بعد أن انفجر البيجر وقُتل القادة هل سيشعلها حزب الله؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
يقولون إن الخاسر في معارك "عض الأصابع" هو مَن يصرخ أولا، وقد كثفت إسرائيل وحزب الله وتيرة عض أصابع كلٍّ منهما للآخر، وإن بدرجات متفاوتة.
وفي مناورته الأخيرة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتصف سبتمبر/أيلول 2024 إضافة هدف جديد لأهداف الحرب التي يطاردها مثل السراب منذ أحد عشر شهرا بحثا عن النصر، وهو "إعادة المستوطنين إلى بيوتهم في الشمال"، وذلك بعد سابقة إخلاء ما لا يقل عن 60 ألف إسرائيلي من المناطق الحدودية مع لبنان خوفا من أن يتكرر معهم ما حدث لسكان مستوطنات غلاف غزة صبيحة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولتحقيق هذا الهدف، شحذ نتنياهو أسلحته، وفعَّل خططه التي جهَّز لها الموساد منذ سنوات، وباغت الجميع بسلسلة هجمات غير مسبوقة، بدأت في 17 سبتمبر/أيلول بتفجير نحو 3000 جهاز بيجر في وقت متزامن في أجساد عناصر حزب الله وآخرين من المواطنين اللبنانيين كما أعلن حزب الله، سواء في المنازل والشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن.
ولم يكد يستفيق الحزب من الصدمة إلا وتلاها في اليوم التالي تفجير مئات أجهزة اللاسلكي طراز "إيكوم اليابانية" في المئات من عناصر الحزب، لتصل المحصلة إلى نحو 40 قتيلا وثلاثة آلاف مصاب، العديد منهم بإصابات تعجيزية، ضمن هجوم متفرد من حيث طريقة تنفيذه ودمويته وخطورته، وهو ما أقرَّ به حسن نصر الله أمين عام حزب الله قائلا: "لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة غير مسبوقة على المستويين الأمني والإنساني".
توجس الكثيرون من أن تلك الهجمات المباغتة تمهد لعملية برية موسعة في الجنوب اللبناني تستغل لحظة الارتباك التي يمر بها الحزب، سواء من جهة القلق من عمق الخرق الأمني أو من جهة ترتيب الصفوف وتعويض هذا العدد الكبير من الضحايا، الذين سقطوا بين قتيل ومصاب في لحظة واحدة ضمن نطاق جغرافي واسع يمتد من لبنان وصولا إلى سوريا.
ولكن جاءت ثالثة الأثافي عبر غارة عنيفة استهدفت مبنى سكنيا في الضاحية الجنوبية ببيروت اجتمع أسفله تحت الأرض قادة عسكريون بالحزب، في لقاء موسع تحول إلى بركة من الدماء والأشلاء مع سقوط نحو 60 قتيلا ومفقودا، فضلا عن عشرات الجرحى.
ليؤكد الحزب أن من بين الضحايا إبراهيم عقيل معاون أمين عام حزب الله لشؤون العمليات، فضلا عن أحمد وهبي مسؤول وحدة التدريب المركزية بالحزب وقائد قوة الرضوان سابقا، ونحو 20 شخصا من مساعديهم ومرافقيهم، في ضربة أمنية لم يتعرض الحزب لمثلها منذ تأسس في عام 1982.
أهداف نتنياهو.. ودعم أميركاتشير المعلومات المتواترة منذ هجمات البيجر واللاسلكي إلى أن إسرائيل أعدّت العدة لهذه الهجمة منذ سنوات طويلة، قدَّرها مسؤولون لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية بـ15 عاما كاملة، اخترقت إسرائيل خلالها سلاسل توريد معدات الاتصال الخاصة بالحزب اللبناني، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول "سر التوقيت" أو لماذا اختارت إسرائيل الضغط على "الزر الأحمر" الآن.
في هذا السياق، أشار مئير بن شابات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، قبل بدء التصعيد الأخير، إلى ضرورة تفكيك حلقة النار التي أقامتها طهران حول إسرائيل، مما يتطلب تقويض قدرات حزب الله في جنوب لبنان، وإجباره على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني.
بدأ التصعيد مع إعلان جيش الاحتلال نقل مركز ثقل عملياته من غزة إلى الجبهة الشمالية، وهو ما تواكب مع تحريك الفرقة 98 بالجيش من غزة نحو حدود لبنان للتلويح بقرب تنفيذ عملية برية موسعة في الجنوب اللبناني.
وبالتزامن، زادت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من وتيرة عض أصابع حزب الله بهدف تغيير معادلات القتال السائدة منذ بدء الحرب، فهي تريد إعادة المستوطنين إلى منازلهم، والتخلص من عار إقامة منطقة أمنية في الشمال للمرة الأولى منذ تأسيس إسرائيل، وتريد فرض كلفة كبيرة على حزب الله تجبره على فك ربطه ملف جبهة لبنان بوقف الحرب في غزة، وذلك لإضعاف موقف المقاومة في غزة وإيجاد أجواء تتيح ممارسة المزيد من الضغوط عليها لقبول صفقة وقف إطلاق نار بشروط إسرائيلية.
ومن جهته، عزز نتنياهو بتلك الهجمات من شعبيته ورصيده في مواجهة أصوات المعارضة التي تتهمه بالتخلي عن سكان الشمال، والتعايش مع هجمات حزب الله.
ولكن رغم تكثيف جيش الاحتلال هجماته على لبنان، فإنه ما زال يعمل ضمن معادلة التصعيد دون الحرب الشاملة، فهو لم يستهدف بعد البنى التحتية المدنية في لبنان، ولم يحاول اغتيال أيٍّ من قادة حزب الله السياسيين والدينيين، وكرَّس هجماته ضد البنى العسكرية والمقاتلين، مما أدى إلى وقوع خسائر في المدنيين ومنشآتهم لكن بالتبعية وليس كمُستهدف أول، ما يعني أن الاحتلال لم يتخذ بعد قرار خوض حرب شاملة على الجبهة الشمالية، على الأقل حتى اللحظة.
غير أن نتنياهو لم يكن ليذهب إلى هذا المدى من التصعيد بدون غطاء الدعم الأميركي. فرغم أن واشنطن تصرح برفضها حدوث حرب في لبنان، وتدعو للتفاوض بين الجانبين، ويكاد مبعوث بايدن إلى لبنان آموس هوكشتاين يقيم بالمنطقة، فما إن يغادرها إلا ويعود لها سريعا كل بضعة أسابيع، فإن الدعم العسكري الأميركي لم ينقطع.
فقبل أيام من التصعيد الإسرائيلي على جبهة لبنان، زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا إسرائيل، واجتمع في مقر القيادة الشمالية لجيش الاحتلال في مدينة صفد مع كبار القادة لبحث تجهيزاتهم لتوسيع نطاق القتال في لبنان.
وعقب تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكيات، أعلن البنتاغون أن مجموعة حاملة الطائرات "ترومان" ستُبحر لشرق البحر المتوسط، أي بالقرب من سواحل لبنان. فيما يتواصل سريان الجسر الجوي والبحري الأميركي بالذخائر والأسلحة إلى موانئ إسرائيل ومطاراتها. هذا الدعم المفتوح يُغري نتنياهو بأنه مهما فعل فسيجد واشنطن في ظهره لتُقيله من عثراته، وهو وضع يقود المنطقة نحو الحرب الشاملة التي تدّعي واشنطن أنها لا تريدها.
حزب الله يعاير الردفي مواجهة تلك الضربات المتتالية والمؤلمة والمفاجئة التي تعرض لها حزب الله، عضّ أمين عام الحزب حسن نصر الله على جراحه، وظهر سريعا في كلمة مصورة بعد التفجيرات المتتالية في لبنان، ليُقِرَّ بخطورة ما حدث، لكنه سعى لإحباط الأهداف السياسية الإسرائيلية الكامنة خلف تلك الهجمات، وعلى رأسها الفصل بين لبنان وغزة.
فشدد على أن جبهة لبنان ستظل مرتبطة بجبهة غزة مهما كانت الخسائر والتضحيات، ثم تحدى نصر الله نتنياهو وغالانت علنا بأنهما لن يستطيعا إعادة السكان إلى بيوتهم في الشمال ما لم تتوقف الحرب مع غزة.
ورغم اغتيال إبراهيم عقيل ورفاقه، والقصف الإسرائيلي المكثف على الجنوب اللبناني لتدمير منصات صواريخ الحزب ومقدراته العسكرية، فإن الحزب نفَّذ صبيحة 22 سبتمبر/أيلول الجاري هجماته الصاروخية الأوسع مدى، حيث بلغت صواريخه جنوب حيفا، كما استخدم طُرزا جديدة من الصواريخ مثل فادي 1 و2، التي يبلغ مدى الأول منها 70 كيلومترا، والثاني 105 كيلومترات.
لكن تصعيد حزب الله لا يزال هو الآخر تحت سقف الحرب الشاملة، فهو لم يستخدم بعد صواريخه الدقيقة طويلة المدى، ولم يقصف تل أبيب، وركزت هجماته على مقرات وقواعد عسكرية، وبالتحديد قاعدة ومطار رامات ديفيد والمجمعات الصناعية التابعة لشركة رفائيل للصناعات العسكرية، ووضع مئات الآلاف من الإسرائيليين تحت النار لإثبات أن عودة السكان إلى الشمال ما زالت بعيدة المنال، بل وأن دائرة المتضررين من القتال ستتسع بعكس مراد نتنياهو وجيشه وحكومته.
لقد أدرك حزب الله أن سياسة ضبط النفس والردود المحدودة على كسر قواعد الاشتباك، مثلما حدث عقب اغتيال الشيخ صالح العاروري في بيروت ثم اغتيال القائد العسكري للحزب فؤاد شكر، شجعت تل أبيب على التمادي، وأيقن أن الخوف من التصعيد نحو الحرب الشاملة يعني فقدان زمام المبادرة، وترك الاحتلال ليحدد وتيرة المعركة وأبعادها.
ولكن ما زال الحزب يخشى من اندلاع حرب واسعة تتضرر فيها حاضنته الاجتماعية، وتتعرض فيها البنية التحتية بلبنان للدمار، ويتلقى فيها الحزب ضربات موجعة قد تُغري أطرافا داخلية مناوئة بممارسة مزيد من الضغوط عليه، مما يعني فقدان المكتسبات التي راكمها طوال أربعة عقود.
ماذا ننتظر؟إن الجنون يُواجَه بالجنون، وقد اختار نتنياهو المُضي في سياسة حافة الهاوية بهدف فرض واقع جديد يضع فيه حزب الله بين المطرقة والسندان، فإما أن يتلقى الحزب الضربات المتتالية المؤلمة لإجباره على تغيير مواقفه لقبول المطالب الإسرائيلية السالف ذكرها، وإما أن يختار التصعيد الذي ربما سيُقابَل بحملة برية إسرائيلية موسعة تصل إلى حدود نهر الليطاني، وربما تصل حسب مطالب بعض الصقور في تل أبيب إلى بيروت مجددا، ليعيد التاريخ نفسه لكن بصورة درامية بعد أربعين سنة من مشاهد رُسمت بالدم في ذاكرة العالم.
لكن على العكس من موقف بعض قيادات جيش الاحتلال العسكريين، وفي مقدمتهم أوري غوردين قائد المنطقة الشمالية، ممن يطالبون بشن عملية عسكرية برية تغير الأوضاع ميدانيا، يحذر العديد من المخططين الإستراتيجيين الإسرائيليين مثل تامير هايمن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق "أمان" من أن سيناريو العملية البرية سيجلب تحديات وعقبات أكثر من تلك التي سيحلها.
لقد تعرض جيش الاحتلال لإنهاك على مدار قرابة عام من القتال في غزة، وجنود الاحتياط يعانون من فقدان وظائفهم ومن مشكلات أسرية تؤثر على صحتهم النفسية وحياتهم الاجتماعية، فيما الأطراف الإقليمية والدولية غير متحمسة لحرب في لبنان قد تشعل المنطقة.
كما أن الأفكار الداعية لتدشين منطقة عازلة أمنية في الجنوب اللبناني ستُحوِّل الجنوب إلى بؤرة استنزاف عميقة لن تجلب الأمن والاستقرار لا لسكان الشمال ولا لجيش الاحتلال، فضلا عن أن كلفة القتال البري في جنوب لبنان يُتوقَّع أن تكون أكبر من القتال في غزة، نظرا لامتلاك حزب الله أسلحة متطورة غير متوافرة في غزة، ووجود أنفاق وبنية عسكرية تتيح لعناصره شن هجمات دامية ضد جنود الاحتلال.
وأخيرا، إن لبنان ليس محاصرا بريا مثل غزة، فلديه حدود برية متصلة تمتد إلى سوريا والعراق وإيران، ولن تقف طهران على الأرجح متفرجة على أي عملية عسكرية إسرائيلية برية تسعى لتدمير مقدرات حزب الله في الجنوب.
وسترسل طهران مستشاريها العسكريين إلى لبنان مثلما فعلت عقب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وستحشد الجماعات الموالية من تخوم أفغانستان وباكستان مثل "زينبيون" و"فاطميون"، وصولا إلى الجماعات العراقية والحوثيين من اليمن لشد أزر حزب الله ومساندته، مما يعني تحول المنطقة إلى قطعة مشتعلة من القتال والهجمات التي قد يصعب السيطرة على وتيرتها وحجمها.
لكن ذلك لا يعني أن الحرب الشاملة خيار مستبعد تماما. إن حكومة نتنياهو الحالية تتصرف وفق منطق مختلف عن الحكومات السابقة في عهود أمثال بن غوريون ورابين وبيريز وباراك، فالشعور بالتهديد الوجودي إثر طوفان الأقصى يجعلها تُمعن في المجازر يمنة ويسرة، ووجود تيار قومي ديني يتبنى أفكار التهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة، وتغيير الواقع في المسجد الأقصى، ويدعو لشن حرب على إيران لتدمير المنشآت النووية وصولا إلى العمل على تغيير نظام الحكم فيها، يعني أن ديناميكية الأحداث يصعب التحكم أو حتى التنبؤ بها، وأن الأطراف التي تحرص على تجنب الحرب الشاملة مثل واشنطن وطهران قد تجد نفسها أمام أمر واقع يُجبرها على تجرع السم والمُضي فيما لا تريده.
فحزب الله لم يسعَ لقصف تخوم حيفا طيلة عشرة شهور من القتال، لكنه اضطر إلى ذلك في محاولة لكبح جماح الاندفاعة الإسرائيلية، التي يبدو أنها ماضية في طريقها محاولةً دهس أعدائها كافة، وهي مغامرة خطيرة قد تجد إسرائيل نفسها في نهايتها غارقة في دوامة من جبهات الاستنزاف التي تثخن جراحها بدلا من أن تضمدها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبعاد الجنوب اللبنانی الحرب الشاملة جیش الاحتلال فی الجنوب من القتال فی لبنان حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يطالبون ترامب بكبح نتنياهو: الحرب في غزة تهدد الأمن القومي
طالب ستة أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي إدارة الرئيس دونالد ترامب باستخدام نفوذها الفوري للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير مسار الحرب في غزة، مؤكدين أن الأوضاع الإنسانية في القطاع “مروعة وغير مقبولة”.
وفي بيان مشترك صدر مساء الجمعة، دعا الأعضاء الديمقراطيون إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يتم بموجبه إطلاق سراح الرهائن وتسهيل وصول مساعدات إنسانية عاجلة وموثوقة إلى السكان المدنيين في غزة، مشددين على أن استمرار الحرب من دون خطة واضحة “لليوم التالي” يشكل خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي ويخالف الدروس المستخلصة من تجربة الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر.
وأشار البيان إلى أن أكثر من 100 منظمة غير حكومية، بينها “ميرسي كوربس” و”أطباء بلا حدود” و”إنقاذ الطفولة” و”أوكسفام”، حذّرت هذا الأسبوع من انتشار المجاعة الجماعية في القطاع، حيث يواجه ثلاثة أرباع السكان مستويات طارئة أو كارثية من الجوع بعد حصار المساعدات الإنسانية المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر.
واتهم البيان المؤسسة المعروفة باسم “صندوق غزة الإنساني” بالعجز عن تلبية احتياجات السكان، مشيراً إلى أن الفوضى في توزيع المساعدات أدت إلى وفاة نحو 700 شخص، كما انتقد تجاهل الإدارة الأمريكية للتشاور مع الكونغرس عندما خصصت مؤخراً 30 مليون دولار لهذه المؤسسة.
وحذر المشرعون من أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في وسط غزة قد عرّض ما تبقى من العمليات الإنسانية للخطر، بينما تقدر الأمم المتحدة أن 88% من أراضي القطاع باتت غير قابلة للوصول من قبل المدنيين، مما يترك قرابة مليوني شخص محصورين في مساحة صغيرة.
وأضاف البيان أن استمرار احتجاز الرهائن، بمن فيهم أمريكيون، يُفاقم من تعقيد المشهد، في وقت تظهر فيه استطلاعات أن 75% من الإسرائيليين يطالبون بإنهاء الحرب.
ودعا الأعضاء إلى خطة شاملة لـ”اليوم التالي” في غزة تتضمن عدم بقاء حماس في السلطة، وتأكيد رفض إسرائيل لضم الضفة الغربية، وتمكين السلطة الفلسطينية الإصلاحية، بمشاركة إقليمية لإعادة الإعمار، وإنشاء إطار عمل جديد نحو حل الدولتين.
كما طالبوا بإصلاح أو إغلاق صندوق غزة الإنساني واستئناف دعم آليات المساعدات بقيادة الأمم المتحدة، والسماح لمنظمات إنسانية مثل برنامج الغذاء العالمي بالعمل دون قيود ميدانية.
ووقع على البيان كل من:
جاك ريد (رود آيلاند) ديك دوربين (إلينوي) جين شاهين (نيو هامبشاير) مارك وارنر (فرجينيا) كريس كونز (ديلاوير) برايان شاتز (هاواي)مصر تواصل إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم أزمة الجوع المتفاقمة
أعلن مصدر مصري، اليوم السبت، لقناة “القاهرة الإخبارية” دخول 117 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، أمس الجمعة، إلى قطاع غزة عبر معبري زكيم شمالي القطاع وكرم أبو سالم.
وكان المصدر قد أكد أمس الجمعة لوسائل إعلام مصرية استمرار دخول شاحنات المساعدات لليوم الثاني على التوالي من نفس المعابر، مشيرًا إلى أن 161 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ يوم الخميس وحتى فجر الجمعة، تشمل مواد غذائية مثل الدقيق ولبن الأطفال.
ويأتي ذلك في ظل معاناة سكان قطاع غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة. وتشير تقارير إلى أن بعض العائلات تلجأ إلى تناول الأعشاب ومياه البحر، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية استمر لشهور.
السيستاني: مجاعة غزة تجرح الضمير الإنساني وعلى العرب والمسلمين التحرك فوراً لوقف الكارثة
دعا المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، الدول العربية والإسلامية إلى تحرك فوري وجاد لإنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكداً أن المجاعة التي تضرب القطاع “لا تسمح لأي إنسان ذي ضمير أن يهنأ بطعام أو شراب”.
وفي بيان صادر عن مكتبه، أشار السيستاني إلى أن “ما يقرب من عامين من القتل والتدمير في غزة خلّف مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، وهدم مدن ومجمعات سكنية بكاملها، ليتفاقم الوضع الآن مع ندرة المواد الغذائية وانتشار المجاعة حتى بين الأطفال والمرضى وكبار السن”.
واعتبر أن “ما يُمارس من توحش فظيع من قبل قوات الاحتلال لا يُستغرب، لكن المستغرب هو صمت الدول القادرة على وقف هذه الكارثة”، داعياً إلى استخدام كل الوسائل الممكنة للضغط على إسرائيل وحلفائها من أجل السماح بوصول المواد الغذائية والمستلزمات المعيشية إلى المدنيين الأبرياء في غزة “في أقرب وقت ممكن”.
شيخ الأزهر يعلن إلغاء مؤتمر نتائج الثانوية تضامناً مع أهل غزة
أعلن الأزهر الشريف، اليوم السبت، إلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتائج الثانوية الأزهرية لهذا العام، وتعليق المكالمات الهاتفية التي يجريها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لتهنئة الأوائل، وذلك تضامناً مع أهل غزة في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشونها.
جاء في بيان الأزهر أن الإمام الأكبر قرر الاكتفاء باعتماد النتائج وإعلانها ونشرها فقط، “انطلاقاً من مشاعر الحزن العميق التي تخيم على الأزهر والأمة الإسلامية والعربية، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة ممنهجة وعدوان متواصل لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلاً”.
وشدد البيان على أن “الواجب الأخلاقي والإنساني يقتضي إعلاء صوت التضامن والمواساة على مظاهر الفرح والاحتفال”، مجدداً دعم الأزهر الكامل للشعب الفلسطيني الصامد.
وأكد الأزهر أن قضية فلسطين ستظل في صدارة أولوياته وجهوده، داعياً إلى توحيد الصفوف والعمل بكل السبل لإنهاء العدوان والمأساة الإنسانية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية والكرامة واسترداد أرضه ومقدراته.
حركة “فرنسا الأبية”: اعتراف ماكرون بفلسطين غير كافٍ ونطالب بتدخل عسكري فرنسي فوري
رحبت حركة “فرنسا الأبية” بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، لكنها اعتبرت هذه الخطوة “غير كافية” في ظل الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
وأكدت الحركة، بقيادة جان لوك ميلانشون، على ضرورة فرض عقوبات صارمة على الحكومة الإسرائيلية ووقف صادرات الأسلحة إليها، بالإضافة إلى تعليق اتفاق الشراكة الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وتل أبيب.
وطالبت الحركة بتدخل عسكري فرنسي لتأمين ممرات إنسانية إلى غزة، مشددة على أن على فرنسا تحمل مسؤولياتها كقوة دولية.
وانتقد ميلانشون تأجيل الإعلان حتى سبتمبر، واصفاً الخطوة بأنها “محاولة للهروب الإعلامي من أزمات داخلية”، معتبراً أن المدنيين في غزة يُقتلون حالياً وليس بعد شهرين.
كما أكدت النائبة الأوروبية ريما حسن أن الشروط التي طرحها ماكرون للاعتراف بفلسطين محاولة لـ”إفراغ مفهوم السيادة من مضمونه”.
في المقابل، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة قرار ماكرون، واصفاً إياه بأنه “تكافؤ للإرهاب” ويهدد بإقامة “وكيل إيراني آخر” على غرار غزة، محذراً من أن إقامة دولة فلسطينية في الظروف الحالية ستكون بمثابة تهديد لإسرائيل.
أهالي الأسرى الإسرائيليين يدعون لتظاهرة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب ويوجهون رسالة حاسمة لترامب
دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة الشعب الإسرائيلي إلى الوقوف إلى جانبهم في مظاهرات متفرقة بمناطق متعددة، وفي مقدمتها التظاهرة المركزية التي ستنطلق من ساحة المختطفين باتجاه السفارة الأمريكية في تل أبيب خلال الأسبوع الجاري.
وجاء في بيان الهيئة دعوة للوقوف صفاً واحداً في هذه الأيام الحرجة، معتبرين أن “شعب إسرائيل اختار المختطفين وإنهاء الحرب، وأن أي قرار يخالف إرادة الشعب واضح ومرفوض”.
كما وجهوا رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبوه فيها بدعم تحقيق نصر إسرائيلي وإعادة بناء الوطن ونهضته الوطنية.
وأعلنت الهيئة أن المسيرات ستقام في عدة مواقع داخل إسرائيل، منها تقاطع شعار هنيغف وكرميه جات والقدس، وسط مطالب بإبرام صفقة تبادل شاملة مع حركة حماس تفضي إلى إطلاق سراح جميع المخطوفين دفعة واحدة.
وحملت عائلات الأسرى حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن مقتل عدد من المختطفين بسبب “سياساتها المتعنتة”، مطالبة بتحرك عاجل لإنقاذ حياة أبنائهم.