تقرير لـMiddle East Eye: الحرب الإسرائيلية على لبنان.. تكتيكات قاتلة بلا نهاية
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "اللواء أوري غوردون، قائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، قال لقواته عندما أمرهم بالاستعداد لـ"مرحلة جديدة" من الصراع في لبنان: "نحن بحاجة إلى تغيير الوضع الأمني. نحن بحاجة إلى الاستعداد الكامل للمناورات والعمليات البرية". وكانت الحملة حتى الآن عبارة عن سلسلة مترابطة من الهجمات المتعددة المجالات، بهدف تقليص موارد حزب الله بينما تظل الألوية الإسرائيلية منخرطة في هجومين آخرين في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، اعتقدت إسرائيل، ولا تزال، أنها ألحقت أضراراً جسيمة بعدوها الإقليمي الأقوى: حزب الله". وبحسب الموقع، "في السابع عشر والثامن عشر من أيلول، انفجرت آلاف أجهزة النداء المحمولة ومئات أجهزة الاتصال اللاسلكي في وقت واحد تقريباً في مختلف أنحاء لبنان وسوريا، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة الآلاف. وبعد يومين، أسفرت غارة جوية إسرائيلية عن استشهاد 45 شخصاً على الأقل، بما في ذلك اثنان من كبار قادة حزب الله، إبراهيم عقيل وأحمد وهبي. وبعد ذلك، يوم الاثنين، استهدفت سلسلة من الغارات الجوية 1600 موقع مزعوم لحزب الله، في عملية إسرائيلية أطلق عليها اسم "سهام الشمال".لقد أدت الغارات الجوية التي استهدفت مخازن الصواريخ والمدفعية التابعة لحزب الله إلى استشهاد أكثر من 550 مدنياً، وإصابة أكثر من 1800 آخرين. وما زالت العملية الإسرائيلية في لبنان مستمرة". وسأل الموقع، "هل هذه بداية لحرب شاملة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف من المرجح أن تقاتل إسرائيل في الأسابيع والأشهر المقبلة؟" النجاح التكتيكي
بحسب الموقع، "على النقيض من الهجمات الآلية والمدرعة التي استخدمتها إسرائيل في المناطق الحضرية في غزة على مدى العام الماضي، فقد خاضت إسرائيل حتى الآن معارك عن بعد وخفية في لبنان، بهدف الحد من الخسائر ومعالجة نقص الجنود لديها. ومن المرجح أن العملية التي أسفرت عن انفجارات أجهزة النداء استغرقت سنوات من التحضير. ولم تكن هذه العملية مجرد تسلل إلى سلسلة إمداد آمنة، بل كان من المرجح أن تشمل تصنيع أجهزة الاتصالات "الآمنة" التي اختارها جهاز الأمن التابع لحزب الله، ثم تسليمها بنجاح إلى وحداته". وتابع الموقع، "إن تصنيع العبوات الناسفة المرتجلة على نطاق صناعي ليس مفهوماً جديداً. فقد أتقن تنظيم الدولة الإسلامية هذه العملية. ومن المرجح أن يكون سيناريو التصنيع أكثر ترجيحاً لأن تفخيخ ونقل 5000 جهاز اتصال بمتفجرات تقليدية تعتمد على النترات من شأنه أن يشكل كابوساً لوجستياً، ويمكن اكتشافه في الموانئ البحرية والمطارات، وسوف ينطوي على ربع طن على الأقل من المتفجرات. وعلى أية حال، كان الهجوم نجاحاً تكتيكياً بالنسبة للأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وكان من الممكن أن يؤدي إلى تحييد ما يصل إلى 1500 من أعضاء حزب الله مؤقتاً، كما كان من الممكن أن يؤدي إلى إرهاب المدنيين، وفقاً لعقيدة الضاحية. وكان من الممكن أن يعيد إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية صورتها القوية والرادعة بعد إخفاقات السابع من تشرين الأول". وأضاف الموقع، "كانت العملية أيضًا بمثابة ترقية هائلة في حرب العبوات الناسفة عن بعد، والتي تستخدمها الجماعات الإرهابية عادةً، فكانت مموهة ومخفية وقاتلة وعشوائية. إن مثل هذه التكتيكات الملغومة محظورة من قبل المملكة المتحدة وغيرها من جيوش حلف شمال الأطلسي. في الواقع، عملت إسرائيل على مدى الأيام العشرة الماضية على تدمير الركائز الأربع لحزب الله: الدقة، والاتصالات، والمراقبة والمدى". عملية التشكيل
بحسب الموقع، "إن هذه الهجمات إما تشكل عملية تشكيلية لغزو بري، أو نسخة معززة من "قص العشب"، وهي العبارة التي تستخدمها إسرائيل لوصف العمليات العسكرية الواسعة النطاق الدورية التي تسبب أضراراً واسعة النطاق للبنية الأساسية والمناطق المدنية. منذ الصيف، نشرت إسرائيل مجموعة كبيرة من القوات في شمالها، بما في ذلك ألوية من الفرقة النظامية 36 للقيادة الشمالية، وفرقة المظليين النخبة 98، والفرقة المدرعة الاحتياطية 146، ... كما استدعت مؤخراً لواءين احتياطيين إضافيين". وتابع الموقع، "إن حجم المجموعة القتالية الحالية التي تم حشدها في الشمال يتجاوز حجم أربع فرق، مع حوالي ستة عشر لواء. وإذا أخذنا في الاعتبار أن الألوية الإسرائيلية صغيرة نسبياً بسبب نقص عدد الجنود، فإن حجم هذه المجموعة يظل ثلاثة أضعاف حجم القوة الإسرائيلية الغازية للبنان في تموز 2006. ومن المرجح أن تشكل هذه العملية، التي تشمل هجمات متعددة المجالات تتراوح بين زرع الألغام عن بعد، وعمليات التسلل الاستخباراتي، والضربات الجوية المتطورة، تمهيداً لغزو بري، بهدف إضعاف حزب الله بشكل أكبر". وأضاف الموقع، "يبدو أن التعبئة الإضافية للقوات البرية تشير إلى أن مرحلة الاقتحامات المدرعة والمناورات الآلية هي مسألة متى، وليس ما إذا كانت ستحدث. ولكن في دورات تحليل المعارك، فإن الدرس الأول الذي يتعلمه الطلاب هو أن العدو له صوت دائما.وبالتالي، يظل السؤال الكبير: هل يمتلك حزب الله القدرات الكافية للضرب والاستمرار بالكميات اللازمة، أم أن إسرائيل نجحت في تدهور قدراته؟" وبحسب الموقع، "كما هي الحال مع "النهاية" في غزة وربما في الضفة الغربية المحتلة، فإن الاستراتيجية القابلة للتحقيق في جنوب لبنان تظل غير واضحة أو غير موجودة". المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من المرجح أن لحزب الله حزب الله کان من
إقرأ أيضاً:
أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة
أرسلت إسرائيل ليل الخميس الماضي، عبر قصف الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، رسالة إلى "حزب الله" مفادها أنّه ممنوع عليه إعادة التسلّح واسترجاع قوّته، كذلك، مارست ضغطاً جديداً بالنار على الدولة اللبنانيّة للإسراع بنزع سلاح "المُقاومة".وتعتقد إسرائيل أنّ الغارات العنيفة غير المسبوقة على الضاحيّة الجنوبيّة منذ 27 تشرين الثاني الماضي، قد تُساهم في تسليم "حزب الله" لسلاحه، لكنّها عبر تعريض إتّفاق وقف إطلاق النار للخطر، عبر خروقاتها المتكرّرة وغير المبرّرة، تُهدّد بإشعال الحرب من جديد، وبتمسّك "حزب الله" أكثر بسلاحه للدفاع عن لبنان، إنّ أقدمت تل أبيب على أيّ عملٍ عسكريّ.
كما أنّ العدوّ الإسرائيليّ ارتكب خطأً بعدم السماح للجيش بدخول الأبنيّة التي أشار إليها في الضاحية الجنوبيّة، وقلّل من أهميّة وفعاليّة لجنة مُراقبة وقف إطلاق النار في منع الإعتداءات على لبنان.
ويقول محللون عسكريّون في هذا السياق، إنّه لو صحّ بالفعل أنّ الأبنيّة المُستهدفة كانت تحتوي على مسيّرات، بحسب ما ادّعت إسرائيل، فإنّ رفض الأخيرة دخول عناصر الجيش إلى داخل الوحدات التي تمّ إستهدافها، الهدف منه أوّلاً تدمير هذه الأسلحة والتخلّص منها نهائياً، وثانيّاً، منع أيّ جهة في لبنان أكان "حزب الله" أمّ المؤسسة العسكريّة بالحصول عليها، كيّ لا تُهدّد في المستقبل أمن تل أبيب، وهذا الأمر حدث ولا يزال في سوريا، عبر قصف مستودعات ومعدات وآليات وطائرات، كانت بحوزة نظام بشار الأسد.
وأيضاً، من شأن أيّ إستهداف أو خرقٍ لاتّفاقيّة وقف إطلاق النار، أنّ يزيد "حزب الله" تمسكا بموضوع سلاحه وبمبدأ "المقاومة"، ويُفشل عهد رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون عبر عدم تحقيق وعده بحصر السلاح بيدّ الدولة. ويُوضح المحللون العسكريّون أنّ رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة يأملان في نجاح الجهود الديبلوماسيّة في فرض انسحاب العدوّ من الأراضي المحتلّة في الجنوب، إضافة إلى وقف أيّ شكلٍ من الإعتداءات على السيادة اللبنانيّة، وترسيم الحدود البريّة، كيّ يقتنع أخيراً "الحزب" بأنّ الهدف من تمسّكه بسلاحه سيكون غير مبرّر وفي غير محلّه. ويُتابعون أنّ أعمال إسرائيل العدوانيّة تُعرقل مساعي لبنان الرسميّ في حصر السلاح، مقابل تشدّد "حزب الله" أكثر في عدم التخلّي عن قوّته، في ظلّ إستمرار الحكومة الإسرائيليّة في خرق التفاهمات المُعلن عنها في 27 تشرين الثاني 2024.
ويلفت المحللون إلى أنّ إسرائيل لا تُريد أنّ تكون القوّات المسلّحة في لبنان قويّة، بينما "حزب الله" لم يحصل حتّى الآن على ضمانات للتخلّي عن سلاحه. ويُضيفون أنّ "الحزب" احترم بنود إتّفاق وقف إطلاق النار، وتسلّم الجيش وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أغلبيّة المواقع العسكريّة في جنوب لبنان، وبات يُسيطر على الوضع الأمنيّ هناك، وخصوصاً بعد التضييق على حركة "حماس" ومنعها من إستخدام الأراضي اللبنانيّة لشنّ الهجمات على المستوطنات الإسرائيليّة دعماً لغزة. غير أنّ تل أبيب لا تزال تضرب المساعي الرسميّة في لبنان الهادفة إلى بسط الدولة لسيادتها، الأمر الذي يزيد مناصري وعناصر "حزب الله" إيماناً بعقيدتهم القائمة على "المقاومة".
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت