قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس، إنه يؤيد الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المدمرة في بلده ما دامت ستنهي "احتلال" قوات الدعم السريع لأراض في السودان، متهما دولا في المنطقة بتقديم التمويل والأسلحة والمرتزقة لقوات الدعم دون تسمية أي منها.

وأكد البرهان، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الطريق نحو إنهاء  الصراع في السودان يتطلب أولاً وقبل كل شيء وضع حد للأعمال العدائية وانسحاب الميليشيات من جميع المناطق التي تحتلها حاليًا وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم وإيصال المساعدات الإنسانية لكل من هم بحاجة لها.

وأضاف البرهان في كلمته أن إنهاء الأعمال العدائية يجب أن يتزامن مع عملية سياسية شاملة تسمح برؤية التحول السياسي، وتجنب استئناف الحرب والانقلاب المحتمل، مشدداً على "التزام القوات المسلحة السودانية بتحقيق التحول الديمقراطي وبحق الشعب السوداني في اختيار قيادته وأنها ترفض العودة إلى النظام السابق الذي رفضه الشعب السوداني، ومستمرة بالعمل على تسهيل عملية انتقال السلطة لحكومة مدنية والسعي إلى السلام، من خلال العمل مع جميع المجموعات التي تخلت عن سلاحها."

وأكد أن الحكومة السودانية على استعداد للمشاركة في كل المبادرات التي من شأنها أن تساعد في وضع حد لهذه الحرب. و أنها تدعم أي مبادرة تحترم مبدأ الملكية الوطنية وتضع حداً لسيطرة و"احتلال هذه الميليشيات المتمردة للأراضي السودانية وتضمن كرامة الشعب السوداني"، و أن هذه هي الشروط الأساسية للعودة إلى الديمقراطية.

وشدد البرهان في كلمته على "التزام الحكومة السودانية بتسهيل المساعدات الإنسانية وحماية القوافل الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني وبالاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي والتدابير الرامية إلى حماية المدنيين، خاصة عندما تكون النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا من الانتهاكات المرتكبة في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات."

كما حث الأمم المتحدة على تحمل مسؤوليتها خاصة في ما يتعلق بحماية الدول النامية في مواجهة بعض الدول التي "تريد السيطرة على ثرواتها عبر استخدام القوة و المال"، محذراً من أن العديد من الأزمات، بما في ذلك الأزمة المستمرة في السودان، هي نتاج لسياسة المعايير المزدوجة والتوجهات السياسية القائمة على ممارسة القوة والابتزاز الاقتصادي، و أن الأمم المتحدة  لم تنجح في ردع الذين يتحدون إرادة شعوبهم وإرادة الأمم، ويهددون السلم والأمن الدوليين.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما، الأربعاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، منددا بـ"تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا"، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق دقلو المعروف بحميدتي.

وفي آخر هجوم كبير في فبراير،  استعاد الجيش معظم مدينة أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم، وجزء من الخرطوم الكبرى.

وقد اتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية والنهب وقطع المساعدات الإنسانية الحيوية.

وفي سبتمبر أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقا للمبعوث الأميركي الى السودان توم بيرييلو.

كما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي نحو 20 في المئة من السكان، بسبب القتال أو أجبروا على اللجوء إلى دول مجاورة. وتسبّب النزاع بأزمة إنسانية هي من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على الإمارات

بعثة السودان، أكدت أن تجاهل المجتمع الدولي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع شجعتهم على التمادي.

فيينا: التغيير

طالبت الحكومة السودانية، المجتمع الدولي بما أسمته “الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ” بتكثيف الضغوط على دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحميلها مسؤولية العدوان على السودان، وتصنيف “مليشيا الدعم السريع” كياناً إرهابياً.

وتتهم الحكومة السودانية بقيادة الجيش بدعم وتمويل قوات الدعم السريع في حربهما الممتدة منذ ابريل 2023م، فيما تصر أبوظبي على أن دورها لا يتجاوز المساعدات الإنسانية ومساعي إيجاد الحل السلمي، دون انحياز لأحد طرفي النزاع.

تجاهل دولي

وقدمت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالنمسا أمس، إحاطة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بفيينا حول الأوضاع الإنسانية بالبلاد، شهدت استعراض مقاطع فيديو وصور تبرز جانباً من الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وآخر التطورات في الساحة.

وشددت البعثة، على أن مذبحة كلوقي في جنوب كردفان الأسبوع الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من 120 مدنيا غالبيتهم من الأطفال والنساء لن تكون المذبحة الأخيرة ما لم يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه من وصفتهم بـ”المتمردين” وراعيتهم الإقليمية.

وذكّرت بأن تجاهل المجتمع الدولي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية “التي ارتكبها المتمردون منذ بداية تمردهم في ابريل 2023 شجعتهم على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والفظائع غير المسبوقة”- حسب وصفها.

وتطرق مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة بفيينا السفير مجدي أحمد مفضل، إلى آخر المستجدات خلال الأسابيع الأربعة الماضية وعلى رأسها مذبحة كلوقي واكتشاف جانب من الفظائع المروعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بالفاشر عبر صور الأقمار الصناعية وإفادات الناجين من المدنيين، ومواصلة استهداف محطات الكهرباء وقوافل المساعدات الإنسانية واستخدامهم للمرتزقة.

دعم جهود الحكومة

ولفت المندوب إلى ما كشفه مدير معمل الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية حول المعلومات التي نقلوها لمجلس الأمن بشأن مذبحة الجنينة في يونيو 2023 وتحذيرهم من احتمال مواجهة الفاشر لذات المصير، وتأكيده أن بعض الفاعلين الدوليين يرون أن مصالحهم الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية مع “الراعي الإقليمي للتمرد” أهم لهم من أرواح المدنيين في السودان لذلك لم يولوا ملف السودان الاهتمام الذي يستحقه، علاوة على قرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على كيانات وأفراد كولومبيين متورطين في تجنيد المرتزقة الكولومبيين للقتال بجانب المليشيا المتمردة.

ودعا المندوب إلى دعم جهود حكومة السودان مع سكرتارية الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستعادة خدمات العلاج الإشعاعي للأورام بالمعهد القومي للسرطان بجامعة الجزيرة، ودعم الإعلان المشترك بين حكومة السودان ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بشأن برنامج التعافي الصناعي للبلاد، ودعم جهود إعادة إعمار المؤسسات ذات الصلة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي ومحاربة الجريمة المنظمة عابرة الحدود والمخدرات والإرهاب وتهريب الأسلحة.

الوسومالإمارات الجيش السوداني السودان الفاشر بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية حرب ابريل 2023م دارفور فيينا قوات الدعم السريع كردفان كلوقي مجدي أحمد مفضل معمل الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية

مقالات مشابهة

  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • حرب وأوبئة ومجاعة..أزمة ثلاثية طاحنة تضرب الشعب السوداني
  • جوتيريش: الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان ترقى إلى جرائم حرب
  • غوتيريش يدين هجوم الطائرات المسيّرة على قوات الأمم المتحدة في السودان
  • بعد مسيرات داعمة للجيش.. البرهان «يشكر» السودانيين ويطلق تعهدات
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقتل جنود أمميين في كادقلي
  • قتلى في هجوم استهدف مبنى للأمم المتحدة بالسودان
  • السودان.. 6 قتلى على الأقل في ضربة استهدفت مبنى للأمم المتحدة
  • السودان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على الإمارات
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي