أسطورة حرب الله تحطمت في أيام
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
قال الباحث اللبناني الأمريكي ديفيد رمضان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج ماسون، والباحث في مركز السياسة في جامعة فرجينيا الأمريكية، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة كشفت نقاط ضعف حزب الله، وفككت السردية الراسخة للجماعة عن قدراتها الخارقة.
تحطمت أسطورة حزب الله الذي لا يقهر
وُلد رمضان في لبنان وشهد الحرب الأهلية اللبنانية، وشهد تطور حزب الله من جماعة مقاومة في الثمانينيات إلى قوة مهيمنة في المشهد السياسي والعسكري والاجتماعي في لبنان.ويقول رمضان: "أصبح حزب الله، الذي كان يُشاد به ذات يوم باعتباره المدافع عن لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، مصدراً لعدم الاستقرار في البلاد".
نقاط ضعف حزب الله
وأضاف رمضان، نائب جمهوري سابق عن ولاية فرجينيا، في مقاله بموقع "ذا هيل" التابع للكونغرس الأمريكي، أن تسلل إسرائيل الأخير وتدميرها المنهجي للجهاز العسكري لحزب الله أدى إلى تحطم سمعته. وأدت الغارات الجوية المستهدفة والتعطيلات الإلكترونية وغيرها من العمليات السرية إلى تدمير هيكل قيادة حزب الله. ويكشف فشل حزب الله في الرد الفعال عجزه العسكري، مما يثبت أنه لم يعد القوة الهائلة التي ادعاها ذات يوم. وانهارت أسطورة حزب الله بوصفه حامي لبنان في ظل الحملة الإسرائيلية المنهجية.
The myth of Hezbollah has been shattered https://t.co/UOqs3OekTh
— TheHillOpinion (@TheHillOpinion) September 27, 2024
وأشار الكاتب إلى خسارة حزب الله مئات المقاتلين، بما في ذلك العديد من كبار المسؤولين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله نتيجة الهجمات الجوية الإسرائيلية، وهذا الفشل في حماية صفوفه وأجهزته يكشف عن عجزعن الوفاء بمهمته المعلنة في حماية لبنان من إسرائيل.
وتابع الكاتب أن "حزب الله استخدم منذ فترة طويلة ادعاءه بالدفاع عن لبنان لتبرير عسكرة الدولة والانخراط في السياسة اللبنانية والتدخلات الإقليمية، وخاصة علاقاته بإيران". ومع ذلك، كشفت هذه الأحداث الأخيرة عن القوة العسكرية الهشة لحزب الله وأثارت أسئلة أخلاقية حول دوره.
وعمل حزب الله خارج سيطرة الحكومة لسنوات مبرراً وجوده بأنه ضروري للدفاع عن لبنان. والآن، من الواضح أن رواية حزب الله مجرد واجهة. فهو لا يستطيع حماية لبنان بينما يكافح لحماية نفسه.
Iran Projects Caution After Israeli Strikes Against Hezbollah https://t.co/h4RfoSICo2
— Anthony Samrani (@AnthonySamrani) September 29, 2024
وانتقد رمضان نفوذ "حزب الله" الأوسع في المجتمع اللبناني. وقال إن أفعاله ضرت أكثر مما نفعت، ودفعت لبنان إلى المزيد من عدم الاستقرار وقوضت سيادة البلاد، مشيراً إلى أن إخفاقات حزب الله العسكرية، التي أبرزتها الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، تكشف عن الحقيقة الأعمق المتمثلة في أن هدفه الأساسي هو خدمة مصالحه الخاصة ومصالح إيران، لا مصالح لبنان، وأن استمرار حزب الله في لعب دوره في لبنان جعل الأمة في حالة حرب وخوف دائمين، مما منع السلام الحقيقي أو التقدم.
وأوضح الكاتب أن أجندة حزب الله الحقيقية لا تتعلق بالدفاع عن لبنان بل بالحفاظ على نفوذه وتعزيز الأهداف الجيوسياسية لإيران. وأدت تصرفات حزب الله في نهاية المطاف إلى زعزعة استقرار لبنان بدلاً من حمايته، مما أبقى البلاد حبيسة حلقة من العنف. وأصبح من المستحيل تجاهل هذا الفشل الأخلاقي مع استمرار حزب الله في التشبث برواية المقاومة التي لم تعد صامدة تحت التدقيق. الشعب اللبناني يستحق الأفضل وقال رمضان إن الشعب اللبناني يستحق مستقبلاً خالياً من قبضة حزب الله. ويدعو إلى إعادة تقييم دور الجماعة في لبنان، مؤكداً أن حزب الله احتكر رواية المقاومة لتبرير هيمنته. ومع ذلك، الآن وقد اتضحت إخفاقاته العسكرية والأخلاقية، يتعين على الشعب اللبناني أن يفكر فيما إذا كان يريد الاستمرار على هذا المسار من المواجهة والدمار الذي لا نهاية له. ولكي يتقدم لبنان إلى الأمام، فإنه يحتاج إلى التحرر من قبضة حزب الله واستعادة سيادته.
إن عجز حزب الله عن حماية لبنان، رغم سنوات من التظاهر والوعود، يشير إلى أن وقت الجماعة كقوة مهيمنة ربما يقترب من نهايته. تقف لبنان عند مفترق طرق، والأمر متروك لحكومة لبنان. ودعا الكاتب اللبنانيين إلى اغتنام هذه الفرصة للابتعاد عن النفوذ المدمر لحزب الله. فقد تحطمت أسطورة حزب الله الذي لا يقهر، ويتعين على الشعب اللبناني الآن أن يتطلع نحو مستقبل مبني على السيادة الحقيقية والسلام والازدهار.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن قبضة حزب الله على لبنان لم تجلب سوى المعاناة، وتوفر إخفاقاته الأخيرة فرصة للأمة لاستعادة مصيرها، منوهاً إلى أن لبنان قادر على تجاوز ظل حزب الله، ويجب عليه ذلك، ليتمكن من التركيز على رفاهة مواطنيه بدلاً من خدمة مصالح ميليشيا مدعومة من الخارج.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الشعب اللبنانی حزب الله فی لحزب الله عن لبنان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
أكد نعيم قاسم في كلمته: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع العالم كلّه، ولو قُتلنا جميعًا". اعلان
أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي قُتل بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، أن سلاح الحزب "شأن داخلي لبناني"، مشدّدًا على أن "هذا السلاح ليس وسيلة تهديد، بل جزء من استراتيجية الدفاع الوطني التي تُصان بها سيادة لبنان واستقلاله".
وأضاف قاسم أن "إسرائيل واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، بهدف الضغط على حزب الله وإجباره على التخلي عن سلاحه"، معتبرًا أن أي مطالبة بتسليمه "تخدم المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة".
وأكد أن "سلاح حزب الله ليس ضد اللبنانيين، ولا يستخدم داخل الأراضي اللبنانية أبدًا"، مشيرًا إلى أن وجوده يُعدّ "ردعًا استراتيجيًا ضد التهديدات الخارجية"، لا سيما بعد ما وصفه بـ"التوسع الإسرائيلي المتواصل في الجنوب اللبناني"، والذي يشبه ما يحدث في سوريا حسب قوله.
وقال إن "الكيان الإسرائيلي لا يهتم بأمن مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل، بل يسعى إلى توسيع نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان، وإثارة فتنة داخلية لخدمة مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد"، وفق تعبيره.
وأشار قاسم إلى أن لبنان، بكل طوائفه، يواجه اليوم "خطرًا وجوديًا حقيقيًا" من قبل "إسرائيل، والولايات المتحدة، والجماعات التكفيرية".
وأردف: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعًا، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".
وأوضح أن حزب الله "ليس ضعيفًا"، مؤكّدًا على حضوره السياسي والشعبي "القوي" داخل المجتمع اللبناني، وقال: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة عن الأمن، لم نعد نتحمل وحدنا مسؤولية التصدي للعدوان، لكننا لن نستسلم لأي محاولة لفرض تسوية تُنهي وجودنا السياسي أو العسكري".
Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثاتالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاقعلى صعيد الملف الأمني، تستمر إسرائيل في تنفيذ غارات جوية في مناطق لبنانية متعددة، خاصة في الجنوب، حيث تدّعي توجيهها ضد "عناصر مسلحة مرتبطَة بحزب الله أو مواقع له". وتؤكد تل أبيب أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد يُشكل خطراً عليها"، مطالبة بوقف "إعادة ترميم القدرات العسكرية" للجماعة.
وفي المقابل، أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة تُكثف ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار وزاري رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات حول وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وأوضح التقرير أن المبعوث الأمريكي توم باراك لن يُرسل إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، إلا إذا تمّ التزام حكومة بيروت بخطوة واضحة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تُصرّ على إجراء تصويت سريع في مجلس الوزراء على القرار.
خارطة طريق أمريكية مقابل تمسك حزب الله بالسلاحتجري محادثات بين بيروت وواشنطن منذ نحو ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية تنصّ على نزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها الجوية وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.
وبحسب المصادر، فإن الاقتراح الأصلي يتضمّن شرطًا مركزيًا يتمثل في إصدار قرار وزاري لبناني يتعهد بنزع السلاح، وهو ما رفضه حزب الله علنًا، لكنه قد يدرس إمكانية تقليص الترسانة العسكرية بشكل محدود.
وقد طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها الجوية كخطوة أولى، قبل المضي في أي عملية تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم.
لكن التقارير أفادت بأن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على بيروت، وبدء إجراءات رسمية لتقييد الدعم السياسي والعسكري حتى تُتخذ خطوات ملموسة.
بعد زيارة إلى بيروت، كتب المبعوث الأمريكي توم براك منشورًا على موقع "إكس"، قال فيه: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن، حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".
ووفي السياق، دعا رئيس الوزراء نواف سلام الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، إضافة الى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة