قال أحمد عز الدين الكاتب والباحث السياسي، إن ما تعرض له حزب الله من عمليات خلال الأسبوع الماضي ابتداءًا من تفجيرات أجهزة الاتصالات والبيجرز والغارات الإسرائيلية العنفية على جنوب لبنان، وصولاً إلى استهداف قادة فرقة الرضوان بأكلمها في عملية اغتيال بحي مدني ذو كثافة سكانية وتدمير مبنين، يوضح أن إسرائيل تجاوزت كل القواعد التي قام عليها الصراع منذ عام.

ردود فعل غير متوقعة من حزب الله

وأضاف «عز الدين» خلال مداخلة ببرنامج «عن قرب» تقديم الإعلامية «أمل الحناوي» على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن حزب الله بعد العمليات التي تعرض لها أكد أنه لن يغير مساره وستظل عملياته العسكرية تجاه إسرائيل لإسناد قطاع غزة وسيبقى على نفس المنوال، ولكن سيكون له ردود خارج إطار المواجهة واستخدم الحزب تعبير «ستروا ولن تسمعوا».

وأوضح الباحث السياسي، أن حزب الله من الممكن أن يقدم على اغتيال قادة إسرائيليين بالمثل، منوهاً أنه بعد تشييع القادة غدًا أو بعد غد سيكون هناك مواقف من الحزب، ستحدد آلية جديدة في المواجهة، ومن الممكن أن تُغير قواعد الاشتباك بين الحزب وإسرائيل، التي تلتزم بالمنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل في حيز لا يتجاوز خمسة وسبعة كيلومترًا، ولا يتم تعدي ذلك النطاق الجغرافي إلا حين تقوم إسرائيل بعملية واسعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل لبنان جنوب لبنان الضاحية الجنوبية لبيروت حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب

 

 

في 25 مايو 2000، تحقق أحد أهم الانتصارات في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، منهية بذلك 18 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار بمثابة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل في تاريخها، حيث أجبرت على الانسحاب دون شروط سياسية، مما أعطى المقاومة شرعية شعبية وعسكرية غير مسبوقة.
لقد أثبت حزب الله أنه “الرقم الإسلامي الصعب” في المعادلة الإقليمية، حيث اعتمد على استراتيجية عسكرية تعتمد على حرب العصابات والاستخبارات الدقيقة، بالإضافة إلى بناء شبكة اجتماعية وسياسية داخل لبنان عززت من قوته كحركة مقاومة وكمكون رئيسي في المشهد السياسي اللبناني.
لكن بعد عام 2000، واجه حزب الله تحديا جديدا يتمثل في الحفاظ على مكتسبات المقاومة وتطوير أدواتها في ظل بيئة إقليمية وداخلية متغيرة. ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، والضغوط الدولية التي أعقبت الخروج السوري من لبنان، تعرض الحزب لاستهداف سياسي وإعلامي مكثف، حيث حاولت القوى الموالية للغرب إضعاف نفوذه.
لكن حزب الله، بقيادة شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، حيث عزز تحالفه مع إيران وسوريا، وطور قدراته العسكرية بشكل كبير، مما مكنه من تحقيق انتصار جديد في حرب تموز 2006، حيث صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية وأثبت أن المقاومة قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة. بل وتطور دور حزب الله في جبهات المقاومة الإقليمية حيث لم يقتصر دور الحزب على لبنان، بل امتد إلى جبهات أخرى ضمن جبهات المقاومة، حيث لعب دورا محوريا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
ومع كل تلك الانتصارات والنجاحات وعلى مدى السنوات، فقد تعرض حزب الله لاستشهاد عدد من قادته البارزين، أبرزهم القائد العسكري الكبير عماد مغنية، وكذلك عدد من القادة الميدانيين في سوريا. لكن هذه الخسائر لم تضعف من عزيمة الحزب، بل زادته إصرارا على الاستمرار في مسيرته الجهادية.
ولكن في عام 2024، تعرض حزب الله لضربة موجعة باستشهاد شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز القادة الاستراتيجيين في تاريخ المقاومة. ومع ذلك، أثبت الحزب مرة أخرى أنه مؤسسة قائمة على التخطيط المدروس، حيث عمل على إعادة تموضعه سياسيا وعسكريا، مستمرا في إرباك العدو الصهيوني وعملائه في الداخل اللبناني.
ورغم كل التحديات، يبقى حزب الله أحد أهم الفاعلين في المعادلة الإقليمية، حيث يحافظ على توازن الرعب مع إسرائيل، ويمثل ركيزة أساسية في محور المقاومة. وان القيادة الجديدة للحزب، وإن كانت تفتقد لبعض الرموز التاريخية، إلا أنها تسير على نفس النهج الذي رسمه مؤسسو الحزب، معتمدة على خطط مدروسة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة.
ذكرى التحرير ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني، وأن حزب الله، برغم كل الضغوط، ما زال الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.

مقالات مشابهة

  • ما أسباب اختلاف حمام الحرم عن بقية أنواع الطيور؟.. باحث يجيب
  • الجيل الديمقراطي ينظم صالونًا سياسيًا بعنوان «تحديات الانتخابات البرلمانية 2025»
  • ألمانيا.. سياسي بارز يدعو إلى حظر حزب البديل
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • الستاتيكو الحالي مع لبنان لا يزعج إسرائيل
  • مسؤول أمريكي: لا نهاية لهجمات الحوثيين على إسرائيل وواشنطن توقف المواجهة
  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • “الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي”.. ماكرون يدعو لتشديد الموقف الجماعي تجاه إسرائيل
  • خبير سياسي: واشنطن تسعى لإعادة تفتيت المنطقة لصالح إسرائيل الكبرى
  • زلزال سياسي في البرتغال.. اليمين المتطرف يصعد للمركز الثاني