بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة تنظم فعالية “اليوم الأوروبي للّغات”
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، أمس “الخميس”، بالتعاون مع المعاهد الثقافية الوطنية التابعة للاتحاد الأوروبي في الدولة، وعدد من السفارات الأوروبية، فعالية “اليوم الأوروبي للّغات”
وجمعت الفعالية الأطفال والعائلات عشاق اللغات من جميع الأعمار بهدف تعزيز التنوع اللغوي والتبادل الثقافي والتفاهم بين الشعوب، وأتاحت للحضور فرصة التعرف على مختلف اللّغات الأوروبية، وكيفية الانخراط في الدورات التعليمية.
وقالت سعادة لوسي بيرجر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، في كلمتها الافتتاحية، إن “اليوم الأوروبي للّغات” فرصة هامة لتوثيق العلاقات بين الثقافات والشعوب في الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أن تعزيز تعلّم اللغات والتبادل الثقافي يسهم في بناء جسور التفاهم المتبادل وتعميق العلاقات بين الجانبين.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. تجربة ملهمة وريادة تؤكدها الأرقام
لمياء الصديق(أبوظبي)
تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة طفرة نوعية في تبنّي الذكاء الاصطناعي، جعلتها واحدة من أبرز الدول عالمياً في هذا المجال، ليس فقط من حيث الاستراتيجيات والرؤى، بل بالأرقام التي تؤكد حجم التقدم وسرعته. فمنذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي عام 2017، حرصت الإمارات على دمج التقنيات المتقدمة في مختلف القطاعات الحيوية بما يعزّز الإنتاجية، ويرفع كفاءة الخدمات، ويعزّز موقع وريادة الإمارات في خريطة التقنية عالمياً.
من الرؤية إلى الاستراتيجية: ملامح ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي
التجربة الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي تنطلق من رؤية وطنية شاملة ترسّخ التحول نحو اقتصاد معرفي متكامل. عملت دولة الإمارات على بناء منظومة متكاملة تشمل توطين التقنيات المتقدمة، وتنمية الكفاءات البشرية، وتطوير بنية تحتية رقمية رائدة قادرة على دعم هذا التحول. كما ساهم الانسجام بين السياسات الحكومية الطموحة ومبادرات القطاع الخاص في خلق بيئة خصبة جعلت من الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، خصوصاً في القطاعات الحيوية ذات الأثر الواسع مثل: الطاقة، والنقل، والخدمات الحكومية، والخدمات المالية والتعليم والصحة وغيره.
معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أكد في قمة «بريدج 2025»، أهمية تبني نهج استباقي في وضع الأطر التشريعية العالمية للذكاء الاصطناعي، وضرورة مواكبة سرعة تطور التقنيات بقوانين واضحة وفعالة، تمكن الدول والحكومات من التعامل مع التحديات المستقبلية بجاهزية وكفاءة عالية بعيداً عن الاستجابة المتأخرة، أو القرارات الآنية.
اقرأ أيضاً..الإمارات تقود المنطقة في تبنِّي الذكاء الاصطناعي بالمتاجر الإلكترونية
بدايات الرؤية الرقمية والتحول الحكومي
قبل إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي، استثمرت الإمارات بكثافة في التحول الرقمي. على مدار سنوات، طوّرت بنية تحتية رقمية قوية، ووسعّت من توفر الخدمات الإلكترونية الحكومية، مما مهد الطريق لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقد أدركت الإمارات مبكراً أن الذكاء الاصطناعي سيكون أحد الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
اقرأ أيضاً..عمر سلطان العلماء أول قائد دولي من الشرق الأوسط في عضوية إدارة «مجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي»
وأكدت الإمارات أن التحول الرقمي هو أساس مستقبل الإمارات، وإن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون حاضرًا في الحياة اليومية والخدمات الحكومية.
ملامح استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية 2031
في 21 أبريل 2019، اعتمد مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
تهدف استراتيجية الذكاء الاصطناعي إلى تحويل الإمارات إلى دولة رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر إنشاء منظومة متكاملة تدعم الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية.
تتمحور الاستراتيجية حول ثمانية أهداف استراتيجية تم تحديدها بعناية بحسب أولويات التنمية في الدولة.
من بين أهداف استراتيجية الذكاء الاصطناعي:
بناء سمعة الإمارات كوجهة رائدة للذكاء الاصطناعي.تعزيز الأصول التنافسية في القطاعات الأساسية مثل الطاقة والصحة والنقل.جذب المواهب.تعزيز الحوكمة والبيانات.
تنسجم هذه الاستراتيجية أيضًا مع "مئوية الإمارات "2071، التي تسعى إلى جعل الدولة من أفضل دول العالم بحلول عام 2071. كما عينت الإمارات وزير دولة للذكاء الاصطناعي في رؤية طموحة للتواجد ضمن موقع ريادي في مجال الذكاء الاصطناعي عالمياً.
الإمارات.. ريادة عالمية في خريطة الذكاء الاصطناعي
تشهد الإمارات مرحلة جديدة من تسارع الاستثمارات والمشروعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، معتمدة على استراتيجيات وطنية متقدمة تهدف إلى دمج أحدث التقنيات في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدماتية، بما يسهم في تعزيز تنافسيتها على الخارطة العالمية بين الدول الأكثر تقدماً في التقنيات الحديثة.
اقرأ أيضاً..عمر العلماء: نجاحنا في الذكاء الاصطناعي سيحفز الجميع على المضي قدماً
لعبت مجموعة "جي 42" وشركاتها التابعة دورًا محوريًا في هذا الزخم من خلال تطوير حلول ذكية ومبتكرة، تعزز من قدرات الدولة في توطين التكنولوجيا، وتمكين الاستدامة، حيث تنشط الشركات مجتمعة في قطاعات متنوعة تشمل تقديم خدمات متقدمة في الصحة والطاقة والأمن السيبراني والثقافة والتعليم والخدمات الرقمية، وغيرها من القطاعات التي تعكس ريادة الإمارات في سرعة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
بلغ حجم الاستثمارات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر من 543 مليار درهم منذ عام 2024 حتى الآن، منها 100 مليار درهم مخصصة لمشروع "ستارجيت الإمارات" و180 مليار درهم استثمارات خارجية، ما يعكس قوة حضور الدولة في الأسواق العالمية.
شركة مايكروسوفت أعلنت استثمارات بقيمة 17 مليار دولار في دولة الإمارات خلال الفترة من 2023 إلى 2027، فيما ضخت شركة KKR العالمية نحو 5 مليارات دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل الدولة. هذه الأرقام تمثل دليلاً واضحًا على الثقة الدولية المتزايدة بقدرات الإمارات الرقمية.
ارتفع عدد المبرمجين في الدولة إلى أكثر من 450 ألف مبرمج بعد أن كان الهدف 300 ألف بحلول عام 2025، بزيادة قدرها 376.9% مقارنة بعام 2020.
الإمارات جاءت في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث نسبة العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بعدد السكان، وفقًا لتقرير لينكد إن بالتعاون مع جامعة "ستانفورد" في عام 2023، مما يعكس النضج الكبير في بيئة المواهب التقنية بالدولة.
58 %من أفراد المجتمع في الإمارات يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف أنواعها، لتصبح الدولة في المرتبة الأولى عالميًا في معدل الاستخدام المجتمعي لهذه التقنيات، متقدمة على الدول ذات الدخل المرتفع.
منحة طحنون بن زايد للتميز في الذكاء الاصطناعي
منحة طحنون بن زايد للتميز في الذكاء الاصطناعي مبادرة طموحة تهدف إلى تمكين العقول الشابة والموهوبة لتكون شريكاً فاعلًا في تشكيل المستقبل، وتعزيز مكانة الإمارات وجهة رائدة في طليعة مشهد الابتكار العالمي.
أُطلقت (منحة طحنون بن زايد للتميز في الذكاء الاصطناعي) – بمبادرة من سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ورئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة – لدعم الطلاب المتميزين من طلبة البكالوريوس في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
تمكين 350 طالبًا على مدى ست سنوات:
تبدأ المنحة في العام الأكاديمي (2025–2026)، وتهدف إلى دعم 350 طالب بكالوريوس من المتميزين أكاديميًا على مدى ست سنوات، وفق معايير دقيقة تشمل: الكفاءة العالية في الرياضيات، ومهارات القيادة وريادة الأعمال، والجدارة الأكاديمية والتميز العلمي.
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في طليعة المشهد الأكاديمي
تعد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الأولى من نوعها في العالم المتخصصة بالكامل في الذكاء الاصطناعي. تمثل نموذجاً رائداً لمؤسسات التعليم العالي التي تضطلع بدور محوري في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي.
تهدف جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إلى بناء القدرات الوطنية في مجال تنمية المواهب والبحث العلمي والابتكار، بما يسهم في دعم "الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031" وترجمتها على أرض الواقع في مجالات التعليم والاقتصاد والمجتمع.
الرؤية الاستراتيجية للجامعة ترتكز على محاور رئيسة تشمل استقطاب وتطوير أفضل المواهب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ودفع الأبحاث المتقدمة في القطاعات ذات الأولوية الوطنية، وتمكين الابتكار من خلال الشراكات وريادة الأعمال.
تصنف جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي،من بين أفضل 10 جامعات في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في إعداد جيل جديد من قادة الذكاء الاصطناعي.
لم تقتصر جهود الإمارات على جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بل امتدت لتشمل العديد من الجامعات الأخرى التي أدمجت الذكاء الاصطناعي في برامجها الأكاديمية.
التعليم: مناهج المستقبل يقودها الذكاء الاصطناعي
تعد دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً التي تدرج الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية ضمن مناهج التعليم المدرسي.
اقرأ أيضاً..عمر العلماء: الإمارات تقود نهجاً استباقياً لتنظيم الذكاء الاصطناعي عالمياً
وزارة التربية والتعليم أكدت أن إدراج مادة الذكاء الاصطناعي في جميع الصفوف من رياض الأطفال حتى الثاني عشر، لن يكون مجرد تجربة تعليمية جديدة، بل مشروع وطني متكامل يخضع للمتابعة الدقيقة والتطوير المستمر. كما بدأت الجهات التعليمية في دمج الذكاء الاصطناعي داخل الفصول الدراسية والمنصات الافتراضية.
7 مجالات رئيسية لمادة الذكاء الاصطناعي:
يغطي منهج مادة الذكاء الاصطناعي 7 مجالات رئيسية، تشمل المفاهيم الأساسية، والبيانات والخوارزميات، واستخدام البرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات الواقعية، والابتكار وتصميم المشاريع، إلى جانب السياسات والارتباط المجتمعي، مع مراعاة الفئات العمرية المختلفة وطبيعة المهارات والمعارف التي تتطلبها كل مرحلة دراسية.
مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت» العالمية، أطلق «مسار المعلمين» ضمن مسارات مبادرة مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي، لتأهيل مليون شخص بمهارات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات بحلول عام 2027.
«مسار المعلمين» يهدف إلى تمكين الكوادر التعليمية بمفاهيم مجال الذكاء الاصطناعي، ومعرفة الأدوات الحديثة والاستفادة من إمكانات هذا المجال، ودعم جهود القطاع التعليمي وتطوير مخرجاته بما يتماشى مع جهود الدولة لبناء جيل من المعلمين القادرين على قيادة التحول الرقمي في التعليم.
الذكاء الاصطناعي في حياة الناس: تطبيقات واقعية
تأثير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات امتد ليشمل مختلف القطاعات الحيوية، مما يعزز التنمية المستدامة ويحسّن جودة الحياة ويرسخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتحول الرقمي.
الصحة:
بفضل رؤيتها المستقبلية الطموحة، تواصل الإمارات سعيها إلى تحويل الذكاء الاصطناعي من تجارب إلى جزء أساسي من التشغيل اليومي في المستشفيات وقطاع الرعاية الصحية.
تعتمد وزارة الصحة ووقاية المجتمع على أنظمة تحليل بيانات المرضى والتنبؤ بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
كما تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في قراءة الأشعة والتصوير الطبي، ما يقلل من الأخطاء البشرية ويُسرّع عملية التشخيص.
سجلت منشآت صحية في الدولة نجاحات جراحية غير مسبوقة منها أول زراعة مزدوجة لكليتين بالروبوت، وأول زراعة رئة روبوتية.
الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح مستقبل الخدمات الحكومية
تسعى الإمارات إلى تقديم خدمات حكومية أكثر فاعلية، مع تحسين الكفاءة وتقليل البيروقراطية، عبر تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الحكومي وصناعة المستقبل.ونجحت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ في تطبيق الذكاء الاصطناعي في أنظمتها الداخلية، وتعمل على توسيعه ليشمل تطبيقات المتعاملين بهدف تسهيل رحلتهم وإسعادهم من خلال مشاريع مبتكرة تعكس ريادتها في مجال التحول الرقمي.
كما تُستخدم الروبوتات والتقنيات الذكية في معظم الجهات الحكومية لاختصار الإجراءات وتقليص زمن إنجاز الخدمات.
أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، نظام «إنجازاتي» المُبتكر لإدارة أداء موظفي الحكومة الاتحادية، في إطار جهودها لتعزيز توجّهات حكومة دولة الإمارات، في تبنّي حلول ذكية فعالة تدعم كفاءة الأداء الحكومي وترفع مستويات الإنتاجية، وتسهم في تحفيز ومكافأة الإنجازات المتميزة، وتنسجم مع مستهدفات تصفير البيروقراطية.
يُمثّل «إنجازاتي»، منظومة ذكية متكاملة، معززة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تتيح للموظفين والمسؤولين المباشرين إدارة الأداء بسلاسة وشفافية، مع إمكانية متابعة الأهداف الملهمة وتوثيق التغذية الراجعة بشكل دوري وفعّال، حيث يُسهم الذكاء الاصطناعي ضمن النظام الجديد في صياغة مستهدفات أكثر دقة وواقعية، من خلال تقديم مقترحات ذكية تتوافق مع طبيعة الدور الوظيفي لكل موظف.
وزارة الموارد البشرية والتوطين حققت إنجازات ريادية في مجالات التحول الرقمي، وإدراج إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الخدمات، وتسريع مسيرة الريادة الحكومية، وحصلت على العديد من الجوائز المهمة في مجالات تصفير البيروقراطية الحكومية عبر كفاءة الإنجاز، ومستوى الابتكار والتكامل الذي تحققه في الخدمات.
وبلغت نسبة الإنجاز 100% في 52 خدمة ضمن المرحلة الثانية من مشروع تصفير البيروقراطية، بعد استكمال إنجاز المرحلة الأولى، وتم تقليص زمن إنجاز المعاملة من 30 يوم عمل إلى 5 أيام فقط، وتحويل بعضها إلى خدمات آنية يتم الحصول عليها مباشرة، وتقليص الزيارات، ما يعكس تحولا رقميا جذريا في الخدمات الحكومية.
تستهدف وزارة الموارد البشرية والتوطين تقديم 100 % من خدمات الخط الأول للجمهور من خلال الذكاء الاصطناعي، ودمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100 % في الخدمات الطبية، والأمنية الخاصة بتحديد الهوية، وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الوظائف الروتينية، القيادة، من خلال تعيين المجلس الاستشاري للذكاء الاصطناعي، وإصدار قانون حكومي بشأن الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، وتطوير أول وثيقة عالمية لتحديد الضوابط الضامنة للاستخدام الآمن والسليم للذكاء الاصطناعي.
مدن المستقبل بلمسة الذكاء الاصطناعي
بات التحول إلى المدن الذكية محل اهتمام عالمي في السنوات الأخيرة، ما جعلها تزداد ذكاء يوماً بعد يوم، والمدن الذكية مساحات سكنية مستدامة تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لجمع البيانات الرقمية من القاطنين والأجهزة والأصول لإدارة الموارد المتاحة بكفاءة أكبر.وتصنف الإمارات ضمن أوائل الدول التي دعمت هذا الاتجاه العالمي.
تُستخدم المدن الذكية مجموعة واسعة من التطبيقات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز المعرفة والابتكار، وخفض التكاليف واستخدام الموارد، وتحسين بيئات المعيشة والعمل، وزيادة التواصل بين الحكومة والمواطنين من أجل زيادة رفاهية المجتمع.
تشكّل أبوظبي ودبي معاً نموذجاً إماراتياً رائداً في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة، ما جعل الدولة في طليعة الدول، التي تبني مدن المستقبل وفق معايير إنسانية وتكنولوجية متقدمة.
المنازل الذكية في الإمارات: حضور في الميدان الرقمي
عززت دولة الإمارات حضورها في ميدان العالم الرقمي وتبني التكنولوجيا المتقدمة، وانعكس ذلك على تصميم وبناء المنازل الذكية، التي تعد أحد أبرز التوجهات المستقبلية التي تمزج بين الرفاهية والاستدامة من خلال تجهيز هذه المنازل بأنظمة الإضاءة والتكييف والتدفئة وأنظمة الترفيه السمعية والبصرية وأجهزة التلفزيون والحواسيب، بالإضافة إلى الأمن وكاميرات المراقبة التي يمكن ربطها جميعاً والتحكم بها من خلال شبكة الإنترنت.
النقل الذكي والقيادة الذاتية واقع ملموس
تُرسِّخ أبوظبي مكانتها كأول عاصمة في المنطقة تبني منظومة متكاملة للنقل الذكي والأنظمة الذاتية براً وبحراً وجواً، مدعومة بإطار تشريعي متقدّم وبنية رقمية متطورة.
وتبرز إنجازات الإمارة، من مشروع المركبات الذاتية في جزيرتي ياس والسعديات، إلى تشغيل التاكسي الجوي الكهربائي، وإطلاق مجمّع صناعة المركبات الذكية في مدينة مصدر، كدلائل على انتقال أبوظبي من مرحلة التجربة إلى مرحلة الريادة التشغيلية العالمية. هذا التوجّه لا يعكس فقط نجاحاً تقنياً، بل يعبّر عن رؤية استراتيجية شاملة تقودها القيادة الرشيدة، نحو اقتصاد قائم على المعرفة، وتنمية مستدامة، ومدينة ذكية قادرة على مواكبة المستقبل.
تبنت أبوظبي استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في إدارة المرافق العامة وصيانة الحدائق والمباني الحكومية.وطورت الإمارة النظام الآني للإدارة الذكية للسلامة المرورية الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة الطرق وتحليل البيانات الميدانية لحظياً، ما يسهم في الاستجابة السريعة للحوادث والحد من الاختناقات المرورية.
دبي.. المدينة الأذكى عالمياً
تسير دبي بخطى ثابتة نحو التحول إلى المدينة الأذكى عالمياً في جميع القطاعات، بما يواكب متطلبات العصر ويلبي احتياجات المستقبل ويعزز مسيرة التحول الرقمي في الإمارة.
وانسجاما مع رؤية القيادة الرشيدة في الارتقاء بجودة الحياة في دبي وتعزيز تنافسيتها، لتكون المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة في العالم تواصل إمارة دبي ترسيخ مكانتها العالمية من خلال توفير بيئة محفزة للابتكار بتوظيف التقنيات الحديثة في كافة المجالات وتعزيز الخدمات الذكية التي تشمل مختلف مرافق الإمارة وقطاعاتها الحيوية، وفق منظومة استثنائية شاملة لتعزيز مكانتها عاصمة رقمية عالمية بارزة وبما يسهم في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية لمضاعفة حجم اقتصاد دبي وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم خلال عشر سنوات.
إمارة دبي حققت إنجازاً بارزاً في رحلتها نحو التحول الرقمي، حيث قفزت إلى المركز الرابع عالمياً في مؤشر IMD للمدن الذكية 2025. مع تصدرها المرتبة الأولى عربياً وآسيوياً.
تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة واقتصاد المستقبل
أطلقت دولة الإمارات عدداً من الاستراتيجيات مع بداية هذا القرن، محققة السبق بتأسيس قواعد راسخة لاقتصاد المستقبل القائم على المعرفة، وتحقيق نمو مستدام يرتكز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والقدرات والكفاءات المميزة.
وارتأت الإمارات أن اقتصاد المستقبل يرتكز على الصناعات المتقدمة القائمة على العلوم والتكنولوجيا، من خلال الاستثمار بشكل متزايد في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو، وغيرها من المجالات المرتكزة على التقنيات.
ويُعدّ الذكاء التوكيلي فئة جديدة من الأنظمة الذكية القادرة على التفكير الذاتي والتعلّم المتكيّف، ما يمهّد لتحوّل نوعي في كيفية إدارة المصارف للمخاطر، ومنع الاحتيال، وتقديم تجارب مصرفية مصمّمة وفق احتياجات العملاء.
أكدت دراسة أجرتها وكالة «فيستا» للذكاء الاصطناعي، أن دولة الإمارات تشهد تحوّلاً رقمياً واسعاً مدفوعاً بنمو التجارة الإلكترونية وتغير سلوك المستهلك وارتفاع توقعاته تجاه سرعة التصفح وجودة التجربة وتعدد اللغات. وركّزت الدراسة حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة أن تتحول إلى أدوات لإعادة صياغة مستقبل التجارة الإلكترونية في الدولة.
وأظهرت نتائج الدراسة، أنه وفقاً لتوجّهات السوق في 2024–2025، أصبح المستهلك في الإمارات، يفضّل الشراء عبر الهاتف بنسبة تتجاوز 80%، وأن أي ثانية إضافية في التحميل تخفِّض المبيعات بنسبة قد تصل إلى 30%.
في قطاع الطاقة تواصل شركات مجموعة "أدنوك" تستمر في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي على امتداد أعمالها للمساهمة في تعزيز النمو ورفع كفاءة أداء عملياتها التشغيلية.
وجاء تركيز الشركات المدرجة على إدماج أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في أعمالها بالتزامن مع تحقيقها أداءً مالياً قوياً خلال النصف الأول من عام 2025، مما يؤكد قوة وتنوع محفظة أعمال "أدنوك" ومساهمتها في خلق وتعزيز القيمة للمساهمين.
وتأتي أداة "MEERAi" في مقدمة أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها "أدنوك"، حيث تساهم في تمكين الإدارة التنفيذية من اتخاذ قرارات مدروسة بشكل أسرع وأكثر فاعلية استناداً إلى بيانات يتم الحصول عليها في الوقت الفعلي.
وتساهم أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي التي تطبقها شركات "أدنوك" المدرجة على امتداد عملياتها في رفع الكفاءة، وخفض الانبعاثات، والارتقاء بتجربة العملاء. استطلاع أجرته "ألفيا"، المنصة التكنولوجية المتخصصة في إدارة الثروات ومقرها أبوظبي، كشف عن أن حوالي 73% من المستثمرين في دولة الإمارات يعتزمون اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي كبديل للمستشارين البشريين، بينما أكد 70.8% تقريبا ثقتهم بهذه التقنيات لإدارة محافظهم الاستثمارية.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن السوق على أعتاب مرحلة تحول. يساهم الإقبال القوي للمستثمرين، والتشريعات المتقدمة لسوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي، والمبادرات الوطنية مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 التي تدعم الابتكار المسؤول، في تمكين الدولة لقيادة المرحلة القادمة من الحلول الرقمية لإدارة الثروات، لتصبح مركزاً عالمياً للتكنولوجيا والخدمات المالية.
مبادرات رقمية رائدة نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي
«ستارجيت الإمارات».. خطوة تاريخية
مشروع «ستارجيت الإمارات» يمثل خطوة تاريخية نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي وتعميق التعاون الدولي. ويهدف إلى توفير بنية تحتية متطورة وقدرات حوسبة على مستوى الدولة، مع تقليل زمن معالجة البيانات لضمان تقديم حلول ذكاء اصطناعي تلبي متطلبات عالم يشهد نمواً متزايداً في هذا المجال.
مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا ضمت شركة (جي 42) و(أوبن إيه آي) و(أوراكل) و(إنفيديا) و(مجموعة سوفت بنك) و(سيسكو) مشروع "ستارجيت الإمارات" .
يعد المشروع تجمعاً حوسبياً متطوراً للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بسعة قدرها 1 جيجاوات سيُقام في مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد في أبوظبي بسعة تصل إلى 5 جيجاوات. ومن المتوقع بدء تشغيله بقدرة 200 ميغاوات في عام 2026.
يؤسس مشروع «ستارجيت الإمارات» قاعدة متينة للذكاء الاصطناعي القابل للتوسع والموثوق به، وسيسرع من وتيرة الاكتشافات العلمية ويدفع عجلة الابتكار عبر قطاعات متعددة تشمل الرعاية الصحية والطاقة والمالية والنقل، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستقبلي والتنمية الوطنية.
ويمتد مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي -الأميركي الجديد على مساحة 10 أميال مربعة، مما يجعله أكبر منشأة من نوعها خارج الولايات المتحدة، وسيزوّد المجمع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة الإقليمية بقدرة تصل إلى 5 جيجاوات، وسيتم تشغيل المنشأة باستخدام الطاقة النووية والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات الكربونية، وسيضم المجمع منتزها علميا يهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير المواهب وبناء بنية تحتية مستدامة للحوسبة.
الفضاء: تجارب دقيقة ومستقبل علمي متقدم
يُشكّل قطاع الفضاء الإماراتي نموذجاً بارزاً في توظيف الذكاء الاصطناعي. يتجلى في مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يعتمد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية بدقة عالية.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي في مهام البحث العلمي، واستكشاف الفضاء، وإجراء المحاكاة للمهام الفضائية.
شركة مايكروسوفت العالمية
ترسخ مايكروسوفت حضورها في دولة الإمارات، عبر إطلاق وتنفيذ مجموعة من المشاريع والاستثمارات الاستراتيجية التي تعزز مكانة الدولة مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وتدعم مسيرتها نحو بناء اقتصاد معرفي متنوع ومستدام.
وأطلقت مايكروسوفت خطة استثمارية كبرى تمتد بين عامي 2023 و2029، تمثل أحد أكبر الالتزامات الاستثمارية للشركة في المنطقة، وتركز على محاور مهمة تشمل التكنولوجيا والثقة وتنمية المواهب، بهدف تسريع الابتكار الرقمي، وتعزيز البنية التحتية السحابية، وتمكين الكفاءات الوطنية من المهارات المتقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي.
اختبار عالمي لقياس توافق نماذج الذكاء الاصطناعي مع الهوية الإماراتية
فاز نموذج "جوجل جيميناي" في مؤشر "AI في الميدان"، وهو أول اختبار عالمي يهدف إلى قياس مدى توافق نماذج الذكاء الاصطناعي مع الثقافة الإماراتية، ومدى إلمامها باللهجات المحلية والعادات والقيم الوطنية.بحسب مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات.
شركة سبيس 42
تعزّز شركة" سبيس 42" قدرتها على تقديم رؤى قابلة للتنفيذ في مجالات التخطيط الحضري، والمرونة المناخية، وإدارة البيئة من خلال شراكات جديدة عبر إطلاق مركز تحليل البيانات "GIQ" على"مايكروسوفت أزور"، بما يتيح وصولاً آمناً وقابلاً للتوسّع أمام الحكومات والمؤسسات والباحثين.
رصد حالة البيئة بتقنيات الذكاء الاصطناعي
تُوظف الإمارات الذكاء الاصطناعي أيضًا في القضايا البيئية. ما يعكس رؤية أوسع للذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، وليس فقط النمو الاقتصادي.من أبرز المبادرات استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث لتطبيق التعلم العميق في مراقبة غابات المانغروف في السواحل الإماراتية باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، مما يساعد على تتبع تغيرات الغطاء النباتي وقياس قدرات الامتصاص الكربوني.
تمثل البوابة الإلكترونية لرصد حالة البيئة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (ADSOEP)،التي أطلقتها هيئة البيئة – أبوظبي، خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 30)، الذي عقد في البرازيل، انجازاً نوعياً في العالم في مجال إعداد التقارير والرصد البيئي.
كما تبرز منصة "منظومة الذكاء الاصطناعي للقطاع الزراعي العالمي"، في أبوظبي، دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الزراعة المستدامة ومرونة سلاسل الإمداد الغذائي ما يعكس دور الدولة الريادي في الذكاء الاصطناعي والزراعة.
تستخدم الجهات الحكومية نماذج ذكية لتحليل وتوقع مستويات المياه، والكشف المبكر عن التسريبات، وإدارة شبكات توزيع المياه لتقليل الهدر.وتعتمد الإمارات على الذكاء الاصطناعي في تحليل جودة الهواء، ورصد الانبعاثات وتحديد المناطق المناسبة للتشجير، واختيار النباتات الأكثر تحمّلاً للظروف المناخية ومراقبة الحياة البرية باستخدام طائرات من دون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي.
الإمارات… قصة دولة صنعت المستقبل
قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة شوطًا كبيرًا نحو ترسيخ مكانتها ورياتها كقوة رائدة على الصعيد العالمي في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
في ظل المخططات الطموحة لما بعد 2031، فإن الإمارات لا تعمل فقط على تنفيذ الاستراتيجية بل على توسيع نطاقها.
ومن المرجّح أن تشهد الأعوام المقبلة مزيدًا من التوسع في الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحليلي.
ومن خلال الجمع بين التعليم المتخصص، والبنية التحتية البحثية، والشراكات الدولية، والحوكمة القوية، استطاعت الإمارات بناء منظومة متوازنة تدعم الابتكار وتضمن الأمان والاستدامة.فالذكاء الاصطناعي في الإمارات ليس مشروعاً تكنولوجياً فحسب، بل ركيزة أساسية لرؤية الإمارات المستقبلية.