بالفيديو. جريدة Rue20 تحاور زعيم أبرز حزب معارض في فينزويلا حول الديموقراطية والعلاقات مع المغرب
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
زنقة 20. حاوره للنسخة الإسبانية – روبيرتو ماسيدونيو – مدريد
في مقابلة حصرية لجريدة Rue20 Español ، أكد السياسي الفنزويلي البارز خوان بابلو غوانيبا Juan Pablo Guanipa التزامه الراسخ بالنضال من أجل الديمقراطية في فنزويلا.
غوانيبا، الذي شغل مناصب رفيعة مثل نائب رئيس الجمعية الوطنية وحاكم ولاية زوليا، يقود الآن حزب “العدالة أولاً” ويعمل بجد لتحقيق الاعتراف بإدموندو غونزاليس أوروتيا كرئيس منتخب عقب الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت في 28 يوليو.
في حديثه عن الانتخابات، أوضح غوانيبا أن الشعب الفنزويلي أظهر التزامًا قويًا بالتغيير السياسي رغم القمع المستمر لنظام مادورو.
وأشاد غوانيبا في حواره المصور مع جريدة Rue20 Español بدور المغرب كأول دولة إفريقية تدين غياب الديمقراطية في فنزويلا تحت قيادة الدكتاتور مادورو.
وأكد المتحدث على أن موقف المغرب يُظهر تضامنًا واضحًا مع الشعب الفنزويلي ورغبته في التغيير الديمقراطي، مما يعزز العلاقات بين البلدين.
وأضاف “غوانيبا” أن المغرب يلعب دورًا رياديًا في إفريقيا من خلال الدفاع عن قيم الديمقراطية والحرية، وهي رسالة يجب أن يتبناها العالم بأسره.
وفي حديثه عن التحديات الداخلية، أوضح “غوانيبا” أن النظام الحاكم في فنزويلا يهرب إلى الأمام من خلال زيادة القمع ضد المعارضة. ومع ذلك، يظل القيادي البارز، ورفاقه ملتزمين بمواصلة النضال من خلال الضغوط الداخلية والدولية لإحداث التغيير المنشود، مؤكداً على أنه بالرغم من المخاطر المحدقة بهم، فإن المعارضة لن تتراجع وستظل تدافع عن حقوق الشعب.
وأعرب “غوانيبا” عن تفاؤله بأن النضال المستمر سيؤدي في النهاية إلى تنصيب الرئيس المنتخب إدموندو غونزاليس في العاشر من يناير، معتبرًا أن الدعم الدولي المتزايد سيعزز من هذه الجهود. كما جدد التأكيد بأن المغرب يعد بالفعل حليفًا قويًا للديمقراطية في فنزويلا، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين المعارضة الفنزويلية والمغرب لتحقيق المزيد من التقدم في هذه القضية.
في نهاية المقابلة، شدد “غوانيبا” على أهمية التضامن الدولي في دعم النضال الفنزويلي، مشيرًا إلى أن التغيير لن يأتي بسهولة، لكنه مؤمن بأن الاستمرار في هذا الطريق الصعب هو السبيل الوحيد لاستعادة الديمقراطية في فنزويلا.
يمكنكم الإطلاع على الحوار الكامل باللغة الإسبانية على الرباط التالي
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: فی فنزویلا
إقرأ أيضاً:
أبعاد التغيير
يعقوب بن محمد الرحبي **
لا شك أنَّ لكل إنسان الحق في أن يفكر ويتدبر، وله حرية الإيمان والاعتقاد بما يشاء. القرآن يخاطب البشرية قائلًا: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)؛ أي لا تُكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بيّنٌ واضحٌ جليٌّ، دلائله وبراهينه لا تحتاج إلى إكراه أحد على الدخول فيه. ويقول تعالى: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُر)، ويُفسَّر ذلك بأن من أراد الله له الإيمان آمن، ومن أراد الله له الكفر كفر.
وهذا لغير المسلم، فما بالك بأخيك المسلم؟
في الحقيقة، أنت لست مسؤولًا عن غيرك لتفرض آراءك وأفكارك عليه، أو لتصدر أحكامًا بالكفر أو الضلال أو الإلحاد على غيرك بمجرد اختلافه معك في التفكير أو المعتقد. ومما لا شك فيه أنَّ كل إنسان يجب أن يسعى لإحداث تقدم وتغيير في حياته، ويرتقي بمستواه الإنساني. هذه فطرة وهاجس داخل كل البشر. لهذا.. دع قلبك ينبض بالحب، وعقلك يقودك للصواب، وسلوكك يسود بالمحبة، إذا أردت أن تُحدث تغييرًا سواء في نفسك، أو في غيرك، أو في مجتمعك.
وهناك 3 أبعاد للتغيير ينبغي أن تؤدي دورًا كبيرًا ومحوريًا في تغيير مسار حياتك؛ بل وحياة الأمة وشعوبها دون استثناء. والذي أراد أن يضع بصمة، فليضع بصمة الحب والسلام. والتغيير الذي يجب أن يحدث في جميع الأبعاد الثلاثة، حتى يكون التغيير شاملًا ومؤثرًا، هو كالتالي:
البعد الأول: الفكر، وهو بمثابة السائق الذي يقود المركبة إلى بر الأمان، فيحدد وجهتها. فإذا تغير الفكر، ورفض الإملاءات والقيود، وتمرد على الانقياد والطاعة المطلقة للموروث، ارتقى الإنسان وأصبح مبدعًا. حينها تتغير وجهة حياتك ويتغير مصيرك.
البعد الثاني: القلب، وهو بمثابة الوقود في المركبة، فهو يمنح الطاقة للحركة. فتغيير الفكر وحده لا ينفع دون انفعال القلب، مثل المركبة التي لا تصلح للحركة حتى مع وجود سائق. بالقلب تفهم وتقرأ كل شيء حولك، ومن خلاله تكتشف أن السعادة في محبة كل الناس، والرضا والقبول بالآخرين مهما اختلفت آراؤهم وأفكارهم ومعتقداتهم. حينها تفهم سر الوجود والغاية منه.
البعد الثالث: السلوك، وهو مرتبط بمهارات سلوكية مُعينة يحتاجها الإنسان كي يصل إلى هدفه الذي حدده له العقل وحركه القلب. فالسائق الجالس داخل المركبة يعرف أين يذهب ومعه وقود، لكنه لن يستطيع تحريك السيارة بشكل سليم دون أن يتعلم مهارات وفن القيادة.
ولهذا، فإنَّ الإنسان يعيش بفكره وعقله وسلوكه لا بجسده. فإذا اختل أحد هذه الأبعاد الثلاثة، فقدَ الهدفَ وتاه في الدروب وتخلى عن إنسانيته. بهذه الأبعاد أنت إنسان عظيم، فلا تدع نفسك تسوقك للبطش بغيرك أو الاعتداء عليه وتخرج عن إنسانيتك. ليس شرطًا أن يسير كل الناس وفق مسارك أو توجهاتك أو أن يؤمنوا بأفكارك؛ لأنه إنسان من حقه أن يعيش ويمارس حقوقه كإنسان ويفكر ويؤمن بما يشاء، بشرط ألا يتعدى على حقوق الغير.
أنت لست معنيًا بدين أحد، ولا بتقييم أحد، وعلاقتك مع الآخرين تكون من خلال القيم الإنسانية، ولا تعنيك معتقداتهم. والقرآن يقول: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود: 118). ويقول: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس: 99).
لو أصبحت هذه الثقافة سائدة في المجتمعات الإسلامية، وتغير الخطاب الديني وارتقى إلى هذا المستوى، لعاش الجميع في محبة فعلى كل مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والمفكرين والعلماء والأدباء والأساتذة والأكاديميين والمعلمين، أن يغرسوا ثقافة الحب والسلام والروح الوطنية والإنسانية والبعد كل البعد عن تراكمات الماضي وما يلوث صفو هذه الأمة من التعصب للمذهبية والطائفية والحزبية، وأن نسمح للأجيال أن يفكروا بعقولهم لا بعقول غيرهم وأن يصنعوا لهم مستقبلا يتحلى بالقيم والأخلاق والعلم والمعرفة ويحملوا في قلبهم الرحمة والمحبة للناس، وعلى كل مسؤول أو موظف في أي موقع من مواقع العمل أن يعمل بضمير وإخلاص وإتقان وأمانة وبروح وطنية مخلصة للارتقاء بهذه الأُمَّة.
** كاتب وقاص عُماني، عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء