حسابات مفتوحة.. من الفائز حال تحول الصراع بين حزب الله وإسرائيل لحرب برية؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
مع استمرار القصف المتواصل والمكثف بين حزب الله وإسرائيل، فقد يؤدي إلى هجوم بري عبر الحدود، لكنه خطوة محفوفة بالمخاطر.
ويوضح الكاتب والمحلل دان صباغ في مقال بصحيفة "غارديان" البريطانية أن تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ نهاية هذا الأسبوع وحتى اللحظة، أمر خطير للغاية، ومن الصعب التأكد من أن الجانبين لم يتخطيا بالفعل عتبة "الحرب الشاملة" التي كان زعماء العالم يحذرون من وقوعها.
No clear winner if Hezbollah and Israel escalate to ground war https://t.co/8HQbgxkOLB pic.twitter.com/WBXAr9YCX4
— Guardian Weekly (@guardianweekly) September 22, 2024وقال سلاح الجو الإسرائيلي إنه ضرب 290 هدفاً في جنوب لبنان، السبت، مما أسفر عن مقتل 3 على الأقل. ورد حزب الله بإطلاق 150 صاروخاً وطائرة بدون طيار على إسرائيل بين عشية وضحاها، وهو أعمق هجوم منذ اندلاع الأعمال العدائية العنيفة عندما بدأت المجموعة المتحالفة مع إيران في شن هجمات صاروخية لدعم حماس بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول).
ووصلت الصواريخ إلى ضواحي مدينة حيفا شمال إسرائيل، وبينما كانت الإصابات متواضعة، حيث عالجت فرق الإنقاذ عدداً من الجرحى، إلا أن المباني السكنية في كريات بياليك أصيبت بشكل كبير، واضطر آلاف المدنيين إلى البحث عن مأوى في أماكن أخرى.
No clear winner if Hezbollah and Israel escalate to ground war https://t.co/a1StxJwydK
— The Guardian (@guardian) September 22, 2024 علامة مقلقةوقال حزب الله إنه استخدم صواريخ "فادي1" و"فادي2" قصيرة المدى لأول مرة، ويقال إن الأسلحة يبلغ مداها 50 و 65 ميلاً على التوالي. وقالت الجماعة إنها استهدفت قاعدة رمات ديفيد الجوية الإسرائيلية على بعد 15 ميلاً جنوب شرق حيفا رغم أن تأثيرها على العمليات العسكرية يبدو طفيفاً.
وعلى الرغم من أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها قيل إنه صغير، وتم اعتراضها في الغالب، إلا أن صور الأضرار التي لحقت بالمنازل تشير إلى أن بعضها اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وهي كما يقول الكاتب "علامة مقلقة".
لقد مرت 5 أيام طويلة منذ الهجوم غير العادي الذي استهدف تفجير أجهزة الاستدعاء ثم أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله، مما أسفر عن مقتل 42 وإصابة أكثر من 3000 آخرين، وهو هجوم يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل مسؤولة عنه. ويوم الجمعة، قتلت غارة جوية إسرائيلية القيادي بحزب الله إبراهيم عقيل في بيروت و37 آخرين.
#UPDATE Israeli air strikes killed 274 people, including 21 children, in south Lebanon Monday, the Lebanese health minister said, in by far the deadliest cross-border escalation since war erupted in Gaza on October 7.https://t.co/YCY7cx4tk4 pic.twitter.com/PJcO8fZ68F
— AFP News Agency (@AFP) September 23, 2024وصباح اليوم الاثنين، ومع استمرار التصعيد غير المسبوق، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ومحلية مقتل علي أبو ريا، وهو تابع لحزب الله، ومعروف في منطقة البقاع، وكذلك قتل كل من.. أمين سعد في مدينة بنت جبيل، وعبد المنعم مهنا.
ويبدو أن الكثافة المتزايدة للهجمات الإسرائيلية تشير إلى أن حكومة بنيامين نتانياهو مستعدة لقبول ما يفعله حزب الله رداً على ذلك، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة.. أعدكم بأنه سيفهمها".
JUST IN ????
Prime Minister Netanyahu:
"In recent days, we've dealt Hezbollah blows they never could have imagined. If they haven't understood the message yet, I guarantee they will very soon." pic.twitter.com/YyTEAi1aza
ويرى صباغ أنه من الخطير الاعتماد على الاعتقاد بأن إسرائيل ستنتصر إذا تصاعد القتال، إذ إن تصاعد القتال يأتي أيضاً في الوقت الذي قرر فيه قادة تل أبيب أن أشهر من الردود الانتقامية على هجمات حزب الله عبر الحدود الشمالية لم تحقق السلام، إذ لا يزال حوالي 65000 مدني إسرائيلي نازحين من منازلهم (هناك أعداد مماثلة نازحة أيضاً من جنوب لبنان) مع استمرار هجمات حزب الله بشكل يومي.
معركة حساب مفتوحةويشير الكاتب إلى أن تصعيد حزب الله رداً على "مؤامرة البيجر" في بيروت أمراً لا مفر منه، وكان من المرجح دائماً أن نتوقع ذلك من مجموعة تمتلك ترسانتها ما بين 120,000 و200,000 صاروخ وصواريخ غير موجهة.
يوم الأحد، قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الجماعة دخلت مرحلة جديدة في صراعها مع إسرائيل، ووصفها بشكل ينذر بالسوء بأنها "معركة حساب مفتوحة".
Walkie-talkie blasts: attacks on Hezbollah kill 20 as Israel says military focus shifting north https://t.co/S17lLTyOLO
— The Guardian (@guardian) September 19, 2024ولا يبدو أي من الجانبين على استعداد للتراجع، مما يثير مخاوف من استمرار وارتفاع وتيرة القصف عبر الحدود، إذ أن صاروخ حزب الله الذي يتسبب في عدد كبير من الضحايا المدنيين في إسرائيل، سواء عن عمد أو من خلال سوء التقدير، من المحتمل أن يؤدي إلى رد إسرائيلي أكثر كثافة، ويخاطر بمزيد من الضحايا المدنيين في لبنان في المقابل.
والأمل هو أن كلا الجانبين يريد تجنب حرب برية أكثر فتكاً، على الرغم من أن ذلك ليس أمراً مؤكداً. قال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، يوم الأحد إنه عندما قتل عقيل، كان هو وقادة آخرون من وحدة رضوان التابعة لحزب الله يناقشون هجوماً مفاجئاً عبر الحدود على إسرائيل، "نفس الهجوم المروع الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)".
وعلى الرغم من انخراط الجيش الإسرائيلي في ما يقرب من عام من القتال المستمر ضد حماس في غزة، إلا أن الصراع لم يكن شديداً كما كان من قبل.
Israeli airstrikes have killed 274 people and wounded over 1,000 others in Lebanon, according to the Lebanese health minister; 21 children and 39 women are among the dead. Thousands of people are fleeing the south. Follow the latest: https://t.co/IN8i0S1tHJ
— DW News (@dwnews) September 23, 2024في الأسبوع الماضي، أعادت إسرائيل نشر فرقتها 98 من غزة إلى الشمال، لكن ما يثير الذعر حقاً هو أنه قد يصل قادة البلاد إلى النتيجة، ويعتبرونها الطريقة الوحيدة لوقف الهجمات الصاروخية، وهي الدخول إلى جنوب لبنان رغم المخاوف التي تحيط بهذه الخطوة.
ويحذر الكاتب من أن حزب الله لديه ما بين 30,000 و 50,000 مقاتل وعدد مماثل في الاحتياط، مشيراً إلى أنها قوة عسكرية أكبر وأكثر قدرة من حماس، التي لا تزال تقاتل على الرغم من ما يقرب من عام من القصف رداً على هجوم 7 أكتوبر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مأوى حزب الله منذ الهجوم إسرائيل مرحلة جديدة الضحايا المدنيين الجيش لبنان حزب الله إسرائيل تفجيرات البيجر في لبنان على الرغم من عبر الحدود حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكان
قال عامل إغاثة يعيش في غزة لصحيفة "آي بيبر" البريطانية إن مزيجا من الخوف وسوء التغذية "شديد الوطأة" جعل السكان "يمشون أحياء كأموات"، بعد أن أصبح القطاع المحاصر أشبه بـ"مشرحة مفتوحة" تفوح منها رائحة الموت.
وأضاف رامز عبيد -وهو أب لطفلين يقيم وسط قطاع غزة ويعمل لصالح منظمة الإغاثة الإسلامية- في حديثه للصحيفة: "يمكنك أن تشم رائحة الموت في كل مكان".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالمlist 2 of 2لوبوان: هل فرنسا سببٌ في الصراع بين كمبوديا وتايلند؟end of listوأشار إلى أن ما يراه كل يوم أطفالا مشردين ينامون في الشوارع والطرقات بعد أن فقدوا عائلاتهم بالكامل، ولا يوجد من يعيلهم. "إنهم يتضورون جوعا ويقضون يومهم بحثا عن الطعام".
ندرة غير مسبوقة
ورغم عمله في المجال الإنساني، يؤكد عبيد أنه بالكاد يستطيع تأمين وجبة واحدة يوميا لأسرته، لافتا إلى أن أسعار الغذاء ارتفعت بشكل جنوني. وقال إن كيسا واحدا من الطحين أصبح يكلف 27 دولارا، "أما وجبة واحدة لعائلة، فقد تكلف 100 دولار".
وأردف قائلا إن اللحوم والدواجن والبيض والخضروات الطازجة اختفت من حياتهم منذ شهور، ليبقى العدس والفول المصدر الوحيد للبروتين.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة لا يتناول الطعام لأيام متتالية، في حين أكد تقرير مشترك لعدة وكالات تابعة للأمم المتحدة أن 90 ألف طفل وامرأة بحاجة ماسة للعلاج من سوء التغذية، وسط انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية والمياه النظيفة.
أما منظمة الصحة العالمية، فوصفت الأزمة بأنها "تجويع جماعي من صنع الإنسان"، بينما قالت أكثر من 100 منظمة إغاثة دولية في بيان مشترك إن أجساد سكان غزة تضمر في ظل الحصار.
الطعام الهم الطاغي
ويقول عبيد إنه نزح مع أسرته 12 مرة خلال الـ20 شهرا الماضية، مضطرا للتنقل من منطقة إلى أخرى هربا من القصف. ويعيش اليوم في شقة صغيرة مع 8 أفراد من عائلته، وهو المعيل الوحيد.
"كل صباح أستيقظ وأنا أتوقع سماع أخبار مؤلمة عن استشهاد أقارب أو أصدقاء. أفتح المذياع وأخاف من سماع أوامر عسكرية جديدة تطلب منا المغادرة مرة أخرى. أول ما أفكر فيه هو: كيف سأطعم عائلتي اليوم؟".
إعلانويتذكر كيف كانت حياته طبيعية قبل الحرب، قائلا: "كان أطفالي يدرسون اللغة الإنجليزية، وكنا نذهب إلى البحر، نزور الأصدقاء. كنا نحلم بمستقبل أفضل لهم". أما اليوم، فـ"الحياة توقفت، ومنزلنا الجميل في خان يونس دُمّر بالكامل ولم يتبق منه شيء، كل شيء دُمّر: المستشفيات والمدارس والبنى التحتية. وفقدت الحياة الآدمية قيمتها فأصبحت أرخص ما في هذه الأرض".
رامز عبيد عامل الإغاثة في غزة: أستيقظ كل صباح.. وأول ما أفكر فيه هو كيف أطعم عائلتي اليوم عراقيل إسرائيلية مستمرةكانت إسرائيل قد فرضت حصارا كاملا على دخول المساعدات إلى غزة منذ مارس/آذار الماضي، قبل أن تستأنف عملياتها العسكرية. ورغم إعلانها لاحقا تخفيف الحصار والسماح بإدخال بعض الشاحنات، فإن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وصف الكميات المسموح بها بأنها "نقطة في بحر مما هو مطلوب بشكل عاجل".
وتتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتحويل المساعدات لصالح أنشطتها العسكرية، في حين تؤكد المنظمات الدولية أن تل أبيب تضع عراقيل مستمرة أمام إيصال المساعدات، وترفض غالبية طلبات التنقل ولا توفر ممرات آمنة.
من جهتها، ادعت هيئة "كوغات" الإسرائيلية -المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات- أن إسرائيل تسمح وتسهّل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أن نحو 4500 شاحنة دخلت مؤخرا القطاع، بما في ذلك شحنات حليب أطفال.
بيد أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ردت على لسان موظفتها في غزة، تيس إنغرام، بالقول إن طلبات التنقل التي تقدمها المنظمة كثيرا ما تُقابل بالرفض، وإنهم لا يحصلون على ممرات آمنة لجمع أو توزيع المساعدات.
ومع استمرار العمليات العسكرية وعرقلة الإغاثة من جانب إسرائيل، تحوّل البحث عن الطعام إلى مخاطرة قد تكلّف المرء حياته. فبحسب المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ثمين الخيطان، لقي أكثر من ألف فلسطيني حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وقال طبيب بريطاني لصحيفة "آي بيبر" -لم تذكر اسمه- إنه يخشى أن يكون الجنود الإسرائيليون يمارسون "لعبة قاتلة" مع الغزيين الجائعين المنتظرين في طوابير المساعدات، حيث يُطلق عليهم الرصاص في أماكن مختلفة من أجسادهم كل يوم.
وفي غزة اليوم، لم يعد الخوف من القصف وحده هو ما يهدد الحياة، بل الجوع أيضا. "أفكر كل صباح في كيفية توفير الطعام لعائلتي.. هذا أكبر همومي"، يقول عبيد. لكن في مكان تحاصره القنابل من السماء والجوع من الأرض، حتى هذه المهمة باتت مستحيلة.
رامز عبيد، مثل آلاف غيره، لا يطالب بشيء أكثر من الحد الأدنى: وجبة لأطفاله، مأوى آمن، وحق في الحياة.