كوكب يرسم صورة للمستقبل البعيد للحياة على الأرض
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
يقدم أول كوكب صخري يجري رصده وهو يدور حول نجم يشرف على نهايته، ويسمى قزما أبيض، لمحة عما قد يكون عليه كوكب الأرض بعد مليارات السنين، إذ يبدو من المحتمل أن ينجو كوكبنا من فناء الشمس، لكنه سيتحول فقط إلى جرم بارد وخاو من البشر في الفضاء الشاسع.
وذكرت دراسة، تستعين ببيانات من تلسكوبات موجودة في ولاية "هاواي" الأميركية، أن الكوكب، الذي تعادل كتلته 1.
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وتقدر بنحو 9.5 تريليون كيلومتر.
وبدأ القزم الأبيض حياته نجما طبيعيا أكبر من شمسنا مرة أو مرتين. وتساوي كتلته الحالية نصف كتلة الشمس. وتتحول النجوم، التي تقل كتلتها عن ثمانية أمثال كتلة الشمس في نهاية حياتها، إلى أقزام بيضاء، وهو أكثر أنواع البقايا النجمية شيوعا.
قبل فناء النجم المضيِّف، دار الكوكب حوله على بعد يُحتمل أنه وضعه في "نطاق قابل للحياة"، أي في مكان غير شديد الحرارة وغير شديد البرودة ويمكن أن يوجد فيه الماء السائل على السطح، مما قد يدعم استدامة الحياة. وكان يدور في الأصل على بعد يساوي تقريبا بعد الأرض عن الشمس. وعقب موت نجمه، زادت المسافة 2.1 مرة على المسافة السابقة.
وقال كيمينج تشانج عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا-سان دييجو "إنه عالَم متجمد حاليا لأن القزم الأبيض، وهو أصغر من الكوكب في الواقع، خافت بشدة مقارنة بحالته عندما كان نجما طبيعيا". وتشانج معد رئيسي للدراسة المنشورة يوم الخميس في دورية (نيتشر أسترونومي) العلمية.
ومن المزمع أن تتحول الشمس، وعمرها 4.5 مليار سنة، إلى قزم أبيض.
نهاية الشمس
قالت جاسيكا لو، عالمة الفلك في جامعة كاليفورنيا-بيركلي "في نهاية حياة شمسنا، ستنمو إلى حجم ضخم يسميه علماء الفلك العملاق الأحمر، ثم ستتخلص بالتدريج من طبقاتها الخارجية". وأضافت لو، المشاركة في إعداد الدراسة "ومع فقد شمسنا كتلتها، سيزداد حجم مدارات الكواكب. وفي نهاية المطاف، ستفقد الشمس كل طبقاتها الخارجية وستخلّف لُبا مكثفا ساخنا. ويُسمى هذا قزما أبيض".
يختلف علماء الفلك حول ما إذا كان كوكبنا سيتعرض للابتلاع والدمار حينما تتضخم الشمس خلال بلوغها مرحلة العملاق الأحمر، وتشير التقديرات إلى حدوث ذلك بعد سبعة مليارات عام من الآن. وستتحول الشمس إلى قزم أبيض بعد مليار عام من حدوث ذلك.
وقال تشانج "تختلف النظريات على ما إذا كان كوكب الأرض سينجو. ومن شبه المؤكد أن كوكب الزهرة سيتعرض للابتلاع، بينما من شبه المؤكد أن كوكب المريخ سينجو. يظهر نموذجنا أن من المرجح بشدة أن مدار هذا الكوكب كان مشابها لمدار كوكب الأرض قبل أن يتحول النجم المضيف للكوكب إلى عملاق أحمر. ويشير هذا إلى أن فرص كوكب الأرض في النجاة ربما تكون أكبر من المعتقد حاليا".
حتى الآن، لم تُرصد كواكب تدور حول أقزام بيضاء إلا كواكب غازية عملاقة أكبر من كوكب المشتري، أكبر كواكب نظامنا الشمسي.
وتحمل الكوكب أوقاتا عصيبة في غمار موت النجم المستضيف له.
وقال تشانج "ربما تحول إلى كوكب منصهر حينما أصبح النجم عملاقا أحمر، ثم انخفضت حرارته بالتدريج في نهاية المطاف ليصل إلى حالته المتجمدة الحالية".
هلاك محقق للبشرية؟
وأضاف تشانج أنه مع تقدم عمر الشمس وارتفاع درجة حرارتها، سيبتعد النطاق الصالح للحياة في النظام الشمسي عن وضعه الحالي. وستظل الأرض صالحة للحياة لأقل من نحو مليار عام من الآن، ومن المرجح أن تكون محيطات الأرض قد تبخرت عند بلوغ تلك المرحلة.
هل يعني هذا هلاك البشرية المحقق؟ أو هلاك أي شكل من أشكال الحياة التي ستظل باقية على كوكب الأرض؟
قال تشانج "لا بد أن نهاجر من كوكب الأرض قبل إطار المليار عام الزمني".
وأكد تشانج أنه بحلول الوقت الذي ستصير فيه الشمس عملاقا أحمر، ربما نجد ملاذا في أقمار ضخمة محددة في النطاق الخارجي لنظامنا الشمسي مثل القمر "جانيميد" التابع لكوكب المشتري والقمرين "تيتان" و"إنسيلادوس" التابعين لكوكب زحل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرض الشمس كوكب القزم الأبيض نجم القزم الأبيض کوکب الأرض فی نهایة
إقرأ أيضاً:
ظهور كوكب عملاق غريب من العدم يثير حيرة العلماء
أميرة خالد
أثارت ظاهرة اكتشاف كوكب عملاق غريب حيرة العلماء، بعدما ظهر يدور حول نجم صغير، الأمر الذي يتعارض مع النظريات المعروفة حول تكوين الكواكب بناءً على أحجامها.
والنجم الصغير الأحمر البعيد يُعرف باسم TOI-6894، وكتلته خُمس كتلة شمسنا فقط، ويقع على بُعد حوالي 240 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الأسد وهو الآن أصغر نجم معروف يستضيف كوكباً كبيراً يدور حوله.
اكتشف الباحثون أن هذا النجم الصغير أصغر بنسبة 60% من حامل الرقم القياسي السابق، وفق ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature Astronomy. .
وبدوره قال الدكتور فينسنت فان إيلين، عالم الفلك المشارك من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “إنه اكتشاف مثير للاهتمام، لا نفهم حقًا كيف يمكن لنجم ذي كتلة ضئيلة جداً أن يُشكل كوكباً بهذا الحجم!”.
ويشار إلى أن أفضل تفسير يقدمه العلماء لكيفية تشكل الكواكب يُسمى نظرية تراكم النواة.
والجدير بالذكر أن نشأة أي نظام كوكبي تبدأ بسحابة كبيرة من الغاز والغبار تُسمى السحابة الجزيئية، والتي تنهار بفعل جاذبيتها الذاتية لتشكل نجماً مركزياً، فيما تُشكل المواد المتبقية التي تدور حول النجم ما يُسمى القرص الكوكبي الأولي، حيث تتكتل هذه المواد معًا بفعل جاذبيتها الذاتية لتشكل الكواكب.