البطولة: الجيش الملكي يتصدر الترتيب عقب انتصاره برباعية نظيفة على النادي المكناسي
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
التحق الجيش الملكي بفرق الصدارة، عقب الانتصار برباعية نظيفة على النادي المكناسي، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الأربعاء، على أرضية الملعب البلدي بالقنيطرة، في اختتام مؤجلات الجولة الثانية من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
وبدأ الفريق العسكري المباراة في جولتها الأولى وكله عزم على افتتاح التهديف مبكرا، ومن تم البحث عن أهدافا أخرى، أو الحفاظ على تقدمه، لكسب النقاط الثلاث، والالتحاق بفرق الصدارة، لمواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية محليا وقاريا، بعدما تأهل لدور مجموعات دوري أبطال إفريقيا بعد غياب دام لـ17 سنة، في الوقت الذي حاول النادي المكناسي الوصول إلى شباك الخياطي، لتحقيق انتصاره الأول هذا الموسم.
وتمكن الجيش الملكي من افتتاح التهديف في الدقيقة 27 عن طريق اللاعب يوسف الفحلي، واضعا فريقه في المقدمة، ومجبرا النادي المكناسي على الاندفاع بأكبر عدد من اللاعبين، بغية إدراك التعادل قبل نهاية الجولة الأولى، إلا أن كل محاولاته باءت
بالفشل، جراء غياب النجاعة الهجومية، في الوقت الذي استمر العساكر في نهجهم الهجومي، إلى أن تمكنوا من إضافة الهدف الثاني عند الدقيقة 34 بفضل اللاعب زكرياء أجوغلال.
واستمر الفريق العسكري في مناوراته، متمكنا من إضافة الهدف الثالث عن طريق اللاعب أمين زحزوح عند الدقيقة 43، في الوقت الذي لم يفلح النادي المكناسي في الوصول إلى شباك الخياطي، نتيجة غياب النجاعة الهجومية، وكثرة التمريرات الخاطئة في وسط الميدان، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم الجيش الملكي بثلاثية نظيفة.
ولم يتغير شيئا في الجولة الثانية، بعدما واصل الجيش الملكي هجماته، مسجلا الهدف الرابع في الدقيقة 56 عن طريق اللاعب توميسونغ أوريبونيي، بينما استمر النادي المكناسي في تحصينه الدفاعي، تجنبا لتلقي أهدافا أخرى مع مرور الدقائق، مع اعتماده على الهجمات المرتدة، لعلها تهدي له هدفا أولا لحفظ ماء الوجه، علما أنه يبحث عن انتصاره الأول هذا الموسم.
واتجهت المباراة في اتجاه واحد، صوب حارس النادي المكناسي، بحثا عن الهدف الخامس من قبل الجيش الملكي، حيث كان قريبا من تحقيق مبتغاه في أكثر من مناسبة، لولا تسرع لاعبيه في التسديد أو التمرير، بعد الوصول لمربع العمليات، في الوقت الذي لم يستطع الوافد الجديد على قسم الصفوة، مجاراة النسق العالي للعساكر، لتنتهي بذلك المباراة بانتصار رفاق ربيع حريمات برباعية نظيفة.
ورفع الجيش الملكي رصيده إلى ست نقاط « العلامة الكاملة »، في صدارة البطولة الاحترافية، بفارق الأهداف عن اتحاد طنجة الوصيف، ونهضة بركان الثالث، فيما تجمد رصيد النادي المكناسي عند النقطة الواحدة في المركز 14، علما أن الفريق العسكري تنقصه مباراة أمام الدفاع الحسني الجديدي عن الجولة الثالثة، سيلعبها يوم الأربعاء الثاني من دجنبر المقبل، بداية من الساعة الرابعة عصرا، على أرضية ملعب العبدي بالجديدة.
كلمات دلالية البطولة الاحترافية الجيش الملكي النادي المكناسيالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: البطولة الاحترافية الجيش الملكي النادي المكناسي النادی المکناسی فی الوقت الذی الجیش الملکی
إقرأ أيضاً:
د. ثروت إمبابي يكتب: البيوجاز في قرى مصر: طاقة نظيفة من قلب الريف
تعاني مصر منذ سنوات من أعباء متزايدة نتيجة الاعتماد الكبير على استيراد الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات المواطنين، خاصة في المناطق الريفية. وفي الوقت نفسه، تمتلك قرانا ثروة مهدرة من المخلفات الحيوانية والزراعية التي تُترك دون استغلال، رغم أنها تمثل مصدرًا غنيًا للطاقة إذا ما أُحسن توظيفها. ومن هنا تبرز فكرة إنشاء وحدة بيوجاز في كل قرية مصرية باعتبارها حلاً عمليًا وذكيًا يجمع بين البعد الاقتصادي والبيئي، ويقدم نموذجًا للتنمية المستدامة التي تبدأ من الريف.
تعتمد فكرة البيوجاز على تكنولوجيا بسيطة نسبيًا، حيث تُستخدم المخلفات العضوية – كروث الحيوانات، وبقايا المحاصيل، ومخلفات الطعام – في إنتاج غاز حيوي يمكن استخدامه في الطهي والتدفئة والإضاءة، إلى جانب إنتاج سماد عضوي عالي الجودة يُساهم في تحسين التربة وزيادة إنتاجية الأرض الزراعية. هذه العملية لا تتطلب تعقيدات تقنية كبيرة، بل يمكن تنفيذها بسهولة في القرى من خلال نماذج صغيرة أو متوسطة الحجم، تلائم طبيعة كل منطقة وكثافتها السكانية والحيوانية.
إن تنفيذ هذا المشروع على نطاق واسع داخل القرى المصرية يحمل في طياته فوائد عديدة. فمن ناحية، يساهم في تقليل الاعتماد على الغاز المستورد، ويخفف العبء المالي عن الدولة في ظل الارتفاع العالمي المستمر في أسعار الطاقة. ومن ناحية أخرى، يُوفر مصدرًا طاقيًا مستدامًا ومجانيًا للأسر الريفية، مما يرفع من جودة حياتهم ويقلل نفقاتهم الشهرية. كما أن التخلص الآمن من المخلفات العضوية ينعكس بشكل إيجابي على الصحة العامة والبيئة، حيث يُحد من انتشار الأمراض ويقلل من التلوث الناتج عن الحرق العشوائي أو التكدس.
على مستوى الدولة، يُعد تعميم استخدام وحدات البيوجاز في الريف خطوة استراتيجية لتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، ووسيلة فعالة لخفض فاتورة الاستيراد، وتقليل الدعم الحكومي للطاقة، مما يتيح توجيه الموارد نحو مجالات أكثر إلحاحًا كالصحة والتعليم. أما على المستوى المحلي، فإن المشروع يُسهم في خلق فرص عمل جديدة في تركيب وصيانة الوحدات، وتوفير مصدر دخل إضافي من خلال بيع الفائض من السماد العضوي أو الغاز، فضلًا عن تعميق ثقافة الإنتاج بدلًا من الاستهلاك.
ومع ذلك، فإن تنفيذ المشروع يواجه عدة تحديات، لا يمكن تجاهلها. من أبرزها ضعف الوعي المجتمعي بأهمية وحدات البيوجاز وجدواها الاقتصادية والبيئية، خاصة في بعض القرى التي تفتقر إلى الثقافة البيئية. كما تمثل تكلفة التأسيس الأولية عقبة أمام بعض الأسر، مما يستدعي تدخلًا حكوميًا أو مجتمعيًا لتوفير الدعم المالي المناسب. كذلك هناك حاجة ماسة لتدريب الكوادر الفنية القادرة على تركيب وتشغيل وصيانة هذه الوحدات، إلى جانب ضرورة وجود تشريعات مرنة تُشجع على إنشاء مثل هذه المشروعات وتضمن استدامتها.
ورغم هذه التحديات، إلا أن الفرص المتاحة لإنجاح المشروع كبيرة وواعدة. فالمبادرات القومية مثل “حياة كريمة” تمثل منصة مثالية لتضمين وحدات البيوجاز ضمن مشروعات تطوير القرى. كما أن التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية يمكن أن يُسهم في تطوير نماذج محلية منخفضة التكلفة ومرتفعة الكفاءة. كذلك يُمكن للقطاع الخاص والجمعيات الأهلية أن تلعب دورًا محوريًا في التمويل والتوعية، مما يعزز من فرص التطبيق السريع والفعّال لهذه الفكرة.
إن تحويل هذه الرؤية إلى واقع لا يتطلب سوى الإرادة والتنظيم. ويمكن البدء بعدد محدود من النماذج التجريبية في القرى ذات الكثافة الحيوانية المرتفعة، على أن يتم تقييم النتائج ثم التوسع تدريجيًا. فنجاح المشروع في قرية واحدة يمكن أن يُصبح نموذجًا يُحتذى به، ويُقنع المجتمعات الأخرى بإمكانية الاعتماد على أنفسهم في إنتاج الطاقة. ومن ثم، تتحول قرى مصر من مستهلكة للطاقة إلى منتجة لها، بما يُرسّخ قيم الاستقلال والإنتاج ويُساهم في بناء اقتصاد وطني قائم على الابتكار واستغلال الموارد المتاحة.
ومن واقع التجربة والاطلاع على نماذج مماثلة في دول أخرى، أرى أن فكرة إنشاء وحدة بيوجاز في كل قرية ليست مجرد حلم، بل مشروع قابل للتنفيذ إذا ما تم إدراجه ضمن خطط الدولة للتنمية المستدامة. إنه استثمار طويل الأمد في الإنسان والبيئة والاقتصاد. بل أعتبره مشروعًا وطنيًا يُسهم في تعزيز الأمن الطاقي، وتحقيق العدالة البيئية، ورفع كفاءة الريف المصري اجتماعيًا واقتصاديًا.
ولذلك، أدعو الجهات المعنية إلى التعامل مع هذه الفكرة بمنظور استراتيجي، يبدأ من التوعية ويمر بالدعم الفني والمالي، وصولًا إلى التطبيق الفعلي على الأرض.