تجمع العلماء: للعمل على توفير كل المستلزمات الضرورية للنازحين
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
اعتبرت الهيئة الادارية في "تجمع العلماء المسلمين" أن "الحرب التي يشنها العدو الاسرائيلي على محور المقاومة دخلت في مسار استثنائي قد يتجه بالمنطقة برمتها نحو الحرب الشاملة التي يريد من خلالها بنيامين نتنياهو جر الولايات المتحدة الأميركية الى التورط في هذه الحرب تمهيدا لتخلصه من المأزق الذي يعيش فيه نتيجة عدم قدرته على تحقيق الأهداف التي اعلنها منذ بداية طوفان الأقصى لا في غزة ولا في لبنان ووصل في سبيل تحقيقها الى تجاوز كل القيم الإنسانية والحضارية بارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ وارتكابه لجريمة البايجر والأجهزة اللاسلكية التي تعتبر جريمة حرب موصوفة بكل المعايير القانونية يجب ان يعاقب عليها كل المسؤولين عنها".
ولفتت في بيان اثر اجتماع استثنائي، الى أن "الحرب التي تخوضها اسرائيل ضد لبنان أجبرت أهالي الكثير من المناطق خاصة في الجنوب والضاحية الى النزوح، ما افرز ازمة إنسانية تفرض على الدولة اللبنانية القيام بواجباتها تجاه التعامل معها وتأمين مستلزمات العيش الكريم لهم في اماكن نزوحهم في المدارس وأماكن العبادة وغيرها من أماكن الايواء، وهذا ما لم يحصل حتى اليوم، مع شكرنا للمؤسسات الأهلية التي بادرت للتصدي لمواجهة هذه المشكلة وهم لن يستطيعوا تأمين الكفاية ما لم تقم الدولة بواجباتها".
وحيا التجمع "المقاومة الإسلامية على المواجهات البطولية التي تخوضها اليوم في ساحات الجهاد وقصفها لمناطق حساسة في الداخل الفلسطيني وصولا الى حيفا وما بعد حيفا، وهي وان التزمت الى الآن بالتعامل مع اهداف عسكرية الا ان توسع الحرب سيفرض عليها ان تتجاوز الأهداف العسكرية الى غيرها المؤثرة في تراجع العدو عن استمراره في قصف الأهداف المدنية".
ودعا "الدولة اللبنانية الى القيام بواجباتها تجاه معالجة مشاكل النازحين والعمل على توفير كل المستلزمات الضرورية لتحملهم للظروف الصعبة للنزوح".
وشكر "كل جمعيات المجتمع المدني والهيئات الروحية المسيحية والإسلامية التي قامت وتقوم بمساعدة النازحين وتأمين كل ما تستطيع تأمينه لأجل صمودهم في أماكن نزوحهم"، داعيا "الأهالي الموجودين في أماكن النزوح لتقديم المساعدات اللازمة التي يمكن ان تتوفر لهم لتعزيز صمود النازحين". وإذ حذر التجمع من "قيام بعض الموتورين بالعمل على إشاعة أجواء فتن مذهبية ورفع شعارات مشبوهة خدمة لأهداف العدو"، دعا الى "عدم الرد عليها بما يعمق الأزمة"، وطالب "الدولة اللبنانية بالقيام بواجباتها في ملاحقة هؤلاء واعتقالهم وكشف مشغليهم الذين سيكتشف بعد التحقيق معهم انهم ينفذون مخططا استخباريا اسرائيليا".
وأخيرا، أعلن "إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمتابعة التطورات والمستجدات".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من التردد في حسم معضلات الحريديم وإيران وغزة
في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال سلسلة من الأزمات الداخلية والخارجية، تظهر أمامها ثلاث معضلات أساسية: تجنيد الحريديم، استمرار الهجمات على إيران، ونهاية الحرب في غزة، وكل منها يحمل مخاطر شديدة عليها من جميع الاتجاهات، مما يجعلها بحاجة إلى ما يسميها الاسرائيليون "لحظة بن غوريون" التي تتمثل بخيار التحرر من الجمود القاتل في جميع المجالات، والتردد في اتخاذ القرارات.
الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد السابق لسلاح الجو، أكد أن "الدولة تواجه قرارات حاسمة وعاجلة، وكل طريق تختاره يحمل مخاطر وتحديات جديدة، ومع ذلك، فإن القيادة الحقيقية تلتزم باتخاذ القرارات، حتى عندما يكون من الواضح أن كل واحدة منها تشكل حلاً وسطاً محفوفاً بالمخاطر".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "قضية تجنيد اليهود المتشددين تتصدّر أجندة الرأي العام، لأن عدم التعبئة في صفوفهم قد تخلق عبئاً تنظيميا على الجيش، وتعمق الانقسام الاجتماعي، بل وربما تؤدي لاستيلاء مسياني على الجيش، حيث يطيع الجنود الحاخامات بدلاً من قادتهم، كما قد يؤدي لانهياره تحت وطأة العبء، وإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد، وتوسيع الصدع في الدولة لأبعاد لا يمكن إصلاحها، ولذلك فإن التسويف المستمر، وانعدام القدرة على اتخاذ القرار يخلقان واقعاً فوضويا على الأرض".
وأشار إلى أن "القضية الثانية تتمثل بالهجوم على إيران الذي شكل نجاحا عسكريا، لكنه لم يحقق بعد النتيجة الاستراتيجية المرجوة، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات إضافية، فإن إنجازات القوات الجوية قد تذهب أدراج الرياح، في حين أن تجدد الهجوم يحمل مخاطر جدية على الصعيدين العسكري والسياسي، ولكن في غياب القيادة التي تدفع نحو استئناف المفاوضات، وتستغل الإنجازات العسكرية لإنجاز تسوية سياسية مع الإيرانيين، فقد نشهد تلاشي فعالية العملية الناجحة".
وأوضح أن "المعضلة الثالية تكمن في مسألة إنهاء الحرب في غزة، بزعم أن وقف القتال قد يسمح لحماس بالتعافي، وتشكل مرة أخرى تهديدا كبيرا، وعلى النقيض من ذلك، فإن السيطرة الكاملة للجيش على القطاع ستجعل الجنود هدفاً سهلاً للمقاتلين، وتعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر، وتفرض عبئاً هائلاً في شكل الحكم العسكري والتهجير والاستيطان".
وأضاف أن "الدولة التي تضم بالفعل 2.25 مليون من فلسطينيي48 داخلها، و3.5 مليون آخرين في الضفة الغربية، ستضيف لسيطرتها ومسؤوليتها 2.25 مليون آخرين في غزة، إضافة لأربعة ملايين لاجئ منتشرين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، مما يعني وقوعها في فخ، لأن تردد الحكومة، وخوفها، يكمن في أن يؤدي وقف الحرب لتقويض استقرار التحالف الحكومي".
وحذر أنه "إذا امتد الأمر إلى حلول التهجير والاستيطان في غزة، فلن يواجه معارضة الأغلبية الإسرائيلية فحسب، بل قد يتحول لكارثة، مما يستدعي إحياء تراث بن غوريون في اتخاذ القرارات الشجاعة، رغم المخاطر الكامنة فيها، وتتمثل في وقف الحرب، وإعادة الرهائن على الفور، لأن المخاطر لن تختفي على أي حال، وستبقى حالة عدم اليقين، لكن معظم المشاكل سيكون من الأسهل حلها، وستكون الدولة قادرة على التعامل مع المشاكل المتبقية".