دقّ رئيس نقابة مربي الابقار الحلوب المهندس خير الجراح ناقوس الخطر بشأن الغش الذي يطال منتجات الألبان والأجبان وادخال الزيوت المتحوّلة عليها من دون حسيب أو رقيب. فلماذا تشكّل هذه الزيوت خطراً عالمياً، وهي المعروفة بأنها من أسوأ أنواع الدهون التي قد يتناولها أي شخص؟ الأسواق اللبنانية
تتكون معظم هذه الدهون المتحوّلة المعروفة بالأحماض الدهنية المتحولة، عن طريق معالجة صناعية تُضيف الهيدروجين إلى الزيت النباتي، مما يجعل الزيت صلبًا في درجة حرارة الغرفة.


وتتمتع الأطعمة المصنوعة بالزيت المهدرج بعمر افتراضي أطول، ولهذا السبب تلجأ إليه المطاعم في أطعمتها المقلية بشكل خاص.
ومن هنا العودة إلى الأسواق اللبنانية التي يغزوها هذا "السمّ"، إذ طالب الجراح بفحص "المحضرات الغذائية في السوبرماركت لتوعية الناس وتطبيق موضوع التوسيم على المنتجات التي يذكر فيها كمية الـ trans fat (الدهون المتحولة)  والتي حسب منظمة الغذاء العالمية لا يحق بتناولها بأكثر من 2%، انما هذه المعايير لا يلتزم بها أحد.
وقال الجراح إن بعض الدول بدأت بمنع ادخال هذه المحضرات الغذائية في بعض المنتجات، كالبسكويت والبيتزا المجمّدة وغيرها، الّا أنّه وللأسف ما تزال تستعمل في بلدنا في بعض الانتاجات الغذائية وخصوصا الألبان والاجبان  بالرغم من أضرارها الكبيرة على الصحة.   مستخدمة على نطاق واسع
تقول أخصائية التغذية عبير أبو رجيلي إن الدهون المتحوّلة أو المهدرجة باتت مستخدمة على نطاق واسع جداً في صناعة الأطعمة السريعة والمعالجة.
وأكدت في حديث لـ"لبنان 24" أن هذه الزيادة الكبيرة في اللجوء إلى هذا النوع من الدهون، ترفع خطر الإصابة بأمراض مزمنة كالسكري، القلب، الكوليسترول، السكتة الدماغية، الكبد الدهني، الألزهايمر، التهابات الفاصل وغيرها، لافتة إلى أن دراسات علمية حديثة وجدت علاقة وثيقة بين تناول هذه الدهون والإصابة بالأمراض السرطانية خاصة الثدي، القولون، المستقيم والبروستات.
واعتبرت أبو رجيلي أن نسبة استهلاك هذا النوع من الدهون المتحولة والمصنّعة مرتفعة جداُ في لبنان، وهي موجودة في الدجاج المقلي والبطاطس المقلية، التشيبس، السمن النباتي، المبيضات والكريما، عجينة البيتزا والحلويات والأطعمة المجمّدة.
ولفتت إلى أنه يجب استهلاك هذه الدهون المضرة بكمية أقل من 10% من كامل استهلاك السعرات الحرارية خلال اليوم نظراً لضررها الكبير على الصحة، مشددة على ضرورة استبدال الزبدة بزيت الزيتون او زيت الكانولا، بالإضافة إلى ضرورة الإبتعاد عن الأطعمة المقلية والمعالجة والتركيز على السبل السليمة للطهي مثل الشواء بدلاً عن القلي.
ودعت أبو رجيلي إلى الابتعاد عن تناول الأطعمة الجاهزة والسريعة والتركيز في نظامنا الغذائي على الطبخ وتناول الكثير من المكسّرات الصحية والخضار والفاكهة، وتخفيف الملح والسكر.   تقرير "الصحة العالمية"
وكانت منظمة الصحة العالمية قد خلصت في تقرير أصدرته، إلى أن 5 مليارات شخص في العالم يفتقرون إلى الحماية من أخطار الدهون المتحوّلة.
ولأول مرة في عام 2018، دعت المنظمة إلى القضاء على الدهون المتحوّلة المنتجة صناعياً في العالم، كما حدّدت عام 2023 موعداً لتحقيق تلك الغاية وقد تضاعف عدد السكان المستفيدين من سياسات قائمة على أفضل الممارسات نحو ستة أضعاف، فاستفاد من الحماية 2,8 مليار شخص في العالم.
وفي ظل تعذر بلوغ الهدف العالمي للقضاء على الدهون في عام 2023 حتى الآن، لا يزال 5 مليارات شخص في العالم معرضين للآثار الخطيرة على الصحة بسبب الدهون المتحولة.
وبحسب المنظمة، يشيع استخدام الدهون المتحوّلة المنتجة صناعيا في الأغذية المعبأة والمخبوزات وزيوت الطهي. ويعزى حدوث نحو 500000 حالة وفاة مبكرة بسبب أمراض القلب التاجية كل عام في العالم إلى تناول الدهون المتحوّلة.
وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس،"لا تُعرف للدهون المتحوّلة فوائد، وهي مادة كيميائية سامة مميتة، ولا ينبغي استخدامها في الأغذية. وقد آن الأوان للتخلص منها نهائيا".
وتتبع أفضل الممارسات في سياسات القضاء على الدهون المتحوّلة معايير محددة وضعتها المنظمة وتقيّد استخدام الدهون المتحولة المنتجة صناعياً في كل البيئات. وهناك بديلان للسياسات القائمة على أفضل الممارسات:  الأول، تطبيق حد إلزامي وطني بمقدار غرامين من الدهون المتحولة المنتجة صناعياً لكل 100 غرام من إجمالي الدهون في جميع الأغذية؛ والثاني، تطبيق حظر إلزامي وطني على إنتاج أو استخدام الزيوت المهدرجة جزئيا كمكون في كل الأغذية.
وتشجع المنظمة مصنعي الأغذية أيضا على استبعاد الدهون المتحولة المنتجة صناعيا من منتجاتهم، بما يتماشى مع الالتزام الذي تعهد به التحالف الدولي للأغذية والمشروبات. و يُطلب من الموردين الرئيسيين للزيوت والدهون إزالة الدهون المتحولة المنتجة صناعيا من المنتجات التي تباع لمصنعي المواد في العالم.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أمراض خطيرة يخبئها الكرش .. تهدد حياتك

سلّطت دراسة حديثة الضوء على المخاطر الصامتة لتراكم دهون البطن، أو ما يُعرف بـ«الكرش»، والتي اعتبرتها أخطر أنواع الدهون في الجسم لأنها تتراكم حول الأعضاء الحيوية. 

أمراض تسببها دهون البطن (الكرش)

أكدت الأبحاث، أن الدهون الحشوية لا تقتصر على زيادة الوزن أو تشويه المظهر، بل ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأمراض مزمنة قد تهدد الحياة. وفيما يلي أبرز هذه المخاطر كما ورد في موقع ويب ميد، وتشمل:

مع برودة الشتاء .. طرق طبيعية فعالة لعلاج قشرة الشعر دون مواد كيميائيةبرودة القدمين في الشتاء .. متى تكون علامة خطر؟

ـ أمراض القلب وتصلّب الشرايين:

تزيد الدهون الحشوية من الالتهابات الداخلية وترفع مخاطر أمراض القلب، ضيق الشرايين، وفشل القلب. كما أن السمنة البطنية ترفع ضغط الدم والكوليسترول الضار بشكل ملحوظ.

ـ السكري من النوع الثاني:

تراكم الدهون حول الأعضاء يسبب مقاومة الإنسولين، وهي خطوة أساسية في تطوّر مرض السكري من النوع الثاني.

أمراض تسببها دهون البطن (الكرش)

ـ الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD):

أوضحت تقارير NDTV Health أن دهون البطن تسبب تراكم الدهون في الكبد، ما يؤدي إلى التهابه وتليّفه إذا لم تتم معالجته.

ـ السكتة الدماغية:

ارتفاع دهون البطن يزيد من فرص الجلطات الدماغية نتيجة تأثيرها في الأوعية الدموية والضغط.

أمراض تسببها دهون البطن (الكرش)

ـ السرطانات:

تؤدي الدهون الحشوية إلى زيادة الالتهابات المزمنة، ما يرفع خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي.

ـ ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول:

الدهون العميقة في البطن تفرز هرمونات ومواد كيماوية تزيد من ضغط الدم والدهون الثلاثية وتقلل الكوليسترول الجيد.

أمراض تسببها دهون البطن (الكرش)

ـ توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea):

وجود الكرش يزيد من دهون الحجاب الحاجز والصدر، مما يسبب انقطاع النفس النومي واضطرابات النوم ليلاً.

ـ متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome):

دهون البطن هي المؤشر الأبرز للإصابة بمتلازمة الأيض التي تشمل:

ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع السكر

زيادة الدهون الثلاثية

انخفاض الكوليسترول الجيد

وهي مجموعة من العوامل التي تزيد خطر أمراض القلب والسكر بشكل كبير.

طباعة شارك دهون البطن الكرش الدهون الحشوية السمنة البطنية أمراض القلب السكري من النوع الثاني الكبد الدهني السرطان ضغط الدم السكتة الدماغية متلازمة الأيض

مقالات مشابهة

  • كيف تتخلص من الدهون الحشوية بعد سن الأربعين؟
  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • تفقد سير العمل في معمل ومركز تسويق الأسر المنتجة للملابس والقطنيات في إب
  • تحذير من قوى الأمن للمواطنين: إنتبهوا من الدولار المجمّد
  • أمراض خطيرة يخفيها الكرش وتهدد حياتك
  • إيطاليا تنضم إلى بلجيكا ضد خطة استخدام الأصول الروسية المجمّدة
  • أمراض خطيرة يخبئها الكرش .. تهدد حياتك
  • لافروف يحذّر من ردّ روسي حازم إذا صادرت الدول الغربية الأصول المجمّدة
  • "الصناعة": إصدار 95 ترخيصا صناعيا جديدا.. وبدء الإنتاج في 81 مصنعًا خلال أكتوبر 2025
  • هذه الأطعمة الخمسة تقضي على دهون البطن..فما هي؟