسعيدي الى التحديات والمصاعب التي واجهته اثناء تأليف هذا الكتاب قائلا: كون الكتاب اهتم باستيعاب عناصر الحضارة العمانية عبر العصور بشقيها السياسي والثقافي من الطبيعي أن يجد صعوبات ماثلة مثل قلة المراجع، وخاصة في عصور زمنية معينة كعصور الظلام، وأيضا إغفال الحضور الاجتماعي في تدوين تاريخنا مختتما لقاءه بقوله تواجه الباحث تحديات كثيرة لكن الباحث الجاد سيظل باحثا ويسره أن يجد من يعينه ويقف بجانبه و يمنحه الوقت والتفرّغ للبحث موجها نصائحه للكتاب الجدد بقوله بأن فاقد الشيء لا يعطيه، كن قارئا لتكون كاتبا و راع في كتابتك الأسلوب والمضمون معا، ولا تحرم القارئ من تجاربك الشخصية، ففي "التجارب" خلاصة يتوق لها القارئ. و لا تغتر فالعالم ينمو بشكل مذهل، وعليك أن تنمو وإلا جعلك القطار خلفه.

شهدت الجلسة تفاعلاً من الحضور الذين طرحوا العديد من الأسئلة والملاحظات حول ما تم تناوله. على أن المجلد الأول من كتاب "الرائع في التاريخ العماني" تضمن خمسة فصول هي عمان في العصور القديمة وعمان من بداية العصر الاسلامي حتى نهاية الدولة العباسية وعمان في عصر الائمة وعمان في عصور الظلام ودولة النباهنة واشتمل المجلد الثاني على فصلين لدولة اليعاربة ودولة البوسعيد "1-2" وقد بلغت مؤلفات الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي بلغت أكثر من "75" مؤلفا، في محاور متعددة مثل التفسير القرآني والفكر الديني بمجالاته المتعددة، وتنمية الذات، والتاريخ العماني، والأدب العربي، ومهارات اللغة العربية، وكتب التراجم، وأدب الطفل، وثلاثة دواوين شعرية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين

صراحة نيوز- اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش

اختتم أمس الأربعاء برنامج الأمسيات الشعرية الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته ال 39 هذا العام بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين.
وشهدت الأمسية الختامية التي أقيمت في بيت الشعر العربي بمقر الرابطة في جبل اللويبدة، مشاركة شعراء من الأردن، الجزائر، مصر، ولبنان.
واستهل الأمسية التي قدمها الدكتور حسام العفوري بالترحيب بالحضور، مبينا أهمية القصيدة المقرونة بالصورة الشعرية في إعلاء قيم الجمال..
وقرأت الشاعرة رحمة الله أوريسي من الجزائر ضيفة المهرجان قصائد” إلى عمان” التي تبين مشاعرها تجاه عمان، و”بنت البحر”، التي عبرت عن فخر الشاعرة ببلادها ، و”ظننت” التي حملت صوتا شعريا رقيقا، وقصيدة “يا رجل” التي فاضت أبياتها بأحاسيس أنثوية.
تلاها مهدي منصور من لبنان، ضيف المهرجان بقصائد :
“ليتني شجرة” التي جاءت في حب الوطن، ” تغيرت جدا” التي أهداها الى الشاعر صلاح أبو لاوي، “أنا ابن فمي”، “على أبواب مسجد”، و” وقصيدة غزلية “من عتبي عليك”، وقصيدة “لا حب..”
تبعه الشاعر الدكتور انور الشعر الذي قرأ قصيدة ” مرايا الطوفان”، التي تصف من خلال أبياتها احداث غزة، وقصيدة “عرين كنعان”
و قرأ الشاعر علي طه النوباني قصيدة “البركة” و”مزمار”، التي تميزت برمزيتها العالية، تبعه الشاعر ياسر أبو طعمة قصيدة ” يا قدس” وقصيدة “زار الخيال” الغزلية.
وفي نهاية الأمسية سلم عضو الرابطة جميل أبو صبيح برفقة الشاعر يوسف عبد العزيز الشهادات التقديرية على الشعراء المشاركين في الأمسية.

مقالات مشابهة

  • درجة انحطاط الحضارة
  • الاقتصاد العماني والذكاء الاصطناعي
  • هل اللوحة مرجع بصري لأرشفة المعمار العماني؟
  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • عبدالله صالح يوقّع كتابه «طوايا» في مكتبة محمد بن راشد
  • شاهد.. هدف الأردني يزن العرب الرائع في مرمى برشلونة
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم
  • اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين
  • ملتقى الكتاب السوريين يختتم فعالياته ويكرم الأدباء والمثقفين المشاركين