جريدة زمان التركية:
2025-07-31@09:33:28 GMT

ليسوا قراصنة

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

بقلم: دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)-  إن عملية تفجير أجهزة الاستدعاء أو البايجر بما تحمله من اسم تجاري وما تقود إليه من أسماء قد يعني أشياءً كثيرة، ومن هذه الأشياء الهامة عنوان هام مقتضاه أن “مصلحة بعض الدول تأتي قبل وفوق علاقات الصداقة التي تربطها بدول أخرى هامة وتأتي فوق كل الاعتبارات الإنسانية أيضًا”.

والسبب واضح: إن استخدام أجهزة أو معدات مدنية الاستخدام بالأساس ومعدة للاستخدام المدني بالأساس في شن هجمات عسكرية جماعية وقاتلة على حملة تلك الأجهزة وعلى مستخدميها وعلى من قد يكون الى جوارهم في سوق أو متجر أو مطار أو غير ذلك من الأماكن العامة -ودون تمييز حتى بين الأطفال وبين البالغين- لهو عمل عسكري يلتبس بالجريمة الموجهة عمدًا ضد مدنيين -بصرف النظر عن جنسيتهم- في بلد آخر.

وليس نداء بعض الدول إلى إجراء تحقيق دولي في هذا العمل العسكري الذى يستخدم أجهزة مدنية في الاعتداء على المدنيين في بلد آخر وقتلهم وتشوبه أجسادهم وأجساد أطفالهم على مستوى البلاد الا نداء محقا وجديرا بالاعتبار والاهتمام .وهذا بالطبع، اذا كانت هناك إرادة دولية في الحفاظ على الحد الأدنى لنظام عالمي يصارع الموت تحت وطأة عدم الاحترام والتجاهل للقرارات الأممية التي تسعى إلى استيعاب النزاعات والعمل على التوصل الى حلول أو تسويات مقبولة للصراعات، من أجل الوصول إلى الاستقرار وإلى النماء والى حقن دماء الجميع دون تمييز .

إن استخدام أجهزة دارجة الاستعمال المدني في المقام الأول على مستوى العالم منذ عشرات السنين في الهجوم العسكري على بلد معاد، هو عمل يحتاج فعلا الى تحقيق دولي لأنه، على مستو عال من اللامبالاة بمن قد يقتل أو يصاب أو يشوه من مواطني دولة ثالثة أو رابعة أو من عدة دول أخرى لا صلة لها ولا لمواطنيها بالصراع العسكري بين الدول المتحاربة أصلا . وليس التجاهل -لعوامل المصلحة الخاصة وللحسابات العسكرية وغير العسكرية الضيقة- بالحل الأفضل أو المقبول، لأن هذا التجاهل قد يظهر في شكل تصريح أخضر للمعتدى الغاشم ليكرر هجماته القاتلة على الشعوب والدول بنفس الأسلوب أو بأسلوب آخر وباستخدام جهاز مدنى آخر، ما دامت خططه تنجح في اصابة الأهداف المرغوبة دون ثمن.

إن الكبار المتمتعين بقيادة النظام العالمي المصرين على قيادة النظام العالمي ملزمون أيضًا- بمقتضى دورهم القيادي الذي يتمسكون به هم أنفسهم ويحاربون دون التنازل عنه -بأن يثبتوا لشعوبهم وللعالم أنهم جديرون حقا بهذه القيادة العالمية من كافة النواحي وليسوا قراصنة يستولون فقط على ما يريدون ثم يولون الأدبار فرحين بما نهبوا، ويديرون ظهورهم للحقيقة حينما يقوم شريك أو شركاء لهم بالاعتداء على كل القيم وعلى كل القرارات الشرعية. فإن لم يفعلوا، فليعلموا أنهم يكتبون سقوطهم ونهايتهم بأيديهم ويخربون بيوتهم بأيديهم وهم ينظرون.

Tags: البايجرلبنان

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: البايجر لبنان

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن النفس البشرية ليست معصومة من الزلل، بل الخطأ من شيمها، ويستوي في ذلك بنو آدم جميعًا، إلا من اصطفاهم الله لرسالته، فطهَّر قلوبهم من المعاصي. وفي إدراك هذا المعنى طمأنةٌ للنفس، وتسامحٌ معها، وحسنُ ظنٍّ بخالقها إذا رجعت إليه وطلبت منه الصفح والغفران.

واستشهد بما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون» (رواه الترمذي).

أذكار الصباح الواردة عن النبي.. اغتنم ثوابها ورددها الآنما حكم أخذ المرتب بدون عمل؟.. الإفتاء تجيبحكم إجبار الزوجة على الإجهاض؟.. الإفتاء توضححكم معاشرة الزوجة المتوفاة.. الإفتاء: فعل مقزز تأباه العقول.. ومن الكبائر

وأوضح أن هذا العفو يُعين الإنسان على استدراك شؤون حياته بعد وقوعه في الذنب أو المعصية، ويمنعه من أن يتوقف عند شؤم الإحساس المفرط بالذنب فيجلد ذاته، فيتعطّل بذلك عن المسير في الحياة، ويُوقِع نفسه والناس في عنتٍ ومشقة.

وأشار إلى أن الاعتراف بالذنب والتوبة منه من أهم ما يعتمد عليه الدين في إصلاح النفس البشرية، إذ يُعيد إليها طمأنينتها وسكينتها المفقودة. ولأجل ذلك شرع الله الاستغفار من الذنوب، وحضّ عليه النبي ﷺ كوسيلة دائمة، تُساعد المرء على التسامح مع نفسه، والرضا عنها.

ولفت إلى أن السيرة النبوية تحكي العديد من القصص التي تؤكد هذا المعنى، ومثال على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه -فيما أخرجه البخاري ومسلم- أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت!

 قال: «مالك؟» 

قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم.

 فقال رسول الله ﷺ «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، 

فقال: «هل تجد إطعام ستين مسكينًا؟» قال: لا. 

قال: «فمكث النبي ﷺ، فبينما نحن على ذلك، أتى النبي ﷺ بعرق فيها تمر . قال: «أين السائل؟» فقال: أنا. قال: «خذ هذا فتصدق به». فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي. 

فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال: «أطعمه أهلك».

فهذا الصحابي جاء إلى النبي ﷺ وهو مرتجف، يشعر أنّه وقع في مصيبة مهلكة لا مخرج له منها.

فأخذ النبي ﷺ يُهدّئ من روعه، ويُعينه على الخلاص، فعدّد له مسالك التكفير عن الذنب واحدة تلو الأخرى، فلم يستطع أداء أيٍّ منها. حتى آل الأمر إلى أن أخذ كفارة ذنبه ليطعم بها أهله الفقراء، ممّا يُوضّح أن العقوبة أو الكفارة مقصودة لتصفية نفس المذنب، ومساعدته على العفو عن نفسه، وأنها شرعت لأجل الندم والرجوع عن الخطيئة، وقد تحقق هذان الأمران في نفس الصحابي، فضحك النبي ﷺ وأعطاه العرق وصرفه.

ويلاحظ في هذا الحديث أن مسالك التكفير عن الذنب تظهر في صورة أعمال تكافلية يعود نفعها على المجتمع كله، وأن النبي ﷺ ببساطته وسماحته، سهل على المؤمن سبيل السكينة والعفو عن ذاته، كي يُقبل على عمله وإعمار الحياة بقلبٍ منشرح، لا قلق فيه ولا توتر.

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ، أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ» (البخاري).

 وفي هذا الحديث تربية على التسامح مع الآخرين، والفرح بعودتهم نادمين على خطئهم. فالله رب العالمين يفرح بتوبة عبده إذا شعر بضعفه، واستشعر عظيم جرمه في حق خالقه، الذي لا يضره ذنب، ولا تنفعه طاعة، وإنما فرحه وشكره ورضاه راجع للعبد فضلا وإحسانا. وقد استخدم النبي ﷺ ضرب المثل البليغ وسيلة تربوية، وضمنه معنى التسامح مع النفس ومع الآخرين، وحث فيه المسلم على التوبة والرجوع عن الخطيئة.

طباعة شارك المسلم التوبة التصالح مع النفس التصالح مع الاخرين علي جمعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • هل تساعدك أجهزة تتبع النوم فعلا؟ إليك ما يقوله الخبراء
  • بعد زلزال روسيا المدمر.. خبير زلازل تركي يحذّر
  • وزير التراث الإسرائيلي: الرهائن ليسوا أولوية
  • علي جمعة: الرضا والتسليم والتوكل مفاتيح النجاة في عالم يملكه الله
  • افتتاحية: عن الفلسفة الضائعة من سياق حياتنا
  • التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
  • الدفع بـ 6 سيارات إطفاء لإخماد حريق مخزن فى مصر الجديدة.. صور
  • اندلاع حريق داخل مخزن فى مصر الجديدة
  • امرأة أميركية مكّنت قراصنة كوريا الشمالية من اختراق 300 شركة
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين