تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يجلس عم فكري كل صباح داخل كوخ بسيط، حيث يبدأ العمل في همة ونشاط، ليحافظ على صنعة الأباء والأجداد في صناعة الجريد، يتأمل بشغف واجتهاد ليصنع عشرات من الكراسي والطاولات والأقفاص، وأمامه "قرمة" من الخشب مثبتة على الأرض من جريد النخيل ، ممسكا بأدواته وعدده البسيطة "مطرقة وسكين ومجردة وملقاط"، ليشكل قطعا فنية يدوية متنوعة.

صناعة الجريد من المهن التي مهما مرت عليها الأيام لا تندثر لحاجة السوق دائما لعدايات الخضار والفاكهة التي تعرف بإسم “القفص" 

تحدثت البوابة نيوز مع أقدم صانع لمنتجات النخيل.

يحكي عم فكري سعد صاحب الـ63 عاما، عن عمله في صناعة جريد النخيل  ، قائلا: بدأت حرفتي كصانع جريد النخيل في إحدى الورش بالقرية، والتي هي من أكبر قرى البدرشين زراعة للنخيل وصناعة الجريد.

 يجلس عم فكري كل صباح داخل كوخ بسيط،  يبدأ العمل في همة ونشاط، ليحافظ على صنعة الأباء والأجداد في صناعة الجريد، يتأمل بشغف واجتهاد ليصنع عشرات من الكراسي والطاولات والأقفاص، وأمامه "قرمة" من الخشب مثبتة على الأرض ، ممسكا بأدواته وعدده البسيطة "مطرقة وسكين ومجردة وملقاط"، ليشكل قطعا فنية يدوية متنوعة.

عن حال المهنة وما وصلت اليه  صناعة  جريد النخيل قال :  "حرفة صناعة منتجات جريد النخيل صامدة بمراحل تصنيع يدوية كاملة، وتشكل مصدر رزق لعدد من صنايعية الجريد، تقاوم بمهارة وحرفية وأدوات بدائية بسيطة متوارثة لتحافظ على الهوية الريفية.

وتابع عم فكري: "لم استكمل تعليمي وكان كل أملي البحث عن مهنة حرفية أتعلمها وأواصل مسيرتي فيها، لم أعرف حرفة غيرها ، تعلمتها وتعلقت بها ومع مرور الأيام أتقنتها حتى أصبحت صنايعي مشهور وأمتلك ورشتي الخاصة. موضحا: "تخصصت في بداية عملي في صناعة أقفاص الخضروات والفاكهة والطيورمن جريد النخيل   وبعد أن كبرت في العمر اتجهت إلى الفنيات وتصنيع الأعمال التي تتطلب إتقان وحرفية أكثر كالكراسي والترابيزات، حتى أصبح عملي مقتصرا عليهما".

واستطرد : "  صناعة الجريد نعتمد على ما تنتجه القري من إنتاج النخيل "الشوبك والمرازيق وسقارة وميت رهينة" من الجريد في موسم الحصاد، والذي يبدأ من شهر سبتمبر وينتهي في شهر أكتوبر من كل عام، علما بأن سعر الجريد "عدد 1000 جريدة" يتراوح ما بين 1000 و1500 جنيه تقريبا.
يقول عن بدء العمل داخل الورشة من الساعة 8 صباحا حتي أذان العصر: "أنا شغال بمفردي، بنزل وبحكم سني دلوقتي ممكن أصنع كرسيين في اليوم، بصنع واركن ولو الزبون طلب أي كمية بأنواعها ومقاساتها بعملها، وببيع الكرسي الواحد بـ185 جنيها، شغلي مطلوب ولي أسم في السوق في البدرشين والقرى المحيطة وحلوان.

 

مراحل تصنيع جريد النخيل  

وعن مراحل التصنيع، أفاد عم فكري: "نبدأ في نشر الجريد فى الهواء، وهي أولى خطوات التصنيع، حيث تترك للتليين نحو 10 أيام في فصل الصيف وما يقرب من 20 يوما في فصل الشتاء ، ثم تليها مرحلة تقطيع الجريد لأطوال وأحجام متنوعة وتقشيره وتنظيفه باستخدام السكين وتقسيمه إلى قطع باستخدام الساطور.

حيث بشتغل في الكرسي الواحد 12 مقاسا مختلفين، القصير والطويل، الطويل لأنه بيدخل في صناعة للتكيات والقوايم والباقي منه بعمله مقعد للكرسي، تقطيع الجريد وتخريمه مش بيتم عشوائي، أي غلطة الكرسي ما يركبش، فالكرسي الواحد بياخد في تركيبه حوالي 25 جريدة".

وأشار عم فكري إلى أن مرحلة التليين مهمة لتسهل المراحل الأخري مثل أعمال الصنفرة والتقطيع والتثقيب والتركيب، "لازم الجريدة تنضج الأول و"تطقطق" علشان الكرسي لما، الجريدة لازم تاخد وقت 15 يوما في الشمس في الأول ولما تنشف المياه منها وتلين نبدأ نخرمها".
وتابع: "مهنة صناعة منتجات الجريد بكل ما فيها من مراحل تحتاج إلى حرفي يمتلك مهارة فنية وقوة عضلية؛ للوصول إلى منتج أفضل في الإتقان والجودة، "أنا شغال بآلة حادة، لو سرحت واتشتت تركيزي ولو للحظة ممكن أجرح إيدي واعرض نفسي لأذى".

واختتم: "ماليش إلا هي وما قدرش أشتغل غيرها".. بهذه الكلمات اختتم عم فكري قائلا: "عندي 9 أبناء، 7 بنات وولدين، الحمدلله إني لسة قادر أكمل وأكافح، ولو كان في العمر بقية هكمل شغل وكفاح، ولو عمري انتهى في أي لحظة الحمدلله.. قضيت رسالتي علي أكمل وجه".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صناعة الجريد جريد النخيل النخيل البدرشين صناعة الجرید جرید النخیل فی صناعة

إقرأ أيضاً:

انطلاق منصة "وجود": مكتبة فنية أصيلة ومطبوعة ورقمية تعانق الإبداع وتؤطر المستقبل

في قلب العاصمة الرياض، وعلى مسرح الانفتاح الثقافي والرقمي، انطلقت اليوم رسميًا منصة "وجود" كمنارة فنية تجمع بين الأصالة والابتكار، لترسم بخطى راسخة خارطة جديدة للفنون البصرية عربيا وعالميا، وجود ليست مجرد منصة رقمية، بل فضاء ينبض بالإبداع، يحتضن الأعمال الفنية التشكيلية والخط العربي والصور الفوتوغرافية، ويُحيي تراثًا بصريًا ثريًا عبر شراكات مع مبدعين من كافة الأفق.

وشهد حفل التدشين حضورًا لافتًا لعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية، إلى جانب نخبة من الفنانين والمبدعين والمصورين من مختلف مدن المملكة، ممن أثروا المشهد الفني بمشاركاتهم، وأكد الحضور على أهمية "وجود" كمنصة واعدة تسهم في تعزيز الوصول إلى الفنون وتوسيع نطاق تداولها عبر الوسائط الرقمية الحديثة.

تمكين وإبداع في عالم الفن الرقمي

من جانبه، أوضح الأستاذ خالد بامحمد، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"مجموعة أيقونات"، والتي تمتلك عدد من المشاريع والمنصات الثقافية الأخرى منها منصة اطبع ومنصة سماوي. أن "منصة وجود" تنطلق تحت مظلة المجموعة وتسعى منذ لحظتها الأولى إلى بناء منظومة رقمية متكاملة تخدم الفنانين بمختلف شرائحهم، وأكد أن "وجود" لا تقتصر على عرض أعمال كبار الفنانين فقط، بل تفتح المجال أمام المواهب الصاعدة لعرض أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع محليًا وعالميًا.

وأشار بامحمد إلى أن المنصة ستعمل على تعزيز التعاون مع الفنانين والمعارض الفنية، من خلال تقديم حلول رقمية تسهم في تسويق وبيع الأعمال الفنية بكفاءة، سواء كانت أصلية (لوحات أو مجسمات) أو مطبوعة أو بصيغ رقمية مرخّصة تضمن حماية حقوق الملكية الفكرية.

وأضاف أن المنصة تتيح للفنانين التحكم الكامل بأسعار أعمالهم، إلى جانب نظام آلي لمتابعة المبيعات وتحصيل العوائد بشكل شهري ومنظم، بما يضمن شفافية العملية وحفظ حقوق المبدعين، معتبرًا حضور نخبة من الفنانين والفنانات من مختلف مدن المملكة خلال حفل التدشين، يؤكد على أن "وجود" منصة جامعة تتجاوز الحدود الجغرافية، وتسعى إلى تمكين الفن من الوصول إلى حيث يجب أن يكون.

الأعمال الفنية الأصيلة

محمد علامة، المدير التنفيذي لـ "وجود"، أوضح أن المنصة أطلقت قسمًا مخصصًا للأعمال الفنية الأصيلة، يمكّن الفنانين من عرض لوحاتهم، مجسماتهم، ومنحوتاتهم بطريقة احترافية، إلى جانب قسم خاص بالمشاريع الفنية، يتيح للأفراد والجهات تنفيذ أعمالهم الفنية عبر خدمات احترافية تقدمها المنصة.

وأضاف: "نهدف لأن نكون الشريك الإبداعي الأمثل لكل فنان أو جهة تسعى لتحويل أفكارها الفنية إلى واقع ملموس، عبر منصة تجمع بين الاحترافية والرؤية المعاصرة".

عن منصة وجود

"وجود" منصة إلكترونية وسيطة ومكتبة فنية ضخمة انطلقت من السعودية، تحتضن تشكيلة واسعة من الأعمال التشكيلية، الخطوط العربية، والصور الفوتوغرافية، مستفيدة من شراكات مع فنانين ومصورين سعوديين من جميع أنحاء العالم.

المنصة تمثل جسراً يربط بين المبدعين وجمهورهم، مُفعمة برؤية تضع حقوق الفنانين في صميمها، وتقدم تجربة متكاملة تمزج بين الحماية القانونية والحرية الفنية، لتفتح آفاقًا أرحب للتداول والاقتناء في عصر التحول الرقمي.

انطلاق منصة "وجود"انطلاق منصة "وجود"انطلاق منصة "وجود"انطلاق منصة "وجود"انطلاق منصة "وجود"انطلاق منصة "وجود"انطلاق منصة "وجود"

انطلاق منصة "وجود"

الرياضمنصة وجود

مقالات مشابهة

  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • ناقدة فنية:أفلام عيد الأضحى لا تختلف كثيرًا عما كان معروضا في عيد الفطر
  • حلقة عمل بدبا تناقش الإدارة المتكاملة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء
  • إنطلاق موسم طناء النخيل في شمال الشرقية
  • فنية تمريض تُنهي حياتها بـ«حبة الغلة» في ظروف غامضة بالبحيرة
  • انطلاق منصة "وجود": مكتبة فنية أصيلة ومطبوعة ورقمية تعانق الإبداع وتؤطر المستقبل
  • الرمادي يلقي محاضرة فنية على لاعبي الزمالك قبل المران
  • راندا فكري: الأكل في الحب.. لغة جديدة للكلام اللي القلب مش عارف ينطقه
  • المتاحف كجسور للثقافة.. فعالية ثقافية فنية بالمتحف القومي للحضارة
  • ملّاك النخيل بالأحساء يتلقون معلومات مهمة للتعامل الآمن مع المبيدات