مع استمرار القصف المتواصل والمكثف بين حزب الله وإسرائيل، فقد يؤدي إلى هجوم بري عبر الحدود، لكنه خطوة محفوفة بالمخاطر.

ويوضح الكاتب والمحلل دان صباغ في مقال بصحيفة "غارديان" البريطانية أن تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ نهاية هذا الأسبوع وحتى اللحظة، أمر خطير للغاية، ومن الصعب التأكد من أن الجانبين لم يتخطيا بالفعل عتبة "الحرب الشاملة" التي كان زعماء العالم يحذرون من وقوعها.

No clear winner if Hezbollah and Israel escalate to ground war https://t.co/8HQbgxkOLB pic.twitter.com/WBXAr9YCX4

— Guardian Weekly (@guardianweekly) September 22, 2024

وقال سلاح الجو الإسرائيلي إنه ضرب 290 هدفاً في جنوب لبنان، السبت، مما أسفر عن مقتل 3 على الأقل. ورد حزب الله بإطلاق 150 صاروخاً وطائرة بدون طيار على إسرائيل بين عشية وضحاها، وهو أعمق هجوم منذ اندلاع الأعمال العدائية العنيفة عندما بدأت المجموعة المتحالفة مع إيران في شن هجمات صاروخية لدعم حماس بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ووصلت الصواريخ إلى ضواحي مدينة حيفا شمال إسرائيل، وبينما كانت الإصابات متواضعة، حيث عالجت فرق الإنقاذ عدداً من الجرحى، إلا أن المباني السكنية في كريات بياليك أصيبت بشكل كبير، واضطر آلاف المدنيين إلى البحث عن مأوى في أماكن أخرى.

No clear winner if Hezbollah and Israel escalate to ground war https://t.co/a1StxJwydK

— The Guardian (@guardian) September 22, 2024 علامة مقلقة

وقال حزب الله إنه استخدم صواريخ "فادي1" و"فادي2" قصيرة المدى لأول مرة، ويقال إن الأسلحة يبلغ مداها 50 و 65 ميلاً على التوالي. وقالت الجماعة إنها استهدفت قاعدة رمات ديفيد الجوية الإسرائيلية على بعد 15 ميلاً جنوب شرق حيفا رغم أن تأثيرها على العمليات العسكرية يبدو طفيفاً.

وعلى الرغم من أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها قيل إنه صغير، وتم اعتراضها في الغالب، إلا أن صور الأضرار التي لحقت بالمنازل تشير إلى أن بعضها اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وهي كما يقول الكاتب "علامة مقلقة".

لقد مرت 5 أيام طويلة منذ الهجوم غير العادي الذي استهدف تفجير أجهزة الاستدعاء ثم أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله، مما أسفر عن مقتل 42 وإصابة أكثر من 3000 آخرين، وهو هجوم يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل مسؤولة عنه. ويوم الجمعة، قتلت غارة جوية إسرائيلية القيادي بحزب الله إبراهيم عقيل في بيروت و37 آخرين.

#UPDATE Israeli air strikes killed 274 people, including 21 children, in south Lebanon Monday, the Lebanese health minister said, in by far the deadliest cross-border escalation since war erupted in Gaza on October 7.https://t.co/YCY7cx4tk4 pic.twitter.com/PJcO8fZ68F

— AFP News Agency (@AFP) September 23, 2024

وصباح اليوم الاثنين، ومع استمرار التصعيد غير المسبوق، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ومحلية مقتل علي أبو ريا، وهو تابع لحزب الله، ومعروف في منطقة البقاع، وكذلك قتل كل من.. أمين سعد في مدينة بنت جبيل، وعبد المنعم مهنا.

ويبدو أن الكثافة المتزايدة للهجمات الإسرائيلية تشير إلى أن حكومة بنيامين نتانياهو مستعدة لقبول ما يفعله حزب الله رداً على ذلك، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة.. أعدكم بأنه سيفهمها".

JUST IN ????

Prime Minister Netanyahu:

"In recent days, we've dealt Hezbollah blows they never could have imagined. If they haven't understood the message yet, I guarantee they will very soon." pic.twitter.com/YyTEAi1aza

— Open Source Intel (@Osint613) September 22, 2024

ويرى صباغ أنه من الخطير الاعتماد على الاعتقاد بأن إسرائيل ستنتصر إذا تصاعد القتال، إذ إن تصاعد القتال يأتي أيضاً في الوقت الذي قرر فيه قادة تل أبيب أن أشهر من الردود الانتقامية على هجمات حزب الله عبر الحدود الشمالية لم تحقق السلام، إذ لا يزال حوالي 65000 مدني إسرائيلي نازحين من منازلهم (هناك أعداد مماثلة نازحة أيضاً من جنوب لبنان) مع استمرار هجمات حزب الله بشكل يومي.

معركة حساب مفتوحة

ويشير الكاتب إلى أن تصعيد حزب الله رداً على "مؤامرة البيجر" في بيروت أمراً لا مفر منه، وكان من المرجح دائماً أن نتوقع ذلك من مجموعة تمتلك ترسانتها ما بين 120,000 و200,000 صاروخ وصواريخ غير موجهة.

يوم الأحد، قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الجماعة دخلت مرحلة جديدة في صراعها مع إسرائيل، ووصفها بشكل ينذر بالسوء بأنها "معركة حساب مفتوحة".

Walkie-talkie blasts: attacks on Hezbollah kill 20 as Israel says military focus shifting north https://t.co/S17lLTyOLO

— The Guardian (@guardian) September 19, 2024

ولا يبدو أي من الجانبين على استعداد للتراجع، مما يثير مخاوف من استمرار وارتفاع وتيرة القصف عبر الحدود، إذ أن صاروخ حزب الله الذي يتسبب في عدد كبير من الضحايا المدنيين في إسرائيل، سواء عن عمد أو من خلال سوء التقدير، من المحتمل أن يؤدي إلى رد إسرائيلي أكثر كثافة، ويخاطر بمزيد من الضحايا المدنيين في لبنان في المقابل.

والأمل هو أن كلا الجانبين يريد تجنب حرب برية أكثر فتكاً، على الرغم من أن ذلك ليس أمراً مؤكداً. قال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، يوم الأحد إنه عندما قتل عقيل، كان هو وقادة آخرون من وحدة رضوان التابعة لحزب الله يناقشون هجوماً مفاجئاً عبر الحدود على إسرائيل، "نفس الهجوم المروع الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)".

وعلى الرغم من انخراط الجيش الإسرائيلي في ما يقرب من عام من القتال المستمر ضد حماس في غزة، إلا أن الصراع لم يكن شديداً كما كان من قبل.

Israeli airstrikes have killed 274 people and wounded over 1,000 others in Lebanon, according to the Lebanese health minister; 21 children and 39 women are among the dead. Thousands of people are fleeing the south. Follow the latest: https://t.co/IN8i0S1tHJ

— DW News (@dwnews) September 23, 2024

في الأسبوع الماضي، أعادت إسرائيل نشر فرقتها 98 من غزة إلى الشمال، لكن ما يثير الذعر حقاً هو أنه قد يصل قادة البلاد إلى النتيجة، ويعتبرونها الطريقة الوحيدة لوقف الهجمات الصاروخية، وهي الدخول إلى جنوب لبنان رغم المخاوف التي تحيط بهذه الخطوة.

ويحذر الكاتب من أن حزب الله لديه ما بين 30,000 و 50,000 مقاتل وعدد مماثل في الاحتياط، مشيراً إلى أنها قوة عسكرية أكبر وأكثر قدرة من حماس، التي لا تزال تقاتل على الرغم من ما يقرب من عام من القصف رداً على هجوم 7 أكتوبر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مأوى حزب الله منذ الهجوم إسرائيل مرحلة جديدة الضحايا المدنيين الجيش لبنان حزب الله إسرائيل تفجيرات البيجر في لبنان على الرغم من عبر الحدود حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة فنزويلا ويتوعد بهجمات برية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أن الولايات المتحدة احتجزت ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، مرجحا الاحتفاظ بها، وسط تصاعد التوترات مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وتعد هذه الخطوة أحدث محاولة من قبل إدارة ترامب لزيادة الضغوط على مادورو، الذي وجهت إليه في الولايات المتحدة تهم تتعلق بالإرهاب وتجارة المخدرات.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "احتجزنا للتو ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا. ناقلة ضخمة. بل في الواقع هي الأكبر على الإطلاق التي يتم احتجازها".

وأشار إلى أن "الهجمات البرية قادمة قريبا"، لكنه لم يفصح عن أي تفاصيل بشأن مواقعها.

وأضاف الرئيس الأميركي أن "هناك أمورا أخرى تجري"، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية، مشيرا إلى أنه سيتحدث عنها لاحقا.

وبحسب مسؤول أميركي، لم يسمح له بالتعليق علنا وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، تمت عملية الاحتجاز بقيادة خفر السواحل الأميركي وبدعم من البحرية الأميركية.

وقبل يوم واحد، حلقت طائرتان حربيتان تابعتان للجيش الأميركي فوق خليج فنزويلا، فيما بدا أنه أقرب اقتراب للطائرات الحربية من الأجواء الفنزويلية منذ بدء حملة الضغط التي تشنها إدارة ترامب.

وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة إلى أعلى مستوى منذ عقود، كما نفذت سلسلة من الهجمات الجوية الفتاكة على زوارق يشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ.

ومن بين التنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة لمادورو خلال مفاوضات سابقة، الموافقة على استئناف شركة "شيفرون" النفطية العملاقة ضخ وتصدير النفط الفنزويلي.

وساهمت أنشطة الشركة في فنزويلا في توفير شريان مالي لحكومة مادورو.

مقالات مشابهة

  • ضغوط لحسم الصراع مع إسرائيل وحصر السلاح
  • 14 شهيدا في 24 ساعة .. العاصفة بغزة تحول مخيمات النازحين إلى مقابر مفتوحة
  • غارات إسرائيل على لبنان استهدفت مناطق مفتوحة ولم تُسجل خسائر بشرية
  • الفائز بمسابقة “يوروفيجن” لعام 2024 يعيد الكأس احتجاجا على مشاركة إسرائيل
  • الفائز بمسابقة يوروفيجن يعيد الجائزة احتجاجا على استمرار مشاركة إسرائيل
  • فائز "يوروفيجن 2024" يعيد جائزته احتجاجًا على مشاركة "إسرائيل"
  • فائز يوروفيجن 2024 يعيد جائزته احتجاجا على استمرار مشاركة إسرائيل
  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • ترامب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة فنزويلا ويتوعد بهجمات برية
  • قبائل حجور وبكيل المير في حجة تؤكد الجهوزية لأي جولة قادمة من الصراع مع الأعداء