قدمت فرقة الدن للثقافة والفن العرض قبل الأخير لمهرجان المسرح العماني الثامن، بعرضها "تغريبة القافر" المأخوذ عن الرواية الفائزة بالبوكر لعام 2023 "تغريبة القافر" للكاتب العماني زهران القاسمي، وتحكي قصة القافر: شاب له القدرة على سماع صوت الماء وهو يمشي تحت الأرض؛ لأن حياته منذ ولادته مرتبطة بالماء. عرض حول عبره المخرج محمد خلفان الرواية إلى عرض مسرحي في مساء شكلت فيه الجماهير الغفيرة تظاهرة ثقافية رائعة وملفتة.

وشارك في المسرحية التي تميزت بالمجاميع في الخشبة الممثلة تاج نور في دور "كاذية بنت غانم"، وإدريس النبهاني في دور "الوعري" ومحمد الضبعوني في دور "الشيخ"، وأحمد الصالحي في دور "القافر"، وعمير أنور في دور "عبدالله بن جميل"، وأحمد الرواحي في دور "طويرش"، وميرة الشيزاوية في دور "الحيا"، وهثيم المعولي في دور "هتلان بن سيف"، وسندس الشيدية في دور "رمضيه الملسونة"، أما الممثلون الأطفال، كان عز محمد خلفان في دور القافر طفلا، وضي محمد خلفان في دور الحيا طفلة، وشاركهم علي الهنائي، وراشد الهنائي، ومحمد بشير، وديمة الشيزاوية، وسالم زايد ومجاهد الهنائي.

وفي الجلسة التعقيبية التي تلت العرض، أكد الدكتور فراس الريموني أن الرواية والمسرحية مساران مختلفان يعززان التآلف بين التاريخ والواقع والأسطورة، وقال: القصة يقودها متتبع جريان الماء تحت الأرض بالمعرفة والحدس والفطرة، والجانب الآخر شيخ الحارة المتعالي قاهر الطبقات المهمشة"، وأشار إلى أن المخرج نقل الدراماتوجي إلى فعل درامي مكتنز بالصور البلاغية واعتمد على مفارقة اللهجات وتداخل الزمن الذي أعطى الأحداث صراعا حيويا ومرونة في تأكيد فلفسة العمل المسرحي. مشيرا إلى استخدامه طريقة الوهم السينمائي، واللجوء إلى الخرافة والسحر، وبين الواقع البسيط الذي نعيشه

فضاء ساحر تشكله مجموعة من المستويات من الضوء والظل واللون المحمل بالدلالات العميقة، يفسرها حسب الريموني الصدق السليم والسليقة الإنسانية بتتع هندسة الأفلاج الغائرة.

ووصف الريموني المجاميع وهي تتحرك باللوحات الني توحي بالهزيمة وتبني وتهدم الحدث وتحمل نورها بالعصا التي تشكل الطرق، ويخترق صوت التراتيل ويشكل معادلا سمعيا ينشر الهيبة على الأحداث. وعن الديكور والأزياء، قال: "تشكل فضاء المدينة من الججر والطين بعبق الماضي وتكوينه الدافي والأزياء التي تعيد الصورة التراثية ودلالاتها، كما سيطرت الإضاءة الحارة كالأحمر والبرتقالي والبنفسجي الذي يعير عن الميثولوجيا على التكوينات، فيما حرك اللون الأخضر بصيص الأمل". وأضاف: " يقود الأداء المسرحي الفعل الجماعي بدافع الحماسة بين الهواية والاحتراف، ويلعب الجسد دورا في التشكيلات البصرية وأدوات صناعة الأداء، مع بعض الملاحظات على الصراخ والبكائية أحيانا التي هبّطت من الإيقاع، واعتمد الإخراج على الصورة البصرية بين الديكور والإضاءة وحركة الممثلين".

وأشاد هلال الهلالي بالجهود التي بذلها المخرج محمد خلفان وفريق العمل، واصفًا المسرحية بأنها تحدٍ كبير تم تجاوزه بنجاح. ملفتا إلى أن المخرج استطاع بمهارة تقديم رؤية بيئية تستلهم التراث المحلي وتتناول مضامين الرواية الفائزة للروائي زهران القاسمي بشكل فني ومعبر. وقال إن النص المسرحي كان مليئًا بالتحديات والمضامين العميقة، مثنيا على الأداء القوي للممثلين، لا سيما تجسيد شخصية الشيخ والطفلة التي أضفت عفوية ساحرة على العرض. كما أشار إلى أن العمل استطاع التوازن بين المفردات التراثية واللمسات الفنية الحديثة، مشيرًا إلى أن المخرج نجح في استغلال الفضاء المسرحي والموسيقى الشعبية لخلق تناغم بصري وسمعي مميز. وأشاد الهلالي بجماليات النص والرؤية الإخراجية التي وظفت التراث بأسلوب ذكي.

وأكد مخرج العمل محمد خلفان أن كل فرد في الفريق حمل العمل على عاتقه وآمن بفكرة تحويل الرواية إلى عرض مسرحي حتى قبل مشاهدة النص، مثمنا الجهود الكبيرة التي بُذلت في العمل على الرواية، مشيدًا بالكاتب زهران القاسمي وبفوز الرواية بجائزة البوكر العربية، وعبّر عن فخره بالأدب العماني الذي استطاع حصد جوائز هامة. كما أوضح أن هدفه كان إبراز الثقافة العمانية على خشبة المسرح، ولذلك اختار نقل القرية العمانية بجميع تفاصيلها، حيث تضمنت المسرحية ثلاث قرى عمانية. إلا أن بعض الصعوبات التقنية، وخاصة في الإضاءة، حالت دون إبراز تلك الانتقالات بوضوح. ووضح أن استخدام "الواقعية السحرية" في العرض، تجسدت في شخصية الطفل الذي ظهر من بطن أمه واستمر حتى نهاية العرض، وفي الدمية التي كانت تلاحق أهالي القرية كرمز للخرافة.

وضمن فعاليات العروض الموازية للدورة الثامنة من مهرجان المسرح العماني، قدمت فرقة "بالإعاقة نبدع" مساء أمس على مسرح الجمعيات مسرحية "حكيم الحياة"، التي جمعت عددا من الفنانين الشباب، منهم عبد الله بن شاكر البلوشي، راية بنت خميس العبرية، سعود بن سالم السيابي، أحمد بن إسماعيل البلوشي، نوح نبيل البلوشي، مروان بن جمال البلوشي، أحمد بن خميس الصالحي، طارق بن سعيد الشحي، وعادل بن سالم السيابي. المسرحية من تأليف عبد الله بن شاكر البلوشي، وإخراج الدكتور عبد الله شنون، بمساعدة المخرج المساعد سلطان الأحمد، بينما قام عيسى الصبحي بتصميم الإضاءة والسينوغرافيا، وأدار الكواليس وليد الكاسبي. "حكيم الحياة" تمثل تجربة فريدة من نوعها في المسرح العماني، حيث قدم العمل بطاقم كامل من الممثلين من ذوي الإعاقة، في خطوة تهدف إلى إبراز إمكانياتهم الإبداعية وقدرتهم على تقديم أداء مسرحي مميز يلامس القلوب.

واختتمت مسرحية "مسارات الحب والحرب" لفرقة تواصل عروض المهرجان المسرحية المتنافسة، وسيعلن مساء غداً الثلاثاء عن الفرق الفائزة في حفل سيحتضنه مسرح مدينة العرفان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسرح العمانی محمد خلفان فی دور إلى أن

إقرأ أيضاً:

المخرج خالد جلال يستقبل اليوم عزاء شقيقه

يستقبل المخرج المسرحي خالد جلال، عزاء شقيقه حسن جلال من مسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين، مساء اليوم الأربعاء الموافق لـ 30 يوليو عقب صلاة المغرب، وذلك بعد رحيله عن عالمنا في مساء الاثنين الماضي.

وفاة شقيق المخرج خالد جلال

من ناحية أخرى، فجع الموت المخرج المسرحي خالد جلال، في شقيقه حسن جلال، أول أمس الاثنين، الأمر الذي أثار حالة من الحزن لدى الكثير من محبيه.

وفي هذا السياق، أعلن الفنان محمد سراج، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلا: «البقاء والدوام لله في وفاة الأستاذ حسن شقيق المخرج خالد جلال».

آخر أعمال المخرج خالد جلال

الجدير بالذكر، أن آخر أعمال المخرج خالد جلال المسرحية، مسرحية «المجانين» بالتعاون مع الفنان محمد هنيدي، التي عرضت ضمن أعمال موسم الرياض في المملكة العربية السعودية.

ودارت أحداثها في إطار تشويقي، حول الطبيب النفسي (شريف أبو عقل) الذي يعين في مستشفى اﻷمراض النفسية، ويرحب به الجميع، لكن سرعان ما تتبدد هذه الفرحة عندما يهدد مالك المستشفى بهدمه لبناء مجمع تجاري، فيجد (شريف) نفسه في مواجهة غير متوقعة، حيث يتحالف مع فريق من المرضى (المجانين) لإنقاذ المستشفى.

اقرأ أيضا:

أحمد سامي وخالد جلال على رأس المرشحين لقيادة الاتحاد السكندري

خالد جلال يعقد اجتماعا مع مخرجي عروض مواسم نجوم المسرح الجامعي

المخرج خالد جلال يعلن تطبيق الحجز الإلكتروني بعروض البيت الفني للمسرح

مقالات مشابهة

  • محمد الشرقي يلتقي ماجدة الكتبي الفائزة بالبرونزية في «الألعاب الآسيوية»
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • وزير التنمية الإدارية يختتم فعاليات الدورة الأولى من برنامج التمكين التدريبي الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع الجمعية السورية الكندية للأعمال
  • المخرج خالد جلال يستقبل اليوم عزاء شقيقه
  • وصلة .. مدّ جسور الحوار بين الأجيال المسرحية
  • الأكثر مشاركة في مهرجان جرش فرقة ” نادي الجيل ” تقدم فلكلور وتراث الشركس على المسرح الجنوبي
  • تقلا شمعون في جرش 39: بين حرارة المسرح وبرودة الكاميرا
  • تكريم الجهات الفائزة بجائزة أفضل منفذ للخدمات بمسقط
  • محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة
  • الموت يفجع المخرج المسرحي خالد جلال