رسالة موجعة من الكاتب الزعبي النزيل في سجن ماركا
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
#سواليف
#رسالة موجعة من الكاتب #حمد_حسن_الزعبي النزيل في #سجن_ماركا
عشرون عاما من عملي في الصحافة ، كتبت خلالها أكثر من 5 آلاف مقال في جريدة الرأي والصحف العربية ، رسمت الابتسامة على وجوه الأردنيين ، تناولت تفاصيلهم الصغيرة ، ورصدت حياة الريف بعين فاحصة، أنزلت دمعة الحنين في الغربة للأم والوطن ، رثيت شهداء الأردن وشهداء الكرامة، راشد الزيود ومعاذ الكساسبة ، وسائد المعايطة وغيرهم.
بكيت بحرقة على تراب #الوطن في كل محنة ، وها هو يُزج بي في #السجن ، مرتديا أفرهولا أزرق، جنبا إلى جنب مع المغتصب ، وهاتكي العرض و #تجار_المخدرات والقتل العمد.
مقالات ذات صلة عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية 2024/09/23متيقن أن القضاء سينصفني عما قريب ، أما #الوطن فلم يظلمني يوما.
#أحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سجن ماركا الوطن السجن تجار المخدرات الوطن
إقرأ أيضاً:
نصف شعب
قد تبدو الكلمات مكررة، ولكن الكاتب حين يؤمن بقضيته لا يمكن له أبدًا أن يمل من تكرار الحديث عنها، والغوص فى أعماق أسبابها وكيفية علاجها، إنها قضية الانفصال الروحى وفقدان الهوية النسبي لدى كثير من شباب مصر، ففى بلد يبلغ عدد شبابه الصغار أكثر من نصف المجتمع يصبح لزامًا أن يتجه جهد المفكرين، وأصحاب القلم وعشاق هذه الأرض الطاهرة إلى دراسة هذه القضية الشائكة (أين شبابنا منا؟ وأين نحن من شبابنا؟).
ظواهر غريبة ومستهجنة نشاهدها مؤخرًا بين شبابنا، لن نتحدث عمن سقطوا في براثن الإلحاد، وإدمان المخدرات والعنف، فهؤلاء قلة لا تستحق كثيرًا التوقف عندها، ولكن سنتحدث عن السقوط النفسى وفقدان الانتماء لدى كثير من الشباب الصغار الذين نراهم كل يوم فى الطرقات والمدارس وعلى المقاهى يعيشون في خواء وفراغ، ليس لهم قدوة ولا يسعون لهدف إلا حرق الوقت وإهداره، إما بالنوم، أو بالجلوس فى مجموعات صاخبة لا يميز أحدهم ما يقوله الآخرون، وإنما مجرد صياح يشتت العقل، ويمنعه من أن يفكر، أو يتدبر.
إنه الإدمان الجديد الذى هربوا إليه، ليُسقطوا عن كاهلهم أى عبء وأى مسئولية عما يحدث من حولهم، وكأنهم انسلخوا من جسد هذا الوطن المحمل بالهموم، ليصبحوا شعبًا آخر له لغة مستقلة، واهتمامات مغايرة، وطموحات تنحصر دائمًا فى الهروب أو الهجرة.
أسئلة بلا إجابة تحتاج إلى جهد، وفكر كل علماء الاجتماع وعلم النفس والسياسة، ليضعوا يدهم على كلمة السر فى هذا التحول النفسى الغريب لدى شبابنا الصغير خلال الفترة الأخيرة، فهؤلاء هم الأمل فى الاستمرار والبقاء لهذا الوطن، فلنجتهد الآن على إنهاء هذه الحالة من الرفض والغضب التى أصابت بعض أبناء هذا الجيل الذى أصبح غريبًا علينا تائهًا شاردًا عن الجميع قانعًا بأنه لا شىء يهم إلا أن يصبح سعيدًا، ولو كذبًا أو بطريقته الخاصة، أو حتى على حساب نفسه وحساب الوطن والآخرين.
إنه دورنا الآن في تقريب وجهات النظر بين الأجيال، وغرس قيم الانتماء والعطاء والمشاركة فى صدور وعقول هؤلاء الصغار، حفظ الله شباب مصر من الانسحاب والعزلة وفقدان الهوية وأرشدنا إلى ردهم ردًّا جميلاً إلى حضن الوطن الغالى.