موسم «السبلايز».. قائمة المستلزمات المدرسية تنهب جيوب المصريين.. منظفات و«ديتول» وورق حراري أحدث طلبات المدارس العام الحالي.. وأولياء الأمور: «ارحمونا»
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«موسم السبلايز».. تحولت المستلزمات المدرسية إلى أحد المواسم التى ترهق جيوب المصريين خلال السنوات الأخيرة، نتيجة لاتجاه الغالبية العظمى من المدارس الحكومية والخاصة لعمل قائمة طويلة من المستلزمات التى يجب على كل طالب إحضارها مع بداية العام الدراسي.
وتحولت قائمة المستلزمات المدرسية أو «السبلايز» فى الآونة الأخيرة إلى كلمة سيئة السمعة نتيجة لتدخل بعض المدارس لزيادة العديد من العناصر التى تدخل ضمن الاحتياجات الأساسية للمدرسة وليس للطالب، وبدلا من أن تطلبها المدارس فى شكل تبرعات عينية للمدرسة أصبحت ضمن قائمة المستلزمات الإجبارية على أولياء الأمور، بل واتجهت بعض المدارس لفرض مجموعة من الطلبات التى ترهق أولياء الأمور بل وتضيف أعباء مالية على المواطنين.
"البوابة" اطلعت على مجموعة من القوائم الخاصة بمستلزمات للمدارس الحكومية والخاصة، وتراوحت أصناف القائمة بين ٣٥ إلى ٦٠ صنف مختلف وتنوعت ما بين الأقلام والكراسات وغيرها من الأدوات والمستلزمات المدرسية العادية، فى حين احتوت قوائم "السبلايز" على العديد من الأصناف المبالغ فيها سواء بطلب أنواع مستوردة من كراسات الرسم الخاصة بطلاب الهندسة والتى يتراوح أسعارها ما بين ١٢٥ جنيها وتصل إلى ٥٠٠ جنيه، ولم تكتفِ المدارس بذلك بل شملت قائمة المتطلبات أوراق للتغليف الحرارى والتى نعتمد عليها المدارس فى أعمالها الإدارية ولا علاقة لها بمستلزمات الدراسة ولا يستخدمها الطالب فى يومه الدراسي.
قائمة المستلزماتالمنظفات أيضا كان لها نصيب الأسد داخل قائمة مستلزمات الطلاب، وضمن إحدى قوائم "السبلايز" طلبت إحدى المدارس الحكومية وهى المدرسة الرسمية الدولية بمدينة أكتوبر IPS، قائمة منظفات "HYGIENE SUPPLIES" تحتوى على أعداد كبيرة، حيث طلبت المدرسة ٦ زجاجات غسول للأيدى تتراوح سعر الواحدة من ٢٥ إلى ٤٥ جنيهًا، و١٢ بكرة مناديل تواليت مضغوطة بسعر يتراوح من ١٠٠ إلى ١٣٥ جنيها، و٣ زجاجات مطهر أسطح "ديتول" ٥٠٠ مللي، والتى يتراوح سعرها من ١٢٥ حتى ١٨٠ جنيها حسب النوع والتركيز، وعبوتان من المناديل المبللة وأقل علبة يبدأ سعرها من ٢٥ جنيها، و٦ علب من ٥٥٠ مناديل ورقية سعر العبوة الواحدة ٣٠ جنيهًا، بواقع ١٨٠ جنيهًا، ومعقم لليدين (١٠٠٠ مل) والتى يتراوح سعرها من ٧٠ إلى ٩٥ جنيها للعبوة، وأخيرًا عبوة بخاخ معطر للهواء.
كل تلك المستلزمات تطلبها المدارس من كل طالب الأمر الذى يشكل كميات كبيرة جدًا لا تكفى مدرسة واحدة بل تكفى للمدرسة والأحياء التى تقع بها المدرسة.
شكاوى أولياء الأمور"البوابة" تحدثت إلى عدد من أولياء أمور الطلاب للتعرف على ميزانية المستلزمات المدرسية لهذا العام فى عدد من المدارس.
فى البداية، يقول محسن محمود، ٣٣ سنة، وهو ولى أمر لطالب بالمدرسة الرمسة الدولية، إن المبالغة فى الأعداد والأصناف كانت السمة السائدة لقائمة "السبلايز" هذا العام، فلم يعد المشكلة فى طلبات المدارس بفرض أنواع بعينها أسعارها بل امتد لزيادة أعداد الأصناف.
ويضيف "محسن" – وهو اسم مستعار حيث رفض الأب ذكر اسمه فى التحقيق تخوفًا من إجراءات عقابية ضد أولاده من قبل إدارة المدرسة- أنه فى العام الماضى اقتصرت الطلبات المتزايدة من قبل المدرسة على طلب ٢ عبوة من ورق الطباعة ٥٠٠ ورقة، على الرغم من أن المدرسة اخذت مننا ورق الطباعة وأجبرتنا على طباعة التكليفات اليومية للطلاب طوال العام، فهل ورق الطباعة الذى قمنا بتسليمه للمدرسة كان تبرعًا منا لصالح المدرسة ولن يستفيد منه طلابنا.
ويتابع: "طوال العام الماضى كانت المدرسة ترسل رسائل إلكترونية لطباعة التكليفات التى من المفترض أن تطبعها المدرسة وتسلمها للطلاب على غرار مثيلاتها من المدارس، إلا أننا تحملنا كافة تكاليف الطباعة، ولذلك اضطررت لشراء طابعة وكميات كبيرة من الأوراق بعد أن ارتفعت تكاليف الطباعة فى المكتبات والمطابع المختلفة مع غلاء أسعار الورق".
وأكمل "محسن" حديثه لـ"البوابة" قائلا: "هذا العام وجدنا العديد من الأصناف داخل قائمة المستلزمات والمعروفة بأنها باهظة الثمن، وعلى سبيل المثال كراسات الرسم الكبيرة A٣ والتى اشترطت المدرسة أن نشترى نوع مستورد منها يتراوح سعرها من ١٢٥ حتى ٤٠٠ جنيه، بالإضافة إلى طلب كميات كبيرة من المنظفات مصل ٦ زجاجات غسول الأيدى و٣ من الديتول وكميات كبيرة من المناديل، لماذا كل هذه التكاليف هل المواطن فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة بحاجة، لميزانية إضافية يخصصها لقائمة السبلايز، فبالنسبة إلى وأن أب لطفل واحد تكلفت أكثر من ٢٠٠٠ جنيه كقيمة إجمالية لمستلزمات المدرسة هذا العام، مع العلم أننى اضطررت للاستغناء عن بعض الماركات والأصناف المعروفة أو استبدالها بأخرى رخيصة السعر من أجل توفير جزء من النفقات.. داعيا المدارس إلى مراعاة الظروف الاقتصادية للأسر المصرية.. ارحمونا".
والتقطت طرف الحديث، أسماء همام، ولى أمر طالبة بإحدى المدارس الخاصة بمنطقة القاهرة الجديدة، والتى أكدت أن المدارس بلا استثناء هذا العام ترفع شعار المبالغة ولا شيء غيرها، وهو أقل ما يوصف بقائمة العذاب".
وأضافت "همام" فى حديثها لـ"البوابة": "السبلايز السنادى حاجة غريبة فعلى سبيل المثال طلبت مننا المدرسة أصناف من ورق التغليف الحرارى وهو شيء لا يستخدمه سوى العاملون فى مجال الطباعة، ولم يكن موجود بالإضافة إلى أنه مستورد وأسعار العبوة الواحدة تتراوح من ٣٠٠ إلى ٥٠٠ جنيه وتحتوى على ١٠٠ ورقة، وهو أحد الطلبات غير المبررة، فالمدرسة تطالب كل طالب بإحضار عبوة ١٠٠ ورقة من الورق الحرارى المغلف وسعره فى المتوسط ٤٠٠ جنيه وإذا افترضنا أن الصف الدراسى الواحد ١٠٠ طالب وفى المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال فقط ٧ صفوف دراسية، فهل تستخدم المدرسة ٧٠ ألف ورقة حرارية فى العام الواحد، أم أن المدرسة تتاجر فى هذه المستلزمات.. احنا مش عارفين".
ولم يقتصر الأمر على الطلبات الغريبة بل زيادة أعداد المستلزمات الطبيعية فلماذا تطلب المدرسة ٣ علب ألوان خشبية طويلة سعر الواحدة منها تتراوح من ٥٠ إلى ٧٠ جنيها للعلبة الواحدة من كل طالب، هل تستهلك الأنشطة كل هذا الكم من الألوان، على الرغم أن الأطفال خلال العام الماضى أحضروا علبة واحدة وكانت كافية طوال العام، نفس الوضع بالنسبة للأقلام والكراسات واشتراط أن تكون الكراسات بأحجام كبيرة مثل كراسات التلوين A٣ والتر يزيد سعر الواحدة عن ١٢٥ جنيها، وكشكول المدرسة ليكون A٤ بدلا من الكشكول العادى للمواد الدراسية وسعر الكشكول الواحد لهذا الحجم من ٢٠ إلى ٣٥ جنيها حسب عدد الورق والنوع، فى حين يتراوح سعر الكشكول فى المقاس الطبيعى من ٦ إلى ١٠ جنيهات.
واختتمت حديثها قائلة: "السبلاسز هذا العام تكلفت ٣٤٠٠ جنيه لطفلة واحدة، فمال بالك لو أسرة تشمل ٣ أطفال فهى محتاجة ميزانية منفردة مع بداية العام الدراسي".
ميزانية "السبلايز"وتتباين القيمة الإجمالية لقائمة المستلزمات المدرسية "السبلايز" من مدرسة إلى أخرى فما بين المدارس الدولية والخاصة التى تسجل متوسط قائمة السبلايز فيها عدة آلاف من الجنيهات، وتسجل فى المدارس الخاصة واللغات بين ألفين، و٣ آلاف بينما المدارس الحكومية ربما لا تقل عن ألف عن تلك القائمة التى لا بديل عنها سنويًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السبلايز المستلزمات المدرسية المدارس المستلزمات العام الدراسي المستلزمات المدرسیة أولیاء الأمور یتراوح سعر هذا العام سعرها من کل طالب
إقرأ أيضاً:
بعد كارثة المدرسة الدولية.. سؤال برلماني حول سياسات حماية التلاميذ
وجّه النائب محمد عبد الله زين الدين عضو مجلس النواب سؤالاً إلى محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، محذّرًا من «غياب الدور الحقيقي للوزارة» تجاه التلاميذ المتضررين في واقعة المدرسة الدولية، مؤكداً أن الأطفال ما زالوا في منازلهم «دون أي خطوات فعلية من الوزارة لحمايتهم أو تقديم الدعم النفسي لهم»، بحسب ما أكده فريق دفاع الضحايا.
وقال «زين الدين» في سؤاله الموجّه للوزير إنّ ما ورد على لسان دفاع الضحايا بأن الوزارة «اكتفت بالاتصالات الهاتفية لمعرفة تطورات القضية» دون التدخل الميداني، يعدّ قصورًا خطيرًا لا يتناسب مع حجم الواقعة ولا مع مسؤولية الوزارة تجاه أبنائها.
وأضاف قائلاً : «هل يكفي أن تصدر الوزارة بيانات وتصريحات إعلامية بينما التلاميذ المتضررون يعيشون حالة رعب وخوف داخل منازلهم؟ أين التدخل الحقيقي؟ وأين الدعم النفسي؟» مؤكداً أنه يتفق تمامًا مع ما طرحه فريق الدفاع بشأن ضرورة تحرك عاجل وجاد من الوزارة، لأن المسؤولية المجتمعية والمؤسسية للدولة لا تسمح بالاكتفاء بالمشاهدة أو التعليق من بعيد.
وتقدم النائب محمد زين الدين ب 5 تساؤلات للوزير وهى :
1. لماذا لم تنتقل لجان من الوزارة إلى المدرسة وأسر الضحايا حتى الآن لتقييم الوضع وحماية الأطفال؟
2. هل اكتفت الوزارة حقًا بالاتصالات الهاتفية فقط؟ وما سبب عدم اتخاذ إجراءات فعلية على الأرض؟
3. هل تم توفير أي دعم نفسي متخصص للتلاميذ المتضررين؟ ومن المسؤول عن تأخر هذا الدعم؟
4. ما هي الإجراءات التي اتخذتها الوزارة تجاه إدارة المدرسة؟ وهل تم فتح تحقيق تربوي شامل؟
5. ما خطة الوزارة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث؟ وهل سيتم مراجعة سياسات الأمان والانضباط داخل المدارس الخاصة؟
مطالباً من الوزير تشكيل وحدة تدخل سريع داخل الوزارة لتتحرك فور وقوع أي حادث يخص الطلاب، وتضم متخصصين في الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني وإعداد بروتوكول إلزامي للدعم النفسي في جميع المدارس ليتلقى الطلاب الدعم فور تعرضهم لأي صدمة أو واقعة خطيرة مع مراجعة وتحديث معايير الأمان والانضباط في المدارس الخاصة والدولية وتشديد الرقابة الميدانية بدلاً من الاكتفاء بالتقارير الورقية وتدريب المعلمين والإدارات على التعامل مع الأزمات المدرسية بمشاركة خبراء في علم النفس والتربية ، بالإضافة إلى إنشاء خط ساخن مباشر للطلاب وأولياء الأمور لتلقي الشكاوى المتعلقة بالعنف أو الإساءات داخل المدارس، مع ضمان سرية كاملة ، خاصة أن حماية الأطفال ليست ترفًا إداريًا أو ملفًا ثانويًا، بل واجب وطني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل.