تقرير: إسرائيل "تعلّم" أمريكا السبيل للانتصار في الحروب
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي الأمريكي لي سميث إن هناك تحوُّلاً كبيراً في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بلغَ ذروته باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية على بيروت.
السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة عقيمة
وأضاف الكاتب في مقاله بموقع مجلة "تابلت ماغازين" الأمريكية: لا تُحقِّق هذه الخطوة القضاء على خصم قديم عنيد فحسب، بل تمثل أيضاً دليلاً على استقلال إسرائيل عن تأثير حليفتها الكبرى الولايات المتحدة التي تنصحها كالعادة بضبطِ النفس، منوهاً إلى أن هذه الضربة القاصمة تشير إلى رفض إسرائيل للإجماع العالمي الذي سعى في كثير من الأحيان إلى استرضاء الجماعات الإرهابية مثل حزب الله عوضاً عن مواجهتها وجهاً لوجه.
إسرائيل ورفض الاستراتيجية الغربية
واعتبر الكاتب قرار إسرائيل باستهداف نصر الله بكل تأكيد بمنزلة رفض لكثيرٍ من الإستراتيجيات التي اتبعتها الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين. فالاعتقاد السائد بين عدد كبير من صناع السياسة الغربيين – الذي مفاده أنّ الجهود الدبلوماسية والتوازنات الإقليمية يمكن أن تحقق السلام – باءَ بالفشل. وعوضاً عن ذلك، فاغتيال الشخصيات البارزة، مثل نصر الله، إجراء حاسم وضروري لتأمين السلام وتفكيك البنية التنظيمية للجماعات الإرهابية مثل حزب الله وحماس.
5 takeaways from Israel’s killing of Nasrallah
1. This is a turning point for the region and the axis of resistance. Israel has made a stunning show of its power, intelligence capabilities, and of Western technological and military superiority. If anyone had any doubts about… pic.twitter.com/1vfEq7JB7F
ولطالما شكَّلَ حزب الله، الذي يُوصَف بأنه وكيل للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، تهديداً لإسرائيل، إذ يعمل الحزب بدعمٍ كبير من إيران. وكانت قيادة حسن نصر الله محورية لعمليات حزب الله العسكرية، لا سيما من خلال علاقته الوثيقة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وأكد الكاتب أنَّ اغتيال نصر الله ليس استئصالاً لرأس قيادة حزب الله فحسب، وإنما يُعدُّ أيضاً نهاية لفترة امتدت 30 عاماً من "المقاومة الدائمة" ضد إسرائيل.
نُفِّذَت عملية اغتيال نصر الله بعد أسابيع قليلة من النشاط العسكري الإسرائيلي المكثف الذي استهدف شلّ قدرات حزب الله العسكرية. وبالإضافة إلى القضاء على كبار قادة حزب الله وتعطيل البنية التحتية للاتصالات للجماعة، فقد دمَّرَت العمليات الإسرائيلية جزءاً كبيراً من ترسانة الحزب الصاروخية. والهدف المباشر من هذه العمليات هو ضمان إبعاد قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتأمين شمال إسرائيل من أي هجمات مستقبلية.
وتابع الكاتب: تحضرنا في هذا السياق مقارنة ضرورية بين الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية والجهود الدبلوماسية الأمريكية لإدارة جو بايدن التي سعت إلى الحيلولة دون المزيد من التصعيد في لبنان. حاولت إدارة بايدن، بالتعاون مع فرنسا ودول غربية أخرى، التوسط من أجل وقف إطلاق النار لحماية حزب الله ونصر الله، مما يعكس تردداً أوسع نطاقاً في السماح لإسرائيل بتحقيق أهدافها العسكرية بشكلٍ كامل.
ورأى الكاتب أنّ الضمانات الدبلوماسية الأمريكية فيما يتعلق بحزب الله كانت عديمة القيمة، إذ باءَ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي كان يُفترَض أن يساعد على نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان بعد حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006، بالفشل الذريع ولم يحقق الغرض المنشود منه.
“Killing Nasrallah not only anchors Israel’s victory in Lebanon but reestablishes the old paradigm for any Western leaders who take seriously their duty to protect their countrymen and civilization: Kill your enemies,” says @LeeSmithDC. https://t.co/4FFKKqlaGd
— Mike (@Doranimated) September 28, 2024
ومضى الكاتب يقول إنَّ السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة عقيمة، ولا سيما الإستراتيجيات التي اتُّبِعَت في عهد الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن، إذ إنها ضَمَنَت التمكين لإيران ووكلائها، بما في ذلك حزب الله. ولا شك في أنّ جهود الولايات المتحدة الساعية إلى إعادة تنظيم مصالحها في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، قد أتت بنتائج عكسية إذ عزَّزَت نفوذ إيران في لبنان والعراق وسوريا. وخدَمَ حزب الله بزعامة نصر الله، المسلّح بصواريخ إيرانية، المصالح الإيرانية ومصالح فريق أوباما، الذي سعى إلى حماية وكلاء إيران.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إنّ اغتيال حسن نصر الله يظهر أنّ القوة العسكرية ما تزال أداة محورية في سياق العلاقات الدولية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الولایات المتحدة فی المنطقة حزب الله نصر الله لا سیما
إقرأ أيضاً:
عماد الدين حسين: أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي
أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ، أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية راسخ وثابت، مشددًا على أن القاهرة ترفض تمامًا أي محاولات للتهجير أو تصفية الحقوق الفلسطينية، وأنها تتحرك بدافع قومي وأمني لا يقبل التهاون.
وفي مداخلة له عبر برنامج "منتصف النهار" المذاع على شاشة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، نوّه حسين إلى أن الرسائل التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك تصريحات وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتؤكد مجددًا أن مصر لن تسمح بتصفية القضية أو العبث بها.
وأوضح حسين أن "المصلحة القومية لمصر تقتضي بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه"، مؤكدًا أن زعزعة الاستقرار في غزة أو الضفة الغربية يمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري، بعيدًا حتى عن البعد القومي أو العروبي.
وأضاف: "لا يمكن لأي طرف عاقل أن يتصور أن مصر قد تفرّط في حقوق الشعب الفلسطيني، أو تتغاضى عن مخطط تهجير بات واضح المعالم، مصر وقفت سدًا منيعًا أمام هذا المخطط منذ لحظاته الأولى".
وعن مدى تأثير الرسائل المصرية والعربية على صانع القرار الأمريكي، قال حسين: "الرئيس السيسي كان واضحًا ومباشرًا في حديثه إلى الرئيس الأمريكي، ودعاه إلى وقف الحرب، لأنه يدرك أن الطرف الوحيد القادر على كبح جماح إسرائيل هو الولايات المتحدة".
وتابع: “لكن، للأسف، واشنطن ليست فقط منحازة، بل شريكة بشكل مباشر في هذه الحرب، أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي، بل سحبت من مخزونها الاستراتيجي لصالح تل أبيب، وأصبحت تتعامل معها كما لو كانت الولاية رقم 52”.